مبررات وأعذار الإفطار في رمضان ورخصة الفطر للصائم

ما هي أعذار الإفطار في رمضان؟ تعرف إلى مبررات وأعذار الفطر للصائم في شهر رمضان وما يجب عليه من كفارة الإفطار أو الفدية
مبررات وأعذار الإفطار في رمضان ورخصة الفطر للصائم
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الأعذار المبيحة للإفطار في رمضان أو رخص الإفطار هي الحالات التي يجوز فيها للمسلم أن يفطر يوماً أو أكثر من شهر رمضان المبارك، وذلك في الظروف المحددة التي تمنع الصيام بشكل مؤقتٍ أو مستمرٍ أو دائم، ولكل حالة من حالات الإفطار في رمضان أحكامها في القضاء والكفارة، إنّما الهدف من الرخص والكفارة والفدية التخفيف على المسلمين وتيسير الأمر عليهم.

  1. رخصة الإفطار في رمضان للمرض:

    رخص الله تعالى للمريض الفطر في رمضان إذا كان المرض يمنعه من الصيام، ووضع أهل العلم لهذه الرخصة حالات وشروط للمرض الذي يبيح لصاحبه أن يفطر رمضان، وما يجب عليه من فدية أو كفارة أو قضاء بعد رمضان حسب حاله، وآية رخصة الإفطار في رمضان للمريض قوله تعالى: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) سورة البقرة آية 184.
  2. رخصة الإفطار في رمضان للمسافر:

    السفر من الأعذار المبيحة للإفطار في رمضان، حيث أجاز الله تعالى للمسلم المسافر أن يفطر في نهار رمضان ويعتبر إفطاره بعذرٍ فلا يأثم عليه ويقضيه دون كفارةٍ، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ليسَ من البِرِّ الصومُ في السَّفَرِ". وينطبق ذلك على السفر الذي فيه مشقّة وتعب.
  3. الفطر في رمضان للهرم وكبر السن:

    أجمع الفقهاء وأهلم العلم على جواز إفطار المرأة الكبيرة في السن والشيخ الكبير في شهر رمضان، إذا كانا لا يستطيعان الصيام بسبب الهرم، حيث يعتبر كبر السن أحد الأسباب التي تبيح الإفطار في رمضان إذا كانت تلحق بالمسن مشقة من الصيام أو يُخشى أن يلحق بنفسه الضرر أو الهلاك.
  4. إفطار الحامل والمرضع في رمضان:

    رخص الله تعالى للحامل والمرضع الإفطار في شهر رمضان إذا كانت تخاف على نفسها أو على طفلها من الضرر، وذهب بعض أهل العلم للقول إن إفطار الحامل في رمضان يستوجب القضاء فقط دون كفارةٍ أو فدية، فيما رأى آخرون أن على الحامل والمرضع التي تفطر رمضان دفع الفدية إطعام مسكينٍ عن كل يوم، مع قضاء الأيام التي أفطرتها من الشهر.
  5. رخصة الإفطار في رمضان في الحيض والنفاس:

    الحائض والنفساء لا يجوز لهما الصيام في رمضان، والحيض والنفاس ليس رخصة للفطر فقط، بل إفطار المرأة في أيام الدورة وأيام النفاس واجب عليها ولا يصح صيامها في هذه الأيام، والدليل قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم "أَليسَ إذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ ولَمْ تَصُمْ، فَذلكَ نُقْصَانُ دِينِهَا" عن أبي سعيد الخدري وأخرجه البخاري في الصحيح.
  6. الإفطار في يوم رمضان بسبب الجوع والعطش:

    من غلبه العطش والجوع وخاف أن يهلك فله رخصة الإفطار حتى ولو كان صحيحاً غير سقيم أو مقيماً غير مسافر، بشرط ألّا يكون ذلك استسهالاً للفطر في يوم رمضان، قال الله تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) سورة البقرة، آية 286، وقال (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) سورة البقرة، وآية 195،
animate

المرض الذي يبيح الإفطار في رمضان ويعتبر رخصة للمريض هو المرض الذي يترتب عليه مع الصيام وبسببه وقوع الضرر أو زيادة شدته واستفحاله أو الخشية من بطء الشفاء منه، سواء كان هذا المرض مؤقتاً أو مستمراً أو مزمناً، وإفطار المريض في رمضان مباحٌ عند بعض المذاهب، ومستحبٌ عند آخرين.

