كيفية التعامل مع المراهق المستفز بطريقة صحيحة

ابني المراهق أصبح مستفزاً جداً! تعرفي إلى أهم النصائح للتعامل مع المراهق المستفز ولماذا المراهقون يتصرفون بطريقة مستفزة
كيفية التعامل مع المراهق المستفز بطريقة صحيحة
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

مرحلة المراهقة ليست مجرد انتقال جسدي ونفسي، بل هي أيضًا ساحة معركة بين رغبة المراهق بالاستقلال ومحاولات الأهل لضبط سلوكه وتقنين استقلاله، ومن أكثر التحديات التي تواجه الآباء هي التعامل مع المراهق المستفز، الذي يتعمد اختبار حدود السلطة والصبر، لكن ما الذي يجعل بعض المراهقين يتصرفون بهذا الشكل؟ هل استفزاز المراهق لوالديه أمر طبيعي أم مؤشر على مشكلة أعمق؟ في هذا المقال سنستعرض أبرز صفات المراهق المستفز، الأسباب المحتملة لسلوكه، ونقدم خطوات عملية للتعامل مع استفزاز المراهقين البنات والشباب بأسلوب يوازن بين الحزم والتفهّم.

يُظهر المراهق المستفز سلوكيات متكررة تعكس رفضًا للسلطة ورغبة في التمرد أو حتى السيطرة على محيطه، ومن أبرز هذه سلوكيات وصفات المراهق المستفز:

  • التمرد على القواعد وتعمّد كسر القوانين الأسرية أو المدرسية، ويعتبر ذلك تحديًا لإثبات استقلاله في المواقف المختلفة.
  • المبالغة بردود الفعل، حيث يعبّر المراهق -أو البنت المراهقة- عن استيائه أو رفضه بطريقة درامية مثل الصراخ أو الانسحاب المفاجئ أو المبالغة بادعاء دور الضحية.
  • الجدال المستمر والدخول في نقاشات طويلة وعنيفة أحيانًا لمجرد الاعتراض، حتى وإن لم يكن مقتنعًا بموقفه.
  • السخرية أو التقليل من الآخرين، قد يستخدم المراهق المستفز أسلوبًا ساخرًا أو هجوميًا ليُشعر الطرف الآخر بعدم أهميته أو خطأ موقفه.
  • اختبار حدود الصبر، حيث يسعى إلى دفع الأهل إلى أقصى درجات الغضب، إما بدافع الفضول أو كرد فعل على شعور داخلي بعدم الفهم أو التقدير.

هذه الصفات الاستفزازية عند الأبناء والبنات المراهقين طبيعية في معظم الأحوال ولا تعني بالضرورة وجود مشكلة نفسية، بل غالبًا ما تكون انعكاسًا لصراعات الهوية والاستقلال التي يمر بها معظم المراهقين، والمفتاح في التعامل مع هذا السلوك هو التفهم أولًا، ثم توجيه السلوك بحزم وهدوء دون تأجيج الصراع.

animate

لماذا يصبح المراهق مستفزًا؟ سلوك الاستفزاز لدى المراهقين لا يظهر من فراغ، بل يرتبط بعدة عوامل نفسية واجتماعية وتربوية تشكل خلفيته، ففي كثير من الأحيان، يكون هذا السلوك بمثابة وسيلة للتعبير عن مشاعر داخلية معقدة يعجز عن توضيحها بالكلام، أو كرد فعل على ظروف لا يشعر أنه يسيطر عليها، ومن أبرز الأسباب:

  • الرغبة في الاستقلال: يحاول المراهق أن يثبت أنه لم يعد طفلاً، ويُعبّر عن ذلك أحيانًا بالتمرد أو الاستفزاز كطريقة لإثبات ذاته والتعبير عن استقلاليته.
  • التغيرات الهرمونية والعاطفية: تؤثر الاضطرابات الهرمونية في مرحلة المراهقة على المزاج وقدرة التحكم في الانفعالات، ما يجعل ردود الفعل مبالغًا فيها أو استفزازية.
  • الشعور أن لا أحد يفهمه: عندما يشعر المراهق بأن من حوله لا يتفهمون مشاعره أو احتياجاته، قد يعمد إلى لفت الانتباه من خلال سلوكيات مستفزة، كما أن التعبير بشكل عنيف أو عدواني قد ينتج عن شعور المراهق أن هذه الوسيلة الوحيدة التي تجعله مفهومًا!
  • الضغط النفسي والاجتماعي: التوقعات العالية من الأسرة، والمقارنات، وضغط الأقران، كلها قد تدفع المراهق إلى التعبير عن توتره بالرفض أو السخرية أو العناد والسلوك الاستفزازي.
  • نموذج الأسرة أو البيئة المحيطة: إذا كان أحد الوالدين أو الإخوة يتعامل بأسلوب هجومي أو ساخر، فقد يتبنى المراهق هذا النمط الاستفزازي في التواصل كرد فعل مكتسب.

