الفرق بين الطبيب النفسي والمعالج النفسي ومتى تلجأ لكل منهما

تعريف الطبيب النفسي والمعالج النفسي، ما الفرق بين الطبيب النفسي والمعالج النفسي؟ عمل الطبيب النفسي والمعالج النفسي معاً في علاج المشاكل النفسية، متى تلجأ للطبيب ومتى تلجأ للمعالج النفسي؟
الفرق بين الطبيب النفسي والمعالج النفسي ومتى تلجأ لكل منهما
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

للوهلة الأولى، يبدو التمييز بين الطبيب النفسي والمعالج النفسي أمراً غريباً، وقد تتساءل: أليست هاتان التسميتان لنفس الشخص؟ أليس عمل الطبيب والمعالج النفسي هو ذاته؟ والجواب هو لا!.
يخلط الناس كثيراً بين الاختصاصَين وهو شيء طبيعي، حيث يتم تدريب الطبيب النفسي والمعالج النفسي على تشخيص وعلاج أمراض واضطرابات عقلية ونفسية، وفي كثير من الأحيان يعملان معاً لتشخيص وعلاج نفس الأمراض والاضطرابات، سنتعرف في مقالنا هذا على مفهوم الطبيب النفسي والمعالج النفسي وكيف نفرّق بينهما، وكيف يساعد الطبيب النفسي والمعالج النفسي في تقديم أفضل حلول للمشاكل النفسية؛ اعتماداً على الخبرة والممارسات العلاجية الخاصّة بكل منهما، وبناءً عليه ستعلم متى تلجأ للطبيب النفسي ومتى تختار المعالج النفسي.

من هو الطبيب النفسي Psychiatrists؟

الطب النفسي أحد الاختصاصات الطبيّة المهمة الذي يستهدف علاج الاضطرابات النفسية والعاطفية والسلوكية والوقاية منها، فالطبيب النفسي مختصّ في الصحة العقلية ومشاكلها؛ بما في ذلك المشاكل المتعلقة بتعاطي المخدرات، وهو الطبيب المؤهّل لتقييم الجوانب (السلوكية والبدنية) للحالات النفسية وصرف الأدوية المناسبة لكل حالة.
يعتمد الطبيب النفسي في ممارسته العملية لعلاج المشاكل النفسية على الأدوية في معظم الحالات، وقد يختار بعض الأطباء النفسيين المشاركة بين العلاجين الدوائي والسلوكي في التعامل مع مرضاهم. [1،2]

مفهوم المعالج النفسي أو عالم النفس Psychologists

المعالج النفسي هو إخصائي اجتماعي نفسي حاصل على شهادة علمية في مجال علم النفس الاجتماعي، وغالباً ما أكمل مسيرته العلمية في نفس المجال، مهمته الأساسية هي تشخيص المشاكل النفسية للمريض وتحديد العلاج السلوكي المناسب له بناء على الملاحظات المأخوذة بعد عدة جلسات منتظمة، يملك المعالج النفسي دوراً قوياً في العلاج السلوكي للمريض النفسي، ونذكر من أبرز مهام المعالج النفسي:

  • توفير الدعم والتوجيه للمريض النفسي ومساعدته على اتخاذ القرار المناسب له.
  • فهم واستيعاب وتقبّل ما يمر به المريض النفسي.
  • توضيح وتبسيط مشاعر المريض لتحديد الخطوات العلاجية الملائمة له.

يعمل الطبيب النفسي والمعالج النفسي كجزء من فريق في علاج كثير من الحالات المرضية، التي تحتاج لخبرات كل من الاختصاصَين.. لذلك فإن المهنتان تكملّان بعضهما بشكل جيد جداً في العلاج. [3]

animate

كيف نفرّق بين الطبيب النفسي والمعالج النفسي؟
يخلط الكثير من الناس بين المهام والمسؤوليات الخاصة بالطبيب النفسي والمعالج النفسي، حيث يتشابه الاختصاصان في التوجه نحو نفس الفئة من المرضى ذوي المشاكل النفسية، ويقومان ببعض المهام المتشابهة إلا أنّ الخلفية العلمية التي يحتاجان إليها لأداء هذه المهام مختلفة، وسنوضح ذلك في السطور التالية.

