تأثير مشاكل السمع عند الأطفال على النطق والمهارات

كيف تؤثر مشاكل السمع عند الأطفال على النطق والمهارات الادراكية وما هي أسباب اضطرابات السمع عند الطفل
تأثير مشاكل السمع عند الأطفال على النطق والمهارات

تأثير مشاكل السمع عند الأطفال على النطق والمهارات

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

السمع من الحواس التي تكتمل عضوياً عند الطفل وهو جنين في الثلث الأخير من الحمل، وتتطور مع الوقت الروابط بين السمع والمسموعات ليتعرف الطفل من خلال السمع إلى دلالات الأصوات ومعانيها بما في ذلك اللغة والكلام، فما هي آثار مشاكل السمع على تطور مهارات الطفل اللغوية والإدراكية!

  1. عدم سماع الأصوات بشكل صحيح: يمكن أن يسبب ضعف السمع عند الأطفال في مراحل مبكرة صعوبة في النطق، فإن مناطق الدماغ المسؤولة عن التواصل قد لا تتطور بشكل مناسب، وهذا سيجعل الفهم والتحدث والنطق الصحيح أمراً صعباً عليه.
  2. لا يستطيع الطفل سماع نفسه: لا يتمكن الطفل الذي يعاني من مشاكل في السمع من سماع الأصوات بشكل صحيح من حوله وحتى سماع نفسه عندما يتحدث، ما يؤخر من قدرته على النطق بشكل واضح ومفهوم.
  3. تعلم الكلام بشكل بطيء: يجد الطفل صعوبة بالتقاط الكلمات الواضحة عادةً فهو يسمع الكلمة بشكل ضعيف ويرددها بشكل خاطئ، ما يسبب تأخر في تعلم المفردات السهلة وترديدها، مثل قول الأسماء وبعض الكلمات البسيطة.
  4. يلتقط الكلمات السهلة والواضحة: قد يبدأ الطفل المصاب باضطراب في السمع فقط بتعلم الكلمات السهلة وكثيرة التكرار مثل ماما وبابا، لكن الكلمات الصعبة والطويلة قد لا يتمكن من فهمها بشكل واضح وإعادتها مثل خفافيش، أو كلمات من لغة أخرى.
  5. عدم القدرة على تكوين جملة: يصعب على الطفل الذي يعاني من مشاكل بالسمع تكوين جملة كاملة مع ضمائرها، ويستخدم جمل قصيرة مقارنةً مع الأطفال الذين يسمعون بشكل طبيعي ولا يستطيع قول جمل طويلة للتعبير.
  6. صعوبة المخاطبة: قد يجد الطفل الذي يعاني من مشاكل بالسمع صعوبة في المخاطبة مع الآخرين لعجزه عن فهم ما يقوله الآخرين وسماعهم بوضوح ويستخدم نبرة صوت مرتفعة عند التحدث لاعتقاده بأن من حوله لا يسمعونه كما هو لا يسمع ذاته جيداً، فتتراجع قدرته على الحديث بشكل طبيعي مع الآخرين.
animate

يختلف تطور مهارات الطفل الإدراكية والتعليمية حسب درجة فقدان أو ضعف السمع الذي يعاني منه، وكذلك الدعم المقدم من قبل البيئة المحيطة، ومن المهارات التي تتأثر بضعف السمع عند الأطفال:

