أقدّر كل ما فعله لي لكن تعلقي به زاد عن حده

الصداقة الحقيقة نادرة وانتم نموذج للصداقة الحقيقية.. يا اخي الكريم استمر على علاقتك معه وحاول ان تتفق معه على شيء بأن مثلاُ لا تغادروا البلاد وتبقوا بها .

بارك الله فيكم وجمع بينكم على المحبة والمودة هذا نموذج للصديق الرائع وتمسك به ولا تفرط به.. ولكن لا تجعل هذا الاهتمام يكون على حساب مصلحتك ومستقبلك .. حاول ان ترد اليه هذا الموقف في اي شيء وموضوع التلق هذا فترة وتنتهي وكل انسان يكون عند مسئولياته .

التعلق هذا جاء بعد الاهتمام بك، انت تريد الان ان ترد له هذا المعروف وانا اعلم وايقين مدى حبك له ومدى حبه الك وانتم مثل الاخوة لانكم غرباء بلادكم .. اخي العزيز في الغربة لو كان الشاب اعزب يقف بجانبه الصديق لان لا احد هناك سوى الأصدقاء .. ممكن الشاب لن يعود الى بلده ويبقى هناك وانت كذلك لا احد يعلم ما الظروف في الأيام القادمة .. لكن يا عزيزي عليك ان تقتنع قناعة تامة ان الدنيا تلهي الانسان عن كل شيء والايام القادمة انت تنشغل في دراستك وهو كذلك ينشغل بها لذلك لا تجعل القلق والتفكير بالمستقبل يأخذ كل تفكيرك .

لا تعلق قلبك بشخص مهما فعل لك و مهما كانت مكانته في قلبك فأنت لا تملك تغيير الأقدار و لا معارضتها ,, أحبب من شئت و اعلم أنك ستفارقه في يوم من الأيام مهما طال التقائكم .. فالفراق لابد منه والحياة لا تتوقف عند أحد تستمر حتى و إن فارقنا بموته لا سمح الله .. عليك أن تعلم أن الله هو من قدر اجتماعكم و هو من يقدر فراقكم و كذلك بيده أن يجمعكم يوماً ما .. عود نفسك على غيابه و حافظ على ما تكنه له من مشاعر و رد له معروفه بطريقتك حتى لا تشعر أنه متفضل عليك 

الفضل الذي كان منه عليك هو ما يدفعك لأن تلبي طلباته و لا ترفض له أي طلب لأن معروفه عليك كبير بنظرك فهو حافظ على حياتك و اعتنى بك كما يفعل أهلك و أكثر ,, أشكر الله و احمده على أنه رزقك بهذا الصديق حتى تدوم عليك هذه النعمة ولا تنسى أنه كله من فضل الله عليك .. أخبره بما تكن له من مشاعر حب و صداقة و أنك لن تنسى معروفه معك .. و أنك تود أن تبقى صداقتكما للأبد ستجد منه ما يسر خاطرك و يطمئن قلبك بإذن الله 

ربما خوفك من أن لا تجد شخصاً بمثل صفاته في حياتك كلها و أن افتراقكما خسارة كبيرة لك بسبب اهتمامه بحياتك و الخوف عليك من الضرر ،ن فرأيت فيه الصديق الوفي الذي لن يتكرر و تحتاج أن يبقى معك إلى أن تفنى .. حافز على علاقتك القوية به فالله الذي بقدرته جمعكم الآن قادر على أن يجمعكم مرة أخرى افترقا على حب الله فهذا أخير ما تفعلوه