التفاوض على الراتب ومناقشة الأجر والأمور المالية

التفاوض على الراتب والأمور المالية في مقابلة العمل أو بعد الحصول على الوظيفة، متى يكون التفاوض على الراتب مثمراً ولماذا قد تتجنب مناقشة الراتب والأجر؟
التفاوض على الراتب ومناقشة الأجر والأمور المالية
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعرف معظم الموظفون أن التفاوض على الراتب والأمور المالية في العمل هي من أصعب الأمور، كما أنها تسبب للكثيرين الحرج والمشكلات أحياناً، سواء كان هذا في مقابلة العمل قبل القبول بالوظيفة أو حتى أثناء العمل في المؤسسة عند طلب الزيادات أو المكافآت أو حتى تحصيل ما تم دفعه من الجيب، لكن علينا أن نخوض في هذا الأمر لا محالة خلال مسيرتنا الوظيفية.
سيساعدك هذا المقال في موضوع التفاوض على الراتب والأمور المالية في العمل، ويبين لك أهمية ذلك.

عليك أن تتعلم كيفية التفاوض على الراتب والأمور المالية حتى تتمكن من فعل ذلك مع رئيسك لتحصل على حقك، بدلاً من أن تبقى صامتاً عن المطالبة بحقك، أو أن تطلبه بطريقة غير صحيحة فلا تحصّله. [1,2]

هذه نصائح تبين لك كيفية التفاوض على الراتب والأمور المالية:

  1. تعرّف إلى متوسط الرواتب: ابحث واسأل عن الرواتب التي يتقاضاها الكادر في هذه المؤسسة أو هذا التخصص أو المجال في نفس منطقة عملك، أي اعرف القيمة السوقبة لك وللوظيفة التي تشغلها قبل موعد مقابلة العمل والحديث بالراتب والأمور المالية.
  2. لا تتكلم بالأمور المالية مع رئيسك على الهاتف: حدد موعداً للتحدث مع المدير في الموضوع وجهاً لوجه، أو من خلال رسالة رسمية على البريد الإلكتروني... لكن الطلب وجهاً لوجه أفضل بكثير.
  3. تفاوض على الراتب بشكل منفصل: تحدث في هذا الموضوع لوحده ولا تناقش معه مواضيع أخرى لئلا تشتت رئيسك عنه، وحتى تشعره بأهميته.
  4. أظهر الثقة: اجلس في وضعية قوة وثقة لتعكس هذه الصورة لرئيسك، ما يقوي موقفك أمامه ويجعله أقرب للموافقة على طلبك؛ فاجلس معتدلاً وارفع ظهرك وكتفيك وورأسك، ولا تفرك بيدين أو تهز بقدمميك.
  5. اترك هامشاً للتفاوض حوله: فاوض على القيمة الأعلى للراتب الذي تتوقعه لأنك بذلك تعكس ثقتك بنفسك وبقدراتك، ولأن رئيسك سيفاوضك بلا محالة، وإن وافق فإنه غالباً سيعطيك قيمة أقل مما طلبت.
  6. كن مرناً بالتفاوض: إذا كانت الوظيفة جيدة بشكل عام، ولكن المشكلة في الراتب، فلا تيأس ولا تضيعها وتفاوض على الأمور الأخرى كالبدالات والإجازت والمواصلات والعلاوات والحوافز والمكافآت، وإن لم يتسنَ لك ذلك فلا تضع الوظيفة، فقد تكتسب منها خبرة تزيد من قيمتك السوقية فيما بعد في المؤسسة نفسها أو حتى في السوق عندما تعمل في مؤسسات أخرى.
  7. سؤال آخر راتب تقاضيته: إن سئلت في مقابلة العمل أو بعد فترة من بدء العمل عن آخر راتب كنت تتقاضاه، ولم يكن هذا الراتب جيداً، فلا تكذب بهذا الشأن، وركز على ما ستضيفه للمؤسسة.
  8. لا تهدد إن لم تتم الاستجابة لطلبك: فهناك من الموظفين من يهدد بالانسحاب من الشركة أو بعدم قبول مهام معينة مثلاً لو لم يحصل على الراتب الذي يريد، وهذا من أكثر الأمور التي تزعج الرئيس وتجعله لا يوافق على طلبك.
  9. تحلَ بمهارات الذكاء العاطفي: فالأشخاص الأذكى عاطفياً بمتلكون مهارات التواصل الفعال، كما أنهم يعرفون مفاتيح التعامل مع الرئيس وكذلك مع زملاء العمل؛ فقد تقابل موظفاً يتقاضى راتباً عالٍ رغم أن مهاراته محدودة، بينما يكون العكس بالعكس. هذا كله بسبب الذكاء العاطفي. [6]
  10. كن جديراً براتب جيد: اثبت لرئيسك أنك تستحق الراتب أو الزيادة المطلوبة من خلال إنجازاتك ومهاراتك وشخصيتك وإخلاصك للمؤسسة، ولا تقل إنك تحتاج للزيادة بسبب ظروفك الخاصة أو لتغطية احتياجاتك أو لأي سبب كان؛ فلا تبرر ولا "تتمسكن" ولا تستخدم كلمات قوية جداً مثل "هذا حقي وأنا أطالب به"، واستخدم عوضاً عن ذلك عبارات لطيفة تشرح فيها تقديرك للظروف المالية للمؤسسة وللبلد.
  11. تجنّب المقارنة: لا تقارن راتبك براتب زميل لك في المؤسسة أو براتب زميل لك في نفس المستوى في مؤسسة أخرى.
  12. خطط ماذا ستفعل لو لم يتم الموافقة على طلبك: كقبول عرض عمل آخر، أو إثبات مهاراتك والعودة بفتح هذا الموضوع من جديد.
animate

