دراسة الطب النفسي وتخصصات الطب النفسي

ما هي دراسة الطب النفسي؟ معلومات عن تخصص الطب النفسي، مواد دراسة الطب النفسي والفرق بينه وبين علم النفس، تخصصات ومجالات الطب النفسي
دراسة الطب النفسي وتخصصات الطب النفسي

دراسة الطب النفسي وتخصصات الطب النفسي

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تخصص الطب النفسي من التخصصات التي قد تكون غامضة بالنسبة لطلاب الثانوية العامة، فالبعض يعتقد أن دراسة علم النفس في قسم الآداب والعلوم الإنسانية تؤهلهم لحمل لقب "طبيب نفسي" كما يظن بعض الطلبة أن الطب النفسي يقتصر على دراسة الأمراض النفسية والاضطرابات والسلوك بعيداً عن دراسة الجسم المادي وعملياته، في هذا المقال نتعرف أكثر على تخصص الطب النفسي والفرق بينه وبين علم النفس، وكل ما تريد معرفته عن دراسة الطب النفسي.

الطب النفسي Psychiatry هو اختصاص من اختصاصات الطب البشري تبدأ دراسته بعد الانتهاء من دراسة الطب العام وتمتد فترة الاختصاص حوالي أربع إلى خمس سنوات حسب البلد الذي يتم دراسة الاختصاص فيه، يدرس هذا الاختصاص التشخيص والعلاج والوقاية من الاضطرابات النفسية والسلوكية والعقلية والعاطفية، كما يهتم بعلاج اضطرابات تعاطي المخدرات واضطرابات القلق واضطرابات الأكل واضطرابات المزاج والوسواس القهري،ويدرس الطالب في هذا الفرع طرق حل للمشكلات النفسية التي تواجه المرضى مثل الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب والمشكلات العقلية كالفصام والتوحد.
ودور الطبيب النفسي هو مساعدة هؤلاء المرضى لإيجاد حل والتخلص من هذه المشاكل النفسية بطريقة طبية، وقد يحتاج الطبيب للعلاج الدوائي النفسي الذي يدرس تفاصيله خلال الدراسة الجامعية مثل المنشطات ومضادات الاكتئاب ومضادات القلق والمنومات، وتشمل دراسة الطب النفسي على الجانب العضوي فيدرس الطالب في الطب النفسي كيفية التقييم الطبي عن طريق التحاليل المخبرية والصور الشعاعية وغيرها من وسائل التشخيص المتنوعة كما يتعلم الطالب أساسيات العلاج السلوكي المعرفي والعلاج بالفن والعلاج الجماعي بالإضافة للعلاج بالتنويم المغناطيسي. [1]

animate

"الأطباء النفسيون هم أطباء، وعلماء النفس ليسوا كذلك"
يخلط البعض بين تخصص الطب النفسي وتخصص علم النفس، فالطب النفسي هو اختصاص مستقل وفرع من فروع الطب البشري ويدرس الاضطرابات والأمراض النفسية وكيفية علاجها، أما علم النفس فهو من أقسام العلوم الإنسانية ويدرس تحليل السلوك البشري بطريقة نظرية.
ومن حيث التطبيق يسمح للطبيب النفسي Psychiatrists بتطبيق علاجات دوائية مختلفة على المرضى من واقع دراسته وخبرته ومعرفته ببروتوكولات علاج الأمراض العصبية والعقلية، سواء كانت هذه العلاجات دوائية أم فيسيولوجية مثل العلاج بالكهرباء، فيما يقتصر دور المعالج النفسي أو عالم النفس Psychologists -خريج علم النفس- على تقنيات العالج غير الدوائية مع هامش استخدام أنماط معينة من الأدوية المهدئة ومضادات الاكتئاب، وعندما يواجه المعالج النفسي حاجة لتدخل طبي؛ فمن واجبه تحويل المريض إلى طبيب نفسي متخصص.
اقرأ مقالنا عن الفرق بين الطبيب النفسي والمعالج النفسي من خلال النقر هنا.

يدرسالطبيب في مرحلة الاختصاص بالطب النفسي مجموعة متنوعة من المواد التي تعطيه أساسيات العلاج لمختلف الحالات النفسية والسلوكية التي قد تواجهه، ومن هذه المواد نذكر: [3]

  1. المدخل إلى الطب النفسي.
  2. مبادئ علم النفس.
  3. علم وظائف الأعضاء.
  4. علم الأعصاب.
  5. علم الأدوية النفسية.
  6. الاضطرابات النفسية.
  7. الطب النفسي الشرعي.
  8. البيولوجيا الجزيئية.
  9. صعوبات التعلم.
  10. علم النفس التجريبي.
  11. الكيمياء الحيوية.
  12. العلاج النفسي والتعاطف.

