الجن وأماكن تواجده وكيفية إبعاد الجن من البيت

الجن وأماكن تواجده وكيفية إبعاد الجن من البيت
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تختلف طريقة نظرتنا لعالم الجنّ باختلاف عوامل عديدة مثل الحالة النفسية للفرد والثقافة الاجتماعية والمستوى العلمي والفكري والإيمان الديني، ما جعل المسألة أكثر تعقيداً وتشابكاً وتداخلاً، وسنحاول هنا التركيز على حقيقة وجود الجن من وجهة نظر الدين الإسلامي، وما هو متاح حول حدود تعاملنا مع الجن وأماكن تواجدهم وغيرها من المعلومات.

ورد ذكر الجن في العديد من النصوص الدينية الإسلامية في القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة، وكان لذلك أهمية في بيان مكانة الجن الذي يشاطر الإنسان في التكليف والطاعة لله عز وجل، قال الله تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).

وقد تم استخلاص عدة تعريفات للجن من مواضع ذكره في المصادر الإسلامية، تتلخص في أن الجنّ مخلوقات ذات طبيعة مختلفة عن الإنسان، مكلفة بالطاعة والعبادة مثلها مثل الإنسان، لا يُرونَ على طبيعتهم، ولهم القدرة على الأكل والشرب والتناسل، منهم الجن الكافر ومنهم الجن المسلم، ويحاسبون على أعمالهم في الآخرة، وقال تعالى في سورة الأنعام "يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي". وقوله تعالى في سورة الرحمن "فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" والمقصود الإنس والجن.

أما عن حقيقة علاقة الجن بالإنس يستشهد أهل العلم بالعديد من الدلائل الدينية، منها قوله تعالى في سورة الجنِّ (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً)، ونقل الطبري في تفسيره أن الرجل في الجاهلية كان ينزل في الوادي فيقول: أعوذ بعزيز هذا الوادي من سفهاء قومه. فتقول الجنّ: ما نملك لكم ولا لأنفسنا ضرّاً ولا نفعاً.

animate

وجود الجن بالمطلق هو أمر مثبت ومنصوص عليه في الكثير من الأديان سيما في الدين الإسلامي، والجن يسكن معنا على الأرض دون القدرة على معرفة تفاصيل أكثر عن البعد الذي يعيش فيه الجن، أو البتّ في عيش الجن في نفس مساكن الإنس، ويشير أهل العلم إلى أن أصل تمسية الجن من الاجتنان والتي تعني الاستتار، أي أن الجنّ مستتر عن الإنس وإن كانوا يعيشون معاً في كونٍ واحد، وذلك من قوله تعالى "إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ".

وقد اختلف أهل العلم في حدود تعامل الإنسان مع الجنّ، فمنهم من قال أن الجنّ يسكنون معنا في نفس المساكن المهجورة والمسكونة، لكنهم لا يأثرون على حياة الإنسان إلّا إن استدعاهم أو آذهم، فيما ينفي الرأي الآخر أي إمكانية لاتصال الجن بالإنس، أو وجود الجنّ بشكل محسوس للإنسان، إلّا من اجتباه الله تعالى لمعرفة عالم الجن أو التواصل معهم، كما في قوله تعالى في سورة الجنّ "قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَباً" وحتى في هذه الحالة كان القول وحياً للنبي الكريم ﷺ باستماع الجنّ إلى القرآن وما قالوه في الآيات اللاحقة.

ومن الآراء من ذهب للقول أن طبائع الجن من طبائع الشيطان، فهو لا يُرى رؤية العين، ولا يحسّ بالجسد، إنما يمسّ القلب ويغوي النفس، وذلك أن إبليس من الجن، لقوله تعالى "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ"

والجنّ أقدر على رؤية الإنسان ومراقبته وسماعه، وذلك لقوله تعالى "إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ"، فالجن يرى الإنسان لكن الإنسان لا يراه، ويسمع الإنسان لكن الإنسان لا يسمعه، كما في قوله ﷻ "وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ".

وفسر البعض هذه الآيات بالقدرة المقيّدة للجن، فقالوا إنّما الجن لا يسمع الإنسان ولا يراه ولا يتصل به إلّا بأمر الله تعالى، وليست قدرته مطلقة على رؤية الإنس أو سماعهم، أما الإمام ابن تيمية فقال: ويَتَصَوَّرونَ بصورةِ بني آدَمَ أحيانًا حَتَّى يَظُنَّ كثيرٌ مِنَ النَّاسِ أنَّهم مِنَ الإنسِ وأنَّهم رَجالُ الغَيبِ.

