أعراض الصمم وأنواعه وأسبابه وعلاج فقدان السمع المفاجئ

هل الصمم وراثي؟ هل الطفل الأصم يبكي ويناغي ويتكلم؟ إليكم أعراض الصمم وأسباب فقدان السمع الحسي العصبي وأنواع الصمم عند الأطفال والكبار وعلاج الصمم وفقدان السمع المفاجئ
أعراض الصمم وأنواعه وأسبابه وعلاج فقدان السمع المفاجئ

أعراض الصمم وأنواعه وأسبابه وعلاج فقدان السمع المفاجئ

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية حول إحصائيات الصمم حول العالم أو نسبة فقدان السمع حول العالم، يعاني 466 مليون شخص في العالم من فقدان السمع، أي ما نسبته 5% من سكان العالم، منهم 34 مليون طفل، وهو عدد كبير وقابل للازدياد خلال السنوات القادمة، فمن المتوقع بحلول عام 2050 أن يعاني أكثر من 900 مليون شخص من الصمم![1]
لذا قررنا في هذا المقال أن نعرفكم أكثر على مشكلة فقدان السمع أو ما يسمى الصمم! فما هو تعريف الصمم؟ وهل الصمم وراثي؟ هل الطفل الأصم يناغي ويبكي ويتكلم؟ ما أسباب ودرجات ومستويات وأنواع الصمم عند الأطفال والكبار؟ ما علامات وأعراض الصمم؟ كل هذا وأكثر سنتحدث عنه في مقالنا اليوم، إلى جانب كيفية علاج الصمم وعلاج فقدان السمع المفاجئ عند الأطفال والكبار.

حسب تعريف الصمم الصادر عن منظمة الصحة العالمية، فإن مصطلح الصمم يطلق على الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع العميق، وعادة ما يستخدم الأشخاص المصابون بالصمم لغة الاشارة نتيجة لعدم قدرتهم على التواصل من خلال الكلام [1].
ويشير فقدان السمع أو الصمم إلى العجز الكلي أو الجزئي عن سماع الأصوات، وقد تكون الأعراض خفيفة أو متوسطة أو شديدة أو عميقة، ولا يستطيع الأشخاص الصم سماع أي شيء على الإطلاق ويعتمدون تماماً على قراءة الشفاه أو التواصل عبر لغة الإشارة [2].

animate

الحقيقة أنه في وقتنا الحاضر أصبح علم الوراثة عصرياً للغاية، حيث أصبح الطب الجيني أكثر تطوراً من أي وقت مضى، فهل من الممكن أن يرث الإنسان ضعف السمع؟[3]
إن فقدان السمع له مكونات وراثية وأخرى بيئية، وليس من السهل على المختصين إثارة الروابط بين جينات معينة وفقدان السمع في العالم الحقيقي، لكنهم بدؤوا بالتوصل إلى نتائج مثيرة للاهتمام.

عندما ينظر الأخصائيون إلى فقدان السمع الموروث أو الصمم الخلقي، فإنهم يميلون إلى التحدث عن فقدان السمع عند الأطفال حديثي الولادة. من السهل نسبياً تتبع هذا النوع من فقدان السمع للوصول إلى العوامل الوراثية، وهو أمر شائع. في الواقع، يعاني حوالي 0.3% من الأطفال المولودين في الولايات المتحدة الأمريكية من نوع من مشاكل السمع الخلقية.
بالنسبة إلى مرضى فقدان السمع الكبار، لا يمكننا التأكد من النسبة المئوية للمرضى الذين يعانون من الصمم الجيني وما هي النسبة التي تأثرت بالعوامل البيئية، وما نعرفه هو أن هناك نوعين يشملان العوامل الوراثية في أسباب فقدان السمع لدى البالغين؛ فقدان السمع المتلازمي وفقدان السمع غير المتلازمي: 

  • الصمم غير المتلازمي أو اللامتلازمي (Non-syndromic): هذه الطريقة الأولى لتصنيف فقدان السمع لدى البالغين. تتضمن الحالات غير المتلازمية فقدان السمع دون أي سبب واضح من متلازمة منفصلة. هذا النوع من الصمم هو الذي يهم علماء الجينات، حيث يمكنهم تتبعه للوصول إلى عوامل وراثية.
  • الصمم المتلازمي (Syndromic): في حالات فقدان السمع المتلازمي، يتأثر السمع بالتطورات في أماكن أخرى من الجسم مثل الأمراض البيئية أو الحالات الوراثية، وقد يكون فقدان السمع قابلاً للتوريث في هذه الحالة أيضاً.
    في الولايات المتحدة الأمريكية، تنشأ حوالي 30% من حالات فقدان السمع من أسباب متلازمية (الصمم المتلازمي)، و60% من أسباب غير متلازمية (الصمم غير المتلازمي)، أي تلعب الوراثة عاملاً كبيراً في حالات الصمم، ولكن لا يمكن إلقاء اللوم في كل حالة ضعف سمع على الجينات. 

