تربية الأطفال عمر سنتين والتعامل مع الطفل الشقي

أسس تربية الطفل في عمر سنتين ونصف وكيفية التعامل مع الطفل الشقي عمره سنتين. كيف أتعامل مع طفلي العنيد والعصبي وكثير الحركة؟ ضرب الطفل في عمر السنتين وفطام الطفل بعد السنتين
تربية الأطفال عمر سنتين والتعامل مع الطفل الشقي
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

العناد صفة معجونة في الأطفال، مخبوزة بالشقاوة ومخمرة بالعصبية، ولعلها أكثر صفة تخيف الأمهات من أطفالهن؛ يشعرن أمامها بقلة الحيلة، ولا يعرفن كيفية التعامل مع هذه الصفة. قد تحاول الأم أن تتذكر متى ولد العناد في طفلها: في أي عمر؟ ولماذا تشعر أن طفلها الصغير في سنوات الطفولة الأولى يبدو كالمراهقين. من المؤكد أن العناد والعصبية والشقاوة قد يكونون جزءاً من شخصية الطفل، أو صفة وراثية أو اكتسبها الطفل من الأم، وربما مجرد طريقة لدى الطفل للتعبير عن وجوده، ورغم ذلك فإن الأم تظل مشغولة بالمشكلة، تحاول أن تجد طريقة للتعامل مع طفلها الشقي العنيد، وتبحث عن أسس لتربية طفلها تربية سليمة.

هنا ستجد كل أم دليلها للإجابة على أسئلتها التقليدية؛ كيف أتعامل مع طفلي العنيد والعصبي والمتمرد؟ هل ضرب الطفل في عمر السنتين من طرق عقاب الأطفال الجيدة أم السيئة؟
واستفساراتها عن كيفية التعامل مع الطفل الشقي عمره سنتين، وأسس تربية الطفل في عمر سنتين بطريقة صحيحة، وعن فطام الطفل بعد السنتين.
 

كيفية تربية الأطفال عمر سنتين ونصف أو سنتين
إذا أردتِ معرفة أسس وتقنيات التربية الإيجابية للطفل فلابد أن تعرفي أن بمجرد بلوغ الطفل عمر السنتين يدخل في المرحلة التي أسماها عالم النفس التربوي جان بياجيه Jean Piaget مرحلة ما قبل العمليات (Preoperational Stage)، إذ سيبدأ طفلك في امتلاك المفردات الخاصة به والتي سيعبر بها عن نفسه، مسترشداً في ذلك بالتفكير الأناني؛ سيرى الحياة من منظوره الخاص، ووفقاً لتجاربه المحدودة، وهذه المرحلة تتسم بافتقار المنطق [1] ولابد أن تدركي ذلك عند تعاملكِ مع طفلك، حتى تستطيعي تطبيق أسس التربية الصحيحة. وبذلك فإن أول خطوة يجب عليكِ توفيرها ليست النصائح أو الأوامر، بل توفير البيئة الاجتماعية المناسبة (سواء في الأسرة، أو في الحضانة)؛ فالطفل يتعلم من خلال هذه العلاقات ويستفيد من كل تجربة يخوضها، وتوسيع مساحة التجارب سيؤدي بالضرورة إلى توسيع أفق الطفل، وبناء استنتاجات مختلفة وفقاً لمنظوره الفردي.

وعليكِ أن تتأكدي تماماً أن طفلكِ يراقب كل تصرفاتكِ؛ فمثلاً إذا كان يعزف عن الأكل فربما يرجع ذلك إلى سوء شهيتك، فالأطفال يقلدون تصرفاتنا، ويتعلمون الحياة من خلالنا، وأفضل طريقة لتربية الطفل هي أن يقلد سلوكنا الطيب. [2]
 

animate

كيف أتعامل مع طفلي الشقي؟ طريقة السيطرة على الطفل كثير الحركة في عمر السنتين!

