كيف أتعامل مع ابني بعد أن اختار العيش مع والده؟

مشاكل المراهقين
كيف أتعامل مع ابني بعد أن اختار العيش مع والده؟

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، كيف أتعامل مع ابني بعد أن اختار العيش مع والده؟ أنا مشكلتي معقدة بعض الشيء، واحترت كثيرًا في حلها، أتمنى أن أجد عندكم صدرًا رحبًا وآراء رشيدة تساعدني وتنير طريقي

أنا لدي ابن عمره 16 سنة و3 أشهر، انفصلت عن والده منذ كان عمره سنتين، وأخذت الحضانة وعاش معي وفي كَنَفي كل هذه المدة، سهرت عليه وربّيته وقمت بجميع أموره وحدي: مرضه، دراسته، كل شيء يتعلق به كنت أنا المسؤولة الوحيدة عنه، أبوه كان يرسل المال فقط، وكان يراه كل سنتين مدة يومين فقط، المهم أن الأمور كانت عادية جدًا، والولد كان يحبني ويسمع كلامي

مؤخرًا انقلب حاله وتغيّر تغييرًا جذريًا، وتمرد بشكل غير عادي، أصبح يريد أن يعمل ما يحلو له (يبقى خارج البيت حتى وقت متأخر، يسهر على الهاتف حتى وقت متأخر، يقوم بحلاقة غريبة لشعره، ويحب فتاة ويربط معها علاقة)، وإذا كلمته يقول: "لا دخل لك"، وإذا حاولت منعه يحدث بيني وبينه شجار كبير، ويتطور الأمر إلى تبادل الشتم والسب والاشتباك بالأيدي

يقول إنني كنت أظلمه في الماضي، وعندما أسأله كيف ظلمتك؟ يقول: "لم تكوني تتركيني أبقى في الخارج حتى وقت متأخر، وكنتِ تطلبين مني أن أقرأ الكتب، ولم تكوني تتركيني أحلق شعري بالطريقة التي تعجبني… إلخ"، بالله عليكم، هل هذا ظلم؟ أنا كنت أفعل هذا لأني كنت أخاف عليه من الشارع وأخاف أن يتعلم أشياء غير صالحة، وكنت أطلب منه أن يقرأ لأني كنت أحب أن يكون مثقفًا، مطّلعًا، لديه معلومات

كنت أستخدم الضرب في تربيته، وأحاول تأديبه عندما لا يسمع الكلام، فعلت ذلك بحسن نية لأني لم أكن أريده أن ينحرف أو يضيع، وكنت حريصة على دراسته وعلى أن ينجح ويتفوق، والحمد لله كانت علاماته دائمًا ممتازة، لكن مؤخرًا تراجع في دراسته، أتعبني جدًا وعذبني، وكنت عندما أتعصب أدعو عليه وأقول له: "أنت ولد عاق، وقلبي غير راضٍ عنك"

الآن هو سافر لوالده، لأن والده من بلد آخر (موريتانيا)، أفكر أن أتركه يعيش مع والده لأنني فعلًا تعبت من تصرفاته، وأشعر أنني سأصاب بمرض خطير بسببه، فأنا دائمًا عصبية ومتوتّرة

أنا عشت طفولة صعبة، فقدت أمي وأنا طفلة صغيرة، وتعذبت في مرحلة الطفولة، وعندما كبرت وتزوجت، ارتبطت برجل أجنبي عاش معي فترة قصيرة ثم طلقني بطريقة تعسفية وغادرة، قال إنه ذاهب إلى المغرب لزيارة الأهل وسيعود بعد شهر، وعندما انتهى الشهر وطلبت العودة، قال لي إنه طلقني وانتهى الأمر

عندما كان عمر ابني ست سنوات تعرفت على شخص آخر وتزوجت منه، وكلي أمل أن أعيش الاستقرار والدفء الأسري، لكن زواجي الثاني أيضًا انتهى بالفشل بعد سنتين فقط، حيث كان الزوج دائمًا يعايرني بأنني كنت مطلقة ومعي ولد وهو عازب، وأنه تنازل وقبل الزواج بي، وأنه قدّم لي معروفًا كبيرًا ويجب أن أبقى ممتنة له طول حياتي

الحمد لله، بعد الطلاق عدت للدراسة وأكملت تعليمي، وحصلت على وظيفة جيدة براتب جيد، لكن ابني لا يتركني أتهنّى وأفرح بالنجاح الذي وصلت إليه

