أعراض وعلاج التهاب المعدة

ما هو التهاب المعدة؟ كيف يحدث؟ ما هي أعراضه المميزة والوسائل المتبعة في علاج هذا الالتهاب والوقاية منه؟ ونصائح غذائية لمرضى التهاب المعدة
أعراض وعلاج التهاب المعدة

أعراض وعلاج التهاب المعدة

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

المعدة (Stomach) هي عضو رئيسي في جهاز الهضم، فهي تقوم بتفكيك الطعام ومزجه بالمفرزات الحمضية من أجل تسهيل امتصاصه في الأجزاء اللاحقة من الأنبوب الهضمي.
التهاب المعدة (Gastritis) هو مرض يصيب الطبقة المبطنة لجوف المعدة، يمكن أن يكون هذا المرض مشكلة حادة (قصيرة الأمد) أو مزمنة (طويلة الأمد)، كما أن الالتهاب المزمن قد يقود إلى عدد من المضاعفات مثل القرحة، النزف أو سرطان المعدة.
يسبب الشكل الحاد أعراضاً واضحة يمكن أن تتراجع خلال عدة أيام بدون علاج، بينما قد يبقى التهاب المعدة المزمن موجوداً بشكل خفي، ولا يؤدي إلى أي شكاوى إلا عند حدوث المضاعفات.
 

ما هي الشكاوى الملاحظة في التهاب المعدة؟
تتضمن الأعراض والعلامات الشائعة لالتهاب المعدة ما يلي:

  1. ألم حارق أو شعور بالانزعاج في القسم العلوي من البطن (رأس المعدة) يمكن أن يتحسن أو يزداد سوءاً بتناول الطعام.
  2. الغثيان.
  3. الحازوقة.
  4. عسر الهضم.
  5. فقدان الشهية.
  6. القياء الذي يمكن أن يكون صافياً، أصفر أو أخضر اللون.
  7. شعور بالشبع في أعلى البطن بعد تناول كمية قليلة من الطعام.
  8. في الحالات الشديدة قد تحدث أعراض خطيرة مثل قياء الدم، ضيق النفس، الألم الصدري، المغص الشديد وتغير رائحة البراز.

اطلب المساعدة الطبية الإسعافية إذا لاحظت أياً من الأعراض التالية:

  • القياء المدمى.
  • خروج كمية كبيرة من القيء الأصفر أو الأخضر.
  • البراز الأسود أو الممزوج بالدم.
  • ألم البطن المترافق مع ارتفاع درجة الحرارة.
  • الدوار والدوخة.
  • تسرع ضربات القلب.
  • التعرق الغزير.
  • ضيق النفس.
animate

لماذا يحدث التهاب المعدة؟ وما هي أنواعه؟
يحدث التهاب المعدة بسبب ضعف الطبقة المخاطية المبطنة للمعدة، هذه الطبقة تحمي المعدة من المفرزات الحامضية التي تؤذي جدار المعدة وتحدث فيه التهاباً.

هناك نمطان أساسيان من التهاب المعدة:

  1. التهاب المعدة الحاد (Acute Gastritis): يبدأ هذا النوع بشكل مفاجئ، ويستمر لفترة قصيرة.
  2. التهاب المعدة المزمن (Chronic Gastritis): يستمر هذا الشكل لفترة أطول، وقد يدوم لفترة طويلة تصل إلى سنوات عديدة إذا لم يعالج.

السبب الأكثر شيوعاً لالتهاب المعدة هو العدوى بجرثومة المعدة التي تدعى علمياً باسم الملوية البوابية (Helicobacter pylori) التي تستوطن بطانة المعدة، بينما قد تحدث أنواع أخرى عندما يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الطبقة المبطنة لجوف المعدة كما هو الحال في التهاب المعدة المناعي الذاتي أو الضموري.
تحدث بعض الأنواع الأخرى بعد إصابة بطانة المعدة بالرض أو الأذى، من الأمثلة على ذلك نذكر التهاب المعدة التالي لعملية قطع المعدة (Postgastrectomy Gastritis)حيث تتآكل الطبقة المبطنة للمعدة بعد استئصال جزء من المعدة.