من المهم أن يُنظر إلى سلوك الاستفزاز لا كمجرد "تحدٍ"، بل كإشارة تستحق الفهم والتعامل الواعي، فهو غالبًا وسيلة غير مباشرة لطلب الاهتمام، أو للبوح برغبة في الاستقلال لم يُسمح له بالتعبير عنها بوضوح.

  • ابقَ هادئًا أثناء الاستفزاز: عند مواجهة سلوك مستفز من المراهق، حاول الحفاظ على هدوئك وعدم الرد بانفعال، فالهدوء يُفقد المراهق الشعور بالسيطرة الذي يسعى إليه من خلال استفزازه، ويمنع تصعيد الموقف.
  • ضع حدودًا واضحة وغير قابلة للتفاوض: اشرح للمراهق القواعد بشكل مباشر، وحدد عواقب مخالفتها، ثم التزم بتطبيقها بثبات دون تهديدات فارغة، فالوضوح والثبات يساعدان المراهق على فهم التوقعات والسلوكيات المقبولة.
  • انتقد السلوك دون شخصنة الأمر: ركز على توجيه الانتقاد للسلوك المستفز بدلاً من مهاجمة شخصية المراهق، فعلى سبيل المثال، قل "تصرفك هذا غير مقبول" بدلاً من "أنت شخص سيئ"، هذا يساعد في تقليل المقاومة ويشجع على التغيير الإيجابي.
  • اختر الوقت المناسب للحوار: تجنب مناقشة السلوك المستفز للمراهق أثناء التوتر أو الغضب، انتظر لحظة هدوء لفتح الحوار، وأظهر استعدادك للاستماع دون مقاطعة، فهذا سيعزز التواصل الفعّال ويقلل من احتمالية التصعيد.
  • عزز السلوك الإيجابي: عندما يُظهر المراهق سلوكًا إيجابيًا أو يتحسن في تصرفاته، قدم له الثناء والتشجيع، فالتعزيز الإيجابي يعزز من تكرار السلوكيات المرغوبة ويقلل من السلوكيات السلبية.
  • كن قدوة في ضبط النفس: تصرفاتك تُعد نموذجًا للمراهق، فعندما تُظهر ضبط النفس والهدوء في التعامل مع المواقف الصعبة، يتعلم المراهق كيفية التعامل مع التحديات بطريقة مماثلة.
  • تجنب الإهانة أو التهديد: عند التعامل مع استفزاز المراهق يجب الابتعاد عن الإهانات أو التهديدات القاسية يُحافظ على العلاقة الإيجابية، بدلاً من ذلك استخدم لغة محترمة وواضحة لتوجيهه نحو السلوك الصحيح.
  • افهم ما وراء السلوك المستفز: حاول فهم الأسباب الكامنة وراء السلوك المستفز، قد يكون المراهق يعاني من ضغوط نفسية أو اجتماعية، أو يسعى للفت الانتباه، والفهم العميق يساعد في تقديم الدعم المناسب وتوجيهه بشكل فعّال.
  • الاستجابة والخضوع لرغبات المراهق المستفز عندما يمارس سلوكًا استفزازيًا مثل الصراخ والعناد، فهذا الخطأ في التعامل مع المراهق يجعل من السلوك الاستفزازي أكثر استقرارًا.
  • التعامل مع سلوك المراهق المستفز بغضب مبالغ به أو بردود فعل انفعالية تزيد الأمر سوءً.
  • تقليد السلوك الاستفزازي للمراهق، ما يجعله يعتقد أن هذا السلوك مقبول منه كشخص بالغ!
  • تجاهل السلوكيات المستفزة بشكل سلبي، فعلى الرغم من فاعلية التجاهل في المواقف التي يكون فيها المراهق مستفزاً لكن لا بد من النظر في أسباب سلوكه ومعالجته بطريقة غير مباشرة.
  • التعامل مع المراهق المستفز بشكل ندي وكأن الأمر شخصي ونسيان الدور التربوي للوالدين بسبب السلوك المستفز.
  • محاولة منع السلوك المستفز دون تطوير مهارات بديلة لدى المراهق للتعبير من خلالها عن ذاته.
  • التعامل مع سلوك المراهق الاستفزازي وكأنه مرض نفسي أو حالة غير طبيعية دون وجود ما يدل على وجود مشكلة نفسية حقيقية.

