العقوبات المناسبة للأطفال في عمر 5 سنوات

تعرفي إلى العقوبات المناسبة للطفل في سن الخامسة وأخطاء يجب عليكِ تجنبها عند معاقبة الطفل في هذا العمر
العقوبات المناسبة للأطفال في عمر 5 سنوات

العقوبات المناسبة للأطفال في عمر 5 سنوات

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الطفل بعمر الخمس سنوات أصبح يفهم إلى حد ما قواعد السلوك الصحيح وواجباته وحقوقه البسيطة، ولكن من ناحية أخرى ما زال صغيراً وليس من السهل عليه فهم جميع الأوامر وتنفيذها بشكل صحيح، ويجب فهم خصوصية هذه المرحلة ومراعاتها حتى لا تؤدي العقوبات -بوصفها وسيلة تربوية- إلى نتائج سلبية على نفسية الطفل وشخصيته.

قد تختلف أراء الأهالي في مدى صحة ضرب الطفل في بعض الأحيان كعقوبة له على فعل أو استجابة غير مرغوبة، بين من يرفض هذه الطريقة بشكل تام وقطعي بغض النظر عن عمر الطفل، وبين من يؤيد أسلوب الضرب مع وضع حدود معينة لها علاقة بعمر الطفل وطريقة الضرب.

يتفق متخصصو التربية الحديثة أن ضرب الطفل بعمر خمس سنوات -وفي أي عمر- ليس وسيلة تربوية مناسبة أو فعالة، فحتى عندما يؤدي ضرب الطفل في سن الخامسة إلى نتائج فورية تبدو جيدة ومستقرة، لكن الحقيقة أن هذه النتائج مؤقتة وترتبط بخوف الطفل وشعوره بالألم وسيكون للضرب عواقب نفسية وعاطفية وأحياناً جسدية خطيرة.

بإجراء مقارنة بسيطة بين النتائج المحتملة لضرب الطفل في عمر 5 سنين في الحالتين السلبية والإيجابية نجد أن سلوك الضرب كطريقة تربوية ستكون نتائجه سلبية على المدى القريب والبعيد حتى لو أدى لنتائج إيجابية في بعض الحالات على المدى القريب، وبالتالي يعد الضرب كطريقة في التربية أمر مرفوض تماماً في مختلف المراحل العمرية للطفل.

أضف لذلك أن سن الخامسة مرحلة حساسة في عمر الطفل فهي العمر الذي يجني فيه الطفل حصيلته من المعلومات بعد خبرات وتجارب الطفولة المبكرة، ويبني فيها نظرته للعالم ويتحضر للاستقلال عن الوالدين ودخول المدرسة، ولا يجب ترك المجال لأي اضطراب عاطفي أو نفسي في هذه المرحلة.[1]

animate

تتشابه عقوبات الأطفال تقريباً في مختلف مراحلهم العمرية من حيث نوع هذه العقوبات، ويكون الاختلاف في طريقة تطبيقها أكثر من وجود عقوبات محددة مناسبة لهذا العمر أو ذلك، ويمكن لبعض العقوبات أن تفيد في تربية الطفل بعمر خمس سنوات، ومنها:

  1. مخاصمة الطفل: تفيد مخاصة الطفل في بعض الأحيان من قبل الوالدين أهم الأشخاص في حياته، في شعوره بالذنب على ما اقترفه من فعل، والرغبة في المصالحة مع والديه من خلال تحسين استجابته، ولكن يجب الانتباه لهذه الطريقة وعدم المبالغة بها حتى لا تؤثر على العلاقة بين الطفل والوالدين.
  2. سحب الامتيازات والحرمان: تختلف فكرة سحب الامتيازات عن فكرة الحرمان، فالحرمان يؤدي لخسارة الطفل لشيء يملكه ويعتبر من حقوقه وهو موجود لدى جميع الأطفال ويكون الحرمان لفترة مؤقتة وضمن حدود معينة، أما سحب الامتيازات فيقصد به سحب الأشياء التي حصل عليها الطفل على شكل مكافئة نتيجة سلوكيات قام بها أو نتائج حققها، وليست بالضرورة أن تكون موجودة لدى جميع الأطفال، وسحب هذه الامتيازات يجعل الطفل يشعر بأنه خسر ما استحقه سابقاً، وبهذا يستطيع التمييز بين السلوك المرغوب والسلوك غير المرغوب.
  3. المهام التأديبية: تبدي طريقة المهام التأديبية كعقاب للطفل على السلوك غير المرغوب نفعاً في كثير من الأوجه، على مستوى التخلص من السلوك غير المرغوب من ناحية، وتعلم الطفل لكيفية أداء بعض المهام من ناحية أخرى، ولكن لا يجب المبالغة بهذه الطريقة من حيث تناسب هذه المهام مع أطفال الخامسة من جهة، ومن حيث الكم والحجم من ناحية أخرى حتى لا يشعر الطفل بالملل والتذمر، ومن هذه المهام الأنشطة التعليمية لفترة زمنية من كل يوم، الواجبات المنزلية المناسبة لطفل الخامسة مثل ترتيب أغراضه والعابه.
  4. تحميله المسؤولية: من أهم طرق العقاب التي تجعل الطفل يفهم الخطأ الذي ارتكبه ولا يكرره ويشعر بآثاره هو تحمل مسؤولية عواقب هذا الخطأ، مثلاً يمكن الامتناع عن شراء لعبة إذا قام الطفل بتخريب لعبته، أو تركه يشعر بالبرد لبعض الوقت لأنه لم يقبل ارتداء السترة، وعدم شراء الحلوة له لأنه رفض تناول الأكل الصحي، وأشياء من هذا لقبيل.
  5. إلغاء بعض الوعود: الطفل لديه الكثير من الرغبات والأمنيات ودائماً ما يطلب من أهله تحقيقها وبالفعل يعده الأهل بتحقيق بعض هذه الأشياء إذا أمكن ذلك، مثل شراء لعبة أو كرة أو الذهاب في نزهة أو إلى منزل أحد الأصدقاء أو مشاهدة فيلم أو طهي أكلة يحبها، ويمكن عقاب الطفل بالامتناع عن تحقيق بعض هذه الوعود وشرح السبب للطفل حتى يفهم آثار عدم الاستجابة بطريقة صحيحة مع الوالدين.
  6. استعمال كرسي العقاب: يعد كرسي العقاب من الأساليب العقابية الحديثة للطفل الصغير ما قبل المدرسة، ويقوم هذا الأسلوب على إلزام الطفل بالجلوس لبعض الوقت الذي يختلف بحسب العمر ونوع السلوك السيء الذي قام به على كرسي أو مكان منعزل لا يوجد فيه أي طريقة للتسلية، والتفكير في السلوك الذي قام به وعواقبه وما الخطأ فيه مع التوجيه والإرشاد له في هذا الوقت، ولكن يجب ألّا تطول هذه المدة عن بضعة دقائق محددة تختلف حسب عمر الطفل حتى لا تؤدي لنتائج سلبية.[1-2]

عندما يقوم الأهل بضرب طفلهم فهم ينشدون غاية تربوية من هذا السلوك، ولكن الضرب لا يؤتي دائماً بالنتائج المرجوة، وقد يسبب مشاكل كثيرة في تربية الطفل، ويمكن بدلاً من الضرب التعامل مع الطفل في عمر الخامسة بعدة أساليب منها:

  1. إخبار الطفل ما هو الخطأ الذي قام به: يكرر الطفل في سن الخامسة الأخطاء لأنه لا يعرف ولا يعي ما الخطأ في سلوكه، وما النتائج السلبية التي أدى لها، ولأنه أيضاً لا يعرف تماماً ما يعنيه احترام الكبار وطاعة أوامرهم، والأفضل من ذلك أثناء العمليات الإرشادية والتربوية اليومية، الشرح للطفل ماهية السلوك الخاطئ وأنواعه والنتائج التي يؤدي لها بشكل مبسط مناسب لهذا العمر، مع ذكر بعض الأمثلة من أشياء يحبها مثل مشاهد الكرتون والشخصيات المحببة.
  2. العقاب من جنس الفعل: أي فعل خاطئ يقوم به الطفل يجب أن يقع عليه عقاب مباشر مقترن بهذا الفعل، وذلك لتنمية إدراك عواقب التصرفات وحس المسؤولية لدى الطفل، وذلك مع الأيام سوف يجعله يخلق نظام انضباط ذاتي لا يحتاج فيه لعقوبة ولا مكافئة ليقوم بسلوك صحيح.
  3. الحزم دون القسوة: عند خطأ الطفل يجب التعامل مع هذا الخطأ بحزم وجدية، وهنا لا يقصد الضرب والتعنيف، وإنما الاستجابة الحازمة نفسها لكل مرة يقوم بها الطفل بنفس الخطأ، وإذا قام الأهل بتهديد الطفل بشيء معين فيجب أن يكون هذا التهديد قابل للتنفيذ، حتى لا يفقد قيمته في نظر الطفل ويعرف أن والديه يقولا ما لن يفعلانه.
  4. التعلم من العقوبة: العقوبات التأديبية والتربوية لها غاية وليست مجرد إيقاع أذى على الطفل انتقاماً من أفعاله، وهذه الغاية أن يتعلم الطفل الاستجابات الصحيحة والاستجابات الخاطئة وعدم تكرار السلوكيات السيئة، ويتحقق ذلك من خلال إرفاق العقوبة بحوار إرشادي مع الطفل.
  5. عدم الرضوخ للطفل: أحياناً يقوم الطفل في سن الخامسة بسلوكيات مرفوضة بغية إجبار أهله على فعل شيء يريده، مثل التخريب والتكسير للحصول على زيادة في المصروف، أو البكاء للتهرب من الواجبات، أو الصراخ لإخافة الأهل، وفي هذه الحالات ينصح بعدم الاستجابة للطفل، وإلا ترسخ في ذهنه بأن هذه الطريقة فعالة في الحصول على ما يريد.[3]
  1. إعطاء المهل: ويقصد بهذه الطريقة إعطاء مهلة للطفل لتصحيح سلوكه والاعتذار عنه قبل إيقاع العقوبة عليه، فكما ذكرنا الهدف من العقوبة تربوي وليس انتقامي، وتفيد المهلة في تحقيق الهدف من العقوبة دون إيقاعها في بعض الحالات، ولكن إذا لم يستجب الطفل بطريقة صحيحة خلال المهلة، يجب تنفيذ العقوبة.
  2. الإرشاد وملاحظة النتائج: لا يكفي العقاب على الخطأ دون أن يفهم الطفل في سن الخامسة سبب العقاب ولماذا يعد تصرفه خطأ أصلاً، وإنما يجب أن يترافق العقاب مع التوجيه والإرشاد والمكافئة في الاستجابات الجيدة حتى يقوم الطفل بمقارنة السلوك الصحيح مع السلوك السيء ويخلص لنتيجة مفادها تفضيل السلوك الجيد وبالتالي تحقيق الهدف التربوي من العقوبة.