الاختصاص في المجال الطبي لا يتوقف عند حد معين والدراسة فيه لا تنتهي، فكل يوم هنالك أبحاث جديدة ونتائج طبية جديدة تفرض على الأطباء الاستمرار في تلقي المعلومات طوال فترة مزاولة المهنة، ونتيجة هذا التوسع الهائل في الأمراض النفسية وعلاجها تم إحداث عدة اختصاصات فرعية تسمح بالتعمق في هذا المجال، من هذه الاختصاصات نذكر: [2]

  1. الطب النفسي للأطفال والمراهقين: يدرس هذا الاختصاص الاضطرابات النفسية التي قد يواجهها الأطفال والمراهقين على وجه الخصوص وكيفية تشخيصها وعلاجها والتعامل معها في المجتمع.
  2. الطب النفسي الشرعي: يرتبط هذا الاختصاص بعلم الجريمة بشكل خاص حيث يبنى على تكامل المعلومات بين القانون والطب النفسي، ويدرس كيفية التعامل مع المرضى العدوانيين والمجرمين وطرق علاجهم.
  3. الطب النفسي للإعاقة الذهنية: أحد الاختصاصات النفسية الهامة حيث أن علاج الإعاقات الذهنية يتطلب تضافر جهود عدة اختصاصات طبية منها الطب النفسي وطب الأعصاب وغيره من الاختصاصات الطبية التي تساهم في إيجاد سبل للتعامل مع هذه الإعاقات كون العلاج منها أمر صعب لأنها تعود غالباً لأسباب جينية وراثية.
  4. الطب النفسي العام: يمثل هذا الاختصاص دراسة الاضطرابات السلوكية والنفسية والعاطفية بشكل عام وكيفية التعامل معها وإيجاد طرق لعلاجها.
  5. طب الشيخوخة النفسية: يشمل الاختصاص دراسة الأمراض النفسية المتعلقة بالشيخوخة كالاكتئاب واضطرابات القلق والهوس الذي يرافق كبار السن.
  6. الطب النفسي للإدمان: أحد الاختصاصات التي تتبع دراسة الطب النفسي وتختص بدراسة تشخيص وطرق علاج والوقاية من الإدمان بمختلف أنواعه.

لاختصاص الطب النفسي كغيره من التخصصات ميزات وعيوب عديدة كونه يختلف نوعاً ما عن باقي الاختصاصات الطبية، حيث أنه له خصوصيته في مجال العمل والدراسة نذكر منها: [4]

  1. التوازن بين الدراسة والحياة: من ميزات اختصاص الطب النفسي هو القدرة على تنظيم الوقت بين الدراسة والحياة الشخصية، فالاختصاصات الطبية الأخرى تتطلب من الطالب أن يقوم بتدريب عملي لفترات طويلة ومناوبات وساعات طويلة في العمل، ولكن عند دراسة اختصاص الطب النفسي يكون هنالك مساحة شخصية أوسع لدى الطبيب لممارسة حياته الطبيعية.
  2. تعدد الاختصاصات ومجالات العمل: أول ما يهتم إليه الطالب عندما يختار مجال الدراسة هو مجال العمل، واختصاص الطب النفسي يتيح العديد من الفروع التي يمكن الاختصاص فيها وتفتح أمام الطالب فرص عمل واسعة بمجالات مختلفة.
  3. فرصة السفر والتنقل: اختصاص الطب النفسي مطلوب في الوقت الحالي كون أعداد المقبلين عليه مازالت قليلة نوعاً ما مقارنة بالاختصاصات الطبية الأخرى، لذلك فرص السفر والعمل الخارجي تكون أكبر أمام الأطباء الخريجين من هذا الاختصاص.
  4. المردود المادي: جميع الاختصاصات الطبية بشكل عام تؤمن للطبيب مردود مادي جيد جداً، فأي مجال يختار الطبيب النفسي العمل فيه سوف يكون قادر على تأمين مستقبله المادي.
  5. اكتساب خبرة ومهارات اجتماعية: الدراسة الأكاديمية للطب النفسي والخبرة العملية تنمي لديه مهارات التواصل الاجتماعي والتعامل مع معظم الأفراد حتى من لديهم حالات خاصة.

