السيطرة على سلوك المراهق وإدارة مراهقة الأبناء

كيف يمكن للوالدين السيطرة على سلوك المراهق؟ هل يمكنك السيطرة على أفعال المراهق؟ ما هي نتائج سيطرة الوالدين على تصرفات المراهق؟ ونصائح لإدارة مراهقة الأبناء
السيطرة على سلوك المراهق وإدارة مراهقة الأبناء

السيطرة على سلوك المراهق وإدارة مراهقة الأبناء

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

ما هو السلوك الذي تريد السيطرة عليه لدى ابنك المراهق؟ هل تريد السيطرة عل سلوك المراهق المتهور، أم تهذيب سلوك ابنك المراهق؟
في هذا المقال.. ما هي السلوكيات التي يجب أن تسيطر عليها لدى ابنك المراهق؟ وكيف يمكنك السيطرة على سلوك المراهق؟ هل تريد السيطرة على ابنك المراهق، وكيف تقوم بالسيطرة على أفعاله؟

كيف تعرف سلوك المراهق الطبيعي من سلوك المراهق المتهور؟
قد يحتاج ابنك المراهق إلى تذكيره بضرورة إنهاء واجبه المدرسي، أو الحفاظ على نظافة غرفته، أو لإنهاء الأعمال البسيطة التي فوضته بها، كما قد يبدو ابنك المراهق متحدياً متمرداً ومزاجياً، بسبب التغير الهرموني الذي يرافق مرحلة المراهقة، وهذه السلوكيات المعتادة لدى المراهقين طبيعية، لكنك تتساءل عما إذا كان عدم احترام طفلك وتصرفه وسلوكه المتهور أمر طبيعي أيضاً.

على كلٍ.. يعرف معظم الأهل وبشكل غريزي؛ الخط الفاصل بين السلوك الطبيعي والسلوك غير المناسب أو المتهور لدى أبنائهم المراهقين، لذا عليك أن تعرف كيف تميز الطبيعي عن السلوكيات الخطرة أو المتهورة، التي يمكن أن نتحدث عن بعضها على الشكل التالي: [1،2]

  • مبالغة المراهق في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وأجهزة الموبايل، إلى درجة الإدمان.
  • تقلب المزاج لدى المراهق الذي يُعتبر طبيعياً في هذه المرحلة، إلا أنه في حال زاد عن حده الطبيعي يمكن أن يشير إلى مشاكل نفسية تتعلق بالكآبة.
  • العدوانية، بحيث يمكن أن يغضب المراهق ولأسباب تافهة جداً على الرغم من طبيعية التعبير عن الغضب، حيث ستعرف متى يكون ابنك المراهق عدوانياً.
  • الكذب وإخفاء الحقائق، حيث أن الشعور الجديد لدى المراهق؛ بالاستقلال يجعله يعتقد أنه من غير الضروري بالنسبة له إخبارك بكل شيء.
  • تحدي القواعد والجدال مع الأهل، بحيث يجادلك المراهق ويرفض اتباع القواعد، فلا تعاقبه وتتصرف (كطاغية) لأن ذلك سيجعله أكثر عناداً.
  • تغيير المظهر بشكل جذري، أو لم تتعود عليه من قبل ابنك أو ابنتك، فقد تبدأ المراهقة في استخدام المكياج، بينما قد يغير المراهق تسريحة شعره، وهذا أمر طبيعي إلى أن يزيد عن حده.
  • يخفف المراهق التواصل مع ذويه، تشعر بذلك من خلال توطد علاقة ابنك مع أحد أصدقائه والابتعاد عنك، وقد ينطق ببعض العبارات مثل: "لا أحد يفهمني في هذا المنزل".
  • يقضي المراهق المزيد من الوقت خارج المنزل، وتكمن المشكلة إذا كان رفاقه سيئون من وجهة نظرك.
  • لامبالاة المراهق، فقد يبدو أن ابنك المراهق يواجه صعوبة في اتخاذ القرار، وقد يكون لديه حالة من الغموض وعدم الوضوح أيضاً، ربما تكون علامة على الاكتئاب لكن ليس دائماً.
  •  يقضي المراهق الكثير من وقته وحده في غرفته، أو أنه يخرج من الغرفة ويتركك، عندما تحاول الحديث معه حول موضوع لا تتفقان عليه.

