كيف أصالح أهلي وأستعيد ثقتهم بي؟

كيف أستعيد ثقة أهلي بي وأصالحهم بعد أن أخطأت بحقهم وفقدت ثقتهم! لماذا يقسو الأهل على الأبناء وكيف تتعامل مع قسوة والديك وتتفهم غضبهما منك
كيف أصالح أهلي وأستعيد ثقتهم بي؟

كيف أصالح أهلي وأستعيد ثقتهم بي؟

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

هل يقسو والداك عليك كثيراً دون أن تعلم لماذا؟ وهل قمت بشيء ما أدى لفقدان ثقتهما بك وشعورك بالذنب؟ أتحس بحاجة للعودة إلى علاقة مريحة فيما بينكم ولا تعلم السبيل لذلك؟ إليك في هذا المقال بعض الأسباب التي يقسو الآباء تبعاً لها، وأخرى تجعلهم يفقدون الثقة بك، بالإضافة لبعض الوسائل التي قد تساعدك لإصلاح ذلك.

في حال خسرت ثقة والديك بك فعلاً وأردت مصالحتهم واستعادة تلك الثقة فحاول القيام ببعض الخطوات التي يمكن أن تعيد الأمور لنصابها مثل: [3]

  • الاعتذار أولاً والاعتراف بالخطأ: يصبح هذا واجباً عليك عند ارتكابك لأمر يؤذي ثقتهم بك، وحاول جهدك أن يكون اعتذارك صادقاً وأخبرهم أنك تعلم كم أخطأت بالإقدام على ما يزعزع الثقة بينكم، لكن ضع بحسبانك أنه ليس من الضروري تجاوبهم معك من المرة الأولى، لا تتوقع شيئاً منهم في البداية، إذ إن الأهم هو معرفتهم بندمك الحقيقي على ما جرى ورغبتك بالإصلاح.
  • كن مستعداً لفعل ما يطلبونه منك: أعرب عن رغبتك لوالديك بفعل أي شيء يريدانه لإثبات حسن نواياك ورغبتك بإعادة ثقتهما بك، واسألهما بصراحة حول ما يريدانه وإن لم يخبراك فوراً؛ المهم أن تضعهما بصورة جاهزيتك لتنفيذ ما يطلبان منك ولو لاحقاً، وفي حال كان طلبهما صعباً عليك أو غير معقول باعتقادك صارحهم بذلك دون تذمر مع إبداء رغبتك بالقيام به رغم صعوبته.
  • ابدأ بإصلاح ما أفسدته: قم بإصلاح أي أذى سببته لأيّ كان، ونتج عنه فقدان ثقة والديك، ولا شك حين يعلمان أنك جبرت الضرر الذي أحدثته سواء كان جرح شخص ما أو الإساءة في موقف معين أو غير ذلك؛ فسيظهر لهما أنك تتحمل مسؤولية أفعالك.
  • حاول الوثوق بوالديك: وكن واثقاً بصواب آرائهما في تربيتك ومتابعة تصرفاتك وبحبهما لك ورغبتهما في أن تكون الأفضل، واعلم أن هذه الثقة ستولد لديهم ثقة بك لأن هذه العلاقة ذات طرفين وتتم باتجاهين أي أنها متبادلة، وهذا يحتاج منك عملاً صادقاً في هذا السياق.
  • كُن مصغياً لوالديك: ولنصائحهما واستجب لما يقولانه ليشعرا أن الاتصال بينكم فعال ويحقق الهدف منه، حيث يتضمن الإصغاء الانتباه للأفكار المطروحة والحوار البناء الذي يفضي لنتائج والفهم الدقيق لهدفهما من سلوك معين أو عقاب ما، وإن غاب شيء ما عن فهمك فاستفهم عنه حتى لا يبقى مجهولاً، وسيظهر لهما جديتك في تصحيح أي خطأ والرغبة باستعادة الثقة.
  • اقضِ مزيداً من الوقت مع أهلك: من المهم قضاء الوقت مع عائلتك لبناء علاقة صحيحة مع والديك؛ من خلال اطمئنانهما لوجودك معهما ما يطرد الأفكار السيئة عنك، كما أن هذا الوقت الذي ستخصصه للعائلة سيتيح لك فهم والديك بشكل أفضل والتقرب منهما وإيضاح وجهات نظرك لهما، وكذلك إظهار إيجابياتك أمامهما ما سيعزز الثقة بك من جديد ويعيد إلى الذهن حسناتك.
  • كُن مسؤولاً: أي تصرف بمسؤولية، وأعلن تحملك المسؤولية عن كل أفعالك وأقوالك السابقة واللاحقة، بما في ذلك أخطاؤك مع تأكيد رغبتك بإصلاح ما فعلته وإنجاز ما يترتب عليك، وهذا ينم عن قوة شخصية ورغبة صادقة باستعادة ثقة والديك، كما تتضمن المسؤولية إنجاز بعض الأعمال داخل وخارج المنزل وتخفيفها عن والديك.
  • لا تيأس من طلب المسامحة: من المفيد أن يحس والداك أن مهتم بهما وبرضاهما وبعلاقتك معهما، وهذا سيسهل عليك أيضاً استعادة ثقتهما، لذا إن حاولت مصالحتهما ورفضا فلا تيأس وكرر المحاولة أكثر من مرة.
animate

