الخيانة في بداية الزواج وصدمة الخيانة المبكرة

أسباب الخيانة في بداية الزواج، تأثير الخيانة المبكرة على الزوجين، كيفية التعامل مع الخيانة الزوجية في بداية الزواج، وقصة عن الخيانة في بداية الزواج
الخيانة في بداية الزواج وصدمة الخيانة المبكرة
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الخيانة في بداية الزواج ليست حالةً نادرة! يشير الباحثون إلى ما يسمى "نزوة الشهر السابع" حيث أن واحداً من كل سبعة أزواج جدد يتورط بالخيانة الزوجية في الشهر السابع من الزواج، كما يعتقد أن الخيانة في بداية الزواج أكثر شيوعاً في وقتنا الحالي بسبب نمط الحياة السريع والرغبة في الحصول على كل شيء في أسرع وقت.
لكن ما هي أسباب ودوافع الخيانة في بداية الزواج؟ وكيف تأثر الخيانة المبكرة على العلاقة الزوجية؟ ثم هل يستمر الزواج ويستقر بعد الخيانة في السنة الأولى.

عند المقارنة بين أسباب ودوافع الخيانة الزوجية في بداية الزواج مع أسباب الخيانة الزوجية في مراحل متقدمة من الزواج؛ سنلاحظ أن هناك بعض الاختلافات الأساسية، فالخيانة الزوجية بعد مرور سنوات على الزواج قد ترتبط بالملل الجنسي أو الخلافات المستمرة أو حتى التغيرات التي تطرأ على شخصية الشريك وظروفه، لكن كل هذه الأسباب لا تجد وقتاً للظهور في حالة الخيانة الزوجية المبكرة.

ونذكر من أسباب ودوافع الخيانة في بداية الزواج للزوج أو للزوجة:

  • العلاقات السابقة قبل الزواج: تعتبر العلاقات التي تسبق الزواج من الأسباب الرئيسية للخيانة في بداية الزواج، فإما أن تكون هذه العلاقات مستمرة أو غير منقطعة بشكل حاسم عند الزواج لتتجدد في بداية الزواج، أو أن الشريك الخائن -الزوج أو الزوجة- قد اعتاد على تعدد العلاقات العاطفية أو الجنسية قبل الزواج ما جعله غير قادرٍ على الإخلاص ومدمناً على العلاقات المتعددة، وقد يتعرض للابتزاز والتهديد بالفضيحة -خاصّةً الزوجة- ما يدفع إلى الخيانة تحت التهديد من شريك سابق.
  • التوقعات الوهمية وخيبة الأمل: إدارة التوقعات قبل الزواج من شروط الزواج الناجح، وعندما يعاني الشريك من توقعات خرافية؛ غالباً ما يتعرض لخيبة أمل كبيرة تتفاقم في الشهور الأولى من الزواج، خصوصاً عندما تكون المعرفة بين العروسين سطحية وشكلية، وقد يلجأ أحدهما إلى الخيانة كتعويض عن الصدمة وخيبة الأمل بالشريك.
  • الميول الجنسية للزوجين: التنافر الجنسي بين المتزوجين حديثاً يمكن أن يقضي على الترابط والالتزام بينهما بسرعة كبيرة، مثل تفاوت التفضيلات الجنسية، أو تفاوت الرغبة بالعلاقة الحميمة، أو المشاكل الصحية التي تؤثر على العلاقة بين الزوجين، أو حتى الشعور بخيبة الأمل من العلاقة الجنسية نتيجة التوقعات المتضخمة عن الجنس.