عوامل الخطر التي تزيد من احتمال حدوث التهاب المعدة
يعتبر بعض الأشخاص معرضين بشكل أكبر من الآخرين للإصابة بالتهاب المعدة، هناك العديد من الحالات الصحية والنشاطات التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المعدة نذكر منها:

  • العدوى الجرثومية خصوصاً جرثومة المعدة.
  • العدوى بالعوامل الممرضة الأخرى مثل الفيروسات والفطور والطفيليات.
  • التدخين.
  • شرب القهوة.
  • الإفراط في شرب الكحول.
  • تعاطي الكوكايين.
  • التوتر.
  • تناول الأدوية المسكنة للألم خصوصاً مجموعة (NSAIDs) التي تشمل أدوية شائعة مثل البروفين والديكلوفيناك.
  • التقدم في السن.
  • ابتلاع الأجسام الغريبة والمواد المهيجة مثل المنظفات.
  • الإصابة بالأمراض المناعية الذاتية مثل مرض هاشيموتو والنمط الأول من الداء السكري.
  • نقص فيتامين B12.
  • الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري (HIV) الذي يسبب مرض الإيدز.
  • داء كرون (Crohn’s Disease) وهو من الأمراض الالتهابية المزمنة التي تصيب الجهاز الهضمي.
  • عودة مفرزات المرارة والكبد إلى المعدة بسبب إجراء عمل جراحي سابق.
  • قصة قياء مزمن لدى المريض.
  • التعرض للأشعة سواء بالخضوع إلى المعالجة الشعاعية أو التلوث بالمواد المشعة.
  • التحسس الغذائي.
  • هناك بعض الأمراض الالتهابية التي قد تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المعدة مثل مرض السل والسفلس.
     

يمكن أن يؤدي التهاب المعدة المزمن إلى واحدة أو أكثر من المضاعفات التالية:

  • القرحة الهضمية (Peptic Ulcer): وهي تقرحات قد تشمل الطبقة المخاطية المبطنة للمعدة أو القسم القريب من الأمعاء، تزداد خطورة الإصابة بقرحة المعدة عند استخدام الأدوية المسكنة والعدوى بجرثومة المعدة.
  • التهاب المعدة الضموري (Atrophic Gastritis): يحدث التهاب المعدة الضموري عندما يؤدي الالتهاب المزمن إلى خسارة وانكماش الطبقة المخاطية والغدد الموجودة في المعدة.
  • فقر الدم (Anemia): يمكن أن يحدث فقر الدم بسبب خسارة كمية كبيرة من الدم نتيجة النزف الهضمي المستمر.
  • نقص الفيتامين B12 وفقر الدم الوبيل: يؤدي التهاب المعدة المناعي الذاتي إلى نقص في إنتاج العامل الداخلي (Intrinsic Factor)، والعامل الداخلي بروتين يصنع في المعدة ويساعد على امتصاص الفيتامين B12، يحتاج الجسم هذا الفيتامين من أجل إنتاج كريات الدم الحمراء والخلايا العصبية، لذلك يؤدي نقص هذا الفيتامين إلى شكل مميز من فقر الدم يعرف باسم فقر الدم الوبيل.
  • أورام بطانة المعدة: يزيد التهاب المعدة المزمن من خطر الإصابة بأورام المعدة الحميدة أو الخبيثة على حد سواء، كما يمكن لالتهاب المعدة المزمن بجرثومة المعدة أن يعرض المريض للإصابة بنوع خاص من الأورام الهضمية المعروف باسم لمفوما النسيج المخاطي (MALT) وسرطان المعدة.

أما التهاب المعدة الحاد فهو لا يقود إلى اختلاطات خطيرة عادة، لكنه في حالات نادرة قد يسبب نزفاً هضمياً غزيراً مهدداً للحياة.

