أعراض مرض كاواساكي النادر وأنباء عن ظهوره في فلسطين

ما هو داء كاواساكي النادر؟ ما هي أعراض داء كاواساكي "متلازمة العقد اللمفية الجلدية المخاطية" وما هي المخاطر التي يمكن أن يسببها داء كاواساكي للأطفال
أعراض مرض كاواساكي النادر وأنباء عن ظهوره في فلسطين
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

داء كاواساكي (Kawasaki Disease) هو من أمراض التهابات الأوعية الدموية خصوصاً الشرايين المتوسطة في مختلف أنحاء الجسم، يصيب هذا المرض الأطفال بشكل خاص وتمكن خطورته في إمكانية إصابة الشرايين الإكليلية (Coronary Arteries) المسؤولة عن تزويد عضلة القلب بالتروية الدموية.
يدعى مرض كاواساكي أيضاً باسم متلازمة العقد اللمفية الجلدية المخاطية (Mucocutaneous Lymph Node Syndrome) لأنها تصيب الجلد والعقد اللمفية والأغشية المخاطية المبطنة للفم والأنف والبلعوم.
في المقال التالي سنتعرف على الأعراض والعلامات المميزة لمرض كاواساكي الذي تمر كثير من حالاته دون تشخيص دقيق بسبب ندرته وتشابه أعراضه مع الكثير من الأمراض الشائعة مثل الإنفلونزا والحمى القرمزية وداء الفم واليد والقدم.

منشأ المرض وعوامل الخطر التي تزيد من احتمال الإصابة
لا أحد يعلم السبب الحقيقي المؤدي إلى حدوث مرض كاواساكي، لكن المعطيات الحالية لا تشير إلى كونه مرضاً معدياً فهو لا يسلك سلوك الأوبئة التقليدية، تم طرح عدد من الافتراضات لتفسير منشأ المرض منها ما ربطه مع البكتريا والفيروسات ومنها ما ذكر ارتباط المرض بعوامل بيئية أخرى، كما أن بعض الأنماط الوراثية تجعل بعض الأشخاص والشعوب معرضين للإصابة أكثر من الآخرين.

تم تحديد ثلاثة من عوامل الخطر الرئيسية التي تزيد من احتمال تطور داء كاواساكي لدى الشخص وهي:
- العمر:
فالأطفال تحت سن 5 سنوات معرضون للإصابة أكثر من غيرهم.
- الجنس: يعتبر الأطفال الذكور معرضين للإصابة بنسبة أعلى من الإناث من الفئة العمرية ذاتها.
- العرق: ينتشر داء كاواساكي لدى الأطفال من أصول آسيوية أو من جزر المحيط الهادي، خصوصاً اليابانيين والكوريين.
 

animate

أعراض المرض والعلامات المميزة التي تظهر على المصاب
يمكن تقسيم سير مرض كاواساكي إلى 3 مراحل تتميز كل منها بعدد من الأعراض والعلامات:

أعراض المرحلة الأولى من داء كاواساكي
- ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 39 درجة مئوية واستمرار الحمى لأكثر من 3 أيام.
- احمرار العينين بشكل شديد وواضح بدون ظهور مفرزات قيحية على العينين.
- طفح جلدي يظهر خصوصاً على الجذع والمنطقة التناسلية.
- احمرار وجفاف وتشقق الشفتين بالإضافة إلى تغير لون اللسان إلى الأحمر وانتفاخه بشكل مميز يدعى باسم لسان الفراولة.
- احمرار والتهاب الجلد الموجود في راحتي اليدين وأخمص القدمين.
- انتفاخ العقد اللمفية خصوصاً في منطقة العنق.
- الهياج خصوصاً لدى الأطفال الرضع.

أعراض المرحلة الثانية من داء كاواساكي
- تقشر الجلد وانسلاخه في اليدين والقدمين خصوصاً منطقة رؤوس الأصابع على شكل طبقات رقيقة وكبيرة غالباً.
- آلام المفاصل.
- الإسهال.
- القياء.
- ألم البطن.