  • الجن يسكنون معنا نفس العالم: فالأرض هي مسكن الجن، وهم يعيشون في نفس العالم الذي نعيش به لكنهم محجوبون عن الإنسان، وذلك لقوله تعالى "وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ" وهم الجنّ والإنس.
  • الجن يسكن البيوت والمنازل: وذلك استناداً لنهي النبي الأكرم ﷺ عن قتل الأفعى والحيّة في البيت قبل إنذارها لأن الجنّ المسلم يسكن في الحيّات.
  • المراحيض والحمامات وأماكن النجاسة: يعيش جماعة من الجن في أماكن النجاسة، ولذلك يؤمر المسلم بالاستعاذة عند دخول الحمامات والمراحيض، وذلك لقول الرسول ﷺ "فإذا أتى أحَدُكُمُ الخَلاءَ فليَقُلْ: أعوذُ باللهِ مِنَ الخُبُثِ والخَبائِثِ".
  • حظائر الحيوانات: تعيش جماعة من الجن في حظائر وموائل الحيوانات وأماكن نومها، وخصوصاً الإبل التي نهى الرسول عن الصلاة في مرابضها فيما أباح الصلاة في مرابض الغنم، قال ﷺ: "صَلُّوا في مَرابِضِ الغَنَمِ، ولا تُصَلُّوا في أعطانِ الإبِلِ".
  • الحفر والجحور: يسكن بعض الجنّ في الحفرة والجحر، ويستدل على ذلك بنهي النبي ﷺ عن البول في الجحور أنها مساكن الشياطين.
  • الأسواق: فالأسواق من أماكن تواجد الجن وعيشهم، بل هي ساحة حرب الجنّ وإغواء الإنس، وذلك لقول النبي ﷺ: لا تَكونَنَّ إنِ استَطَعْتَ أوَّلَ مَن يَدخُلُ السُّوقَ، ولا آخِرَ مَن يَخرُجُ مِنها؛ فإنَّها مَعرَكةُ الشَّيطانِ، وبِها يَنصِبُ رايَتَه".
  • الأماكن الموحشة: من الأماكن التي يكثر ذكرها في مساكن الجن الأماكن الموحشة والمقفرة مثل الصحارى والجبال والخرابات والأماكن المهجورة والمقابر.

دائماً ما يتم الربط بين الأماكن المهجورة والخالية والمظلمة والتي لا يوجد فيها حياة بوجود الجن والعفاريت والشياطين، وهذا ما يفسر الخوف من هذه الأماكن أو الرهبة لدى معظم الناس، فما السبب وراء هذا الربط وما هي حقيقة العلاقة بين الأماكن المهجورة ووجود الجن؟

  • هل يتواجد الجن في المقابر؟ بعض التفسيرات الدينية تشير بأن المقابر إحدى أماكن سكن الجن، ولكن الخوف من المقابر له عدة أوجه أخرى أيضاً، فهي تخلق الكثير من الهواجس عند زوارها بسبب ارتباطها بفكرة الموت التي يخاف منها كل إنسان، بالإضافة إلى اعتقاد البعض بأن أرواح الأشخاص المدفونين في المقبرة قد تجول في المكان كالأشباح وهذا سبب أيضاً لخلق أفكار عديدة تتعلق بالمقابر ووجود الجن فيها، فضلاً عن وحشة المقبرة لخلوها من الحركة وارتصاف الشواهد فيها.
  • البيوت المهجورة والجن: الكثير من الناس والمجتمعات تؤمن فعلياً بهذه الفكرة فلا يقربون البيوت التي هجرها أهلها من مدة طويلة، أو الأماكن الخالية التي يقل فيها وجود البشر، ومن أشيع القصص الخرافية عن وجود الجن هي التي تُروى عن البيوت والأماكن المهجورة وأن الجن يسكنها ويؤذي كل من يدخلها، لكن أيضاً هناك الكثير من العوامل التي تجعل البيوت المهجورة مكاناً مثالياً لتغذية المخاوف والخيالات.
  • الأماكن المظلمة والجن: دائماً الظلام ما يكون له رهبة في نفوس جميع الناس، ويعود ذلك لفكرة الخوف من المجهول، حيث يُفسح المجال أمام المخاوف والهواجس المختلفة التي تراود الإنسان كنتيجة لتواجده في الظلام، فعندما يجهل ما حوله يراوده انطباع بحركة أشياء غريبة من حوله ويخاف عندما يلمس أي شيء لأنه لا يعرفه.
  • الجن في المخازن وأماكن الكركبة: تربط بعض الاعتقادات ما بين وجود الكركبة أو الأغراض غير المنظمة في المنزل بجذب الجن، ومن جهة أخرى قد تسبب حركة الأعراض من مكانها في المنزل بسبب عدم ترتيبها بشكل ثابت حدوث أصوات مرعبة وخصوصاً في فترة الليل مما يدفع أصحاب البيت للظن بوجود الجن.