  1. صعوبات القراءة والكتابة: بحسب الدراسات يصعب بشكل كبير على الطفل الأصم تعلم القراءة والكتابة لعدم امتلاكه المفردات الكافية والقدرة على تلقي المعلومات، أما بالنسبة للأطفال الذين يعانون من ضعف في السمع قد لا يلحقون بالطلاب اللذين يسمعون بشكل طبيعي في الإملاء والقراءة لسماعهم بشكل غير واضح وافتقارهم لبعض المفردات.
  2. صعوبة الاستيعاب: تختلف قدرة الاستيعاب بين الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع، بحسب العمر والبيئة المحيطة فعندما يكون الأهل يعملون بشكل جاد على زيادة قدرة الطفل على فهم ما يقولون فهذا سيحسن من قدرتهم على الاستيعاب في الفصل الدراسي بشكل أفضل.
  3. تراجع التحصيل الدراسي: يعاني الطفل المصاب بضعف بالسمع من صعوبة في تلقي المعلومات في الدرس أو المشاركة في الأنشطة الصفية وقد يؤثر هذا على تحصيله الدراسي، ويكتسب درجات أقل من أقرانه في الامتحانان لعوامل نتيجة ذلك.
  4. صوبات أداء الوظائف التنفيذية: تتمثل الصعوبة بأداء الوظائف التنفيذية لدى الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع بضعف القدرة على الاستماع للأوامر وفهمها بشكل صحيح والذاكرة العاملة والانتباه البصري والمرونة المعرفية والتخطيط والتنظيم وضبط النفس مقارنةً مع غيرهم من الأقران، وبالتالي تراجع مهاراتهم المعرفية.
  1. مشاكل بالتفاعل مع الآخرين: يحتاج التفاعل مع الآخرين لمهارات تواصل وقدرة على الفهم ما يجعلهم يشعرون بالإحراج ويرغبون بتجنب المشاركة، لذا يعاني الطفل المصاب بضعف السمع من مشاكل بالتواصل مع الآخرين سواءً في المدرسة أو المنزل أو أي مكان يحتاج لتفاعل اجتماعي.
  2. مشاكل في التواصل: التواصل مع الآخرين من أكثر العوامل التي تلعب دور في التنمية الاجتماعية للطفل، لكن في حال فقدان السمع أو ضعف السمع عند الطفل يجعل مهارات التواصل تتأخر جداً بالمقارنة مع أطفال عاديين، فليس من السهل عليه الحديث والمناقشة مع أي شخص ويحتاج إلى تدقيق على حركة الشفاه وتعابير الوجه أكثر للفهم.
  3. مشاكل في اللعب مع الأقران: اللعب الجماعي من الأمور التي يجد بها الطفل متعة وفوائد كثيرة، ولكن معانته من مشاكل سمعية تسبب صعوبة بالغة لديه في هذا الجانب خاصةً في مرحلة ما قبل المدرسة فلا يستطيع الطفل المشاركة باللعب في الملاعب مع مجموعة من الأطفال، فرغم توفير المحفزات الصوتية في الملعب تجد الطفل الذي يعاني من مشكلة بالسمع يشعر بصعوبة كبيرة بالتفاعل مع اللعب والأطفال الآخرين وفهم قواعد اللعب.
  4. الشعور بالعزلة: إن المواقف والصعوبات التي يتعرض لها الطفل تسبب له المتاعب والإحراج أمام الآخرين، ما يجعله يكتسب سلوك العزلة فيصبح غير اجتماعي لتجنبه البقاء مع الآخرين وتفضيل المنزل، ما يؤثر على نموه وطريقة تحدثه مع الآخرين.
  5. النفور من المدرسة: ترتبط مشاعر السعادة والراحة في المدرسة بقدرة الطفل على تواصله مع المحيطين بشكل طبيعي، والشعور بأنه كباقي زملائه، فالصعوبة التي يعاني منها الطفل بالتواصل والفهم وتراجعه عن بقية أقرانه يجعله يشعر بالتعاسة بالمدرسة.
  1. تقديم الرعاية الخاصة للطفل: يحتاج الطفل المصاب بمشاكل أو اضطرابات السمع إلى رعاية خاصة تبدأ من المواظبة على متابعة حالته الطبية والعلاج، إضافة إلى تسجيله في برامج التربية الخاصة للحصول على المعارف الأساسية المناسبة لعمره مع مراعاة حالته الصحية.
  2. التحدث مع الطفل مطولاً: يساعد الحديث الطويل والهادف مع الطفل المصاب بضعف السمع في تطوير مهاراته وزيادة قدرته على فهم ما يقوله الآخرون ما يسهل عملية التعلم والنطق وتطور المهارات لديه.
  3. التخفيف من الأصوات المرتفعة: يجب التخفيف من حدة الأصوات في المنزل حتى يعتاد الطفل ضعيف السمع على التركيز على الأصوات الهادئة من حوله وتجنب زيادة الوضع سوء، فكلما كان الصوت الذي يسمعه أكثر نقاءً كلما كان نطقه أسهل.
  4. تشجيع الطفل على بناء العلاقات: يعاني الطفل ذو المشاكل السمعية من تكوين العلاقات ويميل للعزلة، ودور الأهل هو إعادة الطفل لنشاطاته الاجتماعية ومساعدته في تكوين العلاقات الصحيحة مع أقرانه لتجنب التأثيرات النفسية والاجتماعية عليه.
  5. مشاركته في تفاصيلهم: يحتاج الطفل المصاب بضعف السمع لمن يشاركه في تفاصيله الحياتية ويكون على دراية بوضعه ليتمكن من استيعابه، لذا ينصح أن يشاركهم الأهل بتفاصيلهم اليومية والبقاء معهم في نشاطاتهم خاصة بالصغر للتحسين من قدرتهم على النمو والإدراك بشكل صحيح، وكذلك تعلم كيفية الحوار وتعليمهم مفردات أكثر.
  6. تقديم الدعم والحب: يحتاج الطفل الذي يعاني من مشاكل بالسمع للمزيد من الدعم العاطفي للتخفيف عنهم وإشعارهم بالحب والعاطفة في المنزل دون الحاجة للبحث عنها في مكان آخر، ما يساعد في تطوير مهارات التواصل عند الطفل.
  7. تشجيع الطفل على الطموح: غالباً يشعر الطفل المصاب بضعف في السمع بالنقص، ودور الأهل هو التخفيف عن الطفل وجعله يفكر بأهدافه الخاصة لكونه لا ينقصه شيئاً يمنعه من الطموح والسعي لتحقيق أحلامه مثله مثل أي شخص طبيعي.
  1. استخدام نظام FM: يعتمد نظام FM استخدام ميكرفون من قبل المعلمين وينقل الصوت مباشرةً للطفل بواسطة سماعات يضعها على أذنه، وتعتبر الطريقة الأكثر فعالية لإيصال الصوت بنقاء ووضوح للطفل الذي يعاني من مشاكل بحاسة السمع، ويحد من تأثير الضوضاء والمسافة والصدى، وبالتالي يتمكن الطفل من سماع الكلمات بشكل صحيح وتسهيل نطقها عليه.
  2. تغيير المقاعد للطلبة: إذا كان سمع الطفل ضعيف لكن بدرجات خفيفة، يمكن للمدرسة تغيير مواقع الطلاب في الصف الواحد لجعل الأطفال الذين لديهم ضعف طفيف في السمع يتلقون من المعلم بوضوح أكبر في الصفوف الأمامية، فكلما قلة المسافة كلما ازداد التلقي وكلما استطاع الطفل تمييز الأحرف وسهولة إعادة نطقها، وتحسين مشاركته في الحصص الدراسية.
  3. التحدث بمواجهة مع الطفل: يساعد الحديث وجهاً لوجه مع الطفل الذي يعاني من مشكلة في السمع على تحسين قدرته على إدراك الأصوات من حركة الشفاه وتفهيمه مخارج الحروف ما يساعده في تحسين النطق لديه وتسهيل عملية التطور بالحديث وفهمه.
  4. المناقشة في الصف: قد يجد الطفل المصاب بمشاكل بالسمع صعوبة في التحدث مع أقرانه في المدرسة فمن الجيد أن يقوم المعلم بجعل الطلاب يتحدثون مع بعضهم وإعادة صياغة الحديث لتطوير مهارات النطق والحديث لديهم.
  5. استخدام التكنولوجيا الحديثة: تساعد التكنولوجيا في تحسين التواصل مع الطفل وأقرانه ومعلميه إذا كان يعاني من ضعف في السمع، حيث تساعد بعض التقنيات في تصفية الأصوات وتعليم الطفل كيفية نطق الحروف واكتسابه المزيد من المفردات التي يمكنه استخدامها بالتحدث، كما توفر شكل من أشكال المتعة في التواصل مع الآخرين.