إن كنت استعدت فعلاً ثقة أهلك بك وأردت عدم خسارتها مرة أخرى، فإليك بعض النصائح التي قد تفيدك: [3]

  • اضبط نفسك: النصيحة الأولى هي التحكم في عواطفك إذ غالباً ما يكون سبب فقدان ثقتهم بك تصرف ما أقدمتَ عليه بتهوّر وعدم تفكير أو ضبط نفس، لذا فإن التصرف بعقلانية قدر الإمكان والتحكم بالانفعالات والمشاعر أمام والديك ستجعلك محلاً للثقة لديهم، وإن كنت لا تستطيع ضبط مشاعرك بنفسك فاستعن باستشاري نفسي يشرح لك الطريق إلى ذلك.
  • التزم بما يريد والداك منك: وما لا يريدان خاصة إن كنت تعلم بالفعل رغبتهما والممنوعات لديهما، وإن لم تكن تعلم فاسألهما ببساطة لتجنب المحظورات لديهما حتى لا تعتبر منتهكا لثقتهما أكثر من مرة.
  • اتبع قواعد والديك في المنزل: وإن كانت صارمة واعلم أنها بمرحلة ما ضرورية لضبط الحياة العائلية المشتركة، واحترم تلك القواعد مع إظهار ذلك لوالديك فهذا سيعلي شأنك لديهما.
  • حافظ على الأمانة: سواء كان سراً يخصهما أو يخص سواهما أو أمراً عائلياً لا يجب أن يخرج من باب المنزل، فهذا شرط أساسي في الثقة.
  • حافظ على احترامك لهما: أحياناً يغضب الإنسان رغماً عنه، لكن إن غضبت فلا تجرح أياً من والديك بكلامك ولا توجه لهما خطاباً مؤذياً أو انتقاداً يشعرهما بالخيبة منك ومن نفسيهما، حاول أن تكون متفهّماً.
  • ضع نفسك مكان والديك: وحاول التفكير بما يتوقع أن يشعرا به فهذا يقصر المسافة بينكما إن أردت القيام بشيء ما وأردت وضع احتمالات عن ردة فعلهما.

إن تأكد لك أن والديك لا يثقون بك واحترت في سبب ذلك فراجع إن كنت أقدمت على أي تصرف مما يلي: [2،3]

  • الكذب والخداع: قد يفقد الأهل الثقة بابنهم إن اشتبهوا أنه يكذب عليهم حيال أي شيء أو يحاول خداعهم بأمر معين للوصول إلى غاية ما، أو يخفي عليهما أمراً مهماً يجب أن يكونا على علم به، أو يفشي أمراً أوصياه بكتمانه.
  • التصرفات المسيئة: يمكن أن تتخلخل ثقة الأهل بأبنائهم إن قاموا بأمر يضرّ بمصلحة العائلة وهم يعلمون الضرر المتوقع لما قاموا به.
  • إحراجهم أمام الآخرين: الأمر الآخر الذي يبعد الأهل عن الثقة بابنهم/ ابنتهم، هو تسببه بالأذى أو الضرر لأي كان من المعارف أو الأقرباء أو الآخرين البعيدين حتى، ما يعرضهم للإحراج أمامهم.
  • الطيش والهروب من المسؤولية: الأمر الأكثر تسبباً بفقدان ثقة الأهل بأبنائهم هو عدم تصرف الأبناء بمسؤولية تجاه ما يُكلفون به من والديهم أو عدم إظهار الرغبة بتحمل المسؤولية حيال أي من واجبات المنزل أو العائلة وحتى المستقبل والدراسة.

يمكن أن تستنتج عدم ثقة والديك بك من خلال بعض التصرفات القاسية التي قد يقومون بها تجاهك، وهي لدى البعض قسوة طبيعية ذات أسباب شائعة ومنها تعود لأمور أخرى كما يلي: [1]

  • تقويم سلوك الأبناء: أهم أسباب القسوة الشائعة لدى الوالدين الرغبة بتقويم سلوك الأبناء ودفعهم لتصويب أخطاء في شخصياتهم لا يمكن إصلاحها بالاستسهال.
  • المشاكل الخاصة: قد يعاني الوالدان من مشاكل زوجية تخلق توتراً يتم إفراغه على الأبناء، وقد تكون الضغوط التي يتعرض لها الأهل في الحياة اليومية سبباً للقسوة على الأبناء، وعليك تقدير ومحاولة استيعابه.
  • شخصية الأبوين: يمكن أن يكون سبب القسوة أحياناً بعض التراكمات النفسية لدى أحد الوالدين من الماضي؛ إما من طفولته أو مراهقته أو شبابه منها الحرمان والقمع وعدم الثقة وهي قد تنعكس على الأبناء.
  • النمط التربوي: لا شك أن القسوة من الأنماط التربوية الشائعة، والكثير من الأهل يعتقدون أن القسوة والحزم الشديد هي الأساليب الأكثر فاعلية في تقويم وتربية الأبناء.

