المراهق والعادة السرية "ابني يمارس العادة السرية كيف أتعامل معه؟"

ابني يمارس العادة السرية، علامات ممارسة العادة وأعراض إدمان العادة السرية عند المراهق، كيف أمنع ابني من ممارسة العادة السرية؟ آثار وأضرار العادة السرية
المراهق والعادة السرية "ابني يمارس العادة السرية كيف أتعامل معه؟"
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تثير ممارسة العادة السرية لدى الأطفال والمراهقين قلقاً عميقاً في نفوس الأمهات والآباء، ما يدفعهم لطلب المشورة من المختصين في موقع حلوها، حيث تردنا العديد من الأسئلة مثل "شفت ولدي يمارس العادة السرية ماذا أفعل؟" و"ابني يمارس العادة السرية كيف أتصرف معه؟" أو "كيف أمنع ابني من العادة السرية؟" وغيرها من الأسئلة المشابهة.
وفي هذه المقالة عن العادة السرية عند المراهقين نحاول أن نقدم لكم مجموعة من المعلومات والحقائق حول متى يبدأ الطفل بممارسة العادة السرية وأضرار العادة السرية على المراهقين، وكيفية الحديث مع الطفل أو المراهق الذي يمارس العادة السرية حول الأمور الجنسية ووصوله إلى سن البلوغ، إضافة إلى آثار وعلامات العادة السرية وأعراض إدمان المراهق للعادة السرية، وكيفية التخلص من العادة السرية عند المراهق.

شفت ولدي يمارس العادة السرية؟ ما هي العادة السرية أو الاستمناء ومتى يبدأ الطفل بممارستها؟
قبل الحديث عن العادة السرية في مرحلة المراهقة لا بد من الحديث في البداية عن العادة السرية بشكل عام، تعريف العادة السرية أنها لمس ومداعبة الأعضاء التناسلية والمناطق الحساسة في الجسم بهدف الوصول إلى اللذة الجنسية، وهي ممارسة شائعة خاصة بين الذكور، وقد تستمر حتى بعد الزواج وربما تستمر مدى الحياة، لكن متى يبدأ الطفل باكتشاف العادة السرية؟.

متى يتعلم الطفل ممارسة العادة السرية؟

تحدثنا في مقال سابق عن ممارسة العادة السرية قبل البلوغ عند الأولاد والبنات الصغار، حيث وجدت الأبحاث أن متوسط العمر الذي يبدأ عنده الطفل بممارسة ما يشبه العادة السرية هو سنتان، وتختلف قدرة الأطفال الصغار على إدراك حقيقة هذه الممارسة حسب ظروفهم وبيئتهم، فيما تأخذ العادة السرية شكلها المكتمل والجنسي عند سن البلوغ، حيث يشعر الطفل الذكر مثلاً بالانتصاب والقذف، وتشعر الأنثى بالرعشة.

والعادة السرية عند المراهقين تكاد تكون سلوكاً عاماً طبيعياً، بمعنى أنه من العسير إيجاد مراهق لم يمارس العادة السرية، ذلك أن العادة السرية جزء من تطور وعي الأطفال برغباتهم الجنسية وأعضائهم التناسلية، وتستمر العادة السرية لدى الكثيرين حتى بعد المراهقة، وقد تستمر أيضاً إلى ما بعد الزواج، اقرأ مقالنا عن ممارسة العادة السرية عند الرجل المتزوج.

animate

هل هناك آثار ظاهرة للعادة السرية؟ هل يمكن علاج آثار العادة السرية؟ هل تؤثر العادة السرية على الطول؟...إلخ
لنتفق أولاً أننا سنتحدث عن آثار العادة السرية بعيداً عن الخرافات، وذلك أن الأسلوب التربوي التقليدي يلجأ إلى تخويف الأطفال والمراهقين من العادة السرية من خلال اختلاق الأساطير والخرافات المتعلقة بتساقط الشعر والأظافر وجحوظ العينين أو احمراراها وتساقط الرموش وضعف الانتصاب وانكماش القضيب والنمش ونمو الشعر على باطن اليد وغيرها، لكن جميع هذه القصص لا ينظر إليها العلم إلا بوصفها خرافات وأساطير، ويعرف الكبار الذين مارس معظمهم العادة السرية في المراهقة أن جميع هذه الآثار المرعبة ليست إلا خرافات.

