كيف تختار بين العلمي والأدبي وأيهما الأفضل!

يبدأ الاختيار الصحيح للتخصص العلمي أو لأدبي للمرحلة الثانوية من التفكير بالميول والرغبات والإمكانات الشخصية، وهو أمر مهم كون الاختيار بين الفرعين العلمي والادبي في المرحلة الثانوية هو الخطوة الأولى لتحديد المسار الأكاديمي والتخصص الجامعي لاحقاً، في هذا المقال نضع أفضل النصائح للطالب المحتار في اختيار العلمي أو الأدبي في الثانوية.
الفرع العلمي والفرع الأدبي هما فرعا الدراسة الثانوية العامة الأساسيين، وفي معظم أنظمة التعليم يختار الطالب أحد الفرعين العلمي أو الأدبي في الصف الثاني الثانوي وقد تختلف مرحلة الاختيار من نظام تعليمي لآخر، والفرق بين العلمي والأدبي هو المواد الدراسية لكل من التخصصين، ما يحدد أيضاً خيارات الطالب في الدراسة الجامعية بين الفروع المخصصة للعلمي والمخصصة للأدبي مع وجود فروع مشتركة لكن بمعدلات نهائية مختلفة.
حيث يتضمن الفرع العلمي مجموعة المواد العلمية مثل الرياضيات بفروعها والفيزياء والكيمياء والعلوم الطبيعية، فيما يتضمن الفرع الأدبي العلوم الإنسانية مثل الفلسفة والتاريخ والجغرافية، مع وجود مواد مشتركة بين الفرعين مثل اللغة العربية والأجنبية والدين.

- معرفة ميولك وقدراتك الذاتية: ابدأ بسؤال نفسك، ما المواد التي أستمتع بدراستها فعلاً، وأين تكون درجاتي أعلى بدون مجهود مبالغ فيه! وهل أفضل التفكير التحليلي والمنطقي؟ أم أميل للتعبير، القراءة، والنقاش؟ ميولك تحدد مدى تقبلك للمجال، وقدراتك تحدد قدرتك على الاستمرار فيه والتميّز، وبالتالي الاختيار بين العلمي والأدبي.
- ربط الخيار بالمستقبل الجامعي والمهني: هنا تحتاج لسؤال نفسك فيما إذا كان لديك تصور واضح عن التخصصات الجامعية التي تطمح لها، فهل ترغب في العمل في مجال تقني أو علمي (كالطب والهندسة)؟ أم في مجال إنساني أو اجتماعي (كالقانون، الإعلام، التعليم)؟ كل مسار يقود إلى مجموعة من التخصصات الجامعية، لا بد من التفكير بالمستقبل المهني على المدى البعيد للاختيار بين العلمي والأدبي.
- استشارة المعلمين والمختصين: اطلب تقييماً من معلمي المواد الأساسية (كالرياضيات واللغة العربية) حول أدائك ومهاراتك، كما يُفضّل التحدث مع مرشد أكاديمي أو مهني لديه خبرة في توجيه الطلاب للاختيار بين العلمي والأدبي وتخطيط المستقبل الدراسي.
- الاطلاع على التجارب الواقعية: تحدث مع طلاب سبقوك في كل مسار، واسألهم ما الصعوبات التي واجهوها؟ وهل يشعرون بالرضا عن اختيارهم؟ وماذا يتمنون لو عرفوه قبل اتخاذ القرار؟ فهؤلاء لديهم تجربة عملية سواء في مرحلة الدراسة أو مرحلة ممارسة المهنة التي تؤهلهم لها.
- فهم طبيعة كل مسار دراسي: كل مسار دراسي يحتاج لعقد مقارنة وتحليل توقعات من حيث مدى التناسب بين الميول والإمكانات من جهة، والقدرات الشخصية مع المتطلبات من جهة أخرى، بالإضافة للطموح مع المستقبل المهني الواقعي.
- اجعل القرار شخصياً: لا تختر تخصصاً سواء العلمي أو الأدبي فقط لأن أصدقاءك اختاروه! أو لأن أحد أفراد الأسرة يفضلونه، فالقرار يجب أن يكون نابع من قناعتك ومستنداً لمهاراتك ومميزاتك، لأنك أنت من سيكمل الطريق.
- كن مرناً ومستعداً للتغيير: إذا اكتشفت لاحقاً أن التخصص المختار لا يناسبك، فاعلم أن هناك دائماً فرص للتحويل أو إعادة التوجيه، المهم أن تكون مرناً ومستعداً للتراجع عن قرارك في حال اكتشفت أنه غير مناسب، وفي نفس الوقت ألّا تستسهل التغيير.
