مخاطر تعرض الأطفال للاغتصاب من قبل الأقارب "الأقارب هم الأخطر!"

اغتصاب الأطفال من الأقارب، تأثير سفاح القربى على الأطفال، آثار الاعتداء الجنسي على الطفل داخل العائلة، التعامل مع صدمة الاعتداء الجنسي على الطفل من الأقارب
مخاطر تعرض الأطفال للاغتصاب من قبل الأقارب "الأقارب هم الأخطر!"
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تزداد العواقب الوخيمة لجريمة اغتصاب الأطفال، والاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة، عندما تأتي من داخل العائلة، وعندما يكون المعتدي من الأقارب أو الكبار الذين يثق بهم الطفل، ويفترض فيهم حمايته.
في هذا المقال نتعرف على حقائق عن الإيذاء الجنسي داخل البيوت، والتحديات التي يواجهها الطفل والأسرة في حالات التحرش والإيذاء الجنسي من الأقارب.

هل تعلم أن أكثر من نصف الأطفال الذين يتعرضون للإيذاء الجنسي حول العالم، يتعرضون له من قِبل أحد الوالدين أو الأقرباء؟
الاعتداء الجنسي داخل الأسرة يعني أن يقوم فرد من العائلة بإشراك طفل أو تعريضه للسلوكيات أو الأنشطة الجنسية. وليس شرطًا أن يكون "فرد العائلة" قريبًا بالدم، ولكن قد يكون شخصًا يعتبر جزءًا من العائلة، مثل الأصدقاء المقربين جدًا.

إليك بعض الحقائق عن الاعتداء الجنسي على الأطفال من قبل الأقارب والمقربين[1]

  • كشفت العديد من الدراسات أن أكثر أشكال الإيذاء الجنسي شيوعًا في مرحلة الطفولة هو سفاح القربي أو زنا المحارم.
  • وأشارت دراسة أجرتها الأمم المتحدة عام 2006 إلى أن مرتكبي العنف الجنسي ضد البنات القاصرات غالبًا ما يكونون من أعضاء الأسرة الذكور (الإخوة أو الأعمام أو الأخوال)؛ ويليهم في هذا الصدد أزواج الأمهات والآباء وأعضاء الأسرة من الإناث.
  • وفقًا لمنظمة الصحة العالمية فقد تعرض 150 مليون بنت، و73 مليون ولد تحت الثامنة عشرة للاغتصاب أو أشكال أخرى من العنف الجنسي والاستغلال التي تضمنت اتصالا جسديًا.
  • الاغتصاب أو ممارسة الجنس بالإكراه ضد الفتيات القاصرات يحدث في إطار الزواج القسري في كثير من دول العالم، تقول تقارير اليونيسيف أن ما يُقدر ب82 مليونًا من البنات بكافة أنحاء العالم، بعضهن لم يتجاوزن سن العاشرة، سوف يتزوجن قبل عيد ميلادهن الثامن عشر.
  • أظهرت الدراسة الأممية أن المجتمعات الدينية والقبلية في العديد من القارات تواصل تبرير الاستغلال الجنسي للأطفال على يد زعماء القبائل أو القسس بأسباب تتعلق بالطقوس الدينية أو المراتب الاجتماعية أو الشؤون الرعوية للكنائس.
  • بالنسبة للأب أو الأم، فإن اكتشاف أن شخصًا تحبه وتثق به قد أساء جنسيًا لطفلك هو أمر صعب للغاية، ويمكن أن يثير مشاعر شديدة من الصدمة والغضب والارتباك والإنكار وعدم التصديق والشعور بالذنب، ويتطلب الأمر الوقت والقوة والدعم الأسري والمجتمعي ووجود مساعدة قانونية وطبية لمساعدة طفلك على التعافي من الإساءة الجنسية.

 على الرغم من أنه قد يكون صعبًا، وخاصة في حالات الإيذاء الجنسي للأطفال من أحد الأقارب، ولكن من المهم إخطار السلطات وتطبيق القانون فهي خطوة مهمة في الحفاظ على سلامة طفلك.

animate

يمكن أن تكون آثار الاعتداء الجنسي على الأطفال مدمرة. وغالبًا ما تظهر عليهم مجموعة واسعة من الأعراض النفسية، سواء على المدى القصير أو الطويل، وسرعان ما يُظهر الأطفال الشعور بالعجز والخجل وعدم الثقة بالآخرين،  وقد يؤدي الاغتصاب وإيذاء الأطفال جنسيًا إلى تعطيل نموهم، كما يزيد من احتمال تعرضهم لاعتداءات جنسية أخرى في المستقبل.