علامات وأعراض فقدان السمع عند الأطفال والكبار 
هل الطفل الأصم يبكي؟ هل الطفل الأصم يناغي؟ هل الطفل الأصم يتكلم؟ هناك مجموعة من الأعراض التي يمكن ملاحظتها على فاقدي السمع من الأطفال والكبار. ومن جانبها توصي الجمعية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بإجراء اختبارات السمع للأطفال في الأوقات التالية: [2]

  1. اختبار السمع لحديثي الولادة: حيث يتم إدخال مسبار صغير في الأذن الخارجية أثناء نوم الرضيع يصدر هذا المسبار أصواتاً ويتحقق من صدى أصوات تترد في الأذن، إذا لم يكن هناك صدى فقد لا يعاني الطفل بالضرورة من مشاكل في السمع، ولكن سيحتاج الأطباء إلى إجراء المزيد من الفحوصات للوقوف على السبب.
  2. إجراء اختبار للسمع عندما يبدأ الأطفال بالدراسة في عمر 6 و 8 و 10 سنوات. 
  3. إجراء اختبار للسمع مرة واحدة خلال المرحلة الإعدادية.
  4. إجراء اختبار للسمع مرة واحدة خلال المرحلة الثانوية.

 يميل الأطفال المولودون بالصمم إلى التأخر في الكلام وقد يواجهون صعوبة في التركيز عندما يذهبون إلى المدرسة، كما تكون الأنشطة الاجتماعية أكثر صعوبة للأطفال الذين يعانون من مشاكل في السمع.
وتتوقف أعراض فقدان السمع وضعف السمع على سببها، حيث يولد بعض الأشخاص دون القدرة على السمع بينما يصاب آخرون فجأة بالصمم (فقدان السمع المفاجئ) بسبب حادث أو مرض.
وبالنسبة لمعظم الأشخاص تتطور أعراض الصمم تدريجياً بمرور الوقت؛ فقد تعاني بعض الحالات المصابة بفقدان السمع من مجموعة من الأعراض مثل طنين الأذن أو السكتة الدماغية، وتشير الأعراض والعلامات الآتية إلى وجود مشكلة في السمع، ليس بالضرورة صمماً، فمن الممكن أن تكون المشكلة مجرد ضعف في السمع:

يجب على الأم أن تهتم بهذه الأعراض في حال ظهور أي منها على طفلها، وأن تتوجه به للطبيب في أسرع وقت لإيجاد حلول مبكرة قدر الإمكان.

ما أسباب فقدان السمع؟ 
هناك مجموعة من الأسباب التي قد تؤدي للصمم؛ بعضها يأتي عن طريق الوراثة والبعض الآخر مكتسب، ومن أهم أسباب الصمم: [1]

  1. أسباب الصمم الخلقية: وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، هناك مجموعة من الأسباب الخلقية التي تؤدي إلى الصمم؛ منها أسباب لها علاقة بالعوامل الجينية والوراثة، وأسباب أخرى لها علاقة بمشكلات أثناء الحمل والولادة ومنها:
    • الإصابة بمرض الزهري أو الحصبة الألمانية أو الإصابة بأي عدوى خلال فترة الحمل.
    • انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
    • إصابة الطفل باختناق الولادة.
    • استخدام بعض الأدوية السامة للأذن استخداماً غير سليم، بما في ذلك الأدوية السامة للخلايا والأدوية المدرة للبول والأدوية المضادة للملاريا، وذلك خلال فترة الحمل.
    • إصابة الأطفال حديثي الولادة بمرض اليرقان الوخيم الذي يؤثر سلباً على عصب السمع لديهم.
  2.  أسباب الصمم المكتسبة: يمكن للإنسان أن يفقد السمع في أي مرحلة من العمر لمجموعة من الأسباب منها:
    • الإصابة ببعض الأمراض المعدية بما في ذلك الإصابة بمرض النكاف والحصبة والسحايا.
    • الإصابة بالتهاب الأذن المزمن.
    • التعرض لإصابة في الرأس أو الأذن.
    • استخدام بعض الأدوية مثل تلك المستخدمة في حالات الملاريا ومرض السل والسرطانات. 
    • التعرض للأصوات الصاخبة بشكل مستمر.
    • الشيخوخة لا سيما الناجمة عن تنكس الخلايا الصحية.
    • انسداد قناة الأذن بالشمع أو بالمواد الغريبة.
    • ويعد السبب الرئيسي لإصابة الأطفال بفقدان السمع هو الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى المزمن.

ما هي درجات ومستويات فقدان السمع عند الأطفال والبالغين؟
الأشخاص الذين يعانون من الصمم يتراوح مرضهم بين درجات الصمم الخفيف والصمم الشديد، أي أن فقدان السمع قد يكون فقداناً خفيفاً للسمع، أو متوسطاً أو أو شديداً أو عميقاً، ويمكن كذلك أن يؤثر على أذن واحدة أو الأذنين. [1]
أيضاً، من المهم التمييز بين مستويات فقدان السمع المختلفة؛ وهي: [2]

  1. فقدان السمع: ضعف القدرة على سماع الأصوات بنفس الطريقة التي يسمع بها الآخرون.
  2. الصمم: يحدث الصمم عندما لا يستطيع الشخص فهم الكلام من خلال السمع حتى عندما يتم تضخيم الكلام.
  3. الصمم العميق: يشير الصمم العميق إلى الفقدان التام للسمع، فالشخص المصاب بالصمم العميق غير قادر على سماع الأصوات على الإطلاق.

