حقوق المريض النفسي في العمل وفوائد العمل لعلاجه

هل المريض النفسي يتوظف؟ تعرف إكثر إلى حقوق المريض النفسي في العمل وكيف يساهم العمل في علاج المرض النفسي!
حقوق المريض النفسي في العمل وفوائد العمل لعلاجه

حقوق المريض النفسي في العمل وفوائد العمل لعلاجه

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

سواء الأمراض النفسية أو الجسدية كلاهما يجب أن يأخذ في الحسبان في مجال العمل، لكلاهما أضرار وكلاهما يسببان التعب والإرهاق وكما يتم الاهتمام بالمرضى الجسديين يجب الاهتمام بالمرضى النفسيين وتخصيص وقت للتعامل معهم وتوظيفهم في المكان المناسب لهم ووضع قوانين تساعدهم وتنصفهم، وهذا المقال سنخصصه للمرضى النفسيين ولحقوقهم في العمل وتوضيح الأعمال المناسبة لكل منهم.

العمل ضرورة ومقوم من مقومات الحياة، لذا على الرغم من كل الظروف التي يمر بها الإنسان يسعى للتمسك بوظيفته وعمله، وكذلك الأمر لبعض المرضى النفسيين الراغبين بالتمسك بالعمل رغم مرضهم وسنتحدث عنهم في هذه الفقرة: [1]

  • الحفاظ على الوسط الاجتماعي: بعض المرضى النفسيين كمرضى الاكتئاب يحتاجون للعمل لكي يخرجوا أنفسهم من وحدتهم وعزلتهم، ويحتاجون للتواجد أكثر في أوساط اجتماعية صحية تساعدهم على الخروج من الحالة النفسية التي عانون منها.
  • الحفاظ على مصدر دخل: يعتبر العمل ضرورياً للمريض النفسي أيضاً لكسب المال والحصول على لقمة العيش وخاصة إذا كان للمريض عائلة، ففي حال ترك المريض عمله حتى يتعافى بعد مدة ستكون مشكلة كبيرة بالنسبة له أن عمله لم يعد ملكاً له.
  • تطوير شخصيته في العمل: من فوائد العمل للمرضى النفسيين بناء شخصيتهم ودعمهم في التعرف ومخالطة الناس ويسهم في تطوير مسيرتهم المعرفية وأحياناً يكون العمل جزءً من العلاج النفسي الذي يخرج المريض من قوقعته من خلال التجارب والخبرات التي يتفاعل معها في العمل.
  • الزملاء ومحيط العمل: زملاء ورفاق العمل والجو الوظيفي قد يؤثر من ناحيتين على المريض النفسي، فقد يصادف أناساً يساعدونه في التغلب على مرضه ويشجعونه على ذلك، وقد يصادف أناساً سيئين يتنمرون عليه ويستهزؤون بمرضه فيسبب ذلك له تعباً وتراجعاً بحالته الصحية.
  • العمل جزء من الشفاء: يمثل العمل لبعض المرضى النفسيين سبيلاً للتعافي وجزءً مهماً من العلاج، فبعض الأمراض تكسر ثقة المريض بنفسه وتعزله في وحدته، وسيتغير الأمر في حال كان لهذا المريض عمل فسيزداد شعوره بالثقة ويعزز من شخصيته.

سلبيات العمل للمريض النفسي

لا شك أن للعمل متاعب ومشاكل كثيرة وضغوطات بدنية ونفسية قد تحبط المريض وتتعبه وتسبب له انتكاساً وتعيده إلى الوراء، لذلك في حال المرضى النفسيين يجب انتقاء عمل مناسب لحالتهم الصحية والبدنية، ومن أبرز سلبيات العمل بالنسبة للمريض النفسي تعرضه للمضايقات والتنمر أو سوء تقدير حالته الصحية ومرضه النفسي، ما يقود إلى إجراءات تعسفية بحقه قد تكون قانونية لكنها لا تأخذ بعين الاعتبار حالة الفرد.

animate

لكل إنسان حقوق يتمتع بها في حياته، وكذلك المرضى النفسيين لديهم بعض الحقوق التي تتماشى مع مرضهم النفسي وتنصفهم وتساعدهم في التأقلم مع وضعهم، وفي هذه الفقرة سنذكر بعض الحقوق للمرضى النفسين: [2]

