علاقة الأخوات البنات وحقوق وواجبات الأخت على أختها

كيف يجب أن تكون العلاقة بين الأخوات البنات؟ وما هي المشاكل والمشاكسات التي تعيشها الأخوات البنات؟ وكيف يمكن المحافظة على العلاقة السّليمة والصّحيحة بين الأخوات البنات؟
علاقة الأخوات البنات وحقوق وواجبات الأخت على أختها

علاقة الأخوات البنات وحقوق وواجبات الأخت على أختها

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

في الحالة النّموذجيّة عند الحديث عن الأسرة فإن الاعتقاد دائماً يتجه نحو الصّورة المثاليّة لأفراد الأسرة وعلاقتهم ببعضهم البعض. ومما لا شك فيه بأن أهميّة الأسرة في تكوين شخصيّة الانسان بارزة ومؤثرة على تكوينه وتفاعله مع محيطه الخارجي. ويختلف عدد أفراد الأسرة وجنس الأبناء إلا أن الرّابطة الأسريّة بحد ذاتها تعد من أمتن وأقوى العلاقات والرّوابط الاجتماعيّة بين البشر.
في هذه المقالة عن علاقة الأخوات البنات ببعضهنّ سنتحدث عن طبيعة علاقة الأخوات البنات ببعضهنّ البعض، وما هي المشاكل والمشاكسات التي تحدث بينهنّ وما هي المواقف الحازمة التي تؤثر على طبيعة علاقتهنّ ببعضهنّ البعض. كما سنذكر أبرز حقوق الأخوات البنات وواجباتهنّ على بعضهنّ البعض. وكيفيّة المحافظة على العلاقة الأخويّة الطّيبة والحسنة بين الأخوات البنات مع مختلف الظّروف والتّغيرات التي يمرون بها. 

ترتكز علاقة الأخوة ببعضهم البعض من خلال التّكوين الاسري والنّسيج التّفاعلي بين أفراد الأسريّة، فإذا كبر الأبناء على مبادئ احترام الآخر والتّقدير وتحمّل المسؤوليّة والانتماء للجماعة والأسرة والتّشاركيّة وغيرها من المبادئ الإيجابيّة فإن ذلك سينعكس حتماً على علاقة الأخوة ببعضهم البعض. حيث أن تربية الأبناء على محاسن الأخلاق هو من أهم أولويات ومسؤوليات الأم والأب لأن تنمية الأخلاق لدى الأطفال منذ الصّغر تكون هي دليلهم للتّعامل مع الحياة وبناء وصقل شخصياتهم.
وقد تظهر بعض السّلوكيات الخاطئة من الأهل عند تربية الأبناء تتمثل بالتّمييز بينهم وهنا ننصحكم بالعودة للمقالة التي نشرناها على موقع حلوها تحت عنوان :" التّمييز والتّفرقة بين الأبناء وحكم التّفضيل بين الأولاد" والاطلاع أكثر على تفاصيل تتعلق بموضوع التّمييز والتّفرقة وأثره على نفسيّة وسلوك الأبناء مستقبلاً. ومن المهم الحرص على تثبيت وترسيخ صلات الأخوة والاحترام بين الأخوة لأن الأخ والأخت هم السّند الحقيقي وشركاء الطّفولة والذّكريات والحياة البريئة.
ماذا عن علاقة الأخوات البنات ببعضهنّ البعض، ما هي سمات وصفات هذه العلاقة؟ هل هنالك قاعدة عامة وصورة واحدة تمثل كل العلاقات بين الأخوات البنات وما هي العوامل التي تؤثر على علاقة الأخوات البنات ببعضهنّ البعض؟

animate

تعتبر الرّابطة الأخويّة بين الأخوة بشكل عام وبين الأخوات البنات بشكل خاصّ من أقوى الرّوابط الاجتماعيّة والإنسانيّة، ويعود السّبب في ذلك لعوامل كثيرة منها: [1]

  • العيش في نفس البيئة الجغرافيّة طول الوقت.
  • التّشارك في الأم والأب والعلاقات الأسريّة والأقارب.
  • اللّعب المشترك في فترة الطّفولة.
  • قضاء معظم الوقت معاً
  • تعتبر من أطول العلاقات الاجتماعيّة والإنسانيّة حيث تبدأ منذ ولادة الأخت وحتى الموت.
  • العاطفة والحنان والدّعم الذي تقدمه الأخوات البنات لبعضهنّ البعض يزيد من عمق العلاقة بينهنّ.
  • التّرعرع والنّشأة في نفس الظّروف والأجواء.
  • تطور العلاقة بين الأخوات البنات مع تطور ونمو العقل والنّضج والعمر.