ما هي أنواع فقدان السمع؟ أنواع الصمم أو أنواع فقدان السمع هي:[2]

  1. فقدان السمع التوصيلي: هذا يعني أن الاهتزازات لا تمر من الأذن الخارجية إلى الأذن الداخلية، وتحديداً قوقعة الأذن، ويمكن أن يحدث هذا النوع لأسباب عديدة بما في ذلك:
    • التراكم المفرط لشمع الأذن
    • التهاب الأذن وتراكم السوائل
    • حدوث ثقب بطبلة الأذن
    • خلل في العظام
    • عيب بطبلة الأذن
  2. فقدان السمع الحسي العصبي: حيث يحدث فقدان السمع الحسي العصبي بسبب خلل في الأذن الداخلية أو قوقعة الأذن أو العصب السمعي أو تلف الدماغ.
    • عادة ما ينجم هذا النوع من فقدان السمع عن تلف خلايا الشعر في قوقعة الأذن، فعندما يكبر البشر فإن خلايا الشعر تفقد وظائفها ويتدهور السمع. كما أن التعرض للضوضاء بشكل مستمر يتسبب في تلف خلايا الشعر. 
    • وتحاول الأبحاث الجديدة التوصل لحلول لعلاج فقدان السمع الحسي العصبي ومنها استخدام الخلايا الجذعية لزراعة خلايا شعر جديدة. 
    • وقد يحدث الصمم الكلي الحسي العصبي نتيجة للتشوهات الخلقية أو التهابات الأذن الداخلية أو صدمة الرأس.
  3. فقدان السمع المختلط: وهو مزيج من فقدان السمع التوصيلي وفقدان السمع الحسي العصبي، حيث يمكن أن تلحق التهابات الأذن طويلة المدى الضرر بكل من طبلة الأذن والعظام. وفي بعض الأحيان قد يعيد التدخل الجراحي السمع ولكنه لا يكون دائماً فعالاً.

المساعدة الطبية متاحة للأشخاص الذين يعانون من جميع أنواع ضعف السمع. يعتمد العلاج على كل من سبب وشدة الصمم.
فقدان السمع الحسي العصبي غير قابل للشفاء. عندما تتلف خلايا الشعر في القوقعة، لا يمكن إصلاحها. ويمكن أن تساعد الطرق والاستراتيجيات المختلفة في تحسين جودة الحياة للمصاب بالصمم، ومنها: [2]

  • مساعدات السمع أو أدوات تحسين السمع أو السماعات، وهي أجهزة صغيرة يمكن ارتداؤها تساعد على السمع.
  • هناك عدة أنواع من السماعات؛ حيث تأتي في مجموعة من الأحجام والدوائر ومستويات الطاقة، وتتوفر بحجم صغير جداً يتسع في الأذن. 
  • لا تساعد السماعات في علاج الصمم، ولكنها تضخم الصوت الذي يدخل الأذن حتى يتمكن الأصم من السمع بشكل أكثر وضوحاً.
  • وللأسف، السماعات أو أدوات السمع غير مناسبة لمن يعانون من الصمم العميق.
  • زراعة القوقعة: إذا كانت طبلة الأذن والأذن الوسطى تعملان بشكل صحيح، فقد يستفيد الأصم من زراعة القوقعة الصناعية؛ حيث يتم إدخال غرسة قوقعة صناعية لمساعدة المرضى الذين يعانون من ضعف السمع بسبب تلف خلايا الشعر في القوقعة. تعمل الغرسات عادةً على تحسين فهم الكلام. تحتوي أحدث غرسات القوقعة الصناعية على تقنية جديدة تساعد المرضى على الاستمتاع بالموسيقى وفهم الكلام بشكل أفضل حتى مع ضوضاء الخلفية.
  • تعلم لغة الإشارة للتواصل في حال كان الأصم غير قادر على الكلام أيضاً، أي يعاني من مشاكل في النطق. 
  • تعلم قراءة الشفاه.

من الضروري إجراء جميع اختبارات السمع مبكراً، فكلما كان الكشف عن الصمم وأسبابه أبكر، كلما كان العلاج أسرع وأسهل. 
وترى منظمة الصحة العالمية أن حوالي 60% من حالات فقدان السمع لدى الأطفال يمكن الوقاية منها من خلال الوقاية من أسبابها، مثل الإصابة بأمراض النكاف والحصبة والعدوى بالفيروس المضخم للخلايا والتهاب الأذن الوسطى، واختناق الولادة واليرقان واستخدام أدوية سامة للأذن للأطفال والحوامل. [1]

المراجع