هذه الأمور قد تكون طبيعية إلى حد ما في مرحلة المراهقة، وتحتاج للتعامل معها بطريقة فعالة، كي لا تتطور إلى سلوكيات لا يمكن السيطرة عليها لدى ابنك المراهق، مثل:

  • السرقة والقبض على المراهق من قبل السلطات المحلية والشرطة.
  • الإيذاء البدني للآخرين أو تعمد التدمير في المنزل.
  • الإساءة اللفظية للأخرين والتخويف والتهديد.
  • استغلال الأخ الأصغر.
  • العودة إلى المنزل في حالة سكر أو نشوى بسبب تعاطي المخدرات.
  • البقاء خارج المنزل طوال الليل أو لوقت متأخر.

في المحصلة.. عليك أن تتعلم الكثير حول مشكلات السلوك لدى المراهق، بسبب حساسية التعامل معها، حيث تثير المشكلات العاطفية والسلوكية لدى الأطفال والمراهقين الكثير من الاهتمام الاجتماعي ويتم بحثها في آلاف الدراسات سنوياً؛ ليس فقط لأنها ترتبط بالإعاقات النفسية والمعاناة والضعف الوظيفي مستقبلاً، لكنها تمثل عبئاً اقتصادياً كبيراً على أنظمة الرعاية الصحية في جميع الدول وعلى مستوى عالمي.
وهنا تكمن أهمية تطوير مهارات ومعارف الأبوة والأمومة من خلال نشر أساليب الانضباط غير العنيفة للتعامل مع الطفل والمراهق، كذلك تقنيات إدارة الغضب، ومهارات حل النزاعات، بالإضافة إلى معلومات حول تنمية الطفل والمراهق وآثار الانترنت وسائل الإعلام، وهذا ما أكدته دراسة بحثت "تأثير السيطرة النفسية للوالدين في المشكلات العاطفية والسلوكية للأطفال والمراهقين" [3]

animate

كيفية السيطرة على سلوك المراهق
تشير الدراسات والباحثون المتخصصون؛ إلى ضرورة بناء علاقة هادفة وقضاء وقت ممتع مع ابنك المراهق، وهو أمر ضروري لنموه وسعادته مدى الحياة ولصالحك أيضاً، ولكن الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر وشاشات التلفزيون الكبيرة ومواقع التواصل الاجتماعي والهرمونات في سن المراهقة؛ يمكن أن تتآمر لجعل هذه العلاقة الصحية أمراً بعيد المنال.. لذا إليك أهم نصائح الخبراء لبناء علاقة جيدة مع ابنك المراهق: [4]

  • ابنك المراهق يحتاجك حتى لو أنه تصرف وقال عكس ذلك: في بعض الأحيان سوف يتصرف كما لو أنه لا يحبك، أو لا يحتاج إليك وحتى أنه يكرهك، لكنه يحتاج إليك أكثر من أي وقت مضى.
  • لا بد من تخصيص الوقت للبقاء مع ابنك المراهق والإصغاء له وإرشاده: حيث يبلغ الشعور بالوحدة أعلى درجة لدى فئة المراهقين.
  • الاعتناء بتغذية المرهق وضمان جودة النوم وتشجيعه على ممارسة الرياضة.
  • امنح ابنك المراهق مساحة للتنفس: لا تبدأ بطرح الأسئلة عليه فور دخوله المنزل، امنحه وقتاً قبل أن تبدأ بسؤاله عن يومه أو ما يزعجه، وتذكر أن معظم المراهقين لا يريدون أن يُطرح عليهم أكثر من سؤالين، أو أسئلة من تلك التي تنتهي إجابتها بنعم أو لا.
  • افسح المجال لابنك المراهق بأن يتحمل مخاطر صغيرة: فهو بحاجة إلى ذلك من أجل التطور والتعلم.
  • تطبيق قواعد المنزل المهمة فقط: لا تدقق على الأمور الصغيرة مثل إغلاق باب الشرفة بعد أن ينهي ابنك المراهق حديثه على الموبايل.
  • تقدير متى يحتاج ابنك المراهق لمساعدة أكاديمية متخصصة: هذا الأمر متروك لك كي تعرفه من خلال مراقبة سلوك ابنك المراهق، وتواتر المشكلات على نفس التفاصيل التي تزعجه، أو تغيرات جذرية في عادات نومه وتناوله الطعام وغيرها.