كما أخبرت من قبل، أنا أفكر أن أتركه يعيش مع والده، وفي الوقت نفسه أخاف أن ينساني، ليس لي غيره، وكنت أنتظر أن يكبر ويكون سندًا لي، ورجل البيت، ويتزوج وينجب ويملأ عليّ البيت بالأولاد، أتألم لفكرة فقدانه والعيش وحيدة في البيت

هو أيضًا كان رافضًا هذه الفكرة، ولا يحب أن يعيش في موريتانيا، لكن أبوه أغراه بالمال والهاتف الغالي (أبوه من الأثرياء في بلده)، وقال له إنه إذا بقي هناك سيدرس سنة واحدة فقط بدل سنتين (المرحلة الثانوية هناك ثلاث سنوات، وابني درس هنا سنة واحدة وبقي له سنتان)، وعده أبوه أنه لو بقي هناك سيختصر له السنتين في سنة واحدة، أي يدرس سنة فقط ويحصل على البكالوريا، فتحمس جدًا للفكرة وغيّر رأيه وقرر أن يبقى هناك

في البداية كان رافضًا البقاء، وكنت أعتبرها عقابًا له على ما فعله معي، وكنت أنوي أن أشترط عليه أن يحسن سلوكه ويسمع كلامي إذا أراد العودة، لكن الآن هو من يريد البقاء بعد أن أغروه بالمال والهاتف الغالي وهذه الأفكار

أنا رفضت هذه الفكرة تمامًا، لأنه كما قلت سابقًا تراجع في دراسته ومستواه انخفض، ويحتاج أن يدرس كل سنة وحدها كي يتكوّن جيدًا ويكون لديه أساس قوي، لا أن يختصر ويحرق المراحل، وعندما كلمته وقلت له إن هذه الفكرة خاطئة، وإن الدراسة مرحلة بمرحلة أفضل، قال لي: "لا دخل لك، نحن قررنا أنا وأبي خلاص"، أصبح يقدّس أباه ويسمع كلامه ويحترمه، بينما أنا إذا كلمته يرفض سماعي ويقول: "لا دخل لك"

لماذا كل هذا؟ هل لأني ضحيت معه وربّيته وحدي وصبرت على كل الصعوبات والإكراهات التي واجهتني؟ هل لأني رفضت أن أسلّمه لوالده وهو طفل صغير وتمسكت به؟ هل أنا مخطئة لأني لم أتخلَّ عنه وهو صغير وأسلمه لوالده وأذهب لأعيش حياتي بعيدًا عنه

أرشدوني أرجوكم، ماذا أفعل؟ كيف أتصرف؟ أعطوني نصيحة وخففوا عني، فأنا تائهة وحائرة ومتعبة من التفكير، أطلب من الدكتورة سناء رأيها في موضوعي لتساعدني في إيجاد حل لمشكلتي، وكذلك رأي الآخرين، كما أطلب دعواتكم لي بالفرج والتيسير، جزاكم الله خيرًا، آسفة جدًا على الإطالة، وشكرًا