وعن طبيعة العلاقة بين الأخوات البنات فيمكن تصنيفها للمجموعات التّالية:

  1. علاقة محبة واهتمام وهي الأساس في هذه الرّابطة الإنسانيّة والاجتماعيّة بين الأخوات البنات.
  2. علاقة رعاية وخاصّة عندما يكون هنالك فرق في العمر بين الأخوات البنات فتشعر الكبرى بمسؤوليّة رعاية الأخوات البنات الأصغر سناً.
  3. علاقة تنافسيّة وخاصّةً بين الأخوات البنات المتقاربات في العمر.
  4. علاقة غيرة وقد تكون غيرة إيجابيّة بمعنى دافع وحافز مع وجود الحب والاحترام أو قد تكون علاقة غيرة كيديّة وتحمل مشاعر الحقد والغل.
  5. علاقة كره وهي أسوأ وأقسى أشكال العلاقة بين الأخوات البنات وسنتحدث عن أسباب وصول العلاقة بين الأخوات البنات لهذا النّوع بعد قليل!

في خضم الحياة اليوميّة والتّواصل اليومي والمباشر بين الأخوات البنات تحصل الكثير من المشاحنات والمشاكسات فيما بينهم، وعادةً ما تكون هذه الأمور هي مصدر ضحك بعد مرور الوقت وتشكيل شريط من الذّكريات الطّريفة والمواقف المشتركة بين الأخوات البنات. حتى وهنّ صغار فإن مثل هذه المواقف تزيد من صلابة ومتانة العلاقة بين الأخوات البنات وقدرتهنّ على تجاوز أي خلافات فيما بينهنّ.

وقد تظهر مشاكل حقيقيّة تتسبّب في بعض الأحيان بتربية شعور الكره والحقد والغيرة السّلبيّة بين الأخوات البنات وأبرز الأسباب هي: [2]

  • تمييز الأهل وتفضيلهم لإحدى الأخوات على البقيّة.
  • تميّز إحدى الأخوات على المستوى التّعليمي أو الأنشطة أو التّواصل الاجتماعي وتهميش بقيّة الأخوة من قبل المحيطين.
  • التّنافس السّلبي بين الأخوات البنات ويرجع السّبب هنا للأهل وطريقة التّربية والتّعامل بين الأخوات البنات في البيت الواحد.
  • الصّراعات الشّخصيّة في حال تعاطي المخدرات أو الكحول.
  • الصّراعات العاطفيّة، وهذه تعد من أصعب الأسباب التي قد توصل العلاقة بين الأخوات البنات إلى القطيعة وانعدام التّواصل. فيحدث أن نعجب إحدى الأخوات بخطيب أو حبيب أو زوج أختها. إن دخول الصّراعات العاطفيّة بين الأخوات البنات قد تكسر هذه الرّابطة الجميلة بينهنّ لذلك نرى أن التّشريع الإسلامي حرّم الجمع بين الأختين لأنه يعرف أن ديمومة وأهميّة وقدسيّة علاقة الأخوات أقوى وأصدق وأكثر متانةً من أي علاقة عاطفيّة.

وأما عن الحديث عن المشاكسات والمشاحنات اليوميّة والتي تنعكس بالأثر الإيجابي على علاقة الأخوات البنات مع بعضهنّ البعض فنتحدث هنا عن تفاصيل روتينيّة مشتركة في الحياة اليوميّة مثل:

  • مشاركة الملابس والاكسسوارات.
  • المشاحنات والغيرة عن دعابة ومزح.
  • المقالب والأجواء المرحة.
  • مشاركة التّفاصيل اليوميّة والأماكن مثل غرفة النّوم أو بعض الأدوات المنزليّة.

وقد تكون شخصيّة إحدى الأخوات البنات صعبة أو حدّيّة أو مزاجيّة وتنعكس بذلك على طبيعة علاقتها بباقي الأخوات البنات الا أنّ المعاشرة والوقت كفيلان بفهم طبائع الشّخصيات واهتماماتها وبالتّالي تصبح الأخت قادرة على فهم مشاعر إخوتها البنات والتّعامل معهم حسب مزاجهم وحالتهم النّفسيّة.

إن معرفة حدود كل شخص وواجباته وحقوقه يسهّل التّواصل البشري والإنساني بين الأشخاصّ، وعند الحديث عن علاقة الأخوات البنات ببعضهنّ فإنه يجب علىيهنّ جميعاً احترام وتأدية واجباتهنّ الأخويّة والمطالبة بحقوقهنّ أيضاً. ومن أمثلة واجبات الأخوات البنات على بعضهنّ البعض وحقوقهنّ من بعض:

  1. احترام الأخت ورابطة الأخوات.
  2. احترام خصوصيّة كل أخت واستقلاليّة شخصيتها.
  3. تقديم المساعدة والدّعم قدر الإمكان عند حاجة الأخت لوجود إخواتها معها في المواقف المختلفة.
  4. التّأييد ورفع المعنويات.
  5. تقديم المشورة والنّصيحة التي تتضمن مصلحة الأخت.
  6. توجيه الأخت وتنبيهها عند ملاحظة أي تصرف خاطئ.
  7. بعض الاخوات يعتبرن بيوت أسرار لبعضهنّ البعض لذا يجب حفظ الأسرار والأمانات والوفاء بالعهود.
  8. المشاركة في مسؤوليات البيت والأسرة كتنظيف البيت والعناية بالأطفال ومساعدة الأهل.