الطبيب النفسي والمعالج النفسي في التعليم الجامعي (فرق الدراسة الأكاديمية الطبيب والمعالج النفسي)
يتلقى الطبيب النفسي دراسته في كلية الطب، ثم يكمل التدريب في اختصاص الطب النفسي في أقسام الطب النفسي في المستشفى، التي تتعامل مع مجموعات واسعة من المرضى من كل الفئات العمرية (الأطفال والبالغين)، الذين يعانون من مشاكل سلوكية أو صعوبات عاطفية أو أي نوع آخر من الاضطرابات النفسية، وخلال الإقامة في المستشفى يتلقى الأطباء التدريب والممارسة في كيفية تشخيص وعلاج الحالات النفسية المختلفة، على سبيل المثال لا الحصر:

يتلقى الطبيب النفسي تدريباً على مجموعة من العلاجات النفسية القائمة على الأدلة، بما في ذلك العلاج المعرفي السلوكي (CBT) اختصاراً لـ (Cognitive Behavioral Therapy)؛ وهو منهج علاجي حديث، أثبت أنه يتمتع بمستوى عالٍ من الفعالية في علاج مجموعة واسعة من الحالات النفسية، بما في ذلك اضطرابات القلق والاضطرابات الجسدية والتوتر، ويركز منهج الـ ((CBT على مساعدة الناس في التغلب على الأفكار السلبية وأنماط التفكير المعقدة. [4]

ويتلقى بعض الأطباء النفسيون تدريبات إضافية في مجال معين من المجالات التخصصية أيضاً مثل: 

  • الطب النفسي للشيخوخة.
  • الطب النفسي للأطفال والمراهقين.
  • الإدمان وغيرها من المجالات.

أما المعالج النفسي فتعليمه في تخصص علم النفس، ويتابع للحصول على درجة الدكتوراه في الفلسفة (PhD) اختصاراً لـ (Doctor of philosophy)، أو يتابع للحصول على درجة الدكتوراه في علم النفس (PsyD) اختصاراً لـ (Doctor of psychology).
تتطلب معظم دراسات برامج الدكتوراه فترة تدريب إضافية مدتها عام أو عامين، من أجل الحصول على الترخيص الكامل في المعالجة، وخلال دراسته يأخذ المعالج النفسي دورات تدريبية عديدة في المجالات التالية:

ويميل المعالج النفسي صاحب شهادة (PhD) للتوجه أكثر نحو الأبحاث؛ حيث يتلقى تدريباً مكثّفاً في أساليب البحث في العلاج النفسي، أما المعالج النفسي صاحب شهادة (PsyD) فيتوجه نحو ممارسة المهارات المعرفية وطرق العلاج وتطبيقها على أرض الواقع. [5]

ما الفرق بين المعالج والطبيب النفسي في الممارسة العملية وطرائق العلاج؟

الطبيب النفسي في الممارسة العملية

يمارس الطبيب النفسي العمل في المراكز الصحية المتمثلة بـ: 

  • المستشفيات العامة والخاصة.
  • مستشفيات الأمراض النفسية.
  • المراكز الطبيبة الجامعية.
  • دور رعاية المسنين.
  • السجون وبرامج إعادة التأهيل.

ويلجأ الطبيب النفسي لاستخدام الأدوية في علاج بعض الاضطرابات النفسية التي تحتاج أدوية وأهم هذه الحالات:

  • اضطراب القلق 
  • اضطراب فرط النشاط وقلة التركيز (attention deficit hyperactivity disorder)(ADHD)
  • اضطراب ثنائي القطب (Bipolar Disorder)
  • اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) (post-traumatic stress disorder). 
  • انفصام الشخصية (Schizophrenia).