- أنت بارع أو مستمتع بالرياضيات والعلوم، سيكون الفرع العلمي أنسب لك.
- تحب الرياضيات، الفيزياء، علوم الأحياء، الكيمياء، وتشعر أنها مواد منطقية وممتعة وتناسب طريقة تفكيرك.
- تملك تفكير تحليلي ومنهجي وتميل للتعامل مع الأفكار القابلة للإثبات والتي تعتمد على البراهين العلمية.
- تحب حل المشكلات، وتستمتع بالتجارب، وتحليل البيانات أو استخدام المنطق للوصول إلى النتائج.
- تفكّر في تخصصات جامعية مثل: الصيدلة والطب، الهندسة بأنواعها، علوم الحاسب، الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، التحاليل الطبية، المختبرات، التغذية.
- لديك قدرة على المذاكرة لفترات طويلة والتعامل مع مسائل معقدة.
- لا تجد في المواد الأدبية الدراسية متعةً وإن كان الأدب ممتعاً بالنسبة لك مثلاً، لكنك تفكّر "ما أهمية الفلسفة!"
- أنت متميز في المواد النظرية واللغوية وتتفوق بها عادةً.
- تحب القراءة، التعبير، الحفظ، المناقشة، وتحس إن اللغة العربية، التاريخ، الجغرافيا، ومواد العلوم الإنسانية قريبة من شخصيتك.
- تملك مهارات لغوية وتواصل قوية تحب الكتابة، الحوار، التعبير عن أفكارك بطلاقة، وتحس نفسك قوي في صياغة الكلام وتحليله.
- تفكّر في تخصصات جامعية مثل: القانون، العلوم السياسية، العلاقات الدولية، الإعلام، الصحافة، الإذاعة والتلفزيون، التربية والتعليم، الخدمة الاجتماعية، علم النفس، اللغات والترجمة، الأدب العربي أو الإنجليزي
- تحب التفكير النقدي والفلسفي والتعبير عن الرأي.
- تجد صعوبة في التعامل مع العلوم النظرية والتجريبية مثل الرياضات والهندسة وعلم الأحياء.
- لا تشعر أنك ستكون متميزاً في الدراسة الأكاديمية في العلوم مثل الطب أو الهندسة.
لا يمكن القول بأن التخصص العلمي أفضل من التخصص الأدبي أو العكس! لأن كل تخصص يتميز بخصائص ومجالات مناسبة لنوع معين من المهارات والميول، ما يُعد أفضل لشخص ما، قد لا يكون كذلك لآخر، فالأفضلية هنا نسبية وتعتمد على عوامل شخصية وأكاديمية ومهنية.
من حيث المهارات والميول فالتخصص العلمي يناسب الطلاب الذين يمتلكون مهارات في التفكير التحليلي والمنطقي، ويستمتعون بالتعامل مع الأرقام والرموز، ويفضّلون المواد العلمية مثل الرياضيات، الفيزياء، والكيمياء، هؤلاء الأشخاص غالباً ما يحبون التجريب وحل المشكلات وفهم العلاقات العلمية
بالمقابل يكون التخصص الأدبي أفضل من العملي بالنسبة لمن يمتلكون مهارات لغوية قوية، ويستمتعون بالقراءة، الكتابة، التحليل، والتعبير عن الأفكار، فهو خيار مثالي لمن يفضلون المواد النظرية مثل التاريخ، الجغرافيا، الفلسفة، واللغة العربية.
ومن حيث المستقبل الأكاديمي والمهني فإن كل تخصص يفتح أبواب مختلفة في سوق العمل، التخصص العلمي يُؤهل الطالب لدخول مجالات جامعية مثل الطب، الهندسة، وعلوم الحاسوب، وهي تخصصات يُنظر إليها على أنها تقنية وعملية، وتطلب بشكل كبير في مجالات السوق التقني والطبي، أما التخصص الأدبي فيُمهّد الطريق لدراسة تخصصات مثل القانون، الإعلام، العلاقات الدولية، علم النفس، واللغات، وهي مجالات مهمة وأساسية في أي مجتمع، وتوفر فرص في مجالات متنوعة مثل الصحافة، الترجمة، التعليم، والإدارة.
أما من حيث طبيعة الدراسة والتحديات، فالتخصص العلمي يتطلب جهد من نوع مختلف، إذ يعتمد بشكل كبير على الفهم العميق، والدقة، والقدرة على حل المسائل الرياضية والفيزيائية، إلى جانب المذاكرة المنتظمة والمتابعة المستمرة، بينما التخصص الأدبي يتطلب قدر كبير من القراءة، والتركيز على الحفظ والفهم النظري، والقدرة على التحليل والربط بين الأفكار، كلا التخصصين فيه تحدياته، والنجاح في أي منهما يعتمد على التوافق بين طبيعة الطالب ونوع الدراسة.