تمتاز علاقة الأخوات البنات ببعضهنّ بالتّقارب الفكري والعاطفي وبما أنهنّ يعشن في نفس البيئة والبيت ويواجهن تقريباً نفس الظّروف الخارجيّة والمؤثرات فهنّ الأقدار على استيعاب بعضهنّ البعض وفهم تفاصيل قد لا يفهمها الأصدقاء والصّديقات المقربون.
كما أنّ تقارب الأخوات البنات يخلق جواً من السّعادة والبهجة في البيت، فهم السّند الحقيقي إذ يكبرون معاً وينضجون معاً ويتشاركون تفاصيل الأيام الحلوة والمرة معاً، إضافة للأحاديث اللّيليّة والنّقاشات الخاصّة والأفكار المجنونة التي يتبادلونها.
وقد يواجه الأخوات البنات تحدٍ خطير يهدد سلامة علاقتهنّ ببعضهنّ البعض، وغالباً يكون السّبب عنصر أو شخص من الخارج يؤثر على إحداهنّ. فكما ذكرنا بأن الصّراعات العاطفيّة قد تؤدي إلى انقطاع الصّلة بين الأخوات البنات وتسبّب شرخاً في نسيج الأسرة الواحدة بسبّب شخص من الخارج. وهنا يجب الانتباه وخاصّة عند ارتباط إحدى الأخوات على ضرورة المحافظة على سلامة العلاقة بين الأخوات!  وقد تتغير أشكال وأطر العلاقة بين الأخوات البنات تبعاً لاختلاف ظروفهم وبشكل أخصّ عندما يكبرن وعند ارتباط أي منهنّ. [3]

ونظراً لضرورة سلامة وديمومة العلاقة الإيجابيّة بين الأخوات البنات نقدم لكم مجموعة من النّصائح التي يمكن من خلال اتباعها حل أي خلافات أو مشاكل بين الأخوات البنات، كما تقليل الفجوة بينهم وتجاوز المشاكل والتّحديات والعقبات التي تهدد علاقة الأخوة بين الأخوات البنات: [4]

  • اللّجوء للحنين: فالذّكريات المشتركة بين الأخوات البنات وتفاصيل عيشهنّ في بيت واحد وغالباً في غرفة واحدة يخلق الكثير من التّفاصيل الحميمة والتي تعيد الحنين عند تذكرها فتقرّب المسافة بين الأخوات البنات. كما يمكن استذكار مشاهد فيديو مصورة أو صور خاصّة بهم في فترات سابقة أو أي تفاصيل مشتركة.
  • تقبّل تصرفات الأهل والمحيطين: وهذا في حال كانت الغيرة سبباً للجفاء والفجوة بين الأخوات البنات، فيجب أن تدرك الأخت أنّ لا ذنب لها عند تفضيل الأهل أو الاخرين لإحداهنّ على بقيّة الأخوة.
  • الدّعم المستمر:. ويجب دائماً التّواجد لمساندة ومساعدة الأخوات البنات لبعضهنّ البعض، فهنّ أقرب من الصّديقات والأصدقاء وأكثر وفاءً واهتماماً بمصلحة بعضهنّ البعض من الغرباء.
  • احترام الحدود: وخاصّةً عندما تكبر الأخوات البنات فإن لكل منهنّ عالم خاصّ تعيش فيه مع تفاصيل وأشخاصّ من خارج المنزل، لذا يجب احترام المساحة الخاصّة وعدم اقحام الأخت نفسها في تفاصيل إخوتها البنات بالقوة والغصب! فالاحترام هو أساس نجاح العلاقات الإنسانيّة كافةً.
  • المشاركة في التّفاصيل المهمة: فيجب على الأخوات البنات التّواجد وتقديم الدّعم والمساعدة وكل ما يمكنهنّ تقديمه لمشاركة لحظات السّعادة والفرح كخطبة إحدى الأخوات أو زواجها أو نجاحها في المدرسة أو الجامعة أو تميّزها في العمل، كما أيضاً في لحظات الحزن والخسارة والأسف.
  • مشاركة الاهتمامات والأنشطة: مثل الذّهاب للتّسوق معاً والذّهاب لحضور فيلم في دار السّينما أو حفل موسيقي أو أي نشاط ترفيهي أو اجتماعي مع مراعاة الظّروف الخاصّة لكل أخت.
  • إظهار الاهتمام بالأشخاصّ المقربين من الأخت، كصديقاتها وزوجها وأبنائها. فمحبة الأخت تقتضي محبة محيطها وما يسعدها والأشخاصّ الذين تختارهم ليكونوا في حياتها. ويجب الانتباه هنا عند الحديث عن زوج الأخت فالاحترام والاهتمام يجب أن لا يتجاوزا حدهما! فكثيراً ما سمعنا عن قصص قامت فيها إحدى الأخوات بخطف قلب زوج أختها وتدمير بيت أختها وطلاقها من أجل الارتباط بزوج أختها وغيرها من القصص والمواقف الغريبة والمستهجنة.
  • تقديم الهدايا في المناسبات للأخوة البنات.
  • الاطمئنان دائماً عن أحوالهنّ وتفاصيل حياتهنّ وعدم الانقطاع.
  • تقدير نجاح وتفوق الأخوات البنات والمباركة لهنّ دائماً.
  • تجاوز مشاكل الأهل ومنع تأثيرها على علاقة الأخوات البنات ببعضهنّ البعض. فبعض الأخوات يملن لجانب الأب والبعض الآخر يملن للأم، وفي حال وقوع مشكلة أو انفصال أو خلاف بين الزّوج والزّوجة يجب أن تبقى علاقة الأخوات البنات ببعضهنّ البعض سليمةً وبعيدةً عن التّفاصيل والخلافات التي لا شأن لهنّ بها!
  • يجب على الأهل اتباع نصائح لمنع الغيرة بين الأخوات كما لهم دور بارز في تقوية العلاقة بين الأبناء وخاصّة وهم صغار. وللاستزادة يمكنكم الرّجوع للمقالتين.