تشتكي إحدى أمهات حلوها "ابني عمره سنتين شقي جداً ويسبب لي البكاء كل يوم"! لابد أن تدرك الأم أن الحركة ضرورية للطفل في هذا العمر، والأفضل عدم التذمر من ذلك، بل استثمار هذه الطاقة وتوجيهها في النشاطات المفيدة للطفل. عليك أن تعرفي سيدتي أن سر حركة الطفل الشقي المبالغ فيها قد يرجع في كثير من الأحيان إلى الملل، إذ يقضي وقتاً طويلاً في البيت، والأفضل هو تفريغ شحنة الملل في أنشطة فعالة، بدلاً من كبت الطاقة وتفاقم العداء والعناد والعصبية بينكما.

وهذا بالضبط ما نصحت به الدكتورة هداية، أخصائية تربية الطفل على موقع حلوها، عندما اشتكت إحدى الأمهات من شقاوة طفلها وقيامه بالتكسير وتعطيل الأجهزة مما يجعلها تضربه وتتأثر نفسياً. حيث أجابتها الخبيرة قائلة:

"إن الحركة في هذا السن تعتبر مطلباً من مطالب النمو وعلى الأهل مراعاة ذلك وتوجيه سلوك أطفالهم للأحسن. فمثلاً عند شراء لعبة، يجب أن تراعي ميول الطفل فيها كشراء السيارات الصغيرة أو أي نوع يحبه مع تدريبه على طريقة اللعب فيها. كما يجب الانتباه إلى أن الطفل يحتاج للخروج للعب، فقد يصاب بالملل جراء بقائه ساعات طويلة في البيت مما يؤدي إلى حركة زائدة لم توظف فيما هو إيجابي وتتحول إلى نزعة للتدمير والتحطيم. لذا يجب عليك الحذر من تعاملك معه خصوصاً أنك تعتمدين على الضرب الذي يعتبر من أبرز الأساليب التي تسهم في تفاقم العداء والشحنات الانفعالية السلبية. كوني حنونة مع طفلك فهو بحاجة إلى ذلك من أجل نمو سليم ومتوازن".

لذلك عزيزتي الأم، للتعامل مع الطفل الشقي، ابحثي عن الطرق والألعاب التي يحبها ويمكن أن يفرغ فيها طاقته الزائدة، والأهم هو أن يتعلم منها أشياء جديدة وأن تساعده في تنمية مهاراته وذكائه. كل هذا سيؤدي إلى علاج مشكلة شقاوة الطفل الزائدة وسيصبح أكثر هدوءاً واستمتاعاً وسيتعلم ضبط النفس، وستتقنين أنت بدورك فن وطريقة التعامل مع الطفل الشقي والعنيد في مثل هذا العمر!
 

كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر السنتين والنصف

تبحث الأمهات كثيراً عن طريقة للتعامل مع الطفل العنيد والعصبي، وقد تؤكد الأم توفير البيئة الاجتماعية المناسبة للطفل ومع ذلك فإن الطفل يخرج عن السيطرة، ويرفض الاستماع إليها على خلاف الأطفال الآخرين في علاقاتهم مع أمهاتهم. سنفهم أسباب ذلك من خلال راي ليفي Ray Levy الذي يحدد أهداف الطفل المتمثلة في ثلاثة أشياء: الإنجاز، الصداقة، السيطرة.
الأطفال الذي يحددون هدفهم في الإنجاز تراهم أمهاتهم أطفالاً مثاليين، والذين يحددون أهدافهم في بناء الصداقات فإن من السهل تربيتهم أيضاً، أما الأطفال الذي يحددون هدفهم في السيطرة فهم الخارجون عن السيطرة: العنيدون!

لابد أن تعرفي أن العناد يولد العناد؛ ليس من خلال الأوامر سيقوم الطفل العنيد بالاستجابة لك، لأن تكرار الأوامر – مرة بعد مرة- سيفقدك السيطرة، وبدلاً من إعطاء الأوامر يمكنك اللعب على التحفيز (الإيجابي والسلبي)، والأهم من ذلك إدراك أن تبديل أهداف الطفل، من السيطرة إلى الإنجاز والصداقة، قد يستغرق بعض الوقت، لكن إذا لم تستسلمي فإنك ستحققين ذلك وستحلين مشكلة العناد لدى طفلك. [3].