أعراض المرحلة الثالثة من داء كاواساكي
في المرحلة الثالثة من المرض تتراجع الأعراض والعلامات ببطء إلا إذا ظهرت اختلاطات أو مضاعفات، يمكن أن يستمر التعب والضعف لعدة أسابيع قبل أن يستعيد الطفل نشاطه وعافيته.

متى عليك استشارة الطبيب؟
لعل أهم الميزات الشائعة التي تستدعي الشك بداء كاواساكي هو استمرار ارتفاع الحرارة لمدة أطول من 3 أيام، كما أن الطفل المصاب يشكو عادة من 4 على الأقل من الأعراض التالية:
- احمرار العينين.
- اللسان الأحمر المتورم.
- احمرار راحتي اليدين والقدمين.
- تقشر الجلد.
- الطفح الجلدي.
- انتفاخ العقد اللمفية.
 

ما هي الاختلاطات الخطرة التي قد يسببها المرض؟
يمكن أن تؤدي الإصابة غير المعالجة بشكل جيد إلى بعض الاختلاطات الخطرة حتى أن داء كاواساكي يأتي في مقدمة الأسباب المكتسبة للأمراض القلبية لدى الأطفال، ومن المضاعفات القلبية المترافقة مع المرض:
- التهاب الأوعية الدموية (Vasculitis) الذي يصيب بشكل خاص الشرايين الإكليلية التي تؤمن التروية الدموية لعضلة القلب.
- التهاب العضلة القلبية (Myocarditis).
- إصابات في الصمامات القلبية.
- إصابة في الألياف الناقلة للتنبيهات الكهربائية داخل القلب مما يؤدي إلى اضطراب نظم القلب (Dysrhythmia).

يمكن أن يؤدي كل من هذه الاختلاطات إلى تعريض قلب الطفل للأذى، فالتهاب الشرايين الإكليلية مثلاً يؤدي إلى ضعف جدار الشريان وانتفاخه مع الوقت، تعتبر مناطق الانتفاخ نقاط ركود دموي تتشكل فيها الخثرات الدموية التي تحدث الجلطات القلبية أو النزوف الداخلية الخطيرة.
تبقى نسبة الأطفال المصابين بالاختلاطات القلبية صغيرة جداً بالمقارنة مع العدد الإجمالي للمصابين خصوصاً مع تقديم العلاج الصحيح، لكنها مع ذلك مشكلة خطرة تحتاج إلى الأخذ بعين الاعتبار وإجراء كافة التدابير الممكنة للوقاية منها.
 

الإجراءات التشخيصية والتحاليل اللازمة
لا يوجد اختبار شعاعي أو تحليل مخبري قادر على تأكيد الإصابة بمرض كاواساكي أو نفيها، ويعتمد التشخيص على الفحص السريري بيد خبيرة واستبعاد الأمراض التي تؤدي إلى أعراض وعلامات مشابهة مثل:
- الحمى القرمزية (Scarlet Fever) وهي مرض ناتج عن إصابة الجسم بنوع من الجراثيم تدعى باسم المكورات العقدية (Streptococcus)، وتؤدي إلى الحمى، الطفح الجلدي وألم الحلق.
- الشكل الطفلي من التهاب المفاصل الرثياني (الروماتيزم).
- متلازمة ستيفنز جونسون (Stevens Johnson Syndrome) التي تؤدي إلى التهاب الأغشية المخاطية في الأنف والفم والبلعوم.
- متلازمة الصدمة السمية (Toxic Shock Syndrome) التي تحدث لدى استخدام الضمادات غير المعقمة، وتؤدي إلى الحمى وتقشر الجلد بشكل شبيه بداء كاواساكي.
- الحصبة (Measles).

