درجات الحروق والإسعافات الأولية للحروق المختلفة

ما هو الفرق بين الدرجات المختلفة للحروق؟ كيف يمكنك مساعدة المصاب بحرق في مكان الحادث؟ وما هي الحالات التي تحتاج إلى مساعدة طبية إسعافية؟
درجات الحروق والإسعافات الأولية للحروق المختلفة

درجات الحروق والإسعافات الأولية للحروق المختلفة

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تعتبر الحروق بأشكالها المختلفة إن كانت حرارية أو كيميائية أو شعاعية من أشيع الحوادث المنزلية خصوصاً لدى الأطفال، فمصطلح الحرق بالمعنى الطبي لا يعني الشعور بالحرارة والألم في منطقة من الجسم فحسب، إنما تعتبر الحروق نمطاً من الإصابات الجلدية التي تسبب موتاً وتخريباً في طبقات الجلد حتى مستويات مختلفة تبعاً لدرجة الحرق.
تختلف أعراض وآثار الحروق تبعاً لدرجة عمق الحرق والمساحة المصابة من سطح الجسم، معظم الحروق تشفى دون أي آثار صحية حقيقية لكن بعضاً منها يهدد الحياة ويحتاج إلى عناية طبية إسعافية.
في المقال التالي؛ سوف نتحدث حول الدرجات المختلفة من الحروق، من ناحية أعراض كل درجة وإجراءات الإسعاف الأولية المطلوبة في كل منها.

ما هي الدرجات المختلفة من الحروق؟
يتم تصنيف الحروق بشكل أساسي إلى 3 درجات، ويتم تحديد الدرجة اعتماداً على شدة الأذى الذي تم إلحاقه بالجلد، فالدرجة الأولى هي الأبسط والأخف أما الدرجة الثالثة فهي الأكثر خطورة، كما أن هذه الحروق تملك مظاهر مميزة على الجلد المصاب هي:

صورة درجات الحروق

  • حروق الدرجة الأولى: الجلد جاف محمر ومؤلم والشعر محروق.
  • حروق الدرجة الثانية: تتميز هذه الدرجة بظهور الفقاقيع على سطح الجلد، بالإضافة إلى بعض التسمك في الجلد، يمكن أن تترك هذه الحروق ندوباً بعد شفائها.
  • حروق الدرجة الثالثة: يمتد الحرق ليشمل الطبقات الشحمية تحت الجلد، تكون المنطقة المصابة ملونة بالأسود أو الأبيض أو البني، كما أن هذه الحروق لا تكون مؤلمة غالباً بسبب تخريب الألياف العصبية المولدة لشعور الألم.

تذكر بعض المراجع تصنيفاً معدلاً يقسم الحروق إلى 4 درجات، وهنا تكون الدرجة الرابعة هي الشكل الأكثر عمقاً من حروق الدرجة الثالثة إذ يتصف بجميع أعراض وعلامات الدرجة الثالثة بالإضافة إلى امتداد الحرق إلى العظام والأربطة والمفاصل.

animate

كيف تحدث الحروق؟ وبماذا تتميز  الحروق الناتجة عن كل سبب؟
هناك عدد كبير من العوامل الفيزيائية والكيميائية المؤدية إلى إحداث الحروق، وهي تتضمن:

  • حروق النار.
  • حروق السوائل أو الأبخرة الساخنة.
  • الأجسام الساخنة مثل الزجاج والمعادن التي تنقل الحرارة بسرعة.
  • التيار الكهربائي.
  • الأشعة مثل الأشعة السينية المستخدمة في الصور الشعاعية أو المواد المشعة في الحوادث المتعلقة بالمفاعلات النووية.
  • الأشعة فوق البنفسجية الموجودة في طيف أشعة الشمس وأجهزة البرونزاج.
  • المواد الكيميائية خصوصاً المركبات الحمضية القوية مثل حمض الكبريت وحمض الخل.

لا تعتمد درجة الحرق على العامل المسبب له فجميع العوامل السابقة يمكن أن تؤدي إلى مختلف درجات الحروق، لكن الحروق الكيميائية والكهربائية تحتاج إلى عناية طبية مستعجلة لأنها قادرة على التأثير على الأعضاء الداخلية في الجسم حتى لو بدى الضرر الناتج عن الحرق بسيطاً للوهلة الأولى.

