تربية الطفل منذ الولادة إلى سن 5 سنوات

تعرفي إلى أهمية السنوات الخمسة الأولى في تربية الطفل ونصائح تربية طفلك منذ الولادة حتى عمر 5 سنين
تربية الطفل منذ الولادة إلى سن 5 سنوات

تربية الطفل منذ الولادة إلى سن 5 سنوات

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

التربية عملية مستمرة ومتطورة ومتتابعة فهي تبدأ منذ ولادة الطفل وتمر بمراحل عديدة ومختلفة من حيث الحاجات التربوية للطفل حسب كل مرحلة من جهة، ومن حيث الوسائل والتقنيات التربوية التي يفيد اتباعها في كل مرحلة دون الأخرى، ونظراً لأهمية السنوات الخمس الأولى بعمر الطفل، يجب التعرف على خصائص هذه المرحلة وحاجاتها وكيف تكون عملية التربية فيها، وهذا ما سوف نتناوله في هذا المقال.

تبدأ تربية الطفل من عمر يوم وتستمر حتى بلوغ الطفل سن الرشد وتجاوز مرحلة المراهقة عادةً عند 18 سنة، وتعتبر مرحلة الطفولة المبكرة منذ الولادة وحتى عمر 5 سنوات أكثر مراحل التربية أهمية على الإطلاق، لأن الطفل يكتسب فيها مهاراته الأساسية ويبني فيه علاقته مع والديه ومحيطه الاجتماعي.

animate

السنوات الخمس الأولى تشهد العديد من التغيرات والتطورات في حياة الطفل، فهو ينمو بشكل يومي ويتعلم مهارات وقدرات جديدة باستمرار، ومن هنا يمكن تقسم مرحلة الطفولة حتى عمر 5 سنين إلى المراحل التالية:

  1. تربية الطفل حديث الولادة:

    يطلق مصطلح حديث الولادة على الطفل بعمر الأيام أو الشهر الأول من حياته، تتركز عملية التربية في هذه المرحلة على العناية بالحاجات الأساسية الضرورية للطفل، التغذية والتدفئة والمراقبة الصحية والقيام بالفحوصات اللازمة بالمتابعة مع الطبيب حتى يكتم اكتشاف أي مشكلة أو عيب صحي يعاني منه الطفل، بالإضافة لضرورة تقديم المحبة والعطف للطفل في هذه المرحلة عن طريق اللمس والتحدث معه وحمله من قبل الأم.
  2. مرحلة الرضاعة:

    وهذه المرحلة تشمل مرحلة حديث الولادة وما بعدها حتى عمر 18 شهر تقريباً، حيث يبدأ الطفل بالاعتياد على الحياة خارج الرحم واستكشاف الأشياء البسيطة من حوله والتعرف على أمه والأشخاص المقربين منه.
    وفي فترة لاحقة من هذه المرحلة يعرف الطفل نفسه وحدود جسمه والمكان حوله، وتتمثل الحاجة التربية بالعناية بنظافة الطفل ومراقبة تطوره والعناية بالرضاعة سواء بحساب عدد الرضعات ومدى كفايتها إذا كانت رضاعة طبيعية أو اختيار نوع الحليب المناسب ومواعيد الإرضاع بحالة الرضاعة الصناعية، بالإضافة طبعاً للحاجات المعنوية التي تكمن بالتقرب من الطفل وتقديم الحب له والتحدث معه لمساعدته في إدراك محيطه وفهم بعض الكلمات البسيطة.
  3. مرحلة تعلم الكلام والمشي:

    تختلف هذه المرحلة من حيث عمر الطفل ولكن غالباً ما تبدأ بحوالي العامين، يتعلم فيها الطفل بعض الكلمات البسيطة ويبدأ بتعلم الوقوف والمشي والجلوس وحيداً، ويصبح لديه إدراك لذاته ولذوات الآخرين، يتخلف بهذه المرحلة شكل الطفل وألعابه واهتماماته وحاجاته، وغالباً قد يكون تم فطام الطفل وأصبح الحليب جزء ثانوي وليس أساسي من غذائه.
    وتركّز التربية هنا في مساعدة الطفل في تعلم الكلام وتعلم المشي واختيار الأغذية المناسبة له، بالإضافة لتعريفه على الأشياء والأشخاص حوله، وزيادة فترة التواصل واللعب معه وأخذه في الزيارات والنزهات حتى تتسع معارفه عن العالم.
  4. المهارات الحركية والعقلية حتى عمر 5 سنين:

    تكون هذه المرحلة بين ثلاثة إلى خمس سنوات، يكون الطفل غالباً قد اتقن المشي والكلام وأصبح بإمكانه طلب الدخول إلى الحمام ولديه سيطرة أكبر على نفسه في هذا الخصوص.
    وتتطور لدى الطفل بعض المهارات الحركية مثل الركض والامساك بالأشياء وتناول الطعام بشكل منفرد، بالإضافة لتطور مداركه وقدرته على التعلم وفهم ما يدور حوله من كلام ومواقف، وهنا تصبح الحاجات التربوية أكثر تعقيداً واختلافاً وتتمثل في زيادة الحاجة للتعلم.
    فيجب إجابة الطفل عن الكثير من الأسئلة يستكشف بها العالم من حوله، ويجب مساعدته في استخدام اللغة وضمائرها وكناياتها، يمكن تعلم الطفل بعض العادات الحيدة مثل تنظيف الأسنان والاستيقاظ لدخول الحمام، وتنظيم مواعيد للنوم.
    بالإضافة لإمكانية البدء بتعليم الطفل للأسس الأخلاقية، والتفريق بين الأشياء الصحيحة والأشياء الخاطئة، ويمكن تعليمه استخدام بعض الألعاب الجديدة التي تحتاج لمهارات حركية مثل الدراجة الهوائية.
  5. مرحلة ما قبل المدرسة:

    هنا يكون الطفل بعمر خمس سنوات تقريباً وقد طور الكثير من الإمكانات والمهارات وأصبح بإمكانه تعلم بعض الأمور المجردة، ويمكن تحضيره لدخول المدرسة، من خلال التسجيل برياض الأطفال، وتعلم مهارات التهجئة والعد والعمليات الحسابية البسيطة من خلال الأمثلة، ويمكن تعليم الطفل أن يحضر الأطعمة البسيطة لوحده وارتداء ملابسه لوحده، ودخول الحمام عند الشعر بالحاجة دون طلب مساعدة من أحد.

تتميز السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل بالعديد من الخصائص، ما يعطيها أهمية كبيرة في العملية التربوية يومكن استغلالها لمساعدة الطفل في النمور والتطور والتعلم، ومن الخصائص التي تجعل هذه الفترة مهمة:

  • النمو بشكل سريع: ينمو الطفل في الخمس سنوات الأولى بشكل سريع ومستمر، وينتقل من مرحلة إلى مرحلة ومن مهارة لأخرى خلال أشهر أو أيام أحياناً، حتى دماغه يتطور بشكل كبير وهذا يوجب العمل على التأسيس الصحيح لأي شيء جديد يدخل على حياة الطفل، كالمشي بشكل صحيح ومتوازن وتعلم اللغة واستخدامها، وتعلم المهارات الحركية بشكل صحيح، فما يتعلمه الطفل في هذه الفترة سوف يستمر معه لبقية حياته.
  • القدرة على التعلم: تمتاز السنوات الخمس الأولى بالقدرة والرغبة على التعلم، وإذا ما تمكن الأهل من إيجاد الوسيلة المناسبة لتعليم الطفل أي حركة أو مهارة أو عادة أو سلوك، فإنه سوف يبدي استجابة سريعة وناجحة لهذه الأشياء، وهذا يجعل هذه الفترة مهمة جداً في تعليم الطفل وتربيته.
  • الانتباه والفضول: الطفولة المبكرة قبل 5 سنوات تمتاز بالفضول وقوة الملاحظة والانتباه لدى الطفل، وهذا يعطي هذه الفترة أهمية كبيرة في عملية التربية والتعليم، فيكفي أن يقوم الطفل ببعد التصرفات والعادات المقصودة حتى تتم ملاحظتها من قبل الطفل والسؤال عنها بل وتقليدها.
  • حب التعلم والتجريب والاستكشاف: عندما تتطور المهارات الحركية لدى الطفل في عمر حوالي ثلاث سنوات ويصبح بمقدوره المشي والوصول للأماكن المختلفة دون الحاجة لمساعدة، ينمو لديه حسب الاستكشاف والتجريب.
    فأي شيء يقع بين يديه سيحاول استكشافه من خلال حواسه وتجريب فعل أي شيء به واللعب به، وهذه الخاصية ضرورية لتعلم الأطفال الكثير من الأشياء عن طريق التجريب المباشر، خاصة إذا ما وجد الأهل الطريقة المناسبة لتوجيهه والاستفادة من تجاربه في التعلم.
  • ترسيخ ما يتم تعلمه: تكون الذاكرة لدى الطفل في أوج نموها وتطورها ولم يدخل لها بعد الكثير من المعلومات والهموم والمشاكل والأفكار، وهذا يجعل الطفل في الطفولة المبكرة أكثر قدرة على حفظ ما عرض عليه أو لاحظه أو جربه أو تم تعليمه إياها، وبالتالي ترسخ هذه المعلومات بشكل أفضل في ذهنه منذ الصغر.

يوجد بعض الأشياء التي من المهم تعليمها للطفل في مرحلة ما قبل الخمس سنوات، ولك بغية تأسيسه بشكل صحيح للمراحل اللاحقة من جهة، ولتكون الأشياء التي يتم تعليمه إياها مناسبة لمرحته العمرية وقدراته الحركية والذهنية من جهة أخرى، ومن الأشياء التي يمكن تعليمها للطفل قبل خمس سنوات:

  • تعلم القراءة والتهجئة: يمكن للطفل حفظ أشكال الحروف في هذا العمر والتمييز بينها ومن خلال التكرار يمكنه حفظ الأصوات التي تعبر عنها في عمر حوالي ثلاثة سنوات، وفي الفترة اللاحقة بعد أن يحفظ هذه الحروف يمكن البدء بتعليمه مبادئ التهجئة وقراءة الكلمات البسيطة وتحليليها وتركيبها.
  • حفظ المقاطع المكتوبة البسيطة: مثل حفظ كلمة تتردد أمامه باستمرار مثل أسمه أو كلمة بابا أو ماما وأسماء أخوته، فبعد أن يتعلم أشكال الحروف وأصواتها ومبادئ التهجئة يصبح بإمكانه التعرف على بعض هذه الكلمات مع بعض المساعدة البسيطة، وبعد هذه المرحلة يمكن أن يقوم الطفل بقراء جملة من عدة كلمات.
  • تعليم المهارات الحسابية البسيطة: من خلال الألعاب الحسابية أو من خلال الأمثلة البسيطة، يمكن للطفل أن يحفظ ترتيب الأرقام واشكالها، ثم يمكن الاستمرار لتعليمه العد حتى الرقم 5 أو العدد 10، وبعدها بفترة يمكن إدخال بعض العمليات الحسابية البسيطة مثل ناتج جمع رقمين من خلال المثال.
  • تعلم مبادئ اللغة الأجنبية: على غرار اللغة الأم يعتبر من الضروري تعليم الطفل أشكال الحروف وأصواتها في اللغة الأجنبية المنتشرة في بدله مثل اللغة الإنكليزية، وتفيد هذه المسألة في التعرف على هذه اللغة وبعض كلماتها قبل مرحلة المدرسة حيث سوف تكون مقررة عليه ومعظم الأطفال يواجهون صعوبة بها.
  • دخول الروضة والتحضير للمدرسة: تنتشر الرياض للأطفال لتعليم الأشياء المختلفة للأطفال، ويمكن التسجيل للطفل بهذه الرياض منذ أن يصبح بمقدوره البقاء بعيداً عن الأم حتى يستكشف العالم من حوله من جهة، ويتعلم الأشياء البسيطة المتوقعة من هذا العمر من جهة أخرى، وفي عمر الخمس سنوات يوجد رياض تقوم بتحضير الطفل لما سوف يتلقاه في السنة الأولى من المدرسة، واتباعه لهذه الرياض يساهم في تسهيل دخول المدرسة والجهوزية لها.
  • مراقبة الطفل ومتابعة تطوره: الفترة الأولى من حياة الطفل هي التي تحدد سويته واستمراره ومدى تطوره بشكل سليم وصحيح وعدم وجود أي مشاكل حركية أو ذهنية لديه، ويجب على الأهل متابعة هذا التطور ومحاولة استكشاف أي خطأ أو شيء خارج عن المألوفة وعلاجه في حال وجوده، مثل حالات تأخر المشي أو تأخر النطق أو ظهور أي تشوهات أو إعاقات حركية أو ذهنية.
  • العناية بصحة الطفل: الطفل في هذه المرحلة يكون صغير وغير مكتمل النمو ومناعته ضعيفة ولا يعرف كيف يعتني بنفسه، لذا من الضروري على الأهل العناية بصحته بشكل جيد سواء بمراجعة الأطباء بالاختصاصات المختلفة إذا لوحظ أي عرض صحي أو من باب الاطمئنان، أو من ناحية العناية بنظافته الشخصية ونظافة ملابسه وتواجده دائماً ببيئة صحية خالية من الجراثيم، بالإضافة طبعاً لإبعاده عن أي مصادر خطر كمصادر الحرارة أو الكهرباء أو الأماكن العالية أو الأدوات الحادة.
  • الحصول على تغذية جيدة: يجب أن يضمن الأهل حصول الطفل في هذه المرحلة على التغذية الجيدة والكافية، عن طريق معرفة عدد الرضعات المناسبة للأم في الفترة الأولى وإذا كان يوجد أي مشاكل في عملية الرضاعة واختيار الحليب الصناعي المناسب بحاله استخدامه، وإدخال بعض الأغذية الضرورية إلى نظامه الغذائي عندما يصبح جاهز لذلك.
    وبعد الفطام يجب أن تعرف الأم ما الذي يجب أن يأكله طفلها وكيفية تحضير طعامه وما المأكولات التي قد تكون ضارة للطفل، وفي الفترة اللاحقة يجب التركيز على تنويع الأطعمة التي يأكلها الطفل ليحصل على جميع العناصر الغذائية الضرورية، ويجب التخفيف من الأطعمة الجاهزة والضارة والمكشوفة.
  • تعليم العادات الجيدة: يمكن استغلال مرحلة الطفولة المبكرة لتعليم الطفل الكثير من الأشياء الضرورية والمرغوبة مثل العناية بالنظافة الشخصية ونظافة الأسنان ومواعيد النوم والاستيقاظ وكيفية دخول الحمام، وينصح بهذه المرحلة الاستمرار دائماً في محاولة تعليم الطفل هذه الأشياء حتى تصبح جزء من شخصيته وعاداته.
  • تشجيع مهارات ومواهب الطفل: أحياناً يبدي الطفل مهارة أو موهبة معينة في مجال معين، مثل مهارة حركية أو حسابية أو ذهنية أو حتى الميل نحو فن معين مثل الرسم، وينصح بتشجيع مثل هذه الأشياء في هذه المرحلة، فهي بالتأكيد بحاجة لتعلم وتقنيات لإتقانها، ومرحلة الطفولة المبكرة تتميز بالمرونة لسرعة الاستجابة والتعلم لمثل هذه الأشياء.
  • اللعب مع الطفل والتواصل معه: يحتاج الطفل الصغير للعب ولبناء علاقة جيدة قائمة على المحبة والاحترام والتعاطف مع ابويه، وينصح بمرحلة الطفولة المبكرة اللعب دائماً مع الطفل والتحدث معه حتى ينمي هذه العلاقة ويصبح أكثر ارتباطاً بوالديه.

المراجع