الوسائل العلاجية المتبعة في التهاب المعدة
يعتمد علاج التهاب المعدة على العامل المسبب، إذ يتراجع التهاب المعدة الحاد الناتج عن تعاطي المسكنات والمشروبات الكحولية مثلاً بإيقاف هذه المواد المسببة للالتهاب، ومن الأدوية المستخدمة في علاج التهاب المعدة نذكر:

  1. المضادات الحيوية (Antibiotics): بما أن السبب الجرثومي الأكثر شيوعاً لالتهاب المعدة هو جرثومة المعدة (الملوية البوابية)، لذلك يعتمد العلاج على استخدام المضادات الحيوية الفعالة ضد هذه الجراثيم مثل كلاريثرومايسين، أموكسيسيلين وميترونيدازول، احرص على إكمال الشوط العلاجي بشكل تام (عادة ينصح الطبيب باستخدام الدواء بمدة 7 إلى 14 يوم).
  2. الأدوية التي تمنع إفراز المواد الحمضية وتحرض الشفاء: تفيد المجموعة الدوائية المعروفة باسم مثبطات مضخة البروتون (PPIs) في إنقاص المواد الحمضية في المعدة عبر حصار الجزء المسؤول عن إفراز الحمض من خلايا المعدة، ومن هذه الأدوية نذكر أوميبرازول، لانزوبرازول، إيزوميبرازول، بانتوبرازول.
  3. يؤدي الاستخدام طويل الأمد لهذه الأدوية (خصوصاً بجرعات عالية) إلى آثار جانبية أهمها هشاشة العظام التي تعرض المريض إلى الكسور في الورك والمرفق والعمود الفقري.
  4. مضادات الحموضة التي تعدل حموضة المعدة: قد ينصح الطبيب بإضافة مضادات الحموضة مثل دواء مالوكس إلى الخطة العلاجية، تعدل هذه الأدوية حموضة المعدة وتؤمن تسكيناً سريعاً للألم، قد تسبب هذه الأدوية آثاراً جانبية مثل الإمساك أو الإسهال اعتماداً على تركيبها الكيميائي.

أطعمة عليك تناولها وأطعمة عليك تجنبها
يلعب النظام الغذائي دوراً في تخفيف أعراض التهاب المعدة وتسهيل عملية التخلص من جرثومة المعدة، لا يعتبر النظام الغذائي كافياً للعلاج من دون الأدوية لكنه يدعم الشفاء ويسرعه.

أطعمة عليك تناولها
أظهرت بعض الدراسات أن الخمائر الموجودة في اللبن تلعب دوراً في علاج التهاب المعدة، تحتاج هذه النتائج إلى المزيد من البحث والدراسات من أجل تأكيدها، ومن الأطعمة الأخرى التي يمكن تناولها بأمان لدى مرضى التهاب المعدة:

  • التفاح.
  • البروكلي.
  • زيت الزيتون.
  • العسل.
  • شاي الأعشاب.
  • لا يمكننا الاعتماد على نوع من الأطعمة لعلاج المرض، والمهم هنا هو الابتعاد عن الأطعمة التي تزيد الحالة سوءاً.

أطعمة عليك تجنبها
هناك بعض الأطعمة والمشروبات التي تحرض أعراض التهاب المعدة، لذلك يجب تجنبها في حالة الالتهاب الفعال ونذكر منها:

  • القهوة والمشروبات الحاوية على الكافيين.
  • الشاي والشاي الأخضر وشاي النعناع.
  • عصير البرتقال.
  • المشروبات الكحولية.
  • الأطعمة الحارة والتوابل.
  • منتجات الألبان المصنوعة من الحليب الكامل والجبن الحار.
  • منتجات الطماطم.
  • الشوكولا.

ننصح مرضى التهاب المعدة باتباع النصائح الغذائية التالية:

  • تناول 5 إلى 6 وجبات صغيرة في اليوم، لأن هذا ينقص من تأثير مفرزات المعدة الحامضة.
  • اشرب كمية كافية من الماء.
  • أضف المكملات الغذائية الحاوية على الأوميغا 3، لأنها تلعب دوراً في علاج التهاب المعدة.

وفي الختام.. تذكر أنه لا يوجد نظام غذائي قادر على شفاء التهاب المعدة، إنما تفيد هذه النصائح الغذائية في تخفيف الالتهاب ودعم عملية الشفاء، كما أن الطريقة المثلى للوقاية من هذا المرض هي الابتعاد عن عوامل الخطر خصوصاً التدخين والكحول والاستخدام المفرط للأدوية المسكنة.