  • قد يواجه ضحايا الاعتداء الجنسي صعوبة في إقامة علاقات شخصية.
  • الأعراض المرتبطة بالإساءة الجنسية في مرحلة الطفولة قد تعيق تطور العلاقات. 
  • من الصعوبات الشائعة في العلاقات التي قد يواجهها الناجون هي صعوبات الثقة والخوف من العلاقة الحميمة وصعوبة تحديد الحدود الشخصية والسلوكيات السلبية والانخراط في العلاقات المسيئة.
  • مع شدة سوء المعاملة، والتعرض لإيذاء جنسي شديد تقل قدرة الشخص على التكيف مع العلاقات الحميمة.
  • غالبًا ما يبدأ الاعتداء الجنسي من قبل شخص يحبه الطفل ويثق به، وهو ما يكسر ثقة الطفل، ويؤدي إلى اعتقاده بأن الأشخاص الذين يحبونه سيؤذونه.
  • عندما يتم الاعتداء الجنسي على الطفل من قبل قريب أو شخص بالغ موثوق به فإنه يكون من الصعب على الأطفال النظر للجاني بصورة سلبية، مما يجعل الأطفال يلومون أنفسهم، ويشعرون بالاستياء تجاه ذواتهم.
  • يميل ضحايا الاغتصاب والاعتداء الجنسي في الطفولة من قبل الأقارب أو في محيط العائلة إلى السلوكيات المدمرة ذاتيًا، ومحاولات الانتحار.
  • وصفت دراسة أجراها رتيكان عام  1992 أعراض مشكلات صورة الجسد لدى الناجين من الاعتداءات الجنسية في الطفولة بشعورهم بالقبح والقذارة، وكراهية شكل الجسم والمظهر، واضطرابات الأكل والسمنة[2].
  • الاعتداء الجنسي على الطفل من قبل شخص موثوق به يفرض ضغطًا هائلاً على العلاقات داخل الأسرة. قد يجد بعض أفراد الأسرة صعوبة في تصديق أن المعتدي يمكنه فعل شيء من هذا القبيل، قد يصارع أفراد الأسرة أيضًا مع كيفية إدارة ولائهم المنقسم تجاه المسيء والضحية.

يعاني الأطفال الذين تعرضوا للإيذاء الجنسي داخل العائلة لصعوبات مضاعفة بالمقارنة مع غيرهم من الأطفال المعتدى جنسيًا عليهم من خارج الأسرة، وهذه بعض التحديات التي يواجهونها:[1]

  1. قارنت دراسة بين تجارب النساء اللاتي تعرضن للإيذاء الجنسي العائلي أو من الأقارب، وبين النساء اللاتي تعرضن للإيذاء من خارج العائلة، وأظهرت أن النساء اللاتي تعرضن لإيذاء جنسي من العائلة عانين من مستويات أعلى من الاكتئاب والقلق .
  2. عندما يتعرض الأطفال للإيذاء من داخل العائلة أو على يد أحد المقربين الذين يُفترض أنهم يحمونهم من الأذى، فإن الأطفال يفقدون الثقة في الناس. 
  3. يصعب على الطفل إخبار الآخرين عما تعرض له من أذى جنسي أو تحرش عندما يكون المعتدي شخصًا محبوبًا وموثوقًا لدى بقية الأسرة.
  4. يزداد الشعور بالذنب ولوم الذات لدى الأطفال الذين تعرضوا للإيذاء الجنسي من قِبل أحد أفراد الأسرة، بالمقارنة مع الأطفال الذين تعرضوا للإيذاء من خارج العائلة.
  5. وغالبًا ما يكون الأطفال من الثقافات التي تستهجن الحديث عن الجنس أو النشاط الجنسي أكثر ترددًا في الحديث.
  6. بعد اكتشاف الاعتداء الجنسي على الطفل من داخل الأسرة غالبًا ما يتعرض الأطفال والمراهقون للتعذيب بسبب الشك الذاتي، وإلقاء اللوم على النفس، والخوف من المسيء، والضيق بشأن ما حدث في العائلة نتيجة الأمر.
  7. وفي بعض الأحيان، في محاولة يائسة لجعل كل شيء أفضل في الأسرة، قد يغيرون قصتهم أو حتى ينكروا ما تعرضوا له من إساءة جنسية، وخاصة عند نقص الدعم الأسري.
  8. طلب المساعدة من مستشار متخصص في الاعتداء الجنسي على الأطفال يمكن أن يساعد طفلك وعائلتك على مواجهة ما حدث. يمكن أن تقلل الاستشارة من الإجهاد والآثار الأخرى للإيذاء الجنسي .

تجيب الأخصائية النفسية في موقع حلوها ميساء النحلاوي ردًا على سؤال فتاة تقول بأن ابن خالها اغتصبها وهي صغيرة، وتخاف إذا أخبرت أهلها أن تحدث مشكلات ويخافوا من المواجهة:
"من الصعب أن يكون اغتصبك ولم تتألمي او تشعري لا شيئ خطأ، وكيف لم يلاحظ عليك أحد من أهلك آثار الاغتصاب. من الممكن أنه لصغر سنك لم تعرفي الفرق بين الاغتصاب والتحرش. أيا كان ما حصل اذهبي لطبيبة نسائية لتقطعي الشك باليقين. لا تكلمي ابن خالك فلن يساعدك ولكن صارحي أمك ولا تخافي فهي الأقدر على مساعدتك وحمايتك".

