هل أنت أمٌّ مشغولة؟ إليكِ 8 أسرار لتنظيم وقت الأم المشغولة

تنظيم وقت الأم ونصائح للأم المشغولة والأم العاملة، إدارة الوقت في ظل تعدد المهام، فوائد الروتين للأم المشغولة، وترتيب الأولويات بين الأسرة والنجاح المهني، إليكِ أسرار تنظيم وقت الأم المشغولة
هل أنت أمٌّ مشغولة؟ إليكِ 8 أسرار لتنظيم وقت الأم المشغولة

هل أنت أم مشغولة؟ إليكِ ثمانية أسرار لتنظيم وقت الأم المشغولة

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تنظيم وإدارة الوقت، والتخطيط الجيد للوقت من أهم مهارات الإدارة، ولأن الأم هي أعظم مدير في العالم، فإن إدارتها وتخطيطها للوقت بكفاءة أمر أساسي في حياتها وحياة أسرتها؛ في هذا المقال نتعرف على أهم نصائح إدارة الوقت للأمهات العاملات المشغولات.

تواجه الأمهات اليوم تحديًا كبيرًا في إدارة الوقت واستغلاله، حيث تجد الأم نفسها أمام أعباء ومسؤوليات عديدة، وعليها أن تعمل في أربعة اتجاهات[1]:

1- المسؤوليات الأسرية: حيث احتياجات الأطفال وتطويرهم وتربيتهم، وما يتضمنه ذلك من تعلم وترفيه توجيه ولعب وتوفير الاحتياجات الأساسية من طعام ونظافة وخلق عادات صحية.
كما يقع تحت المسؤوليات الاسرية، الاهتمام بالزوجة وبناء علاقة زوجية قوية ومشبعة، إلى جانب المهام العائلية الأخرى.

2- ترتيب المنزل، وإعداد الطعام، والسيطرة على الفوضى وهو تحدٍ كبير في ظل وجود الأطفال.

3- النجاح المهني: أغلب الأمهات في عصرنا الحالي يعملن، سواء خارج المنزل أو داخله، حيث وفرت شبكة الإنترنت ووسائل التواصل فرصًا عديدة ومختلفة للعمل من المنزل، مثل: الكتابة، والتصميم، والطهي، والتجارة الإلكترونية، وحتى وإن كانت الأم تعمل بدوام جزئي، أو بشكل غير منتظم، فإن عليها أن تخطط للعمل، وتمنحه من وقتها وتفكيرها.

4- العناية الذاتية: وبعد كل المسؤوليات المذكورة سابقًا فإن الوقت المخصص للأم للعناية الذاتية، والاسترخاء، والنوم العميق المريح، والاهتمام بالنفس، وممارسة الأنشطة الممتعة، والحصول على وقت خاص للراحة يتضاءل جدًا رغم أهميته الكبرى، فهذا الوقت الخاص بالأم غالبًا ما يأتي في ذيل قائمة الأولويات، حيث تُقدم الأمهات احتياجات الأسرة والعمل على احتياجاتهن الشخصية، على الرغم من أن الوقت الخاص بالأم بمثابة الشاحن لطاقتها حتى تستطيع مواصلة الجهد والعطاء.
 