نظرياً يمكن القول أن العادة السرية من الناحية الصحية ليس لها مفعول مباشر يتعدى مفعول العلاقة الجنسية الكاملة، ومعظم آثار ممارسة العادة السرية على المراهقين هي آثار سلوكية ونفسية وليست صحية أو جسدية.
لذلك عندما تسمع أسئلة من قبيل "هل تؤثر العادة السرية على الطول؟" أو "متى تظهر آثار العادة السرية على الوجه؟" أو حتى "هل تؤدي ممارسة العادة السرية إلى الضعف الجنسي؟"، يجب أن تعرف أن الجواب على كل ذلك هو: لا يوجد آثار جسدية أو صحية مباشرة للعادة السرية.

والجدير بالذكر هنا أن بعض الدراسات أشارت إلى احتمالية تأثير ممارسة العادة السرية بشكل مفرط على الحساسية الجنسية لدى الذكور عند ممارسة الجنس، وذلك لا ينتج عن العادة السرية بحد ذاتها بل عن أسلوب ممارسة الذكور لها من خلال الضغط الشديد على العضو، وقد يكون تغيير الأسلوب والاعتدال حلاً لمشاكل الحساسية الجنسية عند المتزوجين[3].
وقد تكون ممارسة العادة السرية مؤذية للأعضاء الحساسة نتيجة الإفراط باللمس والتدليك أو الاستمناء بعنف أو استخدام أدوات مساعدة.

هذا يعطينا نتيجتين مهمتين؛ النتيجة الأولى أنَّ العادة السرية لا أعراض لها، ولنكن أكثر دقة فأعراض ممارسة العادة السرية تختفي مع انتهاء الممارسة مثل التعرق واحمرارا الوجه وارتفاع درجة الحرارة والشعور بالاسترخاء، هذه الأعراض قد لا تدوم أكثر من دقيقتين.
والنتيجة الثانية؛ أنَّك لن تتمكن من إدانة ابنك المراهق بممارسة العادة السرية نتيجة أعراض جسدية مرئية، فتقصُّف الأظافر وتساقط الشعر قد يكون دليلاً على نقص الحديد وفقر الدم!، ووجود مشكلة بالنمو قد يكون دليلاً على خلل هرموني، كذلك احمرار العينين قد يكون نتيجة مشكلة صحية أو نتيجة تعاطي المخدرات؛ لذلك ابحث عن أسباب غير العادة السرية.

اتفقنا بالفقرة السابقة أنه حتى الآن لم يثبت العلم وجود أي ضرر جسدي يذكر لممارسة العادة السرية، وهذا ليس تشجيعاً على ممارسة المراهقين للعادة السرية؛ وإنما ليطمئنّ الأهل على صحة أبنائهم من جهة، وليعرفوا كيفية الحديث مع أبنائهم عن العادة السرية بعيداً عن الخرافات من جهة أخرى، خاصة وأن الاستمناء ممارسة شديدة الشيوع وعلى جميع الأهل التواصل مع أطفالهم في مرحلة مبكرة للحديث عن البلوغ والاحتلام والرغبة وغيرها من القضايا الجنسية.

أما عن أضرار العادة السرية عند المراهقين على مستوى السلوك والصحة النفسية:

  • الخطر الحقيقي هو تحوّل ممارسة العادة السرية إلى إدمان عند المراهقين أو سلوك قهري، ما يعكس وجود مشاكل نفسية ومعرفية جديرة بالتشخيص والعلاج قد تكون سبباً ونتيجة في آنٍ معاً.
  • تعتبر مشاعر الذنب التي تولّدها ممارسة العادة السرية واحدة من الآثار السلبية على المراهقين، وهنا تأتي أهمية دور الأهل في التعامل مع ممارسة ابنهم للعادة السرية بطريقة حكيمة.
  • يلجأ معظم المراهقون والمراهقات إلى العادة السرية كنوع من مضادات التوتر والضغط النفسي إلى جانب الحصول على النشوة الجنسية، لكن العادة السرية بحد ذاتها قد تتحول إلى سبب للضغط النفسي نتيجة الشعور بالذنب أو عدم القدرة على ضبط تكرار العادة السرية أو التفكير الكثير بالأمر، وقد تؤثر أيضاً على الحياة الاجتماعية للمراهقين[4].
  • إدمان مشاهدة المقاطع الإباحية أيضاً يعتبر خطراً مستقلاً من وجهة نظرنا عن العادة السرية، وقد تناولنا موضوع الأفلام والمقاطع الإباحية في مقالات عديدة منها: علاج الطفل مدمن مشاهدة الأطفال للأفلام الإباحية، و حقيقة الأفلام الإباحية، وغيرها.
  • من علامات الخطر التي يجب التعامل معها من قبل اختصاصيين ممارسة المراهق للعادة السرية بشكل علني أو مع آخرين.
  • قد يكون الإفراط بممارسة العادة السرية عند المراهقين تلميحاً للإساءة الجنسية، حيث يظهر بعض الأطفال والمراهقون الذين يتعرضون للاعتداء الجنسي انشغالاً غير طبيعي بحياتهم الجنسية[5].