من خلال هذه الخطوات يمكنكِ ترويض الطفل العنيد والعصبي [4]:

1- جربي الاستماع إلى طفلك.
تريدين أن يفهمكِ طفلكِ من نظرة عين لكنه عنيد ولا يستمع إليكِ؟! ربما يكون قد اكتسب هذه الصفة منكِ، ويمكنكِ أن تعلميه الإنصات إليك إذا قمتِ بالمبادرة بالإنصات إليه أولاً، فمن خلال الاستماع إلى طفلك تنشأ بينكما علاقة تفاهم وصداقة.

2- لا تفرضي على الأطفال شيئاً.
الأطفال العنيدون والمتمردون يفسرون محاولتك لفرض الأشياء عليهم من خلال أوامركِ بأنها صراع على السلطة بينكما، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى انفجار حرب في البيت. لذا، بدلاً من فرض الأشياء، جربي أن تتواصلي وأن تشاركيهم اهتماماتهم.

3- امنحي الطفل الخيارات.
كيف أتعامل مع طفلي العصبي؟
تبحثين عن حل لمشكلة عصبية الأطفال؟ حسنًا قومي بإعطاء طفلك العنيد الخيارات، فمثلاً، إذا أردت أن يأوي الطفل إلى النوم الساعة الثامنة مساءً، امنحيه الخيار كالتالي: (هل ترغب بالنوم الساعة السابعة أم الثامنة؟)؛ إعطاء الخيارات للطفل سيجعلك تمتلكين السلطة بشكل مريح، لكنها سلطة غير مرئية، فالطفل يشعر بامتلاك حرية الاختيار بين أمرين قمتِ أنتِ بتحديدهما بكامل إرادتك، فيشعر الطفل بالحرية في الاختيار وبالتالي ينفذ ما أردته أنتِ في الأصل دون أن يدرك ذلك! مما سيجنبك الاستماع إلى بكائه وصراخه العصبي الرافض لطلباتك وقراراتك.

4- كوني هادئة وجربي التواصل مع الطفل.
لا تصرخي في وجه طفلكِ أبداً؛ إذا كان عنيداً، فإن صراخكِ يعني هزيمتك في صراعك معه على السلطة، كما سيعزز الأسلوب العصبي في التعامل لدى الطفل، بل بدلاً من ذلك كوني هادئة حتى تستطيعي التعامل مع المشكلة، وجربي التواصل؛ عند التواصل قد ترين الأمر من منظور طفلك، وهذا يساعد على فهم أسباب العناد عند الأطفال، وسيقودنا إلى حل المشكلة والتخلص من عناد الطفل وعصبيته نهائياً.
 

نصائح حول كيفية عقاب الطفل عمر سنتين
هل ضرب الطفل في عمر السنتين من طرق عقاب الأطفال الجيدة أم السيئة؟
مهما كان سلوك طفلك، عليكِ أن تبتعدي تماماً عن ضرب الطفل سواء كان في الثانية من عمره أو في أي مرحلة عمرية أخرى، لأن الإيذاء الجسدي سيترك علامات سيئة في روح طفلك، ولن يقوم بمعالجة أي مشكلة، بل على نقيض ذلك سيضاعفها، ومن المؤكد أن هناك طرقاً لعقاب الأطفال حسب العمر بعيداً عن الإيذاء الجسدي؛ إذ يمكنك سحب امتيازات معينة من الطفل، أو مساعدة الطفل في إدراك ما أفسده من خلال القيام سوياً بعملية الإصلاح، أو التحفيز الذاتي بمختلف أشكاله.

لذلك، إذا كنتِ تضربين الطفل بأي طريقة، مثل الركل، أو اللكم، أو العض، أو الصفع على ظهر اليد، فعليك أن تتوقفي على الفور، ويمكنكِ بدلاً من ذلك أن تعاقبي طفلك بالتجاهل، خاصة إذا بدأ بالعناد أو أظهر علامات غضب مبالغاً فيها. قد يبدو ذلك صعباً بالنسبة إليك، لكن تأكدي أنها طريقة آمنة، فالطفل حين يصرخ أو يعند يفعل ذلك لجذب الانتباه، وإذا وجد أن هذه الطريقة لم تصلح، سيبحث عن طريقة أخرى بناءً على مخزون التجارب الفردية القليلة التي يملكها، لكن إذا شعر باهتمامك عند فعل ذلك، سيعاود فعل ذلك كل حين، وسيصبح من الأصعب التخلص من هذه العادة لاحقاً. [2] 