عادة ما يقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي لجسم الطفل، ثم يطلب بعض الاختبارات المساعدة على تأكيد التشخيص، قد تتضمن هذه الاختبارات:
- تحليل البول:
تفيد تحاليل البول في نفي عدد من الأمراض الأخرى.
- تحليل الدم: تقدم تحاليل الدم عدداً من الفوائد مثل نفي الأمراض ذات الأعراض المشابهة، ملاحظة بعض القيم التي تتغير بشكل مميز في داء كاواساكي مثل كريات الدم البيضاء التي يزداد عددها، بالإضافة إلى مادة تدعى (BNP) التي يتم إطراحها في الدم عندما يتعرض القلب لجهد مفرط.
- تخطيط القلب الكهربائي: يقيس هذا التخطيط الفعالية الكهربائية للقلب، ويساعد على كشف الإصابات القلبية التي قد يسببها المرض.
- فحص القلب بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو): يظهر هذا الفحص حركة أجزاء القلب المختلفة في كل نبضة، ويساعد على كشف الإصابات في الصمامات القلبية.
 

الأدوية والعلاجات المستخدمة في مرض كاواساكي
عادة ما يبدأ الطبيب بتقديم المعالجة الطبية في أقرب وقت ممكن عند ملاحظة أعراض وعلامات داء كاواساكي تجنباً لعواقب ارتفاع الحرارة الشديد والاختلاطات القلبية الخطرة سابقة الذكر، في سبيل تحقيق هذه الأهداف ينصح الطبيب بالدواءين التاليين:
- الأسبرين: تملك الجرعات العالية من الأسبرين تأثيراً مضاداً للالتهاب، كما أن الدواء مفيد في تخفيف الألم والتهاب المفاصل وخفض الحرارة.
يعتبر داء كاواساكي واحداً من الاستثناءات القليلة التي يتم فيها إعطاء الأسبرين للأطفال، تذكر أن إعطاء الأسبرين للأطفال ممنوع منعاً باتاً دون إشراف الطبيب خصوصاً عندما لا يكون التشخيص مؤكداً.
- جاما جلوبولين (Gamma Globulin): وهي بروتينات مناعية يتم حقنها في دم المريض لأنها تفيد في تخفيف حدة الإصابات الوعائية الإكليلية.
عادة ما يبدأ العلاج في المشفى بسبب الخوف من المضاعفات الخطرة للمرض، ثم يمكن نقل الطفل إلى المنزل لمتابعة العلاج تحت متابعة الطبيب واستشارته.
 

ذكر موقع دنيا الوطن مؤخراً قصة الطفل عادل العبادلة بعمر السنتين من قطاع غزة، الذي أصيب بارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة وتم تشخيصه بالحمى القرمزية التي ذكرنا وجود تشابه كبير بينها وبين مرض كاواساكي.
بعد العلاج بالأدوية الخافضة للحرارة والمضادات الحيوية لمدة 4 أيام لم تتحسن حالة الطفل مما أثار الشك بداء كاواساكي، وهنا كانت المشكلة الحقيقية، لأن الكمية الموجودة من الجاما جلوبولين المناعي في غزة لا تكفي لعلاج مريض واحد بشكل كامل، إذ ذكر الطبيب أحمد الفرا أن علاج المرض يتم بـ 20 جرعة من الجلوبولين المناعي والأسبرين، والعلاج لا يتوفر إلا في القدس والضفة الغربية لأنه شحيح ومكلف نوعاً ما إذ تكلف الجرعة الواحدة ما بين 200 و 300 دولار.
الجيد في الأمر أن المرض غير معد على حد علمنا لذلك لا يوجد خطر لانتشاره كوباء في قطاع غزة، بالرغم ذلك تثير حالة الطفل عادل العبادلة كثيراً من التساؤلات حول الوضع الصحي المأساوي في قطاع غزة، فليس من المعقول أن جميع مشافي القطاع لا تملك كمية كافية من الدواء لتدبير مريض واحد!

وفي الختام.. بقي أن نؤكد على استشارة طبيب الأطفال عند استمرار أعراض الحمى لأكثر من 3 أيام حتى لو كنت تظن أن طفلك مصاب بزكام عادي، كما علينا أن ننتبه إلى الأعراض المميزة للمرض ونتذكر أن الأسبرين بالرغم من كونه علاجاً فعالاً في هذا المرض لا يجب تقديمه إلى الأطفال بدون مراقبة طبية تحت أي ظرف من الظروف.