تعد مسألة التوقيت المناسب من أهم أسباب نجاحك في التفاوض على الراتب والأمور المالية، سواء كان ذلك أثناء مقابلة العمل أو خلال عملك في المؤسسة... فمتى يجب أن نتفاوض على الأمور المالية؟ [3,4,5]

  1. لا تفاوض على اتفاق صريح: لا تحاول أن تتفاوض على الراتب والأمور المالية إن كانت مذكورة وواضحة في نص إعلان التوظيف أو في نص عرض العمل المرسل إليك أو عندما توقع على عقد عمل لمدة محدّدة مع ذكر الراتب طيلة هذه المدة، لأنه في هذه الحالات يكون الراتب ثابتاً ويخضع لقوانين مالية معينة داخل المؤسسة، كما يجب عليك انتظار تجديد العقد أو انتهاء الفترة الأولى لتتمكن من التفاوض على الراتب.
  2. فاوض في نهاية مقابلة العمل: إن أردت التفاوض خلال مقابلة العمل على الراتب والأمور المالية الأخرى كالزيادات والمكافآت وبدل الإجازات وبدل نهاية الخدمة وبدل المواصلات وغيرها من الأمور المالية، فاحرص أن تكون هذه الجزئية في نهاية المقابلة وعندما يتم الاتفاق معك على كل الأمور الأخرى من مسمى وظيفي ومسؤوليات وغيرها حتى لا تؤخذ عنك فكرة أنك شخص مادي أو أنك تريد العمل لتقاضي المال فقط ليس إلا.
  3. لا تترك الأمر معلقاً: لو بقي موضوع الأمور المالية معلقاً أو غير واضح بالنسبة لك كأن يقول لك المسؤول في المقابلة أن الأمور المالية ليست من شأنه بل من شأن قسم آخر كقسم شؤون الموظفين مثلاً ويطلب منك قبول الوظيفة وتأجيل هذا الأمر لوقت آخر، أو أن يقدم لك عرضاً غير مناسب ويعدك أن تتم تسوية الأمور المالية بعد فترة وجيزة من عملك في المؤسسة، فكن حذراً، وقابل المسؤول وانه موضوع الراتب قبل التوقيع، واطلب أن تكون الأمور واضحة تماماً ولا توقع العقد إلا عندما تتضح لك كل الأمور، وإن قيل لك أن الأمر سيختلف بعد فترة فاطلب منه أن يحدد لك تاريخاً معيناً لجلسة أخرى للحديث في الأمر، مثل بعد انقضاء 3 أشهر أو فترة التجربة.
  4. لا تعتقد أنه تم حسم الأمر تماماً خلال مقابلة العمل: فيمكنك التفاوض على الراتب والأمور المالية خلال عملك في المؤسسة أيضاً؛ فيمكنك ذلك بعد انقضاء فترة التجربة المتفق عليها في العقد، أو بعد اختيازك للتقييم، أو بعد مرور عام على عملك في الشركة، وكل عام كذلك، وعند استلامك لمهام جديدة أو تغيير منصبك، وكذلك عند حصولك على شهادة او دورة تدريبية تخدم المؤسسة.
  5. اختر الوقت المناسب:
    • لا تتفاوض على الراتب والأمور المالية في العمل مع المسؤول عندما يكون يومه صعباً، وذلك بسبب خسارة المؤسسة لصفقة معينة أو توتره بسبب ضغط العمل أو حتى إن علمت أنه يعاني من مشكلات شخصية في هذه الفترة، واختر الوقت الذي يكون فيه بنفسية جيدة نوعاً ما.
    • وكذلك اختر الوقت الذي يكون مزاجك أنت على ما يرام حتى يكون نقاشك معه مثمراً وخالٍ من التوتر قدر الإمكان.
    • اختر الوقت الذي يكون المسؤول فيه راضٍ عنك في العمل واستغل هذه الفرص.
    • لا تتفاوض معه أمام الموظفين الآخرين أو من لا شأن له بذلك.
    • حسب خبراء علم النفس؛ يفضل أن تتفاوض مع الناس على الأمور التي تريد منهم الموافقة عليها عندما تكون معدتهم ممتلئة أو في نهاية اليوم!
  6. لاحظ لغة جسد رئيسك خلال الحديث: فإن كان يحاكي حركات جسدك نوعاً ما ومائل باتجاهك ويتواصل معك بالأعين إلى حد كبير فهو أقرب للموافقة.