ميزات حروق الدرجة الأولى وطريقة إسعافها
تتصف الحروق من الدرجة الأولى بأن أذية الجلد تكون بسيطة، تدعى هذه الحروق بالحروق السطحية لأنها تصيب الطبقة السطحية من الجلد (البشرة)، ومن العلامات المميزة للدرجة الأولى من الحروق:

  • الاحمرار.
  • الوذمة البسيطة في الجلد.
  • الألم.
  • الجلد الجاف الذي يتقشر مع تعافي منطقة الحرق.

بما أن هذه الحروق تؤثر على الطبقة الخارجية من الجلد فحسب، فإن أعراض الحرق وعلاماته تختفي عندما يتم طرح خلايا الجلد المصابة، لذلك تتعافى هذه الحروق خلال 7 إلى 10 أيام بدون حدوث أي ندوب.
من النادر أن يحتاج الحرق من هذه الدرجة إلى استشارة طبية، لكن هذه الاستشارة تصبح مهمة في حال كانت مساحة الحرق كبيرة أو إذا أصاب منطقة حساسة يخشى من تشوه شكلها أو اضطراب وظيفتها في حال انكماش الجلد مثل:

  • الوجه.
  • الركبة.
  • القدم.
  • العمود الفقري.
  • الكتف.
  • المرفق.
  • راحة اليد.

يمكن للعناية المنزلية الصحيحة أن تخفف من ألم الحرق وتزيد من سرعة الشفاء، تتضمن إجراءات العناية المنزلية بحرق الدرجة الأولى ما يلي:

  1. وضع المنطقة المصابة في الماء البارد (غير المثلج) لخمس دقائق على الأقل.
  2. تناول الأدوية المسكنة للألم مثل باراسيتامول أو بروفين.
  3. وضع المستحضرات الموضعية المسكنة للألم الممزوجة مع المواد المرطبة مثل الألوفيرا.
  4. استخدام مراهم المضادات الحيوية لمنع إصابة الحرق بالجراثيم، ووضع الضماد على المنطقة المصابة لحمايتها دون ربطه بشكل مشدود.

علينا هنا أن ننوه إلى بعض الأخطاء الشائعة في عملية علاج الحروق البسيطة في المنزل:

  • لا تستخدم الثلج في عملية تبريد الحرق لأنه قد يزيد الوضع سوءاً.
  • لا تستخدم كرات القطن في تضميد الحرق لأن أليافها الصغيرة قد تعلق في المنطقة المصابة وتزيد احتمال الإصابة بالجراثيم.
  • تجنب وضع الزبدة أو البيض النيء على المنطقة المصابة، فهما من الوسائل العلاجية التي أثبتت عدم فعاليتها.

ميزات حروق الدرجة الثانية وطريقة إسعافها
تمثل هذه الحروق درجة أكثر خطورة من الحروق السابقة، إذ يمتد الأذى إلى ما بعد الطبقة السطحية من الجلد وصولاً إلى الطبقة العميقة (الأدمة)، كما أن هذه الحروق تتميز بظهور الفقاقيع على الجلد المصاب الذي يكون محمراً ومؤلماً بشدة.
يمكن لبعض الفقاعات المليئة بالسوائل أن تتمزق مما يعطي منطقة الحرق مظهراً رطباً أو متقرحاً، ثم تتشكل طبقة ليفية ثخينة وناعمة الملمس على مكان الحرق في سياق الشفاء.
تحتاج حروق الدرجة الثانية إلى عناية إضافية مقارنة بالدرجة الأولى لأنها أكثر حساسية وعرضة لحدوث المضاعفات، لذلك يعتبر تنظيف مكان الحرق وتضميده بشكل مناسب أموراً ضرورية في سبيل الحماية من الإصابة بالعوامل الممرضة، تشفى معظم هذه الإصابات خلال أسبوعين إلى 3 أسابيع بدون حدوث أي ندوب، لكن الكثير منها يترك تصبغاً على الجلد، كما أن تأخر الشفاء وظهور الندوب تبقى احتمالات قائمة.

يمكن أن تحتاج الحالات الشديدة من حروق الدرجة الثانية إلى تطعيم جلدي (أي نقل قطعة رقيقة من الجلد السليم إلى مكان الحرق) أما الحالات البسيطة من حروق الدرجة الثانية فيتم علاجها على الشكل التالي:

  1. غسل المنطقة تحت صنبور الماء لمدة 15 دقيقة أو أكثر.
  2. تناول الأدوية المسكنة للألم مثل باراسيتامول أو بروفين.
  3. استخدام كريمات المضادات الحيوية على الفقاقيع.

