أسباب الغيبوبة وأنواعها وعلاج ما بعد الغيبوبة

ما هي الغيبوبة؟ أنواع وأشكال الغيبوبة وأسباب الدخول في الغيبوبة، أخطار ومضاعفات الغيبوبة، والإجراءات الطبيَّة في مرحلة الغيبوبة، وعلاج ما بعد الغيبوبة
أسباب الغيبوبة وأنواعها وعلاج ما بعد الغيبوبة

أسباب الغيبوبة وأنواعها وعلاج ما بعد الغيبوبة

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يتعرض الإنسان للعديد من الحالات التي تتسبب بفقدان الوعي نتيجة مشاكل صحية مثل مشاكل القلب والدم أو نتيجة حادثة ما تتسبب بأذى للدماغ والجهاز العصبي، ويمكن أن نميز بين حالتين أساسيتين من فقدان الوعي، الإغماء وهو حالة من فقدان الوعي لفترة قصيرة بسبب عدم حصول الدماغ على كمية كافية من الأكسجين، والغيبوبة وهي فقدان الوعي لفترة طويلة قد تمتد من بضع أيام لتستمر لشهور أو سنوات في بعض الحالات.

تعرف الغيبوبة بأنها حالة فقدان وعي لفترة طويلة نتيجة تلف جزء من الدماغ وتكون إما مؤقتة أو دائمة، لا يستجيب فيها المريض لأي مؤثر صوتي أو مرئي، يعمل فيها الدماغ بأدنى مستوياته للحفاظ على الوظائف الحيوية مثل المحافظة على عمل جهاز التنفس والدورة الدموية بشكل سليم.
وتعتبر الغيبوبة حالة طبية طارئة تحتاج إلى تدخل سريع للحفاظ على الحياة ووظيفة الدماغ لحين التعرف على سبب الغيبوبة والبدء بإجراءات العلاج، ويمكن أن تستمر من عدة أيام إلى عدة أسابيع ويتم الشفاء منها بشكل تدريجي.

animate

في بعض الحالات قد تبقى الغيبوبة مستمرة لسنوات عدة وهنا اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على عمل الأعضاء الرئيسية خلال هذه الفترة. وتتمثل أعراض الغيبوبة بالنقاط التالية أو بعضها: [2]

  • حالة من فقدان الوعي التام.
  •  عدم الاستجابة لأي نوع من المنبهات الصوتية أو الضوئية.
  • عدم الاستجابة أيضا للمنبهات المؤلمة التي تحدد عمق الغيبوبة التي وصل لها المريض، واضطراب حركات الانعكاس وهي الحركات اللاإرادية الناتجة عن أعضاء الحس.
  • تعتمد مستويات عمق الغيبوبة والاستجابة على مدى عمل الدماغ.
  • اضطراب عام بوظائف جهاز التنفس.

يوجد عدة أنواع للغيبوبة تبعاً لسبب حدوثها ومن هذه الأنواع: [3]

  1. غيبوبة مرتبطة بصدمة الرأس والعمود الفقري حيث تنتج عن كدمات وتمزق وتورم أنسجة الدماغ الحساسة.
  2. غيبوبة ناتجة عن تلف بعض خلايا الدماغ.
  3. الغيبوبة الناتجة عن مرض عضوي.
  4. الغيبوبة الناتجة كرد فعل الجسم لحماية الدماغ في حالات التعرض لآلام شديدة.
  5. في بعض الأحيان قد يضطر الأطباء إلى إحداث غيبوبة عن قصد في بعض الإصابات الدماغية خوفاً من تطور المرض كحالة مريض معرض لخطر التورم الدماغي القاتل حيث يعطى المريض مخدراً يدخله في غيبوبة تحت عناية فائقة حتى الوصول إلى علامات التعافي.

يمكن أن تحصل الغيبوبة بفعل العديد من العوامل والأسباب ومنها: [4،5]