هناك اشخاص لا يتفاوضون على الراتب والأمور المالية مع مؤسساتهم لعدة أسباب أهمها:

  1. الخجل من التحدث بالأمور المالية: لا تخجل من طلب حقك، فكما تعطي للمؤسسة عليك أن تأخذ منها، فالعقد الذي بينكما ينص على أن عليك أن تعطي المؤسسة من خبرتك وإمكاناتك لتعطيك هي مقابلاً مادياً عوضاً عن هذا.
  2. الخوف من فقدان الوظيفة: عليك أن تعلم أن عليك التحدث بموضوع الراتب والأمور المالية لضمان حقك، وأن رئيسك يتوقع هذا منك وأحياناً ينتظر منك هذا أيضاً. وإن وجدت خلال مطالبتك بحقك أنك لم تحصله أو أن معاملة رئيسك قد تغيرت فعليك بأخذ موقف مناسب.
  3. انتظار المبادرة من المؤسسة: ليس كل المؤسسات لديها خطة مالية واضحة وصريحة، ومنهم الكثير من يعتمد على أسس غير واضحة في موضوع الرواتب والزيادات، ومنهم من ينتظر أن يطلب الموظف حقه بلسانه.
  4. عدم وجود الخبرة المناسبة للعمل: فكثير من الشباب والخريجين الجدد والأشخاص الذين تنقصهم الخبرة يقبلون عادة بالقليل لعلمهم بنقص خبرتهم في مجال عملهم.
  5. عدم الثقة بالنفس: فعندما يكون الموظف غير واثق بنفسه وبخبراته وإمكاناته تراه يقبل بالعرض المفروض عليه دون مناقشة.
  6. ضعف مهارات التواصل والتفاوض: فهناك من الناس من يضيع حقه في العمل وفي الأمور الأخرى بسبب عدم مقدرته على التواصل الفعال مع الآخرين، أو بسبب نقص مهارات التفاوض لديه.
  7. سياسة المؤسسة والرئيس: أحياناً قد تفرض عليك سياسة المؤسسة أو سياسة رئيسك في العمل بقبول العرض دون تفاوض أو مناقشه، عليك هنا أن تبحث جيداً في الأسباب، وأن تضمن أنك تأخذ المقابل المادي الذي تستحق.
  8. تعتبر أن الأمور المالية ليست مهمة: فهناك من الموظفين من يقبل العمل بأي أجر لأسباب عدة منها أنه يعمل من أجل التسلية واكتساب الخبرة فقط بغض النظر عن المقابل المالي، ومنهم من يكون مضطراً للعمل مما يجعله يقبل بالمفروض عليه دون مناقشة.

إن التفاوض على الراتب والأمور المالية في العمل أمر مهم جداً؛ فكلنا يحب أن يجني ثمار ما زرع وأن يأخذ مقابل مادي بدل جهده وتعبه، وكما تعطي مؤسسك من تفكيرك وجهدك ووقتك وصحتك وخبرتك، فعليها هي كذلك أن تعطيك مقابل هذا من التقدير المادي والمعنوي، وإن لم تلق هذا المقابل فستشعر بالاستياء أو بالظلم وسيؤثر هذا على صحتك الجسدية والنفسية، كما سيؤثر سلباً على عملك وتقدمك الوظيفي ورغبتك في الاستمرار في العمل في هذه المؤسسة وعلى أدائك في عملك.
كما أن هناك من المسؤولين من لا يعطوا الموظف حقه إلا إن طلب هو ذلك وسعى لهذا الأمر، فعليك إذاً بالتجرؤ بالتحدث مع الشخص المعني في مؤسستك حول الراتب والأمور المالية.
خلاصة القول... إن التفاوض على الراتب والأمور المالية في العمل هو من حقك وليس مدعاة للخجل، لكن عليك أن تعرف كيفية ذلك لتزيد نسبة موافقة رئيسك على طلبك.

المراجع