إن واجهت قسوة مصحوبة بعدم ثقة من قبل والديك، سواء كانت منطقية أو غير منطقية فيمكنك التصرف حيالها على النحو التالي: [1]

  • حاول المحافظة على هدوئك: عند تلقيك الانتقادات القاسية من والديك ضع بحسبانك أن الغضب لن يجدي نفعاً وسيصعب الموقف، والأفضل لك لاستحضار الهدوء أن تلجأ لضبط النفس من خلال التأمل، أو التنفس البطيء خلال الموقف، فهذا يساعد على تهدئتك حين تنهال عليك الانتقادات التي لا ترغب بسماعها، كما سيعمل على تخفيف توترك.
  • راجع نفسك: أحياناً يصعب عليك معرفة الحالة المزاجية التي يمر بها والداك وإن كانوا راضين عنك أم لا، وهنا كن حذراً في تصرفاتك وأقوالك أمامهم وراجع نفسك إن كنت أقدمت على أي شيء قد يسبب غضبهم منك، وفي حال قسوتهم عليك حتى رغم عدم وجود هذا السبب حاول توضيح موقفك بحذر ودون لوم لهم.
  • تجنب الجدال: في بعض الحالات يكون الجدال باباً لتفاقم أي مشكلة أو سوء معاملة بينك وبين والديك، فالنصيحة هنا: "لا تجادل" لأن ذلك لن يغير شيئاً عندما تكون الأمور في ذروتها، بل من الأفضل هنا محاولة تخفيف حدة الموقف بطرق عدة كأن تعرض عليهما تناول القهوة مثلاً مع اختيار نبرة صوت منخفضة ووتيرة هادئة ناعمة بالحديث وتجنب الاتصال المباشر بالعين معهما، أحياناً تعمل هذه البادرات الإيجابية على امتصاص الشحنات السلبية من الجو بينكم وتتيح لك استجابتهم لعرضك مزيداً من الراحة.
  • اخرج من التفكير في الوضع الحالي: وإن كان واقعك غير سعيد مع والديك بشكل لا منطقي ودون سبب موجب لقسوتهما عليك، فحاول التفكير بعيداً عنهما وعن حاضرك؛ واذهب للتفكير بمستقبلك الذي تحب وحياتك التي تأمل عيشها لاحقاً بعيداً عن الجو المتوتر في المنزل، وحاول أيضاً رغم كل ذلك إيجاد عذر لهما يجعلك تحسن التصرف معهما لتشجيع معاملتهما الإيجابية لك، ويحميك من أن تفرغ قسوتهما هذه على أبنائك مستقبلاً.
  • اطلب المساعدة: قد يكون من المفيد لك التحدث إلى شخص تثق به ولا ضير في أن يكون استشارياً اجتماعياً ينصحك بآلية ناجعة تتبعها في التصرف مع والديك حتى لا تستثير قسوتهما، وأحياناً يمكن قضاء الأمر بأن تتحدث لصديق تثق به حيث يُحتمل أن ينصحك بأسلوب يتبعه مع والديه له نتائج إيجابية على علاقته معهما ولك خيار الاستعانة به، وإن لم ترغب بأخذ نصيحة الاستشاري أو الصديق فالجأ لأحد الأقرباء الذين تثق بهم.
  • اعتنِ بنفسك: اعمل على تحسين نفسيتك باتباع عادات صحية تتضمن النوم الجيد والتغذية الجيدة وممارسة الرياضة وأحياناً قراءة كتب تحبها أو رؤية صديق، ما سيجعل لديك أرضية لتقبل الأشياء السلبية دون أن تؤثر عليك، ويحفزك على التصرف بهدوء والتعامل بإيجابية مع مواقف الانتقاد من الوالدين.

كلمة أخيرة.. لوالديك أسبابهما في القسوة عليك، ربما تجدها أنت غير منطقية وقد تكون فعلاً كذلك لكن واجبك ألا تتخذ منهما موقفاً سلبياً كلياً، وحاول الحفاظ على رابط ثقة يجمعك بهما كي لا تقع بمرحلة من عذاب الضمير وتراجع الشخصية. اعمل على أن يبقيا راضيين عنك وبنفس الوقت وضح وجهات نظرك وآرائك بإيجابية.

المراجع