كيف تعرف أن المراهق يمارس العادة السرية؟ وكيف يمكن تشخيص إدمان العادة السرية في مرحلة المراهقة؟
يقول الدكتور George Lee استشاري أمراض المسالك البولية أنه على الرغم من غياب آثار أو نتائج جسدية وبدنية للعادة السرية، إلا أن المتعة الذاتية المزمنة والقهرية سيكون لها غالباً أضرار بدنية وعاطفية، والأفضل هنا النظر في أسباب السلوك القهري بدلاً من محاولة منع ممارسة العادة السرية بحد ذاتها[6].

والإدمان على العادة السرية عند المراهقين هو إدمان سلوكي ونفسي، تنطبق عليه معايير الإدمان السلوكي العامة، حيث يمكن تلخيص أعراض إدمان العادة السرية كالآتي:

  1. اللجوء إلى العادة السرية كوسيلة لتخفيف التوتر والإجهاد.
  2. فقدان السيطرة على الاستمناء، ومحاولات فاشلة للتوقف عن ممارسة العادة السرية.
  3. فقدان الاهتمام بممارسات أخرى كانت مثيرة للاهتمام.
  4. الشعور بأعراض المقاطعة والانسحاب عند عدم القدرة على الاستمناء لسبب أو لآخر، وتشمل القلق والإجهاد والغضب والإحباط، اضطرابات النوم واضطرابات الشهية، بعضها أو جميعها.
  5. خداع الآخرين لتهيئة الظروف المناسبة لممارسة العادة السرية، مثل التمارض للبقاء وحيداً.
  6. الاستمرار القهري بممارسة العادة السرية حتى وإن أثرت تأثيراً واضحاً على العلاقات الاجتماعية أو الأداء الدراسي أو المهني.
  7. التعرض لأذية بالأعضاء التناسلية نتيجة الاحتكاك المبالغ به أو عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.

شاهد بالفيديو ماذا يقول الدكتور هاني الغامدي عن العادة السرية والتعامل مع المراهق الذي يمارس العادة من خلال النقر على علامة التشغيل أو النقر على هذا الرابط:

غالباً ما يكون التعامل مع ممارسة المراهق للعادة السرية محفوفاً بالقلق والغضب والحرج، وقد يجد الأهل صعوبة باستيعاب وتصديق أن المشكلة ليست بممارسة العادة السرية نفسها وإنما بالإفراط والإدمان وما ينتج عنه من آثار سلوكية ونفسية.

ويمكن تقديم بعض النصائح للتعامل مع المراهق الذي يمارس العادة السرية:

  • عدم اتهام المراهق أو التعامل معه بعنف، لأن ردة فعله ستكون عكسية ولن يؤدي العنف والصراخ إلى النتائج المرجوة.
  • فرض الرقابة الأبوية الحكيمة على المراهق، وخاصة الرقابة على الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ومحاولة دمج المراهق بالحياة الاجتماعية والعائلية لتجنب البقاء وحيداً.
  • إشغال وقت المراهق الذي يمارس العادة السرية من خلال تنمية المواهب والهوايات المختلفة.
  • مساعدة المراهق على ممارسة الرياضة بشكل مستمر ومنتظم لأن الرياضة تعتبر طريقة مثالية لتخفيف الضغط والتوتر والسيطرة على العادة السرية.
  • الحديث مع المراهق عن الأمور الجنسية وإشباع فضوله، شريطة أن يكون الحديث علمياً وبطريقة مبسطة وبعيداً عن الخرافات والأساطير.
  • تنمية الوازع الديني والأخلاقي دون ترهيب أو تخويف، حيث تكون تنمية الجانب الروحي فعالة بمواجهة القلق والتوتر ومشاعر المراهقة المتضاربة.

