كيف أتعامل مع تأثر والدي بما يُنشر على السوشيال ميديا؟

كيف أتعامل مع تأثر والدي بما يُنشر على السوشيال ميديا؟ أبي يكاد يجن، السلام عليكم، أتمنى حقًا من حضرتكم إفادتي بخصوص هذا الموضوع، حيث إن والدي بعمر 49 سنة أصبح متأثرًا جدًا ببعض الأفكار الغريبة التي تنشرها بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مثلًا عن أن الصلاة غير حقيقية، حتى إنهم يستدلون بتفاسير خاطئة للقرآن الكريم، حيث يظنون أن الصلاة المقصودة في القرآن هي صلاة روحية لا حركية، ويبدأون بدس أفكارهم الغريبة وإقناع الناس بها، حتى إن المشكك في الأمر قد يقتنع بهم

حتى أنهم تكلموا عن مكة المكرمة قائلين إن مكانها ليس في السعودية وإنما في ولاية معينة في الجزائر، ولكم أن تتخيلوا الأمر، حتى إنهم يستدلون بكلام علماء الآثار ورموز متواجدة ويربطونها ببعض الآيات ليغسلوا بها عقول الناس

ولكون أبي رجلًا من صغره ليومنا هذا اختلط كثيرًا ودرس علم الآثار والروحانيات وكشف الذهب والعديد من الأمور المشابهة، فقد أثروا عليه بادعاءاتهم، وعندما أقول لكم هذا لا أقصد أن أبي كافر أو ما شابه والعياذ بالله، بل على العكس تمامًا، هو إنسان مؤمن إيمانًا تامًا بالله عز وجل، ومر بابتلاءات في حياته بقدر شعر رأسه، فقد كان عسكريًا سابقًا في وقت الإرهاب، وهو من ضحايا الإرهاب، بالإضافة لولادة أختي مصابة بالعديد من الأمراض، ورغم ذلك لم يطلب من أمي إجهاضها، بل على العكس، قائلًا إن الروح بيد الله وهو من له حق أخذها، وأنه ما دام أن الله قد كتب لها عمرًا فمن حقها العيش حتى يقرر هو أخذ أمانته

وفعلًا وُلدت أختي مصابة بعدة أمراض، ورغم وضعنا المادي البسيط وبعد مسكننا عن المستشفيات، إلا أنه صبر، وطوال أربع سنوات وهو يركض بها إلى المستشفيات والعلاج، حتى إنه أرسل طلبًا لعلاجها في الخارج بسبب السرطان، إلا أن الله أخذ أمانته، ورغم ما تركته تلك الملاك البريئة في قلوبنا من ألم بعد رحيلها، فقد كانت شمعة البيت بمرحها وعفويتها، إلا أن أبي صبر واحتسب وقال إنه قضاء الله

أنا أحكي لكم هذا كي لا تحكموا على الكتاب من غلافه، مؤخرًا خدعته إحدى النساء بإدخاله بثًا على موقع التيك توك ليتكلم عن فكرته، كانت نية أبي فقط أن يجيب على التساؤلات التي تدور في رأسه ومناقشتها، بدأ البث، دخل ثلاث رجال معهم أبي، فبدأ النقاش قائلًا إن هناك مصادرًا وأشخاصًا يتحدثون عن مكان مكة وإلى آخره، لتبدأ السخرية والاستهزاء من أولئك الرجال، ورغم أنهم أصغر منه إلا أنهم لم يحترموه، وقالوا عنه إنه هندي وفضائي وسخروا منه، هو فقط كان يرد باحترام ولم يرد السخرية، وقال لهم: أنا فقط أردت أن تجيبوني على سؤالي، وطرح لهم سؤالًا عن الآثار، حتى إنهم قالوا له أن يفتح الكاميرا حتى يستطيعوا نشره، واستمروا بالضحك والتهكم لمدة ساعتين

حتى إن أبي يئس منهم فشكرهم وقال بارك الله فيكم على المناقشة وخرج، وطوال تلك الفترة وأثناء سماعي لذلك الحوار وسخريتهم وأنا منهارة وأتقطع على والدي، فلم يسبق أحد أن أهانه وخصوصًا أمام أولاده، هو ابتسم وقال إنهم مجرد صغار، ولم يتوقع أن يجد مثلهم في البث، أي صغار، وأحدهم في 35

أرجوكم أفيدوني بحل، طوال اليوم ومن صدمتي قد شعرت بخمول وشلل في أطرافي، وتلك المرأة المسؤولة عن ذلك البث أخبرتهم عن مدينته التي يسكن فيها رغم أنه لم يرغب في الإفصاح، إضافة أنها أرسلت له وقالت له جهز نفسك لبث جديد غدًا، تعال وأحضر دلائلك على كلامك، وقد حصل ذلك البث على 22 ألف إعجاب

أنا حاليًا لا أستطيع التكلم مع أبي لأنه غاضب من أن درجاتي تدنت في الفترة الأخيرة، أنا في 18، سأقول لأمي أن تناقشه، من العمر أنتِ أكبر وأكثر خبرة مني، أرجوكم، انصحوني كيف أتصرف، آسفة على الإطالة، وشكرًا للاستماع