هل لديك إمكانيات السيطرة على ابنك المراهق؟
تستطيع تأديب ابنك المراهق إذا كان لديك قواعد وعواقب تفرض (سيطرتك) على ابنك المراهق، خاصة عندما يقوم بسلوك خطير قد يهدد سلامته الشخصية، وحول طرق التعامل مع المراهق الخارج عن السيطرة، فيمكنك القيام بذلك من خلال عدد من التدابير: [5]

  1. واجه الحقيقية مع سلوك ابنك المراهق الخارج عن السيطرة: هل ساهمت في سلوك ابنك المراهق المضطرب؟ ما الذي يجعل ابنك المراهق يتصرف بهذه الطريقة المتهورة فجأة؟ قد تكون في مرحلة الإنكار أمام ما يبدر عن طفلك المراهق، لكن ما قد يساعدك حقيقة، هو مراقبة كامل الأمر بهدوء مع أخذ نفس عميق، ثم الاعتراف أن ابنك المراهق ما كان ليُظهر سلوكه الخارج عن السيطرة فجأة! إنما هناك خلل ما كان يحدث لفترة من الزمن قبل الآن، ثم بدأت المرحلة المتمردة وانقلبت إلى موجة غضب خارجة عن السيطرة ترفض الهدوء لدى ابنك المراهق، الذي ربما حاول أن يبعث بإشارات صامتة إليك حول حاجته إليك.
  2. محاولة العثور على إجابات: حاول إجراء محادثة صادقة مع ابنك المراهق، حتى لو لم يتحدث هو، فإنه سيصغي إليك، لكن انتبه ألا يكون حديثك سلبي ويحمل اللوم أو محاضرة في القواعد والأخلاق.
  3. معرفة متى تتخذ خطوة عملية مع مشكلات ابنك المراهق: عليك أن تتصرف بسرعة وببعض الإجراءات الصارمة، التي تحافظ على سلامة طفلك، وأنت بالتأكيد ستعرف في أي مواقف، مثلاً عندما يكون ابنك مع رفاق السوء وسمعت عن تخطيطهم للقيام بأمر سيء بعد المدرسة.
  4. وضع القواعد للمراهق في المنزل: في كل ما يخص الواجبات المدرسية ووقت تناول وجبات الطعام والنوم واستخدام الشاشات، ووقت العودة إلى المنزل من الخارج، وغيرها من الأمور التي ترى أنها تتناسب مع نمط تربيتك لأبنائك.
  5. طلب المساعدة للسيطرة على سلوك المراهق: فقد يكون ابنك/ ابنتك أكثر انفتاحاً للتواصل مع شخص غريب، كذلك جرّب أن يكون هذا الشخص الأخ أو الأخت الأكبر أو الخالة أو العمة أو الجد والجدة.. وغيرهم من الأقارب.

منافع ومضار السيطرة على سلوك ابنك المراهق
من السهل أن تشعر أنك تفقد السيطرة على ابنك المراهق، ولا بد أن تدرك حقيقة أن السلوكيات السيئة لدى المراهق لا تتعلق بمشكلات سلوكية، بل تتعلق بمشكلة في العلاقة مع ابنك المراهق، لذلك عليك أن تسترد هذه العلاقة الضائعة، وهذه مسؤوليتك أولاً، بحيث يمكنك التصرف بغريزة الأبوة والأمومة مع طفلك المراهق من خلال بعض الخطوات البسيطة مثل: [6]

  1. قضاء الوقت مع ابنك المراهق: عندما يستيقظون على مائدة الإفطار، وعندما يعودون من المدرسة على مائدة الغداء والعشاء.
  2. ضع بعض القواعد ولا تتعنت: بحيث ستعلم متى تتبعها وتفرضها على ابنك المراهق ومتى تتهاون مع بعض القواعد.
  3. تأكد من طريقتك في التعامل مع ابنك المراهق: بدلاً من الصراخ عليه ليغلق التلفزيون ويأتي لتناول الطعام، اذهب إليه وتحدث معه بهدوء ومحبة.
  4. لا تحاول السيطرة على ابنك المراهق: بل مارس القيادة ولا تنسى أنك مثله الأعلى، حتى لو لم يُظهر ذلك أو يقله مباشرة، وحاول استعادة العلاقة الغريزية (كأم أو أب) مع طفلك.