يجب أن نميز أن وجود الجن بشكل فعلي مختلف عن فكرة الشعور بوجودهم، فهذا الشعور قد يكون له أسباب عديدة وكثيرة لا تثبت بالضرورة وجودهم معنا وتأثيرهم علينا، وإنما قد يكون هذا الشعور ذو منشأ نفسي أو نتيجة بعض الظواهر الطبيعية أو فيزيائية الأشياء من حولنا، وهنا يجب التفريق بين عدة حالات: [5-4]

  • ثبوت وجود الجن في الدين: الجن في الدين الإسلامي هو عالم آخر مخفي عن أعيننا ويوجد بكل مكان، ورؤية الجن أو سماعهم أو الإحساس بهم ليست الدليل على وجودهم للمؤمن، إنّما يستدل عليهم من القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة، من الإيمان ألّا يعتقد المسلم بقدرة الجنّ على معرفة الغيب أو تغيير القدر أو العبث بالمصائر.
  • الثقافة والتربية والشعور بوجود الجن: هناك علاقة وثيقة بين التربية والثقافة الاجتماعية وبين التعامل مع قضية الجن، حيث تعيش بعض العائلات في هواجس تواجد الجن حولهم وتأثيرهم على حياتهم، ما قد يجعلهم يستجيرون بالجن ويطلبون عونهم أو يتقون شرهم، وهو ما أشار إليه تعالى عن استعاذة الإنس بالجن في قوله " فَزَادُوهُمْ رَهَقاً".
  • الخرافات والقصص الشعبية عن الجن: دائماً ما تأخذ مواضيع وجود الجن حيزاً في القصص الشعبية والخيالية التي تتحول لخرافات يتداولها الناس في كل مجتمع، وعلى الرغم من عدم وجود منشأ منطقي لتلك الخرافات إلا أنها تؤثر على تفكير الناس وحياتهم، ففي بعض الأحيان نرى أن الناس يخافون الذهاب لمكان معين كمنزل ما أو شارع ما نتيجة انتشار القصص المختلفة المخيفة عن ذلك المكان، فيقتنع الناس أن الجن يقطنون ذلك المكان دائماً وأنهم يؤذون كل من يدخل إليه من بني البشر.
    وكمثال آخر قد يتم تداول بعض القصص عن ألعاب معينة تؤدي لظهور الجني للشخص عندما يلعبها ويتلبسه بعدها، وهناك الكثير من الأمثلة على هذه الخرافات التي لا أساس لها من الصحة.
  • الظواهر الطبيعية والفيزيائية: نقصد هنا مجموعة كبيرة من الأصوات والمشاهد التي يمكن أن تصدر من مختلف الأشياء من حولنا، كأصوات الرياح في الخارج والتي يمكن أن تحرك الأشجار والعشب خارج المنزل أو أغراض أخرى داخله كالستائر والأبواب فتعطي مشاهد وأصوات قد تبدو غريبة ومريبة وتسبب الخوف في حال عدم استيعابها، أما بعض الظواهر الفيزيائية من حولنا يمكن أن تشمل حركة المياه ضمن أنابيب الصرف أو أصوات تمدد وتقلص بعض المواد الصلبة مثل أبوب الخزائن أو انعكاسات أخيلة الأغراض في المنزل على المرايا أو على مكان معين كالحائط بسبب الضوء الخافت ليلاً وغيرها الكثير، كل ذلك يمكن أن يجعل الناس في حالة من الخوف تجرهم للاعتقاد بتواجد الجن من حولهم، وإيمانهم بذلك يجعل هذا الخوف أكبر.
  • الحالة النفسية والشعور بوجود الجن: إن أنواع المشاكل النفسية التي تؤدي بالشخص للإصابة بهاجس يجعله يتوتر من فكرة وجود الجن معه وحوله في منزله أو في أي مكان آخر متعددة وكثيرة، وهنا لا نتحدث عن الأمراض النفسية وإنما نخص المشاكل المتعلقة بالضغوط النفسية والعصبية والأفكار المشوشة، فكثرة التوتر والتعب النفسي قد تقود الشخص للشرود بكثرة والتهيؤ بمشاهد معينة غير موجودة حوله وخصوصاً أثناء النوم.
    كمثال عن ذلك نذكر فكرة خوف أحد ما من دخول لصوص إلى منزله، فعندما يخاف بشكل مبالغ فيه من حصول هذا الشيء سيراوده شعور دائم بأن أحد ما يدخل إلى بيته، وربما يصل لمرحلة يتهيأ أصوات خطوات أحد قريبة منه، حيث من الممكن أن تكون أصوات خطوات حقيقة وآتية من بيت قريب مثلاً، وبهذا الشكل تؤثر المشاكل النفسية على الأفكار مؤدية لهواجس غير حقيقة متعلقة بوجود الجن معنا في المنزل.
    ومن ناحية أخرى يعاني بعض الأشخاص من حالة نفسية تؤدي به للخوف من أشياء معينة في حياتهم بشكل لا إرادي على الرغم من وعيهم بعدم وجود مبرر لهذا الخوف، كالخوف من المشي وحيداً في الليل أو البقاء وحيداً في المنزل أو النظر إلى المرآة بشكل مطول، كل ذلك عبارة عن أعراض نفسية نابعة من خوف معين يحمله الإنسان بسبب أفكار مبالغ فيها عن وجود الجن أو بعض التصرفات التي تعزز هذا الخوف مثل كثرة مشاهدة أفلام الرعب. 
  • الهواجس والمخاوف والتهيؤات: وهنا يُقصد مجموعة الأمراض النفسية العقلية والعصبية المعروفة في المجتمع الطبي التي تؤثر على تخيلات وأفكار المصابين، فعند وجود مشكلة صحية تتعلق بالنظام العصبي في الجسم أو بعلل موجودة في الدماغ سيحدث لدى المصابين أعراض توصف على أنها مجموعة هلاوس وتهيؤات حقيقية جداً بالنسبة لهم وغير مفصولة عن الواقع، ويكون المصاب على إصرار كامل بأنه يرى أو يسمع حركات كائنات تسكن معه في المنزل.