animate

إليك أهم النصائح لإدارة الوقت للأمهات المشغولات[2]:
1- كوني أمّاً منظمة

تقول الحكمة "درهم وقاة خير من قنطار علاج"، وهو ينطبق تمامًا على إدارة وتنظيم الوقت، فالتخطيط المسبق للوقت، يمنع الكثير من الفوضى والضغوط التي تستهلك الوقت والجهد.
كيف تنظمين وقتك؟
هناك العديد من الأدوات التي تساعدك على تنظيم الوقت حسب احتياجاتك، وتتوفر نماذج كثيرة لمخططات التنظيم planners سواء كانت أجندات ودفاتر ورقية، أو تطبيقات إلكترونية، ويبقى لديك الخيار الأفضل – في رأيي- أن تعدي مخطط تنظيم الوقت الخاص بك بنفسك، فقيامك بهذا الأمر ممتع ويساعدك على ترتيب أفكارك وأولوياتك.
في ضوء الأهداف العامة التي تودين تحقيقها، سواء كانت إنجازات على مستوى الأبناء، أو على مستواك الشخصي، أو وضع روتين منزلي، فإن معظم الأهداف يمكن تجزئتها إلى مهام أسبوعية، فالأسبوع هو الوحدة المثالية للتخطيط للوقت لدى الكثيرين، ويسمح بنقل بعض المهام بين الأيام.
تذكري أن تكوني مرنة وواقعية عند وضع خطتك. 

2- تحديد الأولويات ووضع الأهداف الواقعية
"قليل مستمر خير من كثير منقطع".. من أكثر الأمور التي تفسد خطة تنظيم الوقت، التشتيت والمثالية، إدارة الوقت بشكل جيد تحتاج إلى تركيز؛ فمن السهل وأنت تضعين خطتك أن تكثري من المهام، وتضعي لها القليل من الوقت، ولكن التطبيق شيء آخر.
أحد أهم التحديات التي تواجه الأم هو التشتيت، فمهارة المهام المتعددة multitasking يمكن أن تتحول إلى فقدان للتركيز.
حددي أولوياتك، ورتبي أهدافك، وتخلي عن وهم المثالية، فالثالية الحقيقية هي أن تديري حياتك وحياة أسرتك بهدوء نفس وسلام، وليس أن تكثري من المهام إلى حد التشتيت مع الكثير من التوتر وعدم الاستمتاع أو الشعور الحقيقي والاستفادة، فالعبرة دومًا بالكيف وليس بالكم.

3- التفويض
من السهل أن نقوم بالأعمال بدلا عن أطفالنا، نطعمهم بدلا من أن يطعموا أنفسهم لنضمن أداء المهمة في أقصر وقت وأقل قدر من الفوضى، نلبسهم بدلا من استغراق المزيد من الوقت في محاولات ارتداء الملابس بأنفسهم، وأن نذاكر لهم حرفًا بحرف لضمان الجودة والمتابعة، وأن نسارع إلى التدخل وحل المشكلات بين الأطفال حتى ينتهي الصراخ والجدال بينهم.. ولكن..

هل هذا هو الاختيار التربوي؟.. وهل هو أسهل حقًا على المدى الطويل؟
الحقيقة أن تدخل الوالدين في تفاصيل حياة الصغار، يجعلهم دومًا معتمدين على غيرهم، ويحرمهم من الشعور بالحرية والاستقلال وتطوير المهارات الذاتية، كما أنه متعب جدًا على المدى، لأنهم سينشؤون كسالى معتمدين على الأم باستمرار.
تذكري يا عزيزتي أنك "لست امرأة خارقة"، وليس مطلوبًا منك أن تكوني، علمي أبناءك المشاركة والاعتماد على أنفسهم، فوضي ما يمكنك من المهام، وليتحمل كل فرد في البيت مسؤوليات تزداد مع زيادة العمر والقدرات.
ساعديهم على تطوير خلق التعاون بتقسيم الأعمال إلى مهام بسيطة، ومكافأتهم عليها معنويًا بالمدح والتقدير.