بعض الأطفال يعلنون عن غضبهم أو تمردهم بالعنف، فتشتكي إحدى الأمهات قائلة "ابني يكسر كل شيء أمامه حين يغضب، فما العمل؟". تجاهل ذلك قد يبدو صعباً، لكن يمكنك اللجوء إلى طرق العقاب الأخرى، بأن تمنعيه عن شيء محبب مثلاً. لكن الأهم من ذلك هو أن تتأكدي بأن المحيط الاجتماعي آمن بالنسبة للطفل، لذلك يمكنك ألا تضعي أي شيء قابل للكسر في متناول الطفل، ثم يمكنك إظهار علامات حزنك حين يقوم بسلوك سيئ، فالأطفال عاطفيون ويتأثرون بردود أفعالنا، وعندما نغضب أمام غضبهم فإننا بذلك نعلمهم أنها أفضل طريقة لمواجهة المشاكل، كما يؤكد عالم النفس راي ليفي.
 

كيف أفطم طفلي عمره سنتين؟ الطريقة الصحيحة لفطام الطفل في عمر السنتين!
سألت إحدى السيدات خبيرة حلوها: "كيف أفطم طفلي في عمر السنتين؟". وأجابتها الدكتورة هداية بمجموعة نصائح مهمة حول فطام الأطفال بعد السنتين، وهي:

1- تقديم الوجبات الغذائية المتكاملة التي تضمن الغذاء السليم والمتوازن للطفل، حتى تكوني مطمئنة تماماً من شعور الطفل بالشبع.
2- عبري لطفلك بتعبيرات وجهك عن عدم رغبتك في إرضاعه ليلاً، فالأطفال يجيدون قراءة تعابير وجوهنا.
3- أشغلي طفلك بالألعاب والأشياء الممتعة والمفيدة حتى ينسى أمر الرضاعة.
4- خصصي للطفل مكاناً للنوم، قد يعترض في البدء، لكن من خلال كلمات التشجيع أو حكايات ما قبل النوم سيألف هذا المكان الجديد، ويشعر بأنه ينتمي إليه، خاصة أن الأطفال في هذا العمر يشعرون بذواتهم ويحبون ممتلكاتهم.
5- لابد من تدريب الطفل على الاستقلالية، من خلال تعلم الأشياء والمهارات التي يستطيع أن يقوم بها مفرده، فهذه طريقة سيشعر من خلالها بالنضج ويحب الاعتماد على نفسه بعد ذلك، ويشعر بالاستقلال عنكِ.
6- ستجدين هنا نصائح مهمة حول كيفية فطام الطفل من الرضاعة الطبيعية في الليل.

من المهم عزيزتي الأم أن تطلبي مساعدة من حولك، ففترة الفطام ليست صعبة فقط على الطفل، بل على الأم أيضاً، وطلب المساعدة يوفر الدعم النفسي ويسند الأم للنجاح في هذه المهمة، لذلك لا تخجلي بطلب المساعدة من زوجك أو أفراد أسرتك. [5]

ختاماً، ننصحك سيدتي أولاً وأخيراً باحتضان طفلك، واجتياز كل مرحلة صعبة معاً، بمساعدة النصائح التي قدمناها لك في هذا المقال حول أسس تربية الأطفال في عمر السنتين وكيفية التعامل مع الطفل الشقي والطفل العنيد والعصبي. وإن كانت لديك أي أسئلة أو استفسارات، يمكنك طرح سؤالك هنا.
 

[1] مقال Saul McLeod "نظرية بياجيه للتنمية المعرفية"، منشور في simplypsychology.org، تمت مراجعته في 20/12/2019.    
[2] مقال "تطور الطفل: السنوات الخمسة الأولى"، منشور في raisingchildren.net.au، تمت مراجعته في 20/12/2019.
[3] كتاب راي ليفي  "حاول أن تروضني"، صـفحة 45، مكتبة جرير 2003.
[4]  مقال  Sagari Gongala "كيف تتعامل مع الطفل العنيد"، منشور في momjunction.com، تمت مراجعته في 20/12/2019.
[5] مقال "كيف أفطم طفلي؟"، منشور في llli.org، تمت مراجعته في 20/12/2019.