أعراض ضربة الشمس وإسعافاتها الأولية

ما هي العلامات والأعراض التي تدل على الإصابة بضربة الشمس؟ كيف نتعامل مع ضربة الشمس؟ وما هي الإجراءات المناسبة للوقاية منها؟
أعراض ضربة الشمس وإسعافاتها الأولية
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تعتبر ضربة الشمس (Sun Stroke) التي تدعى أيضاً باسم ضربة الحرارة (Heat Stroke) الشكل الأكثر خطورة من الإصابات الجسدية الناتجة عن الحرارة، كما تعد حالة تستدعي طلب المساعدة الطبية الإسعافية، يمكن أن تؤدي ضربة الشمس إلى الموت كما يمكن أن تلحق الأذى بالدماغ وغيره من الأعضاء الضرورية لعمل الجسم.
يمكن أن تصيب ضربة الحرارة جميع الأعمار خصوصاً الأشخاص الذين تجاوزوا الخمسين من العمر، بالإضافة إلى الرياضيين الشباب الذين يتعرضون لأشعة الشمس باستمرار.
في هذا المقال سنتحدث بشيء من التفصيل عن أعراض ضربة الشمس، وكيفية التصرف في هذه الحالة الطارئة.
 

ما هي ضربة الشمس؟
ضربة الشمس (Sun Stroke)
هي إصابة جسدية خطيرة ناتجة عن التعرض للحرارة العالية، تظهر أعراضها على شكل تشنجات في العضلات، إرهاق وغياب عن الوعي، كما يمكن أن تحدث بشكل مفاجئ دون أعراض سابقة.
تنتج ضربة الشمس عادة عن التعرض المطول لحرارة عالية بشكل مترافق مع التجفاف، مما يؤدي إلى فشل الجسم في التحكم بالحرارة، أما التعريف الطبي لمصطلح ضربة الحرارة هو ارتفاع درجة حرارة الجسم عن 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت)، بالإضافة إلى حدوث مضاعفات في الجهاز العصبي المركزي CNS (أي الدماغ والنخاع الشوكي)، تتضمن الأعراض الأخرى لضربة الشمس الغثيان، التخليط الذهني، عدم المقدرة على معرفة الزمان والمكان، وفي بعض الأحيان يفقد المريض الوعي ويدخل في غيبوبة.
 

animate

الشكاوى والعلامات الأساسية التي تظهر على المريض
قد يعاني المصاب بضربة الشمس من الأعراض التالية:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم (Hyperthermia):
تتجاوز درجة حرارة الجسم 40 درجة مئوية عند قياسها عن طريق الشرج، وهي المعيار الأساسي لتشخيص ضربة الحرارة.
- تغير السلوك والحالة العقلية (Alteration of the Behavior and Mental State): يعاني المريض من التشوش الذهني (Confusion)، الهياج (Irritability)، تلعثم الكلام (Slurred Speech)، الهذيان، الاختلاجات (Seizures) أي التشنجات الشديدة الشبيهة لنوبات الصرع كما يمكن أن يدخل المريض في غيبوبة نتيجة ضربة الشمس.
- الغثيان والقياء (Nausea and Vomiting): قد يشكو المصاب من الرغبة في التقيؤ.
- احمرار الجلد (Flushed Skin): يصبح لون جلد المصاب أحمر مع ازدياد درجة الحرارة.
- زيادة سرعة التنفس (Rapid Breathing): يصبح تنفس المصاب سطحياً ومتسارعاً.
- نقص التعرق: يكون جلد المصاب ساخناً وجافاً.
- زيادة سرعة ضربات القلب (Elevated Heart Rate): قد يكون تسرع القلب الناتج عن ضربة الحرارة خطيراً لأنه يحمل القلب عبئاً إضافياً.
- الضعف في العضلات.
- الصداع.
 

ما المضاعفات التي يمكن أن تصيب الجسم بعد حدوث ضربة الشمس؟
يمكن أن تسبب ضربة الحرارة حدوث صدمة للجسم، فيصبح الجسم غير قادر على ضخ الدم بشكل جيد و كاف، مما ينتج عنه تلف في بعض الأنسجة والخلايا نتيجة عدم وصول الدم الكافي إليها، وقد تؤدي إلى حدوث الوفاة في حال لم يتم العلاج بسرعة، تختلف شدة المضاعفات حسب شدة ارتفاع حرارة الجسم و مدة ارتفاعها ومن هذه المضاعفات نذكر:
- حدوث نوبات شديدة من تشنجات العضلات أو الاختلاجات (Seizures).
- حدوث ضرر دائم في أعضاء الجسم الهامة مثل الدماغ، يحدث ذلك عند عدم التدخل السريع لإنقاص درجة حرارة الجسم.
- حدوث الوفاة.
 

كيف تتصرف عند حدوث ضربة الحرارة؟ وما هي الإسعافات الأولية الممكن إجراؤها؟
أي تأخير  في إسعاف المصاب يمكن أن يكون خطيراً و قاتلاً، لذلك تعتبر معرفة الإسعافات الأولية لضربة الشمس هامّة جداً، جميع هذه الإسعافات سهلة الإجراء وتعمل على تخفيض درجة حرارة جسم المصاب، وهي تشمل:
- الابتعاد عن الشمس و الحرارة: يجب نقل المصاب إلى مكان بارد وظليل وجيّد التهوية.
- اتخاذ وضعية مناسبة: ينصح بجعل المصاب يستلقي مع رفع قدميه قليلاً.
- تخفيف الملابس: يجب نزع أي ملابس غير ضرورية عن المصاب، كما يمكن أن نضع مروحة بقربه.
- استخدام المياه الباردة: يمكن وضع كمادات باردة على جسم المصاب وتبليله بالمياه الباردة مع وضع مروحة قريبة منه، كما يمكن وضع المصاب في حوض من المياه الباردة.
- استخدام الثلج: يمكن استخدام كمادات الثلج حيث توضع بشكل خاص على مناطق الإبط والفخذ والعنق والظهر لأن هذه المناطق غنية بالأوعية الدموية القريبة من سطح الجلد وهذا ما يساعد على خفض حرارة الجسم بشكل سريع، لكن علينا الحذر من استخدام الثلج عند المسنين والأطفال.
- تعويض السوائل: ينصح بجعل المصاب يشرب الماء أو غيره من السوائل إن كان قادراً على ذلك مع تجنب المشروبات التي تحتوي على كحول أو كافيين.