إذاً التخصص الأفضل هو التخصص الذي يتناسب مع ميولك، وقدراتك، وأهدافك المستقبلية، اختيارك يجب أن يكون مبني على معرفة حقيقية بنفسك، وليس على آراء الآخرين أو نظرة المجتمع.

- الاختيار يحدد المسار الجامعي المستقبلي: الاختيار بين العلمي والأدبي يفتح أبواباً جامعية معينة ويغلق أخرى، فمن يختار المسار العلمي يكون مؤهلاً لتخصصات مثل الطب، الهندسة، أو علوم الحاسب، في حين أن الأدبي يتيح الدخول إلى تخصصات مثل القانون، الإعلام، العلوم الاجتماعية، واللغات، واختيار المسار المناسب منذ البداية يُجنّبك الحاجة إلى التحويل أو إعادة التوجيه لاحقاً.
- القرار يؤثر على نوعية المهارات التي تطورها: المسار العلمي يركز على تنمية المهارات التحليلية والمنطقية والتجريبية، بينما الأدبي يعزز مهارات التفكير النقدي، التعبير، والقدرة على التحليل اللغوي والاجتماعي، واختيارك سيحدد نمط تفكيرك ومجال تميزك خلال سنوات دراستك وما بعدها.
- التخصص المناسب يعزز فرص النجاح والتفوق: عندما يختار الطالب تخصص يتماشى مع قدراته وميوله الحقيقية، يكون أكثر قدرة على الاستيعاب، وأقل عرضة للشعور بالإحباط أو الضغط الدراسي، الارتياح النفسي في التخصص يُترجم عادةً إلى تفوق أكاديمي وثقة في النفس.
- اختيار خاطئ قد يؤدي إلى ضياع الوقت والجهد: التحوّل من تخصص إلى آخر لاحقاً قد لا يكون سهل، وقد يتطلب وقت إضافي أو إعادة بعض السنوات الدراسية، ما يسبب تأخير أكاديمي وربما شعور بالندم، لذلك من الأفضل بذل الجهد في التفكير الجاد منذ البداية.
- الاختيار يعكس وعي الطالب بذاته ومستقبله: الطالب الذي يفكر جيداً في اختيار تخصصه يُظهر مستوى نضج واستعداد لبناء مساره الشخصي والمهني، هذا النوع من التفكير المبكر يعزز من استقلالية الطالب وقدرته على اتخاذ قرارات واعية في المستقبل.
- سوق العمل يتأثر باختيار التخصص: بعض التخصصات مطلوبة أكثر من غيرها في سوق العمل، وبعضها يتطلب مهارات معينة أو يستغرق وقت أطول للدخول فيه، التفكير الجيد في هذه الجوانب يساعدك على المواءمة بين ما تحبه وما يمكن أن يمنحك فرص واقعية للعمل مستقبلاً.
- قيّم ميولك الشخصية واختر التخصص الذي تستمتع بمواده وتشعر بالراحة أثناء دراستها.
- إذا كنت تتقن المواد العلمية والرياضية، فالعلمي سيناسبك أكثر، وإذا كنت متميزًا في اللغة والتعبير، فالأدبي قد يكون الأفضل.
- إذا كنت متميزاً في المواد العلمية والأدبية معاً اعتمد على رغبتك بالدراسة الجامعية والتخصص المهني مستقبلاً بالاختيار.
- اطلب رأي المعلمين في المواد الأساسية لتقييم قدراتك بشكل موضوعي.
- افهم طبيعة كل تخصص، تعرّف على نوعية المواد الدراسية في كل مسار ومدى ملاءمتها لك.
- فكر في التخصصات الجامعية والمهن التي تطمح إليها واختر التخصص الذي يقودك إليها.
- لا تتبع الآخرين فقط، بمعنى لا تختر تخصص لأن أصدقاءك اختاروه، بل اختر ما يناسبك أنت.
- فكر على المدى البعيد، لا تحصر تفكيرك في المرحلة الثانوية فقط، بل فكّر فيما بعدها.
- وازن بين ميولك وسوق العمل، من الأفضل أن يكون التخصص مناسباً لك وله مستقبل وظيفي جيد.
- جرب اختبارات الميول المهنية، حيث تساعدك في اكتشاف توجهاتك وقدراتك بصورة علمية.
- تحدث مع مرشد أكاديمي أو أشخاص سبقوك في كلا التخصصين للاستفادة من تجاربهم.