بعيداً عن سبب الشعور بوجود الجن في المنزل، نطرح بعض النصائح التي تعد نافعة في جميع الأحوال للتخلص من الجن في البيت أو من الاعتقاد بوجودهم:

  • صدق الإيمان: الإنسان المؤمن يجب أن يكون على يقين أنه لا يسمه إنسٌ ولا جن إلّا بإذن الله ﷻ، لذا فإن تقوية العلاقة مع رب العالمين عن طريق الصدق في التعامل مع مبادئ الدين والإيمان تحصن الإنسان من وجود الجن حوله في المنزل أو إيذائه بأي شكل.
  • سماع القرآن أو تلاوته: تشغيل صوت القرآن في المنزل أو قراءته بشكل متكرر تبعد الجن عن الشخص وعن منزله، وتعزز قراءة القرآن الشعور بالاطمئنان والراحة عند المؤمنين وتزرع في قلبهم السكينة والثقة بربهم وبأنه لن يتأذى طالما أنه مخلصٌ في عبادته.
  • ذكر الله عزّ وجلّ: ألا بذكر الله تطمئن القلوب، فذكر الله عز وجل يزيل كلُّ همٍّ وحزنٍ وخوف، وإن الجن يهرب وينفر أثناء ترديد عبارات الذكر والتسبيح بالله، وعلى ذلك يوصى الشخص الذي يراوده شعور بوجود الجن في منزله أن يستمر طيلة الوقت بالذكر والتسبيح.
  • تبخير المنزل: لا يمتلك البخور مفعولاً سحرياً لطرد الجن من البيت، إنّما الجنّ المسلم يحب الأماكن التي فيها ريح طيب، والجن الكافر يهرب منها، ولذلك نفى بعض أهل العلم أن تكون أنواعٌ من البخور أقوى على الجن من غيرها، وإنما الهدف أن تكون رائحة البيت جميلة، وليس لاستعمال البخور أصلٌ في السنة.
  • ترك بعض المصابيح منارة في المنزل: الظلام يحضر الجن ويجعله يتحرك بحرية وفق بعض التفسيرات، بالإضافة إلى أن الظلمة بحد ذاتها هي عامل غير مريح حيث تؤثر بشكل سلبي على النفسية وربما تؤدي للتوتر والتعرض لتهيؤات مزعجة مخيفة.
  • إزالة المرايا من غرف النوم أو تغطيتها أثناء النوم: قد توضح المرايا أشكال غريبة يراها الشخص أثناء نومه تكون غالباً انعكاسات لخيالات معينة نتيجة وجود ضوء خفيف، فيسبب ذلك هاجس لدى الشخص أن حوله شيء ما يراقبه، وفي الجانب الآخر للموضوع يوجد ما يدعى بسحر المرآة ويشير هذا إلى أن الجن قد ينظر إلى المرآة مع الشخص الذي يطيل النظر فيها، ويعتقد أن علامات التلبس تظهر على الشخص بعد ذلك.
  • الابتعاد عن أفلام الرعب والجن: فهي تسبب آثار سلبية على النفسية تؤدي بالشخص للهلوسة بأفكار خاطئة، مثل أن الجن يدخل من الأبواب المغلقة أو يعبر الجدران وغير ذلك.
  • التأكد من اغلاق الأبواب والنوافذ أثناء النوم: نُقل عن النبي ﷺ عدة أحاديث أن الجن والشياطين لا يدخلون من الأبواب المغلقة، وأرشد المسلمين إلى إغلاق أبوابهم في أوقات الغروب، فجاء في صحيح البخاري أن النبي ﷺ قال: (إذا كان جُنحُ الليل أو أًمسيتم فكفّوا صبيانَكُم، فإنَّ الشيطان ينتشر حينئذٍ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلُّوهُم، وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فإنَّ الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً). 