تحتاج الأم إلى شجاعة كبيرة لمواجهة أزمة تعرض طفلها لإساءة جنسية من داخل العائلة، وخاصة إذا كان المعتدي هو الزوج سواء كان أبًا للطفل أو لا، فهي تواجه تحديات عديدة بعد تعرض طفلها للاعتدا الجنسي من الأقارب؛ أبرزها:

  1.  اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ أﻓﺮاد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ يصدقون وقوع الإساءة الجنسية، أو الذين يحافظون على علاقتهم مع المعتدي.
  2.  الصعوبات الاقتصادية التي يمكن أن تواجهها الأم والأسرة إذا كانت تعتمد ماليًا على المعتدي.
  3.  النصائح المتضاربة من الأصدقاء أو العائلة، بين من يقنعون الأم بالتسامح مع المعتدي على طفلها، ومن يؤكد على ضرورة إبلاغ السلطات وحماية الطفل، وإنهاء العلاقة الزوجية مع الجاني.
  4. بالنسبة للعديد من الأمهات، يتمثل التحدي الأكبر في ردود أفعالهن عندما يخبرهن الأطفال عن تعرضهم للاعتداء الجنسي. رد فعل الأم يلعب دورًا هامًا في شفاء الطفل من الإساءة.
  5. من الشائع أن  تشعر الأم بالصدمة والارتباك والغضب والإنكار وعدم التصديق إذا أخبرها طفلها بتعرضه للأذى الجنسي من أحد الأقارب، وإذا كانت الأم نفسها ضحية للإيذاء الجنسي فقد يؤدي الأمر إلى ارتباك أقوى.
  6. لا تتفاجأي إذا مررت بفترة مؤلمة من الشك في طفلك/ طفلتك، خاصة إذا كان المعتدي شخصًا تحبينه أو تعتمدين عليه، مثل الزوج أو الأخ أو الجد. ونظرًا لأن المعتدي غالبًا ما ينكر قيامه بالاعتداء الجنسي، فقد تجدين نفسك في موقف صعب.

وبالنسبة لكثير من الآباء والأمهات، من السهل نسبيًا تصديق الطفل إذا كان صغيرًا، بينما يشكون بشكل أكبر إذا كان الضحية في مرحلة المراهقة، نتيجة للتوتر بين الآباء والمراهقين، ولأن المراهق الذي تعرض للأذى الجنسي يكون أكثر عرضة لإظهار المشكلات السلوكية التي تؤدي إلى مزيد من التوتر وسوء التفاهم وضعف الثقة مع الوالدين، وإذا كان المعتدي هو الزوج فقد ينتاب الأم شعورًا بأنها تعرضت للخيانة من قبل ابنتها المراهقة أيضًا.

على مدار التاريخ  واجه الأطفال الذين كشفوا عن تعرضهم لإساءة جنسية ردود فعل سلبية  تتراوح بين أن يقال لهم أن يبقوا هادئين - أو أن ينسوا الأمر- وأن  يتعرضوا للتهديد والتخويف من ترديد "الأكاذيب"، مما يجعل الأطفال يعانون بشكل مضاعف من تخلي المقربين عنهم، وتكذيبهم، بالإضافة إلى المعاناة من آثار الاعتداء نفسه.
ويجدر التنبيه هنا على أن التحقيقات أثبتت صدق الغالبية العُظمى من الأطفال في إخبارهم عما تعرضوا له من إساءات جنسية.

كيف يتجاوز الآباء والأمهات صدمة تعدي أحد الأقارب جنسيًا على طفلهم؟
لا تدع مشاعرك الطبيعية من الارتباك والشك أن تتجاوز حقيقة هامة جدًا وهي "أن مرتكب الجريمة هو دائما المخطيء"، إذا اتهمت الطفل أو الفتاة المراهقة بالكذب والخيانة بدلاً من الاعتراف بأنهم ضحايا، فسوف يدخلون في مشاعر شك مؤلمة في أنفسهم، ويمكن أن تسبب لهم آثارًا نفسية ضارة جدًا إذا كان الطفل أو المراهق أحس بإثارة جنسية طبيعية أثناء الاعتداء، على الرغم من أنه كان متضايقًا ومجبرًا، وهذا ليس دليلًا على الإطلاق على أن المراهق كان سببًا ولو بشكل غير مباشر في الإساءة الجنسية.
  
وفي الختام.. ينبغي على أولياء أمور الأطفال التنبه إلى أن الاعتداء الجنسي بدرجاته المختلفة بدءًا من التحرش اللفظي وصولا إلا الاغتصاب غالبًا ما يحدث من قبل الأقارب، والأشخاص الموثوقين في محيط الطفل، وأن أولى خطوات العلاج هي تصديق الطفل ودعمه والتعاطف معه.

المراجع