    ولا ننسى هنا أن نشير إلى تعامل بعض الأزواج الجدد مع العلاقة الحميمة كإجراء ميكانيكي! حيث تغيب الصراحة في طلب تفضيلات معينة في العلاقة الجنسية خوفاً من ظن السوء أو حفاظاً على الصورة في عين الشريك أو غيرها من الأسباب، ومع غياب المتعة الجنسية قد تكون الخيانة أسهل في نظر المتزوجين حديثاً من إصلاح العلاقة نفسها.
  • صعوبة المرحلة الأولى من الزواج: على وجه العموم تعتبر السنة الأولى من الزواج من المراحل الأكثر صعوبة في حياة الزوجين، فهي مرحلة إعادة التصوّر للعلاقة والنزول بالتوقعات إلى أرض الواقع ورسم الحدود من خلال الخلافات والمشاكل، هذه الصعوبات لحديثي الزواج قد تكون ثقيلة على البعض وتجعله ضعيفاً أمام إغراء الخيانة.
  • طول فترة الخطوبة والتعارف: تلعب فترة الخطوبة والتعارف دوراً مهماً في رسم ملامح الفترة الأولى من الزواج، فالخطبة الطويلة قد تزرع بذور الملل بين العروسين، وتسرّع من انحدار الشغف الاعتيادي في الزواج، فتتقدم صعوبات السنة الثالثة من الزواج إلى السنة الأولى مثلاً.
  • الحمل المبكر: الحمل والإنجاب أول التحديات الكبيرة على مستوى العلاقة العاطفية والحميمة بين الزوجين، ومن الشائع أن ينزلق الرجال في ورطة الخيانة عند حمل الزوجة الأول وفي الفترة ما حول الإنجاب. لمشاهدة رأي الخبيرة في حِلّوها ميساء حموري عن تحديات العلاقة الزوجية بعد إنجاب أول طفل، انقر هنا.
  • الرغبة بإثبات الذات: الزواج منعطف كبير في نظرة الإنسان لنفسه، وعندما يواجه الفرد شعوراً بالنقص والدونية تتعلق بقدرته على إرضاء الشريك في بداية الزواج؛ يحاول أن يعيد إثبات نفسه بعيداً عن الشريك، والخيانة من الأبواب التي يطرقها الرجال -وتطرقها النساء- لإثبات الذات بعيداً عن الشريك.
  • الاضطرابات والمشاكل النفسية: في بعض الحالات لا ترتبط الخيانة بفترة الزواج وكم من الوقت انقضى على الزواج، وإنما ترتبط بالحالة النفسية للشريك الخائن وبجملة من الاضطرابات النفسية التي تؤثر على التحكّم والسيطرة ومواجهة إغراءات الخيانة، تناولنا في حِلّوها العلاقة بين الاضطرابات النفسية والخيانة الزوجية في مقالة سابقة يمكنكم مراجعتها من خلال النقر هنا.
  • تثبيت سلوك الخيانة: من الأسباب التي تدفع الرجال للخيانة في بداية الزواج رغبتهم في تثبيت هذا السلوك على مدى الزواج، ومحاولة إعلان سلوك "الزوج الخائن" كسلوك ثابت ومستقر، هذا النمط المريض من الرجال غالباً لا يظهر الندم عند مواجهته بالخيانة ولا يقدم مبررات، بل يهاجم بوقاحة ويحاول كسر الزوجة وقطع الأمل من الإخلاص في بداية الطريق.
  • الانتقام من الشريك بالخيانة: قد تكون الخيانة في بداية الزواج انتقاماً من الشريك نفسه لأنه سبب خيبة الأمل، أو انتقاماً من الإكراه على الزواج، وعادةً ما يكون الطرف الخائن على دراية بهذا الدافع وقد يستمر بسلوك الخيانة ما دام غير مكشوف ليشعر بالانتصار على خصمه الذي هو شريك حياته.
animate

