فوائد الصيام النفسية والروحية وأهمية طقوس رمضان

هل الصيام يؤثر على الحالة النفسية؟ تعرف إلى فوائد الصيام الروحية والنفسية وفوائد الطقوس الروحية في شهر رمضان
فوائد الصيام النفسية والروحية وأهمية طقوس رمضان
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

للصيام وطقوس شهر رمضان العديدة من الفوائد الجسدية والنفسية والروحية، التي تؤثر بشكل إيجابي على الصحة النفسية للصائم، خاصةً إذا كان الصيام والتعبد خلال شهر رمضان صحيحاً ونابعاً من القلب، فلا يتوقف الصيام على الانقطاع عن الطعام والشراب، بل أيضاً بالصوم عن فعل المنكرات واتباع أحسن الأخلاق، في هذ المقال سوف نتحدث عن الصيام والصحة النفسية، وما هي فوائد الصيام الروحية والنفسية.

للصيام فوائد نفسية مثبتة، وإن كانت تختلف من شخص إلى آخر حسب نمط الحياة وشخصية الفرد وقدرته على التأقلم والصبر، وكذلك قوة إيمانه الروحي، فهذه جميعها من الأسباب التي تجعل تأثير الصيام النفسي يختلف من شخص إلى آخر، ومن أهم فوائد الصيام للصحة النفسية:

  1. علاج الاكتئاب: لا يعتبر الصيام في رمضان علاج لحالات الاكتئاب الشديدة، لكن من الفوائد النفسية للصيام التخفيف من حالات الاكتئاب الخفيفة، فحسب دراسات أجريت على مجموعة من الشباب في الجامعات في تركيا قبل عشر أيام من رمضان وبعد عشر أيام من رمضان، وجدت أن صيام رمضان عامل مهم للحد من حالات الاكتئاب وتحسين الصحة النفسية لدى المشاركين.
  2. التقليل من القلق: أجريت دراسة في تركيا لدراسة فوائد الصيام على الصحة النفسية من نهاية شهر رمضان إلى شهر بعده باستخدام مقياس هاملتون للقلق، أشارت هذه الدراسة إلى أن مستويات القلق في نهاية رمضان كانت منخفضة، وبعدها بشهر كانت معتدلة، ما يشير إلى أن الصيام في رمضان له تأثير إيجابي على حالات القلق.
  3. التخلص من التوتر: من الفوائد النفسية للصيام أنه يقلل من حالات التوتر النفسي، لتأثيره على مجموعة من الهرمونات التي تزيد من القلق والتوتر، مثل هرمون النمو وهرمونات الخوف والقلق الأدرينالين والكورتيزول، وبالتالي الحد من التوتر خلال الصيام.
  4. تعزيز ضبط النفس: من فوائد الصيام على الصحة النفسية أنه يحسن من القدرة على ضبط النفس، فالصيام ليس فقط الانقطاع عن الطعام والشراب، بل أيضاً التحكم بالمشاعر والعواطف السلبية، حيث يمتنع الصائم عن التصرف بدوافعه الطبيعية المباشرة، ويبذل جهداً أكبر لضبط نفسه وانفعالاته ودوافعه.
  5. تحسين الذاكرة: يعد أيضاً تحسين الذاكرة من فوائد الصيام على الصحة النفسية والعقلية، فيؤدي الصيام لتحسين جودة الدم والتغذية الدموية للدماغ عن طريق تنقية الدم من السموم، كما أن الانقطاع عن الطعام لساعات يساعد على تجديد الخلايا الدماغية في منطقة الحصين المسؤولة عن الذاكرة، وإنتاج الأجسام الكيتونية المهمة لصحة الدماغ والتي تساعد في زيادة التركيز والانتباه وتحسين الذاكرة.
  6. زيادة التركيز: من فوائد الصيام للصحة النفسية أنه يزيد من القدرة على التركيز، خاصةً في الساعات الأولى من الصيام، بينما تقل القدرة على التركيز في الساعات الأخيرة قبل الإفطار، يعود هذا لفقدان الجسم الكثير من السوائل والسكريات واستهلاك الجسم لمعظم طاقته خلال ساعات الصيام في النهار.
animate
  1. زيادة الشعور بالسعادة: من فوائد الصيام للصحة النفسية في رمضان هو زيادة الشعور بالسعادة، يعود هذا لزيادة إفراز الأندروجين المسؤول عن الشعور بالسعادة خلال ساعات الصيام، علاوةً على البهجة المرافقة للطقوس الرمضانية الروحية المبهجة.
  2. التغلب على الهوى والشهوات: من فوائد الصيام للنفس البشرية هي تعزيز قدرة الإنسان على مقاومة الشهوات وملذات الذات، والاعتكاف لعبادة الله عز وجل، فخلال الصيام لا يجامع ويغض بصره ويحفظ لسانه ويقاوم ما لَذَّ له من طعام وشراب، ما يهذب النفس ويصلحها.
  3. الشعور بالراحة والطمأنينة: يمد الصيام النفس البشرية بالراحة والطمأنينة، فالصيام يحتاج إلى قوة إرادة للابتعاد عن المحرمات وكل ما ينقض الصيام من محرمات ومكروهات، ما ينعكس على الصحة النفسية للصائم.
  4. لين القلب: من فوائد الصيام للنفس البشرية أنه يلين القلب، ويدفع الصائم للتعامل الحسن مع الآخرين والشعور بحاجاتهم وتلبيتها، كما أن التعاون في رمضان يزيد من اللهفة على الآخرين ما ينعكس على الحالة النفسية للصائم.
  5. الرضى عن الذات والقناعة: من فوائد الصيام للحالة النفسية أنه يسبب الشعور بالرضا عن النفس والشعور بالاستقرار النفسي والعاطفي، لكون المسلم في رمضان يؤدي أحد أهم واجباته الدينية وفروضه بصدق وإخلاص مثل الصيام والتعبد وصلاة التراويح في الجامع وغيرها من الروحانيات التي تشعره بأنه يرضي ربه وبالتالي يشعر بالراحة النفسية والطمأنينة.
  6. تعلم الصبر: أهم فوائد الصيام للصحة النفسية في رمضان الصبر الذي ينتج عن التزام العبد بالصيام ومقاومة الشهوات ومفسدات الصيام وتجنب الغضب ما ينعكس على طبيعته الشخصية وتحمله للظروف المحيطة وللآخرين.
  1. الاستسلام والتسليم لله عز وجل: من الفوائد الروحية للصيام أنه جزء من التسليم لمشيئة الله وتطبيق لفروضه، فالصيام قبل كلّ شيء عبادةٌ مفروضةٌ على كل مسلمٍ بالغٍ عاقل، وأداء هذا الفرض هو إرضاء الله تعالى وتطبيق لشرعه، وإن لم يستشعر الصائم الفائدة من الصيام على الصحة أو النفسية.
  2. التقرب من الله عز وجل: من الفوائد الروحية للصيام في رمضان التقرب من الله عز وجل، حيث يشعر العبد بأنه قريب من ربه بالعبادات والدعاء والإكثار من الذكر والنوافل، ما يجعله يشعر بمحبته لله ومحبة الله له.
  3. الخشية من الله تعالى: الخشية والخضوع لله عز وجل تزداد بشكل كبير خلال الصيام، فهي من الفوائد الروحية التي يستشعر بها المسلم خلال شهر رمضان، فالخشوع في رمضان والصدق بالعبادة يزيد من الخشية من الله والتعلق بالعبادات وممارستها.
  4. اليقظة لطاعة الله: من أهم فوائد الصيام في رمضان أنه يجعل العبد يعيد النظر لطريقة حياته وأسلوب تعبده، ما يجعله يشعر بشكل كبير بفضل الله عليه ويتفكر بالنفحات الرمضانية التي تنشر الراحة والطمأنينة فيعود لسلك الطريق الصحيح للفوز برضا الله وطاعته وزيادة حسناته.
  5. تقوية بالإيمان: من الفوائد الروحية للصيام في رمضان هو تقوية بالإيمان، حيث يزداد الخشوع والخشية والطاعة دون التفكير بالنتيجة المحتملة سوى رضى الرحمن.
  6. زيادة التقوى: التقوى أسمى درجات العبادة ومن فوائد الصيام الروحية التي يصل لها الصائم من خلال الصوم عن الحرام قبل صومه عن الحلال، لما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: "مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعامَهُ وشَرابَهُ" أخرجه البخاري.
  7. السعي للآخرة: من فوائد الصيام الروحية أن العبد يسعى لآخرته من خلال العمل الصالح والعبادة بكافة جوارحه لكون الصيام لله وحده لا شيء للعبد فيه، لحديث قدسي شريف ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: " قالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ؛ فإنَّه لي، وأَنَا أجْزِي به، والصِّيَامُ جُنَّةٌ، وإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ" أخرجه البخاري.
  8. حسن المعاملة والخلق: من فوائد الصيام الروحية للمؤمن الصادق هو فرصة لتطهير النفس وتهذيبها والتعامل الحسن والتعاون ومساعدة المحتاجين وحسن الخلق والتعامل اللطيف مع الجميع، فيشعر العبد بتتبع الله ومراقبته لحسن عمله فيحسن خلقه.