عند مواجهة استفزاز مباشر من المراهق، يتطلب الأمر توازنًا بين الحزم والهدوء لضمان عدم تصعيد الموقف، وفيما يأتي بعض الخطوات العملية للتعامل مع هذه المواقف:

  • عند استفزاز المراهق، حافظ على هدوئك وتجنب الرد بانفعال، فالهدوء يُفقد المراهق الشعور بالسيطرة الذي يسعى إليه من خلال استفزازه، ويمنع تصعيد الموقف.
  • لا تُشارك المراهق في جدال حاد أو مُستفز، بل حافظ على موقفك بثبات وهدوء، فالردود المتوازنة تُظهر للمراهق أنك لا تُستفز بسهولة، مما يقلل من رغبته في الاستمرار.
  • استخدم لغة جسد إيجابية وحافظ على تواصل بصري هادئ، وتجنب الإشارات التي قد تُفهم على أنها تحدي أو استفزاز، فلغة الجسد الهادئة تُعزز من رسالتك وتُظهر للمراهق أنك في موقف قوة دون الحاجة إلى التصعيد.
  • حدد عواقب التصرفات المستفزة، فإذا استمر المراهق في استفزازك أخبره بعواقب سلوكه بشكل هادئ ومباشر، فعلى سبيل المثال: "إذا استمررت في هذا التصرف، سنحتاج إلى التحدث عن ذلك لاحقًا."
  • ابتعد عن التهديدات الفارغة وتجنب التهديد بعواقب لا تنوي تنفيذها، حيث إن ذلك يُفقد مصداقيتك ويُشجع المراهق على الاستمرار في سلوكه.
  • امنح نفسك وقتًا للتفكير إذا شعرت بأن الموقف قد يخرج عن السيطرة، خذ لحظة للتنفس بعمق أو غادر المكان مؤقتًا، فالعودة بعد فترة قصيرة يُظهر للمراهق أنك تتحكم في الموقف.
  • ناقش الموقف بعد تهدئة الأجواء، تحدث مع المراهق عن سلوكه بشكل هادئ وبناء، استخدم أسلوب الحوار المفتوح لفهم دوافعه وتوجيهه نحو سلوكيات أكثر إيجابية.

يبدأ المراهق في مرحلة المراهقة المبكرة (من سن 9 إلى 13 سنة) بتطوير سلوكيات الاستقلالية، والتي قد تتضمن التمرد أو الاستفزاز كجزء من عملية بناء الهوية الشخصية، ومع تقدم المراهق في العمر، وتحديدًا في مرحلة المراهقة المتأخرة (من سن 16 إلى 18 سنة) يبدأ في تطوير مهارات التواصل والضبط الذاتي، مما قد يؤدي إلى تقليل سلوكيات الاستفزاز.

مع ذلك، قد تستمر بعض هذه السلوكيات حتى أواخر مرحلة المراهقة أو حتى بداية مرحلة البلوغ المبكر (من سن 18 إلى 24 سنة)، حيث يبدأ المراهق في البحث عن هويته المستقلة بشكل أكثر وضوحًا، ومن الجدير بالذكر أن التوجيه الأسري المستمر، والحوار المفتوح، وتقديم القدوة الحسنة يمكن أن يساهم في تسريع عملية تجاوز المراهق لهذه المرحلة وتقليل سلوكيات الاستفزاز.

تتفاوت الفترة التي يكون فيها المراهق مستفزاً في التعامل مع والديه أو محيطه بناءً على عوامل عدة، منها النضج العقلي، والبيئة الأسرية، والتوجيه التربوي، وكيفية تعامل الوالدين والمحيط مع السلوك المستفز.

المراجع