  • إصلاح صنابير المياه في المنزل: هدوء الليل يجعل من الأصوات أكثر وضوحاً، وهذا ما يسبب أحياناً توتر الشخص النائم وتعرضه لحالة من الخوف أو التهيؤات عند سماع صوت ما كصوت صنابير المياه التي تنزل منها قطرات الماء بشكل مستمر، بالإضافة إلى أن هذا الأمر قد يجلب الطاقة السلبية للمنزل إذا لم يتم إصلاحه.
  • تنظيم الأغراض في المنزل: وذلك لتجنب حركة الأشياء لوحدها بشكل مفاجئ نتيجة لعدم وضعها في مكان مناسب، ومن ثم ظهور أصوات غير مفهومة تجعل بعض الأشخاص يتفاجأ ويخاف ويبدأ بالاعتقاد بأن الجن يطارده.

تلاوة القرآن دائماً ما تريح القلب والروح وتذهب الهواجس والمخاوف خاصة ما يتعلق منها بالجن وتمنع آذاها وتطردها من المكان، لذا نورد بعض السور والآيات القرآنية الكريمة التي يمكن حفظها وتلاوتها عند الشعور بوجود أشياء غريبة من حولنا والتخوف ما إذا كانت من الجن:

  • المعوذات: الدوام على ذكر المعوذات من أوائل الأشياء التي يجب عدم تركها لتخليص المنزل من كل شر وسوء، فيجب على أهل البيت المداومة على ذكرهم للمعوذات وهم في المنزل بالإضافة لقراءة القرآن كلما أمكن.
  • سورة البقرة: سورة البقرة من أكثر السور المذكورة في القرآن الكريم التي يعرف عنها طردها للجن والشياطين، فعن أبي هريرة أن رسول ﷺ قال (إنَّ الشيطان ينفرُ من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) رواه مسلم.
  • آية الكرسي: والتي هي جزء من سورة البقرة وفيها أعظم معاني التوحيد قال تعالى: (الله لا إله إلا هو الحيُّ القيّوم) وفي فضل آية الكرسي قال الرسول ﷺ "من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت".
  • سورة الفاتحة: في سورة الفاتحة دعوة ورجاء من الله أن يهدينا إلى الطريق الصحيح وينعم علينا بالبعد عن كل ما يمكن أن يصيبنا من غضبه، قال الله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7).
  • سورة يس: قال ﷺ "قَلْبُ القرآن يس" وهي من السور التي تساعد على طرد الجن من البيت وتطهيره من كل شر، ومنها قوله تعالى (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ).
  • سورة النور: في هذه السورة تذكير لنا بالابتعاد عن كل ما هو من آثر الشيطان لنيل رضى الله تعالى (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗوَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). [6]

المراجع