فرخصة الإفطار في رمضان للمريض عند المالكية مستحبة والصيام مع المرض الشديد مكروه، وإفطار الصائم في رمضان مباحٌ للمريض عند الشافعية والحنفية دون كراهة الصيام أو استحباب الفطر. [1]

المرض الذي لا يجوز به الإفطار في رمضان

هل يجوز الإفطار في رمضان بسبب نزلة البرد أو الزكام؟ لا يجوز الفطر في يوم رمضان بعذر المرض إذا كان المرض يسيراً ولا يمنع الإنسان من الصيام ولا تترتب عليه مشقّة، مثل نزلات البرد الخفيفة والصداع، وحتى الأمراض المزمنة التي يسيطر عليها المريض بحيث لا تتأثر صحته بالصيام، وقد أجمع علماء الدين على أن هذا النوع من المرض لا يجوز الإفطار بسببه ولا يعتبر رخصة، فلا مشقة للصيام فيه.

المرض الذي يوجب الإفطار في رمضان للمريض هو المرض الذي لا يستطيع معه المسلم أن يصوم وإلّا هلك، وفي هذه الحالة يحرم على المسلم الصيام ويكون آثماً إذا صام وهو على يقين أن في الصيام هلاكٌ لبدنه، قال الله تعالى (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) سورة البقرة، وآية 195.

ينصح الأطباء الأشخاص المصابين ببعض الأمراض بعدم الصيام في رمضان لأن الصوم قد يتسبب في تهديد حياتهم، ومن الأمراض التي تتطلب استشارة الطبيب قبل صيام رمضان، السكري من الدرجة الأولى، ومرضى الضغط إذا لم يكن من الممكن السيطرة على مستوى الضغط مع الصيام، وضعف عضلة القلب، والفشل الكلوي، وكل مرضٍ يستحيل معه الصيام دون ضررٍ يزيد من حدة المرض أو يؤخّر شفاءه.

ويتم تقييم المرض الذي يوجب الإفطار في رمضان أو يبيحه من خلال استشارة الطبيب المختص، كما يجب على المسلم استفتاء أهل العلم والفتوى المتخصصين بما يتوجب عليه من الفدية أو الكفارة أو القضاء إذا أفطر بسبب مرضه.

فالإفطار في رمضان بعذر المرض يوجب على المريض قضاء الأيام التي أفطرها حين يصحّ وقبل دخول رمضان الذي يليه دون كفارة ولا فدية، أما إفطار رمضان بسبب المرض المزمن أو المستمر الذي يمنع المريض من الصيام والقضاء فيوجب على المريض الفدية إطعام مسكين عن كل يومٍ أفطره، والإفطار بعذر المرض إن كان استسهالاً من المسلم أوجب عليه الكفارة والقضاء معاً.

ماذا يشترط للمسافر حتى يفطر؟ اختلف الفقهاء في الشروط التي يجب توافرها حتى يرخص للمسلم الإفطار في شهر رمضان، وذلك كالتالي:

  1. شرط المسافة لرخصة الفطر للمسافر: اشترط جمهور فقهاء الدين الإسلامي أن تكون المسافة التي تبيح الإفطار في شهر رمضان هي ثلاثة وثمانون كيلومتراً فأكثر، وهي نفس المسافة التي يباح فيها للمسلم القصر في الصلاة، وهناك بعض العلماء الذين ربطوا هذا الشرط بما جرى عليه العرف على أنه سفر، حتى ولو لم يبلغ المسافة المحددة وهذا ما ذهب إليه ابن تيمية رحمه الله. [3]
  2. شرط الإقامة: وهو ألا يكون المسافر ينوي الإقامة في المكان الذي سافر إليه وإلا لا يباح له الإفطار، ومدة الإقامة التي لا تبيح الإفطار في السفر عند المذهب المالكي والشافعي هي أربع أيام، وعند المذهب الحنبلي أكثر من أربع أيام، وعند المذهب الحنفي خمسة عشر يوماً.
  3. أن يكون الغرض من السفر مشروعاً: اشترط فقهاء الدين في المذهب الشافعي والمالكي والحنبلي لرخصة إفطار المسافر في رمضان أن يكون الغرض من السفر مباحاً مشروعاً، وليس فيه معصية لله، أما إذا كان السبب غير مشروع فلا يأخذ المسلم هذه الرخصة، ولم يشترط المذهب الحنفي هذا الشرط.
  4. الشروع بالسفر قبل الفجر: اشترط المذهب الشافعي والمالكي والحنفي في رخصة الإفطار للمسافر في رمضان أن يبدأ السفر قبل طلوع الفجر، وخالفهم في ذلك المذهب الحنبلي والذي أباح الإفطار في رمضان حتى لو سافر المسافر في النهار مع استحباب الصيام في هذه الحالة.
  5. ألا يكون السفر دائماً: هذا الشرط استفرد فيه المذهب الشافعي لرخصة الإفطار للمسافر في رمضان، فإباحة الإفطار بعذر السفر لا تكون للمسافر دائم السفر مثل السائقين، إلا إذا كان السفر يسبب له الكثير من التعب والمشقة.
  • فدية الصيام للمرضع أو الحامل: بالنسبة للمرأة الحامل والمرضع اختلف الفقهاء على كفارة الإفطار لهما، فالمذهب المالكي يوجب عليهن قضاء أيام الإفطار دون أن تترتب الفدية على الحامل وإنما تجب على المرضع فقط، أما الحنفية ذهبوا إلى وجوب قضاء الحامل والمرضع لأيام الإفطار في رمضان دون الفدية، أما في المذهب الشافعي والحنبلي يتوجب على الحامل والمرضع القضاء دون فدية في حال كان الإفطار خوفاً على نفسها وعلى طفلها، أما إذا كان الخوف على الطفل فقط فيوجب عليهن القضاء والفدية، والفدية واجبة مع القضاء لمن تأخرت عن القضاء حتى دخول رمضان الذي يليه. [4]
  • حكم من أفطر في رمضان بعذر المرض: حكم الإفطار لعذر المرض هو قضاء أيام الإفطار بعد شهر رمضان وقبل دخول رمضان الذي يليه، أما إذا كان لا يقدر على الصيام ولا القضاء فيجب عليه أن يطعم مسكيناً عن كل يوم إفطار، وإذا برء وشفي من مرضه لا يجب عليه القضاء عمّا أفطره في مرضه ودفع عنه الفدية، وإنما يلتزم بالصوم من رمضان الأول بعد شفائه.
  • كفارة إفطار رمضان لكبير السن: بالنسبة لكبار السن الذين لا يطيقون الصيام ولا يتحملون مشقته فتجب عليهم الفدية وهي إطعام مسكين عن كل يوم إفطار.
  • كفارة الصيام للحائض والنفساء: الحائض والنفساء يجب عليهن قضاء الصيام بعد الطهارة من الحيض أو النفاس ولا تجب عليهن الفدية، وإذا تأخرت المرأة عن قضاء الأيام التي أفطرتها في رمضان حتى دخول رمضان التالي وجبت عليها الفدية إطعام مسكين عن كل يوم والقضاء معاً.
  • ما كفارة من يفطر بسبب السفر؟ في حال كان الإفطار لعذر السفر وكانت هذه الرخصة مستوفية لشروطها لا تجب على المفطر بعذر السفر الفدية ولا الكفارة ويجب عليه القضاء قبل دخول رمضان الذي يليه.