عادة ما تتحسّن حالة المصاب خلال نصف ساعة لكن يجب دائمأ القيام بنقله إلى المستشفى للاطمئنان عليه. كما يجب إيقاف إجراءات التبريد عندما تصل حرارة جسمه إلى 38 درجة مئوية تفادياً للإفراط بالتبريد.

أما الحالات الطارئة التي ينبغي فيها إسعاف المريض إلى المستشفى بالسرعة القصوى فهي:
- إذا لم تتحسن حالة المريض خلال نصف ساعة.
- إذا تجاوزت حرارة جسمه الـ 40 درجة مئوية.
- إذا كان المريض غائباً عن الوعي أو مغمى عليه.
- إذا كان المريض يعاني من زيادة في سرعة تنفسه.
 

ما الذي يؤدي إلى الإصابة بضربة الشمس؟ و ما العوامل التي تزيد من احتمال حدوثها؟
يعدّ السبب الرئيسي للإصابة بضربة الشمس هو  بذل الجهد العضلي لفترة طويلة في جو حار ومشمس دون شرب كمية كافية من الماء لتعويض ما يفقده الجسم من سوائل عن طريق إفراز العرق، إذ يعمل الجسم على خفض درجة حرارته عند ارتفاعها بإفراز العرق مما يؤدي إلى نقص في السوائل يجب تعويضه عن طريق شرب الماء, فالسوائل ضرورية جداً حتى يتمكن الجسم من الحفاظ على حرارته.
 

 كما توجد مجموعة أخرى من العوامل التي يزيد وجودها من فرصة حدوث ضربة الشمس وهي:
- العمر:
تحدث ضربات الشمس بشكل أكثر شيوعاً لدى الأطفال تحت عمر ال4 سنوات لأن مراكز التحكم بالحرارة في الجهاز العصبي المركزي لا تكون ناضجة بشكل كافٍ، أو لدى المسنين فوق عمر الـ 65 بسبب شيخوخة الجهاز العصبي وتراجع قدرته على ضبط الحرارة.
- ارتداء الملابس السميكة: لأنها تمنع العرق من التبخر وتبريد الجلد بشكل جيد.
- التعرض المفاجئ للطقس الحار: مثل السفر إلى منطقة حارة أو بداية موجة حر جديدة، في هذه الحالة يجب الحذر من بذل الجهد الجسدي الشديد والبقاء في الخارج لمدة طويلة خصوصاً خلال الأيام الأولى ريثما يتأقلم الجسم مع الظروف الخارجية الجديدة.
- تناول المشروبات الكحولية: لأنه يعرقل قدرة الجسم على تنظيم درجة الحرارة.
- عدم شرب كمية كافية من الماء: لأن الماء ضروري من أجل تعويض السوائل المفقودة عن طريق التعرق.
- نقص الوزن الشديد.
- مرض السكري غير المضبوط بشكل جيّد.
- الأمراض المزمنة: مثل أمراض القلب أو أمراض الجهاز التنفسي.
- تناول بعض الأدوية: مثل المدرات البولية المستخدمة من أجل علاج ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع ضغط الدم.
- حدوث الحروق الشمسية.
 

توجد عدّة نصائح يمكن اتباعها في الطقس الحار لتجنب الإصابة بضربة الشمس:
- شرب كميات كافية من الماء والسوائل خاصة عند ممارسة الرياضة أو القيام بأي جهد جسدي.
- التقليل من تناول الملح.
- تجنّب التعرض للشمس و العمل المجهد في ساعات النهار الحارّة ( من العاشرة صباحاً وحتى الثالثة ظهراً).
- ارتداء ملابس فضفاضة وخفيفة الوزن بألوان فاتحة، فالألوان الفاتحة تعكس أشعة الشمس أكثر من الألوان القاتمة.
- حماية الجسم من حروق الشمس بوضع كريم واقٍ من الشمس ونظارات شمسية وقبعة عريضة لحماية الرأس والوجه.
- عند ضرورة القيام بعمل ما في الطقس الحار يجب توخي الحذر وشرب السوائل وأخذ استراحة في مكان بارد كل نصف ساعة إن أمكن ذلك.
- تجنب تناول المشروبات الحاوية على الكحول.
- لا تترك طفلك في سيارة مغلقة خلال النهار وخصوصاً في فصل الصيف لأن درجة الحرارة داخل السيارة قد تزداد بمقدار 6 أو 7 درجات مئوية داخل السيارة المغلقة خلال 10 دقائق فقط، لذلك يمكن أن يصاب طفلك بضربة الحرارة حتى لو لم تشعر بأن الجو حار إلى هذا الحد.
- الاستحمام بالمياه الباردة خلال موجات الحر أو أيام الصيف الحارة.

و في الختام.. ننصح دوماً بمحاولة تعديل مواعيد النشاطات اليومية خلال الأيام الحارة من السنة ومحاولة البقاء في مكان بارد وظليل خلال ساعات الظهيرة الحارقة.