  1. إصابات في الدماغ: تنتج عن الحوادث العنيفة كحوادث السيارات أو السقوط من مكان مرتفع على الرأس أو أي حادثة رضّيّة على الرأس مباشرة تؤدي إلى نزيف داخل الدماغ.
  2. السكتة الدماغية: يمكن أن يؤدي انخفاض أو توقف توريد الدم إلى الدماغ إلى سكتة دماغية ويكون السبب انسداد الشرايين أو انفجار أوعية دموية أو ارتفاع الضغط داخل الجمجمة.
  3. الورم الدماغي: يمكن أن تتسبب أورام في الدماغ أو جذع الدماغ إلى حدوث غيبوبة.
  4. نقص الأكسجين: الأشخاص الذين تعرضوا لحالات غرق أو حالات إنعاش بعد نوبة قلبية يكونوا معرضين للدخول في غيبوبة بسبب نقص الأكسجين في الدماغ لمدة طويلة، حيث أن خلايا الدماغ تعيش بشكل كلي بعد انقطاع الأوكسجين لعدة دقائق فقط ما يتسبب بحدوث تلف في الدماغ والدخول في غيبوبة.
  5. الالتهابات: تتسبب الالتهابات مثل التهاب الدماغ والتهاب السحايا تورماً في الدماغ أو الحبل الشوكي أو الأنسجة التي تحيط بالدماغ. ويمكن أن تؤدي الحالات الشديدة من هذه الالتهابات إلى تلف في الدماغ ودخوله في غيبوبة.
  6. التسمم: التعرض للسموم يمكن أن يتسبب في تلف بعض خلايا الدماغ والدخول في غيبوبة، مثل غاز أول أكسيد الكربون السام وهو خطير جدا لأنه يأخذ محل الأكسجين ويرتبط في هيموغلوبين الدم (خضاب الدم) ويدخل إلى الدماغ ويؤدي لتلف الخلايا، حيث أن كل ذرة من أول أكسيد الكربون تحتاج 240 ذرة من الأكسجين لإبعادها عن الهيموغلوبين، لذلك يتم علاج المرضى الذين تسمموا بغاز أول أكسيد الكربون بوضعهم في غرف تحوي أكسجين نقي 100%.
  7. المخدرات والكحول: من الممكن أن تؤدي جرعة زائدة من المخدرات إلى الدخول في غيبوبة.
  8. داء السكري: إن اضطراب نسبة الجلوكوز في الدم يمكن أن تؤدي إلى غيبوبة وخصوصاً بحالة النقص الشديد لأن خلايا الدماغ تأخذ السكر كمصدر رئيسي للطاقة وفقدان هذا المصدر يعرضها إلى التلف ما يسبب الدخول في غيبوبة.
  9. الصرع: يمكن لحالة متقدمة من الصرع بعد المعاناة مع المرض لفترة طويلة أن تؤدي إلى غيبوبة في بعض الحالات.

عند حدوث الغيبوبة تكون الأولوية هي الحفاظ على الدماغ والوظائف الحيوية لجسم المريض أثناء الغيبوبة ويتطلب ذلك عادةً بقاء المريض في غرفة العناية المركزة والحصول على الرعاية والاهتمام من الكادر الطبي الموجود لتجنب أي إصابة ثانوية في الدماغ حيث: 

  • يكون المريض غير قادر على تناول أي نوع من الغذاء لأنه في حالة ثبات، لذا يقوم الأطباء بالتأكد من حصول المريض على سوائل ومغذيات وأي أدوية ضرورية للحفاظ على صحة الجسم قدر الإمكان، يتم إعطاؤها في بعض الأحيان من خلال أنبوب بلاستيكي صغير داخل الوريد أو من خلال أنبوب التغذية الذي يوصل السوائل والعناصر الغذائية مباشرة إلى المعدة.
  • بعض الأشخاص المصابين بالغيبوبة غير قادرين على التنفس من تلقاء أنفسهم ويحتاجون إلى مساعدة جهاز التنفس الاصطناعي، وهو آلة يتم من خلاله ضخ الهواء إلى الرئتين من خلال أنبوب يوضع في القصبة الهوائية.
  • يحاول الأطباء أيضاً منع التقرحات التي تحدث عند مرضى الغيبوبة، وهي تقرحات مفتوحة على الجسم تنتج عن الاستلقاء في مكان واحد لفترة طويلة دون أن يتحرك المريض على الإطلاق.
  • يمكن إعطاء المضادات الحيوية في حالة وجود عدوى في الدماغ.
  • في حالة معرفة سبب حدوث الغيبوبة يقوم الفريق الطبي بالتدخل الطبي لمساعدة المريض على الشفاء، فمثلاً يقوم الأطباء بإجراء جراحة لتقليل التورم الحاصل في الدماغ الذي قد ينتج عن جرعة زائدة من المخدرات.

كثيراً ما نرى في الأفلام أن المريض يستيقظ من الغيبوبة قادر على النظر حوله والتكلم بوضوح والتفكير المنطقي وهذا في الواقع نادر الحدوث، حين يستيقظ المريض وهو عاجز عن القيام بأبسط الأمور بنفسه وذلك تبعاً لمكان الإصابة في الدماغ وعدد الخلايا التي تعرضت للأذى، وبعد الاستيقاظ من الغيبوبة يحتاج المريض لنوعين من العلاج: [6]

  1. العلاج الفيزيائي: معظم المرضى الذين استيقظوا من غيبوبة طويلة يحتاجون للخضوع لعلاج فيزيائي مكثف بسبب الوقت الطويل الذي مضى دون أن يحركوا عضلات أجسادهم ما يعرضها للتشنجات والتقلصات المتعبة ولذلك يجب إعادة تنشيطها فيزيائياً.
  2. العلاج النفسي: يستيقظ العديد من المرضى وهم يعانون من هذيان وتعب ذهني ونفسي شديد، خاصة المرضى الذين تعرضوا لحادث أدى لدخولهم الغيبوبة، وعلاج الآثار النفسية مهم جداً لصحة المريض.
    والعلاج النفسي والفيزيائي هو أول نقطة يتم العمل عليها بعد الغيبوبة بالإضافة إلى متابعة العلاج العضوي عند المرضى الذين يحتاجون إليه.

المراجع