العلاقة بين الخيانة الزوجية والحب علاقة بالغة التعقيد، ولا يمكن القول ببساطة أن الخيانة الزوجية في بداية الزواج دليل قاطع على غياب الحب وانعدام العاطفة، فهناك دوافع لا علاقة لها بالحب بالضرورة، لكن يمكن القول أن الخيانة في بداية الزواج دليل أكيد على انخفاض الشعور بالالتزام وانخفاض تقدير عواقب الخيانة نفسها، وربما دليل على عيوب الشخصية وخلل التفكير والمحاكمة.
تقدير دلالات ومؤشرات الخيانة في بداية الزواج يعود للشريك المخدوع بشكل أساسي، خصوصاً إذا استطاع الشريك المخدوع فهم دوافع الشريك الخائن وأسبابه، كما أن ردة فعل الشريك الخائن عند انكشاف الخيانة نقطة حساسة لقياس الارتباط العاطفي بين المتزوجين حديثاً.

  • غياب الاحترام في العلاقة: فالاحترام من أقوى روادع الخيانة، ولا ننكر أن الاحترام بين الزوجين يُبنى على الأمد الطويل، لكن الخيانة في بداية العلاقة الزوجية تدل على فقدان الأساسات التي يمكن أن يُبنى عليها الاحترام بين الزوجين في المستقبل.
  • عدم الاهتمام بمشاعر الطرف الآخر: الخيانة المبكرة تدل بلا شكّ على الاستخفاف بمشاعر الطرف الآخر، في بعض الحالات قد يكون الأمر شخصياً والشريك الخائن لا يهتم بمشاعر الطرف الآخر كشخص، وفي حالات أخرى لا يهتم الخائن بمشاعر الجنس الآخر ككل ومن بينهم شريكه، فالرجل مثلاً قد يندفع للخيانة في بداية الزواج لأنه لا يدرك تأثير الخيانة على نفسية المرأة ولا يفهم مشاعر النساء وطريقة تفكيرهن، وربما كان متأثراً ببعض الخرافات عن حق الرجل في الجنس دون حساب.
  • قد لا تكون الخيانة الأخيرة: الإشارة الأبرز للخيانة الزوجية في بداية الزواج أنها غالباً ما تدل على سلوك مستقر وقد يصبح مزمناً، حتى في أسوأ الظروف ووجود دوافع قوية للشريك الخائن؛ لا يمكن أن تكون الخيانة الزوجية في بداية الزواج إلى تعبيراً عن خلل في تكوين الشخصية وخلل في طريقة التعامل مع الضغوطات ومواجهة التحديات أو السيطرة على الذات، وغالباً ما يكون هذا الخلل مزمناً ما يعني خيانة مزمنة!
  • انخفاض الالتزام في الزواج: تشير الخيانة الزوجية المبكرة إلى انخفاض قدرة الشريك الخائن على الالتزام، ليس فقط الإخلاص للزوجة عاطفياً وجنسياً، وإنما حتى الالتزامات الأخرى التي تعتبر ضرورة للزواج، فمن يخون في الشهور الأولى قد يرحل فجأة بعد سنتين، أو يتخلّى عن دوّره كأب وزوج أو كأمٍّ وزوجة.
  • انخفاض فرص الاستقرار: حتى إن استطاع الشريك المخدوع الخروج من صدمة الخيانة المبكرة وحاول الإبقاء على الزواج والسعي لإعادة بناء العلاقة؛ تظل فرص الاستقرار الزوجي أقل بكثير عندما يبدأ الزواج بالخيانة.
  • ألم الخيانة في بداية الزواج: الخيانة مؤلمة في بداية الزواج أو بعد خمس سنين أو بعد عشرين سنة، لكن ألم الخيانة في بداية الزواج يتضمن مشاعر سلبية أقسى لأنه بمثابة إعلان "الموت بالمهد"، وإذا نظرنا في شكاوى الأزواج المخدوعين من الرجال والنساء سنجدهم متألمين مهما كانت مرحلة الزواج ويستخدمون عبارات اجترار الألم على غرار "خانني وأنا عروس، خانتني من أول سنة، أو خانني بعد عِشرة عُمْر" ... إلخ.
  • فقدان الثقة بين الزوجين: من النادر أن تكون الثقة متبادلة وعميقة في بداية الزواج خصوصاً في الزواج التقليدي، وعادةً ما تبنى الثقة مع الوقت والخوض في تجارب مشتركة أكثر والتعرض لمواقف يومية متنوعة، لكن الخيانة الزوجية في بداية الزواج تضع حدّاً لهذا التطوّر الطبيعي للثقة وتعلن عن انكسار الثقة، مرة واحدة وإلى الأبد في أغلب الأحيان.
  • مشاعر النقص والذنب: الشعور بالذنب والدونية من المشاعر الشائعة عند التعرض للخيانة، وقد تكون هذه المشاعر أكثر قسوة في بداية الزواج، لأن الأسباب الاعتيادية للخيانة -مثل الملل أو الخلافات الطويلة- غير متوفرة، ما يجعل الشريك المخدوع يلوم نفسه ويعتقد أنه تعرض للخيانة لعلّةٍ فيه وعدم قدرته هو على صيانة الزواج.
  • الشعور بانعدام الأمان: على الرغم أن الخيانة في مرحلة متقدمة من الزواج تخلق نوعاً من عدم الأمان أيضاً، لكن الذكريات والتجارب خلال السنوات التي سبقت الخيانة قد تقلل شعور انعدام الأمان وتدفع للتعامل مع الخيانة كنزوة، أما الخيانة المبكرة تخلق شعوراً عميقاً بالخوف من المستقبل والقلق، ليس فقط من تكرار الخيانة وإنما القلق من كل ما يتعلق بالأسرة والتزاماتها.
  • الانفصال وانهيار الزواج: في كثير من الزيجات التي تمر بمنزلق الخيانة في البدايات يكون الانفصال من الخيارات الأقوى بالنسبة للشريك المخدوع، وهناك عوامل كثيرة قد تساعد على اتخاذ قرار الانفصال في بداية الزواج، مثل عدم وجود الأولاد والتفكير بالمستقبل بعد الطلاق والخوف من استمرار الزواج على نفس المنوال من الغش والخداع، فيما نجد قرار الطلاق بسبب الخيانة أصعب في المراحل المتأخرة من الزواج.