  • الإجازات والعطلة: يجب العلم أن المرضى النفسيين يبذلون طاقة فوق استطاعتهم عندما يعملون واحتراماً لذلك يجب تخصيص إجازات وعطل لهم للاستراحة وإكمال العلاج، وهذه العطل ستكون مهمة للعلاج فيشعر المريض بأهميته واهتمام من حوله به.
  • التقارير الطبية: في بعض أنواع العلاج النفسي يستغرق المريض ساعات طويلة متواصلة، فيضطر للتغيب عن عمله ويتجه لأخذ التقارير الطبية والوثائق الصحية لتبرير غيابه، ومن حقه أن يتم الاطلاع على هذه التقارير وقبولها في حال صحتها.
  • توفير بيئة عمل مناسبة: وهي من أهم حقوق المريض النفسي أن يعمل في بيئة صحية تناسب وضعه الصحي وقدراته، وأن تكون بيئة خالية من المنغصات التي تزعج المريض النفسي أو تزيد من حالته سوءً فمثلاً في حال كان المريض يعاني من فوبيا المرتفعات يمكن نقله إلى طابق سفلي أو أرضي ليعمل به.
  • المعاملة الخاصة: من المهم أن يحظى المريض على معاملة خاصة من زملائه ومدراءه في العمل لأن ذلك سيشكل فرقاً في وضعه الصحي وهذا سيكون خدمة إنسانية بالإضافة لكونه حق من حقوق المريض فلا يجب الضغط عليه بالطلبات أو توبيخه على أمور بسيطة.
  • الرواتب المناسبة: ما دام المريض يتم عمله المطلوب على أكمل وجه، فحقه المعروف أن يحصل على راتبه كاملاً لا زيادة فيه أو نقصان، بالإضافة إلى الحوافز والتعويضات الصحية ولا يجب وضع خصومات له على الأيام التي قدم بها تقارير صحية يبرر بها غيابه.

هو سؤال يراود العديد من الأشخاص، وجوابه نعم بعض المرضى النفسيين يمكنهم العمل في بعض الوظائف التي تناسب وضعهم العقلي والنفسي والصحي، وضمن بعض الشروط، وفيما يلي سنذكر الأمراض التي يمكن للمصاب بها أن يعمل: [3]

  • اضطراب الشخصية النرجسية: تتمثل بشخصية متعالية وحب للذات وشعور مبالغ بأهمية النفس والطلب الدائم للاهتمام والإعجاب، لا يعد هذا الاضطراب النفسي خطيراً فالمريض لا يلجأ إلى العنف بل يحب المدح على كل ما يفعله، وفي حال أنجز عمل ومُدح عليه سيتفاخر وينجز المزيد طلباً للمزيد من المدح والتعالي.
  • اضطراب ثنائي القطب: يعرّف بأنه حالة من الاضطرابات المزاجية والتقلبات الشديدة في التصرفات يمكن السيطرة عليها وفي بعض الحالات لا يمكن السيطرة عليها، يتميز مرضى هذا النوع من الاضطراب بمعدلات الذكاء العالية ودقة الملاحظة وذلك ما يجعل مرضى هذا الاضطراب متميزين في مجالات عملهم.
  • مرضى التوحد: وهو الابتعاد عن الناس والمجتمع والبقاء في معزل عن الآخرين، من المعروف أن العلاقات الاجتماعية تأخذ حيز كبير من باحات الدماغ وتستهلك طاقة أيضاً وعند مرضى التوحد يمكن استغلال هذه الطاقة في تنمية الذكاء وتحسين القدرات والإبداع في العمل.
  • مرضى الفوبيا والرهاب: أو ما تسمى الرهاب وهي اضطراب نفسي يدفع الشخص للخوف والقلق من أمور غريبة كالخوف من الرعد أو الخوف من التقدم بالسن أو فوبيا الأماكن المغلقة وهذا النوع من الاضطرابات النفسية غالباً لا يمنع صاحبه من العمل في وظيفته بشكل طبيعي.
  • مريض الوسواس القهري: وهو مرض نفسي يتمثل بوساوس وأفكار تراود المريض بشكل مفرط وتدفعه للتصرف بشكل غريب للتخلص من هذه الوساوس كالخوف القهري من التلوث والجراثيم أو الحاجة المفرطة لأن تكون الأغراض والألوان متناسقة بشكل منتظم جداً ومادامت الأفكار والوساوس محصورة في أمور بسيطة كهذه يمكن التعامل معها أثناء العمل.

نعم، الكثير من المرضى النفسيين يسرحون من العمل، وفي الواقع عددهم أكبر من الذين كانوا قادرين على التمسك بعملهم، وعادة ما يكون تسريح المريض النفسي من العمل إمّا لعدم قدرته على أداء مهامه بالشكل المطلوب أو لأنه قد يشكل خطراً على نفسه وعلى الآخرين في مكان العمل.

