كيف أتعامل مع المريض النفسي الذي يرفض العلاج؟

يحتاج المريض النفسي الذي يرفض العلاج إلى التفهّم والاستيعاب، فهو بسبب وضعه النفسي لا يقدر الأمور بشكل جيد ويربط العلاج النفسي بمعاني عديدة محرجة اجتماعياً، كما تلعب طبيعة الاضطراب النفسي دوراً في تقبّل المريض للعلاج، فبعض الاضطرابات يدركها المريض ويعرف أثرها مثل الوسواس القهري، لكن اضطرابات أخرى لا يقتنع المريض أنه مريض أصلاً، مثل اضطراب جنون الارتياب أو البارانويا.
- يجب فهم السبب فبعض المرضى يرفضون العلاج بسبب الخوف من الوصمة، أو عدم إدراكهم لمرضهم.
- تحدث معه بلطف عندما يكون في حالة هدوء وليس أثناء نوبة انفعال أو اكتئاب.
- تجنب إصدار الأحكام أو الضغط المباشر، لا تقل له (أنت مريض أو يجب أن تذهب للعلاج فوراً) بل استخدم تعبيرات مشجعة مثل (ربما يساعدك أحد المتخصصين في الشعور بتحسن).
- اربط العلاج النفسي بجوانب إيجابية في حياته، مثل تحسن النوم، والقدرة على العمل، والاستقلالية، أو تقليل القلق، بدلاً من التركيز على التشخيص.
- اعرض الدعم المباشر، كأن ترافقه للطبيب، أو تساعده في حجز الموعد، أو توضح له خطوات بسيطة لتجربة أولى غير مُرهقة.
- استعن بشخص يحترمه أو يثق به، كأحد أفراد العائلة أو صديق مقرب أو رجل دين، ليشجعه على قبول العلاج.
- في حالات التهديد للذات أو الآخرين، يجب التواصل مع الجهات المختصة أو خدمات الطوارئ النفسية.
- شارك معه مقاطع فيديو أو مقالات علمية توضح أن المرض النفسي ليس عيب وأن العلاج يحسّن جودة الحياة.
- المساعدة لا تعني أن تتحمّل كل العبء وحدك، خذ وقت للراحة واطلب دعم مختص إن شعرت بالإرهاق.

- ضعف إدراك المرض، بمعنى أنه لا يدرك أنه يعاني من اضطراب نفسي ويعتقد أن سلوكه طبيعي أو أنه قادر على التحكّم به.
- الخوف من الوصمة الاجتماعية، حيث يخشى نظرة المجتمع إذا طلب المساعدة.
- الإنكار والاعتزاز بالذات، كونه يرى أنه قوي بما يكفي لحل مشاكله بنفسه ولا يحتاج لأحد.
- تجارب سلبية سابقة، فقد يكون خاض علاج سابق دون تحسّن أو واجه مختص لم يفهمه.
- الخوف من الأدوية النفسية، مثل قلق من الآثار الجانبية أو الاعتقاد بأنها تُسبب الإدمان.
- إذا شعر أنه يُرغم على العلاج دون احترام لرأيه، يرفضه تلقائياً.
- قد لا يؤمن بفعالية الطب النفسي أو يشكّ في نية الأطباء والمراكز ولذلك يرفض العلاج.
- في بعض الحالات (مثل الهوس) يشعر أن المرض يمنحه طاقة أو تميز ولا يريد فقدانه.
كيف أقنع المريض النفسي بالعلاج؟
ابدأ بالاستماع له دون نقد، واظهر تفهّمك لمعاناته، ثم ناقشه بلغة محايدة عن فوائد العلاج لحياته اليومية، مثل النوم أو العمل أو علاقاته، واستخدم أمثلة من واقع مشابه أو جرّب إشراك شخص يثق به كوسيط داعم.
هل يجب إجبار المريض النفسي على العلاج؟
يُفضّل ألا يُجبر المريض على العلاج إلا إذا أصبح خطر على نفسه أو الآخرين، وهو ما تحدده الجهات الطبية المختصة، التدخل الإجباري يتم فقط في حالات الطوارئ وبموافقة قانونية، لأن العلاقة العلاجية تتطلب الثقة.
ماذا تفعل إذا رفض الشخص المريض نفسياً العلاج؟
واصل دعمه دون ضغط، وركّز على بناء علاقة آمنة تُشجعه على التعبير، واستخدم الحوارات غير التصادمية لتوضيح الأثر السلبي للحالة، وإذا ساءت حالته، تواصل مع مختصين أو جهات طبية للطوارئ لتقييم الوضع.