وتشمل بعض الأدوية التي يصفها الطبيب النفسي:


وبعد وصف الدواء لمريض، سيقوم الطبيب النفسي بمراقبته عن كثب لملاحظة علامات التحسن (التي قد تأخذ وقتاً طويلاً لتظهر) وملاحظة ظهور أي تأثيرات جانبية تستدعي تغيير الدواء أو تخفيض الجرعة العلاجية، ويمكن للطبيب النفسي أن يصف علاجات أخرى متضمنة:

  • العلاج بالصدمة الكهربائية: يتضمن العلاج بالصدمات الكهربائية تطبيق التيارات الكهربائية على المخ، وعادةً ما يكون هذا العلاج مخصصاً لحالات الاكتئاب الحاد، التي لا تستجيب لأي أنواع أخرى من العلاج.
  • العلاج بالضوء: يتضمن ذلك استخدام الضوء الاصطناعي لعلاج اكتئاب الخريف الموسمي واكتئاب الشتاء الموسمي، خاصة في الأماكن التي لا تحصل على ما يكفي من أشعة الشمس.
  • العلاج النفسي للأطفال: يبدأ الطبيب النفسي في تعامله مع طفل لديه مشكلة نفسية بفحص شامل للصحة العقلية، وهذا يساعدهم على تقييم العوامل العديدة الكامنة وراء مشاكل الصحة العقلية للطفل ويشمل ذلك؛ البحث في العوامل العاطفية والتربوية والعائلية والوراثية، كما يشارك الطبيب النفسي في علاجه للأطفال؛ العائلة والمرشد الاجتماعي في المدرسة.

المعالج النفسي في الممارسة العملية

يمارس المعالج النفسي مهامه في نفس الأماكن التي يعمل بها الطبيب النفسي مع اختلاف المهام بينهما في التشخيص والعلاج، وتقاطعها في كثير من الاستشارات التي تحتاج خبرة كلا الاختصاصَين، ويعتمد المعالج النفسي في تشخيص الحالات المرضية على:

  • المقابلات الدورية مع المرضى 
  • تسجيل الملاحظات
  • الدراسات الإحصائية 

أحد أهم الاختلافات بين الطبيب النفسي والمعالج النفسي هو عدم قدرة المعالج النفسي على وصف الأدوية الطبية، حيث يعتمد على العلاج بالتحدث في الجلسات المنتظمة مع المرضى، وينطوي هذا العلاج على الجلوس مع المريض والتحدث في أي مشكلة خلال سلسلة من الجلسات التي يستخلص منها الطبيب مشكلة المريض، ويساعده على فهم مشكلته النفسية بشكل أفضل وكيفية التعامل مع الأعراض المرافقة لهذه المشكلة.
يعتمد المعالج النفسي في علاج الأطفال المشخصين بحالة نفسية؛ على تقييم الصحة العقلية للطفل وأدائه المعرفي ونشاطه المدرسي، كما يقوم بإجراء أنواع من العلاج لا يقوم بها الأطباء النفسيون عادة، مثل العلاج باللعب.. ويتضمن هذا النوع من العلاج؛ السماح للأطفال باللعب بحرية في غرفة آمنة مع وجود عدد قليل جداً من القواعد أو الحدود، ومن خلال مشاهدة الأطفال وهم يلعبون، يمكن للمعالج النفسي اكتساب نظرة ثاقبة حول السلوكيات التخريبية التي قد تظهر أثناء اللعب، وما يعبّر عنه الطفل بأنه غير مريح له أثناء اللعب، وبعد اكتشاف سلوكيات الطفل يستطيع المعالج النفسي تعليم مهارات التواصل للأطفال ومهارات حل المشكلات والسلوكيات الإيجابية بشكل أفضل. [6]

الطبيب النفسي والمعالج النفسي في التعامل مع المرضى 
عادةً ما يتم تدريب كل من الطبيب النفسي والمعالج النفسي على تطبيق العلاج النفسي كل حسب مؤهلاته، حيث يبدي المعالج النفسي اهتماماً كبيراً بعادات المريض مثل؛ الروتين اليومي وعادات الطعام والنوم وطبيعة الأفكار، التي تراود المريض النفسي خلال النهار، في حين يهتم الطبيب النفسي أولاً باستبعاد أي أمراض جسدية قبل البدء بتشخيص الحالة النفسية للمريض على سبيل المثال (سيطلب الطبيب من مريض يشكو الاكتئاب تحاليل خاصة بـ فيتامين د وهرمونات الغدة الدرقية) قبل تشخيص المريض بـ مرض الاكتئاب النفسي، حيث أن وجود اختلاف في مستويات هذه المواد في الدم، قد يسبب اضطرابات نفسية عديدة كالاكتئاب و تقلب المزاج [7].