الأجواء الرمضانية من الطقوس التعبدية أو العادات الاجتماعية المنتشرة بين المسلمين في شهر رمضان الكريم، غالباً ما يكون لها أثر إيجابي على الحالة النفسية والمزاجية لمعظم الناس، ويتجلى هذا التأثير من خلال العديد من النقاط أو العوامل منها:

  • أجواء التحضير لشهر رمضان: تقدم أجواء التحضير لرمضان كالبدء بتعليق الزينة والتسوق لتحضير المواد الغذائية في رمضان والمباركات فوائد للصحة النفسية للمسلم، حيث تعكس هذه الأجواء مظاهر السعادة التي تمد الشخص بمزيد من الطاقة الإيجابية ما ينعكس على الحالة النفسية للصائم.
  • الاجتماعات والزيارات العائلية: من الفوائد النفسية للصيام أنه يعزز العلاقات الاجتماعية من خلال الاجتماعات والسهرات العائلية التي تعتبر من العادات الرمضانية اليومية السائدة، سواءً على وجبة الإفطار أو السحور أو مجرد السهر معاً في ساعات الإفطار، ما يؤثر بشكل إيجابي على الحالة النفسية للصائم.
  • الطقوس الرمضانية: الطقوس الرمضانية لها تأثير كبير على الحالة النفسية للصائم، فبهذه الطقوس تغيير للروتين اليومي المعتاد لما هو أفضل وأكثر روحانية، فتزداد أوقات الراحة واللقاءات مع الأصدقاء والأهل والنظام الغذائي والتعبد في أوقات منتظمة جميعها عوامل تكسر الروتين اليومي المعتاد ما يؤثر بشكل إيجابي على الحالة النفسية خلال الصيام.
  • الابتعاد عن العزلة: يعتبر شهر رمضان بأجوائه العائلية والاجتماعية شكل من أشكال علاج العزلة والانطوائية، فمثلاً تناول وجبة الإفطار مع مجموعة من الأشخاص، أو أن يطرق أحدهم الباب على الشخص ليعطيه طبق يتناوله على الإفطار، أو الدعوة على السحور من أحد الجيران، كل ذلك قد يجعله مجبراً على ترك عزلته والجلوس مع مجموعة من الأشخاص ما يجعله يخرجه من عزلته خاصةً إذا كانت ناتجة عن حالة نفسية مثل الاكتئاب أو الرهاب.
  • التسوق والنزهات الرمضانية: في أواخر أيام الشهر الفضيل تتجلى مظاهر الاحتفال باستقبال عيد الفطر من ذهاب للتسوق والخروج لحضور المناسبات والاحتفالات والمهرجانات المتعلقة برمضان وعيد الفطر، وهذه الأجواء تطفي حالة من السرور وتكسر العزلة التي قد يشعر بها الفرج وبالتالي ينعكس ذلك تحسن في مزاجه وارتقاء بأخلاقه وطبائعه.

تتمثل الروحانيات للصائم بالتعبد ما يجعله خاشعاً خاضعاً للفوز بهذه الأيام الفضيلة، والتي تجعله يشعر بقربه من الله ما يزيد من الفوائد الروحية للصيام:

  • الإكثار من الذكر: على العبد أن يكثر من ذكر الله في صيام شهر رمضان، وقد تكون من العادات الروحية التي يقوم بها العبد الصائم في رمضان باللاشعور، وبها يشعر العبد بالراحة والطمأنينة والسكينة التي هي من فوائد الصيام الروحية.
  • الإكثار من الدعاء: يستشعر العبد نفحات الله في رمضان أكثر من أي وقت آخر، فتجده يدعو ربه في الصباح والمساء وأدبار الصلاة موقناً بالإجابة وبزيادة خيرات الله عليه.
  • قراءة القرآن الكريم: تقدم قراءة القرآن الكريم في رمضان الكثير من الفوائد الروحية للصائم كالطمأنينة والعبادة والشعور بالرضى، لذا اعتاد الصائم في رمضان على قراءة القرآن الكريم أكثر من الأوقات الأخرى خاصةً في ليلة القدر، ومنهم من ينهي ختمة كاملة من القرآن ومنهم من ينهي أكثر من ختمة خلال الشهر الكريم.
  • الاعتكاف: الاعتكاف في العشر الأخير من رمضان سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فالكثير من المسلمين لا يشعرون برمضان ما لم يعتكفوا أسوةً برسول الله صلى الله عليه وسلّم والإكثار من النوافل والتعبد والجلسات مع الله عز وجل للفوز بفوائد الصيام الروحية.
  • تحري وإحياء ليلة القدر: تحري ليلة القدر من أكثر الطقوس التعبدية التي يمارسها الصائم في ليلة القدر أو في العشر الأخير في رمضان للفوز بفضلها، وهي من الطقوس الروحية التي اعتاد عليها المسلمين خاصةً في ليلة السابعة والعشرين من رمضان التي غالباً يحيها المسلم في المساجد حيث تقام الاحتفالات الدينية والتعبدية.
  • صلاة التراويح: صلاة التراويح من أكثر الطقوس الروحانية انتشاراً في رمضان، لكونها سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم وفرصة لزيادة التعبد وزيادة الحسنات في هذا الشهر الفضيل.
  • عمل الخير: تشاهد عمل الخير والصدقات من العادات الروحية لشهر رمضان، حيث يسعى الصائم لممارسة الخير بكافة أوجهه استغلالاً لفضل الشهر والتقبل من الله، فالحسنة بعشرة أمثالها في رمضان، وتنعكس هذه الأفعال على الحالة النفسية للصائم.

المراجع