وفي هذه البنود التالية سنذكر أبرز الأمراض النفسية التي تقف حاجزاً بين المريض وعمله: [4]

  • الهوس الاكتئابي: وفي هذا المرض تنقسم شخصية المريض إلى جزأين أحدهما مهووس بالأشياء والآخر مكتئب إلى درجة شديدة وأثناء ذلك يكون المريض مهتماً ومبدعاً في العمل وأحياناً أخرى مكتئب ومتعب وغير قادر على إنجاز أي مهمة ولو كانت بسيطة.
  • الاضطرابات الذهانية: وهي الاضطرابات النفسية التي تترافق مع هلوسات وسماع أصوات أو رؤية أشياء أو شم روائح غير موجودة، وذلك يدفع بعض الأشخاص للجنون ويعيق حياته اليومية ويسبب له مشاكل متعبة قد تدفعه للانتحار وهذا المرض لا يمكن التأقلم معه داخل العمل.
  • اضطراب ما بعد الصدمة: يصاب به المريض بعد حادثة أليمة تعرض لها كالكوارث أو الحروب أو موت شخص أمامه أو أي اعتداء جسدي أو جنسي قد سبب صدمة للمريض فيمنعه من العيش في الحاضر وتظل ذكرياته الأليمة في ذهنه ويبقى في حالة ذعر وخوف دائمين وذلك يقيده ويمنعه من العمل أو التفكير بأي شيء آخر.
  • اضطرابات الطعام: وهي من النوع الغريب من الاضطرابات النفسية التي تدفع المريض لتناول كل ما هو موجود وبشكل كبير يدفعه لأخذ مسهلات ومقيئات ليستطيع تناول الطعام مرة أخرى ويرتبط مع تصرفات قد تكون شاذة وغير مضبوطة عند رؤية الطعام، كما أن اضطرابات الطعام تشمل نوعاً يدعى اضطراب بيكا وفيه يأكل الشخص الأوراق والتراب وكل ما هو غير صالح للأكل وذلك قد يؤدي لحالات خطرة لا تتناسب مع العمل بالإضافة طبعاً لأن بعض المرضى لا يستطيعوا تناول الطعام وهذه المشكلة أيضاً تؤثر على طاقاتهم وقدرتهم على العمل.

هل يحق للجهات الحكومية أو الخاصة فصل المريض النفسي من عمله؟

هناك شروط لتسريح المريض النفسي من عمله تختلف من دولة إلى أخرى ومن مؤسسة إلى أخرى، وعلى وجه العموم لا يحق للمؤسسة تسريح المريض النفسي ما لم يكن مرضه خطيراً يؤثر عليه وعلى الغير، أو يعيق أداءه الوظيفي والاجتماعي بشكل كبير يصل إلى العجز، كما تلعب نوعية الوظيفة دوراً في اتخاذ قرار تسريح المريض النفسي، مثل الوظائف الخطرة والحساسة.
كما أن بعض الأمراض والاضطرابات النفسية قد تدفع المريض للانتحار أو القتل تحت تأثير المرض، أو أن يتعاطوا المخدرات في أماكن العمل وذلك غير مسموح به، ما قد ينتهي بالتسريح والفصل.
وتميل بعض المؤسسات الحكومية إلى إجبار المريض النفسي العامل لديها على اتباع العلاج في مصحات خاصة تحت إشراف رسمي، سواء بالإقامة الكاملة في المصحة لفترة أو من خلال زيارة العيادات الخارجية، والحصول على تقرير تفيد بتطور حالة المريض.

وفي نهاية هذا المقال سنذكر النصائح الضرورية للحفاظ على الصحة العقلية من ضغوطات العمل وتجنب الأمراض النفسية التي تترتب جراء ذلك: [5]

  • الابتعاد عن الكحول والمخدرات: إنها الخطوة المشؤومة التي تبدأ فيها سلسلة من الأمراض النفسية كالاكتئاب والتوحد والانتحار وفي حال لم يتحمل الشخص ضغوط العمل فعليه أخذ قسط من الراحة لا التوجه نحو المخدرات.
  • الحفاظ على علاقات اجتماعية صحية: كل شخص يمر بفترة من الإرهاق والضغوطات ويميل للاكتئاب ولكن وجود زملاء العمل والأصدقاء يخفف من ذلك التعب ويبعد الشخص عن الاكتئاب والاضطرابات النفسية ويعطيه ثقة وقوة للاستمرار.
  • ممارسة الرياضة والتمارين: فضلاً عن فوائد الرياضة الجسدية كتحسين الدورة الدموية وتقوية العضلات فهي تساعد في تخفيف التوتر والضغط المتراكم من العمل لأن هذا التوتر قد يسبب اضطرابات نفسية كنا قد تحدثنا عنها سابقاً كاضطرابات القلق الوظيفي.
  • النوم الكافي: النوم المنتظم يحافظ على مستويات الهرمونات في الجسم ويخفف من التوتر والقلق ويغذي الصحة الجسدية، لذلك ينصح بالنوم مدة كافية قبل الذهاب للعمل.
  • الاستعانة بطبيب: في حال شعر الشخص بأي عرض من أعراض المرض النفسي فيجدر به التوجه نحو الطبيب لبدء العلاج النفسي لأنه في البداية سيكون سهلاً وممكناً، لذلك من الأفضل اختيار طريق الصراحة والتصالح مع الذات.

المراجع