تقول خبيرة تطوير الذات في موقع حلوها د. سناء عبده ردًا على أم لثلاثة أطفال تريد تنظيم وقتها وإنشاء جدولًا لحياتها اليومية، نظرًا لما تعانيه من التشتت والضغوط الكثيرة بين مهام الزوج والبيت والمذاكرة للأطفال ومتابعتهم: "أهلا بك يا ابنتي، واعلمي أن الأمر يحتاج إلى تنظيم، وتعود وتحسين سلوك عندك وعند أولادك وزوجك.
النقطة الأولى: أنتم الخمسة شركاء في البيت، والحمل ليس مرمي على أكتاف شخص واحد فقط هو أنت، وهذه أول نقطة يجب أن تفهميها وتناقشيها مع زوجك وأولادك، أنتم شركاء وعلى كل واحد مسؤوليات وواجبات كما له حقوق، ولهذا الامر الأول اعملي على تنظيم أسرتك.. الأب يشارك بشيء، وابنك الأكبر له مهام، والصغيران يمكنهما المساعدة ولو بأي أمر بسيط، لا تقللي من قدراتهم، وبالطبع أنت لك دور.
النقطة الثانية: أمامك 4 أنواع من الوقت، ولكل منها مهام انتبهي لها، الأول: وقت الصباح والظهيرة والزوج والأولاد في المدرسة، وهذا وقتك ووقت البيت وأعماله. والثاني: وقت بعد العصر، وهو وقت الأولاد، وثالثا: هو وقت ما بعد المغرب لك ولزوجك ولحياتكما معا، والرابع هو وقت الليل والنوم للجميع. هذا التقسيم المبدأي، ولا يجوز أن يدخل وقت على آخر، ولا يضيع وقت على حساب وقت آخر، وإلا لن يحصل توازن، لهذا قومي بتحديد مهامك في كل وقت من هذه الأوقات وبتركيز وضبط، ولا تهدري وقتك في أمور مسرفة لا لزوم لها ولا عائد أو فائدة لها عليك. لذا اجعلي تنظيف البيت والطبيخ وأمورك الخاصة ومحادثاتك وزيارات الصباح والتسوق كلها في حيز هذا الوقت وضعي لها ترتيب أولويات، مثلا الطبخ وتنظيف المطبخ والحمامات أكثر اهمية من تنظيف غرفة الضيوف مثلا، مكاملة الوالدة أو شرب فنجان قهوة أكثر اهمية من تصفح الفيس بوك. وقت الأولاد، وهنا يجب أن نركز أكثر على العمل لتعويدهم كيف يرتبون أغراضهم ويتناولون الطعام ويباشرون الدراسة، وكيف يدرسون، وعندما يأتي الاب يكون دور الاهتمام به وهو يساعدك على إنهاء ما لم تنهي من تدريس الأولاد ويقوم ببعض الأعمال ريثما تنتهي، ثم الأولاد في الفراش وانتهى.
يأتي وقتك وزوجك للراحة وفنجان القهوة والحديث والتخطيط لغد أو عمل زيارة اجتماعية أو مشاهدة الاخبار وبعدها الجميع ينام باكرا".

4- تعدد المهام في صورته الجديدة
كانت النصيحة السائدة لمن يريدون استغلال أوقاتهم أن يطوروا مهارة تعدد المهام، فمع تعدد المهام يمكنك مضاعفة ما تريد إنجازه، ولكن مؤخرًا بدأت عيوب هذا الأمر في الظهور، فالمهام المتعددة لا تكتمل بدقة غالبًا، كما أنها غالبًا ما تترك الشخص في حالة من التشتت والشعور بالضغط والإجهاد، وبدأت الدعوة إلى "التركيز على شيء واحد"، والاستغراق فيه.
الأم تحتاج إلى حل وسط بين الطريقتين، وهو حل عملي ومفيد، وهي أن تعدد المهام التي لا تعتمد على التركيز، على سبيل المثال: إجراء المكالمات أثناء المشي اليومي، أو مراجعة بعض الدروس مع الأطفال أثناء الطبخ.

5- تعلمي قول "لا"
قول "لا" صعب بالنسبة للكثير من الأمهات اللاتي اعتدن على إرضاء الجميع، والحرص على مساعدة الجميع، ولكنه أمر ضروري لإدارة الوقت، لا تخافي من أن تسبب "لا" خيبة أمل للبعض، لأنك إذا قلت "نعم" على الدوام فلن تتمكني من إتمام الأمور الهامة، ولن تستطيعي وضع خطة للوقت والالتزام بها أبدًا، ضعي أولوياتك أمام عينك، وقولي لا للأمور غير الهامة.