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

شارك في الاجابة على السؤال

يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال

علم United States
أضف إجابتك على السؤال هنا

كيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟

  • علم Saudi Arabia
    علم Saudi Arabia
    من مجهول

    اتمنى الارتباط بك الله يسعدك

  • علم Tunisia
    علم Tunisia
    من مجهول

    قصتك معقدة لكن يجب أن تكوني واعية و مستوعبة لِما سأقوله لك و قد يكون صادمًا بعض الشيء لكنه الحقيقة بكل أبعادها النفسية و البيولوجية و الفلسفية . سأبدأ بطرح هذه الإشكالية : كم من أسرة صالحة تعرفينها في محيطك ، و بالرغم من ذلك لم يفلح أبنائهم في شيء و دخلوا عالم الضياع ؟ الجواب : عدد كبير و لا يحصى و هنا يأتي السؤال لماذا ؟ ، أنا أعرف أبناء أساتذة جامعيين و أشخاص قمة في الأخلاق و مع ذلك أبنائهم أصبحوا فاشلين و سيّئي الخلق و ضائعين ، بالرغم من كل جهود آبائهم في التربية و النصح و الإرشاد منذ الصغر . و في المقابل تجدين من ترعرع في ملجأ للأيتام بدون والدين و تجدينه شابًّا صالحا و ما أكثرهم . المغزى يكمن في شخصية المراهق و الشاب و درجة ذكائه/وعيه و كيفية رؤيته للحياة و أولوياته فيها ، هذا في العنصر الأساسي الذي يحسم و يقرر مدى نجاح الشاب من عدمه . و أغلب الشباب (بما فيهم إبنك و لا أقصد الإساءة) هم من فئة "خفيفي العقل و خاوي الفؤاد و الأفق " ، بمعنى أنهم يسهل التلاعب بهم تحت الإغراء ، و يقعون بسهولة في عالم الإدمان و يهملون الأشياء الأهم و هي المستقبل الدراسي و المهني . لكن هناك أمل صغير و هو أن تحافظي على شعرة معاوية مع إبنك لعلّه ينضج مع الوقت و يصبح التعامل معه أسهل . أقنعيه أنّ تجاوز سنة دراسية في مرحلة الثانوية الصعبة هو بمثابة إنتحار لأن الثغرات الدراسية التي ستتراكم عنه ، ستجعل منه تلميذ ضعيف في كل المواد بصفة لا رجعة فيها . تواصلي مع والده و حسسيه بالخطر المحدق بإبنكما و أن لا يفتح له أبواب الحرية المطلقة . ( مع أنني أشك في تفهم والده لأنه في أغلب الظن رجل أعمال أو سياسي فاسد و لا يفقه في هذه الأمور ) . أما أنت فحاولي من جهتك أن تكوني إيجابية في حياتك و أقنعي نفسك أنّ إبنك أصبح على أبواب سن الرشد و أنّه أصبح متحملًا لمسؤولياته و خياراته في الحياة . و حاولي أن تبحثي عن الكنه و المعنى في حياتك و أقترح عليك أن تنضمي لدور الأيتام و تلعبي دور الأم البديلة لفتى أو لفتاة  تكون في أمس الحاجة للدفء الأسري و التوجيه و النصح . أنا شاب و متطوع في إحدى دور الأيتام و مجهولي النسب و أعطي دروس مجانية لهم و أشعر بالمعنى الحقيقي للرضا في الحياة و أقترح عليك هذه الفكرة أيضًا

  • animate

  • علم Saudi Arabia
    علم Saudi Arabia
    من مجهول

    هو في سن المراهقه وهذا طبيعي في سنه ويعيش مع ابوه هالفتره أفضل لأن الولد إذا كبر مايقدر عليه الا أبوه وكلمي أبوه يشد ويحرص عليه 

  • علم
    علم
    من مجهول

    حبيبتي اتركي للولد حرية الاختيار الكاملة ولا تحاولي التدخل في تفاصيل حياته أو فرض آرائك عليه فربما يحتاج إلى مساحة ليخطئ ويتعلم بنفسه ركزي على حياتك واهتمي بذاتك وأنشطتك الخاصة ودعيه يواجه نتائج قراراته بشكل مباشر في بعض الأحيان تكون التجربة العملية خير معلم 

  • علم
    علم
    من مجهول

    ضعي حدودًا واضحة لسلوك ابنك ولا تسمحي له بتجاوزها حتى لو كان يعيش مع والده فدورك التربوي ما زال قائمًا حاولي التوصل إلى اتفاق صريح مع والده لضمان استمرار تأثيرك في قراراته وتوجيهه بالشكل الصحيح لا تتركي الأمور للعاطفة وحدها فالانضباط والوضوح في هذه المرحلة هما الضمان لاستقراره ونموه السليم

     

  • علم
    علم
    من مجهول

    حاولي أن تمنحي ابنك مساحة من الحرية ليثبت ذاته ويكتشف شخصيته مع الحفاظ على رابط عاطفي دافئ يجعله يشعر أنك دائمًا موجودة لدعمه تجنبي الدخول في جدالات أو فرض سيطرة مباشرة وبدلًا من ذلك قدمي له النصائح عندما يطلبها أو يشعر بالحاجة إليها تذكري أن المراهقة مرحلة مؤقتة مليئة بالتقلبات ومع الصبر والتفهم سيعود التفاهم بينكما تدريجيًا

     

شارك في الاجابة على السؤال

يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال

علم United States
أضف إجابتك على السؤال هنا

كيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