إضرابات السمع التي تصيب الطفل سبب رئيسي في ضعف النطق لديه، لذا يجب على الأهل معرفة أسباب ضعف السمع لتجنبها عند الطفل وضمان نمو سليم، ومن هذه الأسباب:

  • الإضرابات السمعية الوراثية: من50% إلى 60% من حالات فقدان السمع عند الأطفال وراثية، مثل فقدان السمع الجسدي السائد، وفقدان السمع الجسدي المتنحي، وفقدان السمع المرتبط بالصبغي X، وقد تترافق العوامل الوراثية مع عوامل أخرى تسبب ضعف أو فقدان السمع لديهم، مثل الصبغيات المسببة لفقدان السمع مع تعرض الأم خلال الحمل للالتهابات الجرثومية أو بعض الأدوية كالميكروليد التي تسبب فقدان السمع عند الأطفال الذين لديهم طفرات جينية معينة.
  • التهاب الأذن الوسطى: يعتبر الأطفال والرضع أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، وقد تسبب ضعف السمع المؤقت بسبب تراكم القيح والسوائل داخل الأذن ما يسبب دوخة وألم وفقدان سمع مؤقت.
  • التعرض للأصوات المرتفعة: الضوضاء والأصوات الصاخبة من الأسباب الرئيسية لضعف السمع عند الأطفال، حيث الأذن الداخلية للطفل تتضرر نتيجة تعرض الطفل لأصوت عالية أو البقاء ضمنها لفترات طويلة، وقد يكون هذ التأثير تدريجي وغير مؤلم لكن قد يسبب موت العصب السمعي بشكل دائم.
  • تراكم الشمع في الأذن: قد يسبب تراكم الشمع في أذن الطفل تراجع السمع بشكل مؤقت، لكن قد لا ينتبه الأهل لهذا إذا كان الطفل صغير جداً، ما يجعل ضعف السمع عنده يستمر لفترة طويلة ويؤثر على طريقة سماعه للأصوات المحيطة وبالتالي تأثر نطقه والتقاطه للكلمات.
  • بعض الأمراض: قد يكون ضعف وفقدان السمع عند الأطفال من مضاعفات أحد الأمراض التي يتعرض لها مثل التهاب السحايا والحصبة والنكاف والانفلونزا، وقد يكون هذا فقدان سمع مؤقت مثل حالات الانفلونزا التي تكون خلال انسداد القنوات بالمواد المخاطية، أو صعب التخلص منها مثل تأثير التهاب السحايا على الخلايا العصبية.

المراجع