لا يوجد الكثير من الخيارات للتعامل مع الخيانة في بداية الزواج، لكن مع ذلك هناك مجموعة من الأمور المهمة التي يجب أخذها بعين الاعتبار لأخذ قرار مناسب:

  • عدم اتخاذ القرار فوراً: شلل التفكير عند اكتشاف الخيانة الزوجية يجعل المشاعر هي التي تتحكم بالقرارات والأفكار، فالغضب والحزن والصدمة قد تعمي عيوننا عن التصرف الصحيح، لذلك ننصح دائماً بتأجيل أي إجراء مهما كان الدافع قوياً، على الأقل لتبرد النار قليلاً ونتمكن من رؤية الأمور بطريقة أوضح.
  • التأكد من الخيانة: الشك والغيرة الشديدة مشاعر طبيعية في بداية الزواج ريثما تبنى الثقة بين الزوجين وتفتر مشاعر الغيرة المتقدة، لذلك يجب التأكد بشكل قاطع من الخيانة وعدم الاعتماد على الحدس أو التكهنات.
  • مواجهة الشريك بالخيانة: في حال التأكد من الخيانة ننصح بجمع بعض الأدلة القاطعة، ثم تهدئة النفس قدر الممكن والحفاظ على رباطة الجأش، ثم مواجهة الشريك الخائن بمعرفة الحقيقة، اقرئي مقالنا عن مواجهة الزوج الخائن من خلال النقر هنا.
  • التفكير بتعقّل وموضوعية: بناءً على ردة فعل الشريك الخائن بعد المواجهة يمكن التفكير بشكل عقلاني أكثر، وننصح دائماً بالتريث وإعطاء الأمور وقتها في قضايا الخيانة، وذلك لتقليل تأثير الصدمة والحزن على اتخاذ القرار، والجدير بالذكر أن الصدمة والحزن لا تقود بالضرورة إلى قرار الانفصال المتسرّع، بل قد تقود أيضاً إلى قرار الاستمرار الخاطئ!
  • علاج أسباب الخيانة: إن كان هناك أسباب واضحة للخيانة مثل وجود اضطرابات أو مشاكل نفسية أو التعرض للابتزاز والتهديد أو غير ذلك مما يمكن علاجه؛ يجب أن يقتنع الشريك الخائن بالذهاب إلى المعالج المختص أو التعامل مع الأسباب بطريقة أكثر شجاعة وجرأة، وهذه النصيحة لا تتعلق بالضرورة باستمرار الزواج بعد الخيانة المبكرة.
  • اتخاذ قرار الاستمرار أو الانفصال: قرارا الانفصال بعد الخيانة المبكرة قرار حكيم في معظم الحالات، ويمنح الشريك المخدوع فرصة لحياة جديدة، وفرصة أيضاً للتعافي من الصدمة، لكن هذا لا يعني أن الزواج لا يمكن أن يستمر بعد الخيانة المبكرة، بل قد تكون هذه التجربة المريرة عاملاً من عوامل السعادة الزوجية في المستقبل، كل ذلك يتعلق بقدرة الشريك المخدوع على الغفران، وقدرة الشريك الخائن على التعويض.
  • علاج الذات من ألم الخيانة: مهما كان القرار بعد الخيانة في بداية الزواج؛ لا بد أن يعمل الشريك المخدوع على التخلص من آثار هذه التجربة المؤلمة، خصوصاً مشاعر الذنب وانخفاض احترام الذات، والخوف من الزواج في المستقبل أو الخوف المرضي من تكرار الخيانة في حال استمرار الزواج، وننصح أيضاً أن يكون الشريك المخدوع أكثر اعتماداً على ذاته في حال استمرار الزواج سواء من الناحية العاطفي أو المادية، فذلك يساعد على تعزيز شعور الأمان.

من القصص التي وردت إلى منصّة حِلّوها سيدة تقول أنها اكتشفت علاقات زوجها النسائية المتعددة بمجرد عودتهما من شهر العسل، وعندما واجهته بما رأته على هاتفه من رسائل وصور؛ غضب وقال لها "كل ذلك كان قبل الزواج" علماً أنّهما قضيا معاً خمس سنوات قبل أن يتزوّجا!
قررت صاحبة المشكلة الانفصال عن زوجها بعد شهر واحد من الزواج، لكنها أجلت إعلان الانفصال خوفاً من كلام الناس، لتكتشف أنها حامل وتتغير كل خططها، فقررت أن تغفر وتستمر في الزواج.
المشكلة التي تطرحها الزوجة أنها غير قادرة على نسيان ما حدث، وحتى بعد إنجاب طفلها لم تستطع أن تنسى الأفكار السلبية والشعور بالخيبة، ولم يساعد سلوك زوجها المنضبط ومحاولاته الاعتذار، فهي تفكر إن كانت خياناته تلك دليلاً على كذبه في مشاعره كل تلك السنوات قبل الزواج!
اقرأ القصة بالتفصيل وتفاعل خبراء وقراء حِلّوها من خلال النقر على هذا الرابط.

المراجع