كيف يعمل الطبيب النفسي والمعالج النفسي معاً في حل وعلاج المشاكل النفسية؟
يلعب كل من الطبيب النفسي والمعالج النفسي أدواراً مهمة في علاج حالات المشاكل النفسية المختلفة، حيث يعملان بالتعاون مع بعضهما لتأمين أفضل علاج متوفر للمريض النفسي.
على سبيل المثال؛ قد يبدأ المريض النفسي أولاً بـ استشارة طبيب العائلة حول المشاكل النفسيّة التي يعاني منها، ثم سيعمل طبيب العائلة على توجيه هذا المريض نحو معالج نفسي موثوق به؛ ليحصل المريض على مزيد من الرعاية والتقييم السليم لحالته، وبعد أداء المعالج النفسي لمهمته في تقييم الحالة وتقديم العلاج السلوكي المناسب، قد يحيل المريض إلى الطبيب النفسي الموثوق به ليصف له الدواء المناسب لحالته، وتهدف هذه الحلقة العلاجية إلى تقديم أفضل علاج ممكن للمشاكل النفسية [5].

كما أوصت الخبيرة النفسية لدى موقع حلوها سراء الأنصاري حول مشكلة طرحتها إحدى صديقات حلوها في خوفها من زيارة الطبيب النفسي:
" التأثيرات الجانبية للأدوية في بداية كل علاج أمر طبيعي، كما يمكن ألا تحتاج مشكلتك لعلاج بالأدوية، ومن الطبيعي أن يطلب الأطباء النفسيون من المريض عدة زيارات حتى تستقر حالته، حيث تحتاج الأمراض النفسية لجلسات منتظمة والتزام جيد بالأدوية حتى تعطي نتائج ملموسة، كما أن الصحة النفسية الجيدة تستحق المتابعة والاهتمام وعدم الخجل من العناية بها".

كيف أختار بين الطبيب النفسي والمعالج النفسي؟
يتوارد إلى أذهاننا بعد قراءة المقال، حسناً من هو الإخصائي الذي سأستعين به ليساعدني فيما أمر به؟ هل ألجأ إلى الطبيب النفسي أم إلى المعالج النفسي؟

  1. يكون الطبيب النفسي خياراً أفضل؛ إذا كنت تعاني من مشكلة نفسية معقدة تتطلب أخذ أدوية مثل: الاكتئاب واضطراب ثنائي القطب وانفصام الشخصية.
  2. إذا كنت تمر بوقت عصيب في مرحلة حرجة من حياتك وتريد فهماً أفضل لمشاعرك وأفكارك، فسيكون المعالج النفسي هنا هو الخيار الأفضل لتشاطره ما تفكر به، وسيساعدك في تعديل بعض السلوكيات السلبية إلى سلوكيات إيجابية لتتجاوز هذه المرحلة بسلام.
  3. سيساعدك المعالج النفسي أيضاً إذا كنت والداً لطفل يعاني من مشكلة نفسية؛ من خلال تقديم خيار العلاج باللعب، وسيكون الطبيب النفسي خياراً أفضل، كلما تعقدت المشكلة النفسية للطفل واحتاجت تدخلاً دوائياً. [6]
  4. تذكر أن الزيارة الأولى للطبيب النفسي أو المعالج النفسي هي زيارة تشخيصية، بمعنى أنّ وصولك إلى عيادة الطبيب النفسي سيكون كفيلاً بتوجيهك إلى المعالج النفسي إذا كان ذلك ضرورياً، والعكس صحيح.

ختاماً.. من الجيد أن تعرف أنً حلول الكثير من المشاكل النفسية تحتاج لتعاون الطبيب النفسي والمعالج النفسي، حيث سيقوم المعالج النفسي بجلسات منتظمة للاستماع إلى مخاوفك وأفكارك وسيشارك الطبيب في كتابة الأدوية المناسبة لحالتك، فكلاهما يشتركان في الهدف المتمثل في مساعدتك على الشعور والتفكير بشكل أفضل، ولا يعد لأحدهما الفضل على الآخر، فأعراض المريض هي الحَكَم باختيار الإخصائي الأفضل المناسب لتدبيرها وعلاجها.

المراجع