من الأسئلة التي وردت إلى موقعنا حول علاج العادة السرية عند المراهقين؛ أم تقول أن ابنها عمره 15 سنة ويمارس العادة السرية وتعتقد أنه تعلم الكذب أيضاً نتيجة ممارسته هذه العادة.

أجابتها الأخصائية النفسية والخبيرة في موقع حلوها ميساء نحلاوي:
"لا تقلقي فمن الطبيعي أن يجرب ابنك العادة السرية، أنصحك بالتالي:

  1. هل يكذب بشأن العادة السرية أم بأي موضوع آخر؟ كذبه بشأنها محاولة لإنكار الممارسة وهذا طبيعي كونه يعرف أنها ليست مستحبة، أما كذبه بأشياء أخرى فهذا موضوع آخر لا علاقة له بالعادة السرية ولا بد من معالجته.
  2. حاولي أن توجهي طاقاته الى أمور أخرى وخاصة الرياضة والهوايات والعمل التطوعي حتى لا يركز طاقته في العادة السرية ويستفيد من وقت فراغه.
  3. لمحي له أو ربما أبوه يلمح له بمضار هذه العادة وتأثيرها على الصحة."

وأجابت الخبيرة النفسية الدكتورة سراء الأنصاري:
ممكن الوالد يتحدث مع الابن أفضل إن وجد، ويوجهه حول عالم البلوغ والجنس بالطريقة الصحيحة ويعلمه أنها غير مستحبة في الإسلام وأن عليه أن يشغل وقته بالرياضة والأمور المفيدة ولا داعي أن يسأله أو يتهمه ولكن من باب التوعية الجنسية العامة.

وفي سؤال آخر لأم تشكو أيضاً من ممارسة ابنها للعادة السرية أجابت الدكتورة كرايس أخصائية التربية الأسرية:
"من الطبيعي ممارسة الأبناء والبنات للعادة السرية بهذا العمر، الأفضل ألا يختلي الولد بنفسه مثلاً إغلاق باب الغرفة عندما يكون في البيت، وثانياً على الأهل أن يتأكدوا أن الأولاد يأخذون قسطاً كافٍ من الرياضة البدنية واللعب."

الحديث مع الطفل عن البلوغ والأمور الجنسية
وتضيف الخبيرة بتربية الطفل في موقع حلوها عن الحديث مع الأطفال حول الأمور الجنسية:

  1. محاولة التحدث عن البلوغ بطريقة علمية، كما يجب أن تتحدث عن موضوع كيف يولد الأطفال، حيث أن هذا البند سيساعده على الكشف عن جميع المتغيرات الخاصة بالاتصال الجنسي
  2. التحدث أيضاً عن الممارسة الجنسية السليمة والصحيحة والدخول إلى مصطلح العادة السرية أنها من الأساليب غير السوية للاستخدامات الجنسية
  3. استدراج الطفل في الكلام عن المدركات الخاطئة التي تم اكتسابها عن الجنس ومحاولة تغييرها بأفكار إيجابية
  4. التحدث دائماً إلى الطفل بمنطلق علمي وديني وتدعيم ذلك بآيات من القرآن الكريم حتى يكون هنالك استيعاب للمعلومة.
  5. تحدث بكل ثقة مع الطفل دون الخجل أو تحسيسه أن الموضوع به حساسية.
  6. التحدث بلغة بسيطة وسهلة مفهومة للطفل.
  7. إذا تعذر عليك تقديم معلومة ما صارح ابنك بعدم معرفتك وأنك ستحاول التعرف على ذلك من خلال البحث عنها فليس من الضروري الإجابة على جميع الأسئلة.
  8. يجب أن تراعي سن الطفل في تقديم المعلومة.

أخيراً... ليس في المجتمعات المحافظة فقط وإنما حول العالم ما زال الأهل والمربون يجدون صعوبة في التعامل مع العادة السرية وممارسة المراهقين للاستمناء، لكن لا بد من تذليل الحواجز التي تفصل بيننا وبين المراهق من خلال التواصل الفعال وبناء الثقة ليكون الحديث والحوار مع المراهقين مثمراً بهدف حمايتهم والحفاظ على صحتهم النفسية والجسدية وسلوكهم القويم.

المراجع