هناك العديد من الأسئلة التي تطرح حول موضوع رخصة الإفطار في رمضان والتي قمنا بجمعها والإجابة عنها، ومن هذه الأسئلة:

  • من هم الذين لا يجب عليهم الصيام؟ إن الصيام غير لازم على المجنون ولا على الصغير حتى يبلغ فلا يجب عليهما ولا يقضيانه ولا يدفعان فدية ولا يحاسبان عليه ما دامت علة إفطارهما قائمة، والمجنون إذا أفاق والصبي إذا بلغ وجب عليهم الصيام بأحكامه. [4]
  • هل يجوز الإفطار بسبب عدم النوم؟ لا يعتبر عدم النوم أحد الأسباب التي تبيح الإفطار في يوم رمضان، ويعتبر الإفطار بسبب عدم النوم إفطاراً بغير عذر ويحاسب عليه المفطر حساب الإفطار المتعمد، كفارة مقداره إطعام 60 مسكيناً عن كل يوم يفطره، مع وجوب القضاء.
  • ما أسباب رخصة الصوم؟ أهم أسباب رخصة الصوم هي رحمة الله تعالى ورأفته بعباده الذين يعانون من الصيام ويسبب لهم الضرر أو الهلاك، ولذلك أحب الرسول صلّى الله عليه وسلّم أخذ هذه الرخص واتباعها، فقال: ليسَ من البِرِّ الصومُ في السَّفَرِ.
  • هل يجوز لأصحاب المهن الشاقة الإفطار في رمضان؟ الأصل بين الفقهاء هو وجوب الصيام في رمضان حتى على أصحاب المهن الشاقة، وإذا لم يكن قادراً على تأجيل عمله الشاق عليه أن نوي الصيام ويصوم، فإذا شعر بالمشقة والتعب يباح له أن يفطر ثم يدفع الكفارة ويقضي في أيام أخرى. [5]
  • متى يجب قضاء الصيام؟ ذهب الجمهور إلى أن الأصل هو قضاء المسلم ما فاته من الصيام بعد رمضان مباشرة وقبل دخول رمضان الذي يليه، وعند الشافعية والحنابلة من تأخر عن قضاء الصيام دون عذرٍ يأثم، كما تجب الفدية مع القضاء لمن تأخر عن قضاء الصوم حتى دخل عليه رمضان التالي. [6]
  • أيهما أفضل الصيام أو الإفطار للمريض؟ في حال كان المرض مستوفٍ لشروط رخصة الإفطار فهو مستحب وواجب في بعض الحالات، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم "إنّ اللهَ يُحبُّ أن تُؤتى رُخصُهُ، كما يَكْرَهُ أن تُؤتى مَعصيتُهُ".

المراجع