  3. علاج المشكلات وتوفير البدائل: ليس من المعقول الطلب من الطفل في سن الخامسة أن يستجيب كرجل في الثلاثين لرغباته وقواعد ومعايير السلوك والانضباط والأخلاق، فقد ينتج سلوكه السيئة عن مشاكل يتعرض لها أو مواقف معينة أو حاجات ونقص في ناحية مادية أو تربوية، وقبل اتخاذ القرار بأن هذا السلوك يحتاج لعقاب يجب علاج هذه المشاكل، فقد يسرق الطفل لأن مصروفه لا يكفيه فعلاً وأقل من المعقول، وقد يكذب لأن لديه مخاوف معينة، وقد يصرخ للشعور بالظلم، وقد يفشل لضعف إمكاناته، وهذه الأشياء تحتاج لعلاج قبل العقاب من قبل الأهل للوصول للغاية التربوية المنشودة.
  4. عدم التهاون في العقوبة: عند اتخاذ القرار بعقاب الطفل لا يجب التهاون في نوع هذه العقوبة وجدية تنفيذها، فالتهاون يفقد الأهل الصورة الحازمة أمام الطفل وبالتالي يغيب عامل الاحترام لقرارات الاهل وكلامهم، فقد يلجأ الأهل للقيام بعقوبة تعتبر مضحكة لطفل في سن الخامسة وتعد صحيحة في عمر أصغر، أو قد يبدأ الأهل بعقوبة معينة ثم يتراجعوا عن التنفيذ بسبب صراخ الطفل أو انفعاله، وهذه طريقة خاطئة من الأفضل تجنبها.
  5. تناسب العقوبة مع الخطأ: من أهم النصائح في عقاب الأطفال أن تكون العقوبة مناسبة للخطأ الذي ارتكبه الطفل، فكل خطأ يوجد له عقوبة أكثر قدرة على تصحيحه وتقويمه، فلا يجوز عقاب الطفل بطريقة قاسية لأنه افتعل بعض الضجيج وإنما يكفي تحذيره والتعامل الجدي معه، ولا يكفي التحذير في حال تعريض الطفل نفسه للخطر وإنما يجب التأكد من عدم تكرار هذا الخطأ من قبل الطفل. [1-3]
  1. الضرب والعنف: في معظم الحالات لا يجدي ضرب الطفل وتعنيفه بهدف تحقيق سلوك أو استجابة أفضل من قبله كطريقة في العقوبة التربوية نفعاً، بل وأن نتائجه السلبية قد تكون أكثر احتمالية في كثير من الحالات، لذا من الأفضل الاستغناء تماماً عن هذه الطريقة والبحث عن بدائل أفضل.
  2. الترهيب والتهديد: بعض الأهل يقومون بإخافة الطفل بمخلوقات وهمية أو صور وأفكار مرعبة أو بعض التطبيقات مثل تطبيق شرطة الأطفال، والذي قد يكون له آثار سلبية عديدة على سوية الطفل النفسية والفكرية في كثير من الحالات، مثل التعرض للهواجس والمخاوف وبعض الاضطرابات.
  3. المبالغة في العقوبة: لا يجب عقاب الطفل بشكل مبالغ فيه ولا يتناسب مع السلوك أو الخطأ الذي قام به، فمن جهة يعتبر هذا بمثابة إيقاع الظلم بالطفل وهذا أمر غير مقبول، ومن ناحية أخرى قد يؤثر على شخصية الطفل وردود فعله الإيجابية في كثير من الحالات.
  4. الانفعال في التربية: العملية التربوية عملية هادفة ومنظمة مبنية على قواعد ويراد منها تحقيق أهداف معينة، وحتى العقوبات يجب أن يكون مصدرها العقل وليس العاطفة، فالهدف من العقوبة هو تحسين سلوك الطفل، وليس محاسبته وإزعاجه أو إذلاله.
  5. التناقض والتفاوت: الطفل في سن الخامسة يتسم سلوكه بالاستجابة السريعة والتقليد لكل شيء يلاحظه، وبالتالي فليس من المعقول عقاب الطفل على سلوك قام به وقيام الوالد بنفس هذا السلوك، ومن ناحية أخرى لا يجب عقاب الطفل مرة على سلوك معين، والضحك من نفس السلوك في مرة أخرى، فطفل الخامسة ما زال صغيراً ولن يفهم هذا التناقض وقد يفسره بطرق غير مناسبة في أغلب الأحيان.

المراجع