كما يجب طلب العلاج الطبي الإسعافي إذا شملت الإصابة مساحة واسعة من سطح الجسم خصوصاً في المناطق التالية:

  • الوجه.
  • اليدين.
  • المؤخرة.
  • المنطقة التناسلية.
  • القدمين.

ميزات حروق الدرجة الثالثة وطريقة إسعافها
هذه المجموعة هي أكثر الحروق خطورة، إذ تشمل جميع طبقات الجلد وتمتد إلى الأنسجة العميقة تحت الجلد، ومن المغالطات الشائعة المتعلقة بهذه الحروق أنها أكثر ألماً من الدرجتين السابقتين، لكن العكس هو الصحيح فهي غير مؤلمة عادة لأن الأذية تمتد إلى النهايات العصبية المسؤولة عن توليد الشعور بالألم.

اعتماداً على سبب الحرق ومكان حدوثه، قد يتصف حرق الدرجة الثالثة بالمظاهر التالية:

  • المظهر الأبيض أو الشمعي.
  • التفحم.
  • التصبغ البني الداكن.
  • القوام الشبيه بالجلد المدبوغ (أي الجلد الطبيعي في الملابس مثلاً).

يمكن أن تؤدي هذه الحروق إلى عملية تندب وانكماش واسعة فيما لم يتم تصحيحها بالإجراءات الجراحية المناسبة، أما المدة اللازمة لشفاء الجرح فمن الصعب تحديدها لأنها تختلف تبعاً لعمق الجرح وحالة المريض والإجراءات العلاجية المتبعة.

تحتاج هذه الحروق إلى عناية طبية إسعافية مختصة لذلك اطلب الإسعاف فوراً ولا تحاول علاجها في المنزل، من الإجراءات المفيدة ريثما تصل المساعدة الإسعافية:

  • ارفع المنطقة المصابة لتكون في مستوى أعلى من مستوى القلب.
  • لا تخلع ملابسك.
  • احرص على عدم التصاق الملابس بمكان الحرق.

نصائح صحية للوقاية من جميع درجات الحروق
من الواضح أن الوسيلة الأمثل للوقاية من تشوهات الحروق وأضرارها هي تجنب حدوث الحروق من البداية، في بعض الأحيان لا يمكننا التحكم باحتمال حدوث الحرق خصوصاً لدى العمل في بعض المجالات، لكن الواقع يقول أن غالبية الحروق تحدث داخل المنزل خصوصاً لدى الأطفال الذين يعتبرون أكثر الفئات عرضة لأذيات الحروق المختلفة، تشمل الإجراءات الوقائية المنزلية ما يلي:

  1. أبق الأطفال خارج المطبخ أثناء الطبخ أو تسخين الطعام.
  2. اجعل مقبض المقلاة متوجهاً إلى الخلف عند استخدامها للطبخ أو تسخين الطعام حتى لا يصطدم بها الطفل عند المرور بجانب الفرن.
  3. ضع مطفأة حريق في المطبخ أو في مكان قريب منه.
  4. المس الماء بطرف يدك قبل أن تستخدمه في حمام طفلك.
  5. أبق المركبات الكيميائية مثل المنظفات أو المواد الكاوية بعيداً عن متناول الأطفال.
  6. استخدم الواقي الشمسي كل يوم وتجنب الخروج من المنزل أو إبقاء الطفل تحت أشعة الشمس في ساعات الظهيرة.

من المهم أن يكون لديك خطة للخروج من المنزل أو مكان العمل بشكل سريع وآمن في حال حدوث حريق، تذكر أن عليك الزحف للخروج في حال حدوث حريق لأن الدخان يصعد إلى الأعلى، فهذا التصرف يقلل من احتمال الغياب عن الوعي والاحتجاز في مكان الحريق.

وفي الختام.. من المهم في جميع الحوادث المنزلية أن نتحلى بالهدوء ولا نسقط في فخ الهلع والارتباك، كما ننصح دوماً بجمع الأوراق الثبوتية والوثائق الهامة في مكان يسهل حمله عند وقوع حادث ما، وبتدريب جميع أفراد الأسرة على التصرف السليم في حالات الطوارئ مثل الخروج بشكل هادئ وتذكر خطوات الإسعافات الأولية وطلب الخدمات الإسعافية.