كما يوجد عدة عيوب لهذا الاختصاص نذكر منها:

  1. عدم تقبل بعض المجتمعات للاختصاص: الكثير من المجتمعات أو أفراد المجتمع لا يتقبلون فكرة أنهم بحاجة لعلاج نفسي ويربطون بين الاضطرابات النفسية والاضطرابات العقلية، وهذه من أكبر العوائق التي تواجه الطبيب النفسي مع مرضاه.
  2. التعامل مع الحالات العقلية المستعصية: من عيوب هذا الاختصاص هي الحالات المستعصية العقلية أو النفسية التي يواجهها الطبيب، فنوع المرضى الذي يقوم على علاج حالاتهم يختلف تماماً عن باقي الاختصاصات، فقد يواجه مرضى تعرضوا لحوادث صادمة سببت لديهم سلوكيات عدوانية أو فقدان للقدرة العقلية، وهذا الأمر يحتاج من الطبيب مهارات شخصية ودقيقة وجهد كبير وبحث في العديد من المراجع للتعامل مع هؤلاء المرضى بعيداً عما تعلمه الطبيب في الدراسة الجامعة.
  3. اختلاف نظريات العلاج النفسي: منذ بدء اكتشاف تشخيص الأمراض والاضطرابات النفسية وبدء علاجها وحتى هذا اليوم لا يوجد اتفاق مطلق على العديد من النظريات النفسية، وهذا الأمر من عيوب الاختصاص كون الطبيب يصعب عليه إيجاد المعلومات التي يريدها، حيث في كل مرجع قد يبحث فيه يجد معلومات مغايرة للمرجع الآخر.
  4. الصدمات النفسية التي يتعرض لها الطبيب: من عيوب هذا الاختصاص أيضاً هو الضغوطات النفسية التي يتعرض لها الطبيب نفسه نتيجة رؤيته لحالات نفسية مختلفة والتي قد تؤثر سلباً على مزاجية الطبيب وحالته النفسية والعاطفية.

يجب أن يتمتع الطبيب النفسي بعدة صفات ومهارات خاصة تجعله شخص ناجح في عمله وتختلف هذه الصفات والمهارات عن الاختصاصات الطبية الأخرى، ومنها: [1،5]

  1. الهدوء والانضباط: من أهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها الطبيب النفسي هي الهدوء ليتمكن من التعامل مع مختلف انفعالات المرضى بشكل صحيح من جهة، ومن جهة أخرى لتقبل مرضى الأمراض العقلية بشكل خاص لوجود الطبيب والاستجابة للعلاج معه.
  2. التركيز: يجب أن يكون الطبيب النفسي قادر على التركيز والانتباه لأهم التفاصيل التي تخص المرضى، لأن هذه التفاصيل هي التي تساعده للوصول إلى التشخيص الدقيق.
  3. الثقة بالنفس: من المهم أن يكون الطبيب النفسي واثق من نفسه ومن عمله من أجل أن ينقل هذه الثقة إلى مرضاه، فهذه النقطة مهمة جداً في استجابة المرضى للعلاج.
  4. الصبر: العلاج النفسي لا يشبه العلاج العضوي حيث يمكن أن يستمر هذا العلاج لفترة طويلة وتكون الاستجابة بطيئة جداً، وهذا يتطلب من الطبيب أن يكون صبوراً ويعمل بجد للوصول للنتيجة المطلوبة.
  5. مهارة الاستماع الجيد: الطب بشكل عام من أكثر الاختصاصات التي تحتاج لإتقان مهارة الاستماع الجيد لدى الأطباء، وبشكل خاص الأطباء النفسيين، حيث أن العلاج بشكل كامل تقريباً يعتمد على مدى استماعهم وقدرتهم على أخذ المعلومات من المريض التي يحتاج إليها الطبيب للوصول إلى التشخيص الصحيح.
  6. إظهار التعاطف مع المرضى: يجب أن يظهر الطبيب النفسي تعاطفه مع المرضى وليس الشفقة، فهذا يبني جسراً من الثقة والأمان بين المريض والطبيب.
  7. مهارات الإقناع: من المهم أن يتمتع الطبيب النفسي بقدرة عالية على الإقناع فهو أحياناً يتعامل مع مرضى غير أسوياء نفسياً أو عقلياً في بعض الحالات، وهذا يتطلب القدرة على إقناعهم بالعلاج بطريقة مناسبة تضمن استجابتهم مع الطبيب.
  8. مهارات تحليلية: يجب على الطبيب النفسي أن يتمتع بمهارات تحليلية جيدة تعطيه القدرة على تحليل الأمور بشكل منطقي ومعرفة الأسباب الكامنة وراء الاضطرابات النفسية.
  9. صقل المهارات والخبرات بشكل مستمر: الطب النفسي في تطور دائم وهذا يتطلب من الأطباء النفسيين مهارة العمل الجماعي لتشارك جميع النتائج التي حصل عليها الأطباء في المؤتمرات الطبية والأبحاث العلمية لتطوير أساليب العلاج النفسي في جميع أنحاء العالم.

المراجع