ما بين محاولة السيطرة على سلوك ابنك المراهق، ومحاولة تأديبه أو حمايته من سلوكه المتهور والذي قد يهدد سلامته، أنت كأحد الوالدين ملامٌ! وعلى الرغم من المنافع الكثيرة لتحكمك المحسوب بسلوك المراهق، هناك مضار أيضاً، ففي الوقت الذي يجب أن تكون فيه مرناً مع بعض القواعد التي تضعها للمراهق في المنزل، قد يكون لهذه لمرونة قراءة مختلفة من قبل المراهق ويعتبرها تنازلاً من قبلك، وفي الوقت الذي يجب أن تفرض فيه السيطرة على سلوك ابنك المراهق، تكتشف أنه كان يمكن أن يتعلم درساً مهماً في حياته من خلال هذه المخاطر الصغيرة!
ومن أجل تعزيز قدرة الإدارة الذاتية المتنامية في سن المراهقة، عليك أن تعرف خياراتك الممنوحة لأبنائك المراهقين باستمرار، وعلى الرغم من أهمية الرقابة على سلوك المراهق، إلا أن التواصل يهم أكثر في هذه المرحلة الحرجة.

في المحصلة.. لا بد أن تعلم ما هي منافع ومضار محاولة السيطرة على سلوك ابنك المراهق في كافة الاتجاهات: [7]

  • في حال الإصرار على السيطرة المطلقة على ابنك المراهق: يمكن للوالدين تعزيز التبعية غير الصحية في سن المراهقة، وسيكون لسان حال ابنك البالغ فيما بعد: "لقد تعلمت أن أفعل ما قيل لي بالقوة".
  • في حال فقدان الوالدين سيطرتهم على المراهق: يمكن أن ينتهي المطاف بالمراهق بالتفكير: "أعرف كيف أستخدم المقاومة لإزعاج والداي".
  • في حال إثبات الوالدين إرادتهم ضد إرادة المراهق والفوز في صراع السلطة: يفكر المراهق: "ربما أكون قد خسرت هذه المرة، لكنني سأكون أقوى في المرة القادمة، من خلال الضغط بقوة شديدة عليهم".

بعض النصائح لتعامل الأهل مع مشكلات الابن المراهق
تقدم خبيرة موقع حلوها الاختصاصية النفسية في تربية الطفل الدكتورة هداية، نصائحها لأم تتعرض لكراهية ابنها المراهق، وتالياً نقدم بعض النصائح التي تضمنتها الاستشارة:

  • فتح باب الحوار والتواصل الايجابي داخل الأسرة مع إظهار الاهتمام غير المبالغ فيه.
  • لا تتحدثي إليه بخصوص مشكلاته السلوكية مثل التدخين حالياً، وانتبهي لمشكلاته الدراسية وعندما تلاحظين تحسناً، عليك أن تحفزيه على الإقلاع عن التدخين تدريجياً، من خلال ممارسة الرياضة واستغلال الوقت بأمور إيجابية.
  • حاولي أن تكوني صديقة لابنك المراهق، من خلال إظهار تفهمك لسلوكياته، وحاولي أن تستوعبيه من أجل التعامل معه وفقاً لتفكيره.
  • كوني موجودة من أجله في أوقات الضيق والضغط، ثم ستتمكنين من التأثر عليه وتغيير سلوكياته للإيجابي.
  • لا بد أن تتمتعي بالصبر حتى تحصلي على نتائج مرغوبة مع ابنك المراهق.

في النهاية.. السيطرة على أبنائك في مرحلة المراهقة، أمر شبه مستحيل مع السلوكيات المتهورة أو المراهق العنيد، ثم أن فرض سلطة الأبوة والأمومة على أبنائك بالقوة، سيقتل داخلهم روح العلاقة التي ستربطهم بك مدى الحياة، ما رأيك؟ شاركنا من خلال التعليقات.

المراجع