أرسلت لنا إحدى متابعات موقع حلوها طلباً للمساعدة بموضوع علاقتها مع أختها فقالت: "علاقتي بأختي سيئة ولم أجد من يعوض الفراغ الذي أنا فيه. ماذا أفعل لتحسين علاقتي بأختي؟"

أجابتها الدّكتورة سناء مصطفى عبده في موقع حلوها:
"يجب أن تجدي صديقةً مخلصةً وثقةً أو أحد اخواتك أو قريبة لك أو شخصاً مخلصاً في العائلة وتخبريه بالأمر وتطلبي منه أن يكون صادقاً وبكل ثقة أن يخبرك عن هذه التّصرفات التي تعتقدين أنها تؤثر عليك وتجعل من حولك يتعاملون معك هكذا، وهذه الخطوة الأولى وكلما قلنا هذه النّافذة المجهولة لك والمعروفة عند الاخرين تكون اكثر وضوح على شخصيتك ومعرفة بها. وربما يتجنب الكثير منهم الإخبار بالأمر إما لشعورهم بالإحراج من ذلك أو خوفاً من إحراج الشّخص فتبقى هذه العادة أو السّلوك مجهولةً بالنّسبة لصاحبها.
اتركي كل الماضي ولا تعلقي به فهو مضى ولن يعود ولن يتغير، فلا تفكري به، و يجب ان تركزي على واقعك الآن وسيفيدك جدًا قراءة المقالة التّالية عن رفع الاستحقاق وزيادة الثقة بالنّفس
".

وأجابت الدّكتورة سناء مصطفى عبده في موقع حلوها على تساؤل "أختي لم تعد تهتم بي بسبّب حبها المفاجئ لصديقتها, كيف أتصرف؟":
"للأخت كل القيمة في القلب وهي لا شك تحبك ولك قيمة في قلبها ولكن هي لها حياتها الخاصّة ولها أصدقائها ولا يجوز أن تقولي كلام سيئة عن تلك الصّديقة فهي تتعامل مع أختك بكل طيب وتهديها وتحبها
أنت تشعرين بالغيرة وتشعرين ـنك لم تعودي تملكين كل وقت أختك ومشاعرها وهذا صحيح، لأنك لم تعودي صغيرة، أنت الآن صبيّة وعليك أن تبحثي عن صديقاتك وأصحابك وتبحثي عن هواياتك وتطوير ذاتك وشغفك في هذه الحياة.
اتركي أختك على راحتها بدون أن تضغطي عليها وحاولي أن تبقي قريبةً منها بالعقل يعني يكون لك وقتك الخاصّ ولكن أعطها وقتها وحريتها ولا تتدخلي ولا ثتثري مشاكل تجاه صديقتها فهي صديقتها وهما في عمر متقارب ويعملان معاً
".

المراجع