6- اختصارات الوقت
كل ما يختصر لك الوقت فهو صديقك، يستحق الاختيار والمال، مثل: الوصفات السهلة سريعة الإعداد لوجبات الطعام، أو غسالة الصحون التي تزيح عنك عبء المواعين، ابحثي دومًا عن أقصر الطرق للوصول إل أهدافك.

7- الروتين
الروتين هو المفتاح الذهبي لتنظيم وقت الأم، لا تحتاجين إلى اختراع العجلة كل أسبوع! اصنعي روتينًا جيدًا ووفري طاقتك الذهنية، وتخلصي من الإجهاد.
الروتين مفيد جدًا للأطفال أيضًا، ويسهل تكوين عادات جيدة لديهم، ويساعدهم على تنظيم أوقاتهم.
ضعي روتينًا للاستيقاظ والنوم، وروتينًا للطعام، وقائمة شهرية أو أسبوعية للوجبات، ورتينًا لتنظيف وتنظيم البيت، بل وضعي روتينًا للعلاقة الزوجية، وروتينًا للعناية بالجسم، وروتينًا للنزهات والخروج وممارسة الرياضة.

8- الفصل بين مهام العمل والأمومة
اتركي مسؤوليات الأمومة في المنزل عندما تكونين في العمل، وكذلك عندما تخرجين من العمل ضعي قبعة الأم واتركي مسؤوليات العمل في مكانها.
أما إذا كنت تعملين من المنزل، أو تحتاجين لإكمال بعض مهام العمل في المنزل فقومي بها بعد أن ينام الأطفال، أو أثناء استغراقهم في اللعب.
 

العديد من الأمهات حول العالم جربن هذه الحيلة للحصول على وقت خاص لهن في ظل الانشغال ومطالب الأسرة، وهو أن تستيقظي ساعة أو ساعتين باكرًا[3]، ولكن المهم ألا تضيعيها في المهام التي يمكن القيام بها في ظل ضجيج الأطفال، ووجود الآخرين، مثل تنظيف المطبخ، وترتيب البيت، على الأقل ليس كل يوم. هذه الساعة ثمينة جدًا.. هي وقتك للاسترخاء وترتيب أولوياتك، والتفكير في أهدافك، والنظر إلى السماء والتأمل.
لن يلاحظ أطفالك انشغالك، ولن يقطعوا الهدوء، يمكنك المشي، أو الكتابة، أو الصلاة بهدوء وتركيز، يمكنك تناول القهوة مع تصفح كتاب رائع، يمكنك حتى الاسترخاء في هدوء بدون فعل أي شيء استعدادًا للحياة اليومية المليئة بالمطالب والأعمال بنشاط وتفاؤل.

وفي النهاية فإن الوقت أثمن شيء في الوجود، وحسن إدارة الوقت وتنظيمه أمر ضروري لكل من يريد النجاح والإنجاز في الحياة، وبخاصة الأم التي تؤدي العديد من الوظائف التي لا غنى عنها في حياة أسرتها.
 

[1] مقال TRACEY PORPORA "كيفية إدارة الوقت بحكمة للأم العاملة المشغولة"، منشور في موقع thebalancecareers.com، تمت مراجعته في 10/10/2019. 
[2] مقال Elizabeth Scott "ثماني نصائح فعالة لإدارة الوقت للأمهات"، منشور في موقع verywellfamily.com، تمت مراجعته في 10/10/2019
[3] مقال MOMMYHOOD "أربعة أسباب لماذا تحتاجين إلى الاستيقاظ قبل أطفالك"، منشور في loveandmarriageblog.com، تمت مراجعته في 10/10/2019.