صفات الرجل النسونجي وكيف تتعاملين مع زير النساء!

كثيراً ما تشتكي السيدات من الرجل ذو الطبيعة الشهوانية الذي يحب النساء أو كما يقال عنه في اللهجة العامية الرجل النسونجي، فهذا النوع من الرجال يسبب مشاكل عاطفية ونفسية كثيرة للمرأة التي ترتبط به سواء في زواج أو علاقة، في هذا المقال نتعرف على صفات الرجل النسونجي وما أسباب هذه الصفة لديه، وأفضل الطرق للتعامل مع الرجل النسونجي.
من منظور علم النفس والعلوم السلوكية لا يمكن الحكم بشكل عام على أن الرجل بطبيعته نسونجي، إذ لا يمكن اعتبار هذا الطبع صفة فطرية موجودة في كل الرجال، بل هي نتيجة لتفاعل معقد بين عوامل بيولوجية ونفسية وثقافية واجتماعية تجعل رجلاً ما زير نساء أو شهوانياً أو يميل لمغازلة النساء والعلاقات المتعددة.
صحيح أن بعض النظريات في علم النفس التطوري تشير إلى أن الرجال قد تكون لديهم ميول بيولوجية نحو التنوع في العلاقات، وذلك لأنهم من الناحية البيولوجية قادرون على الإنجاب عدة مرات خلال فترات قصيرة، بعكس المرأة التي تتحمل عبء الحمل والإنجاب، لكن هذه الميول لا تعني أن كل رجل يسلك طريق الخيانة أو التعدد، فهي مجرد تفسيرات تطورية محتملة وليست أحكاماً نهائية على السلوك.
الأهم من ذلك هو أن البيئة التي ينشأ فيها الرجل والقيم التي يتبناها، والتربية التي يتلقاها، تلعب دوراً كبيراً في تشكيل سلوكه العاطفي، في بعض المجتمعات يتم تشجيع الرجل على التفاخر بتعدد علاقاته العاطفية، وكأن ذلك دليل على قوته أو جاذبيته، ما يعزز لديه سلوك (النسونجية) ويجعله زير نساء مقبول اجتماعياً.
كما هناك أسباب نفسية تدفع بعض الرجال إلى هذا السلوك، مثل عدم الاستقرار العاطفي، أو الخوف من الالتزام، أو الحاجة المستمرة للشعور بالتقدير والاهتمام، وأحيان يكون هذا مرتبط بتجارب سابقة أو أنماط تعلق غير صحية منذ الطفولة.
بمعنى أنه لا يمكن القول إن الرجل نسونجي بطبيعته، بل الأصح أن نقول إن بعض الرجال قد تكون لديهم ميول أو استعدادات معينة، لكنها لا تتحول إلى سلوك فعلي إلا إذا توفرت ظروف نفسية أو بيئية تغذي هذا الاتجاه، أما الرجل الناضج نفسياً، والمتصالح مع ذاته، والذي يقدّر العلاقة العاطفية بصدق، فهو قادر تماماً على بناء علاقة مستقرة ومخلصة، بعيداً عن أي سلوك سطحي أو مؤذ.

- الاندفاع العاطفي والسعي الدائم للإثارة: يميل الرجل النسونجي إلى البحث المستمر عن الإثارة والانجذاب العاطفي الجديد، ويشعر بالملل سريعاً من الاستقرار العاطفي أو العلاقة المستمرة.
- النرجسية وضعف التعاطف: يظهر صاحب هذه الصفة اهتمام مفرط بالذات، ويضع رغباته فوق مشاعر الآخرين، مع قدرة محدودة على التعاطف أو الاهتمام العميق بمشاعر الشريك.
- حاجة مفرطة للإعجاب والتقدير: يسعى النسونجي إلى الحصول على اهتمام دائم من النساء كوسيلة لتغذية شعوره بالقيمة الذاتية.
- انخفاض الالتزام العاطفي طويل المدى: هذا الرجل النسونجي غالباً ما يفتقر إلى الاستعداد للارتباط الحقيقي والمسؤولية العاطفية، حتى وإن بدا في البداية ملتزماً.
- أنماط تعلق غير آمنة: غالباً ما يرتبط بأسلوب التعلق المتجنب أو القلِق، ما يؤدي إلى تقلبات في الاستقرار العاطفي، والانسحاب أو التلاعب عند اقتراب العلاقة من الجدية.
- الإفراط في المجاملة والاهتمام في البداية: يستخدم الرجل النسونجي سلوك ما يعرف بالقصف العاطفي أو في المراحل الأولى لجذب المرأة بسرعة، قبل أن يتراجع لاحقاً دون مبرر واضح.
- تعدد العلاقات في الوقت نفسه: غالباً ما يكون النسونجي لديه أكثر من علاقة عاطفية أو جسدية بالتوازي، مع قدرته على الكذب أو الإخفاء المتقن.
- سجل حافل من العلاقات القصيرة والمتكررة: يمكن أن تلاحظ المرأة على الرجل النسونجي أن ماضيه العاطفي يتضمن عدد كبير من العلاقات التي انتهت فجأة أو دون أسباب واضحة.
- التحايل العاطفي واستخدام العبارات العامة: يلجأ إلى الغموض في تصريحاته العاطفية، ويتجنب الوضوح في النوايا، ويستخدم كلمات مثل دع الأمور تسير، أو لا أحب القيود.
- السحر الظاهري واللباقة الاجتماعية: الرجل النسونجي غالباً ما يتقن التواصل الجذاب والحديث المعسول، ما يسهل عليه جذب الآخرين، خاصة في المواقف الاجتماعية.
- يحاول إقناع شريكته أن الرجل نسونجي بطبيعته.
- لا يخجل من مغازلة النساء بشكل فجّ أحياناً وإن لم يكن بينه وبينهن سابق معرفة.
- لا يستطيع منع نفسه من النظر إلى النساء نظرة فاحصة في الشارع والأماكن العامة.
- يبالغ بالاهتمام بمظهره الخارجي وانطباع النساء عن شكله.
- يحيط نفسه بحالة من الغموض والسرية المثيرة للشك.
- يدافع عن بعض الأمور التي لا يقبلها على النساء المقرّبات منه، يدافع مثلاً عن الصداقة بين الرجل والمرأة شرط ألّا تكون هذه المرأة زوجته أو أخته!
- سريع الانتقال من اهتمام شديد إلى برود أو تجاهل.
- يبدي ردود فعل دفاعية أو هجومية عند سؤاله عن نواياه أو ماضيه.
- يتجنب الحديث عن مستقبل العلاقة أو الالتزام العاطفي.
- الفراغ العاطفي وعدم النضج النفسي: يُعاني بعض الرجال من نقص داخلي في الإحساس بالقيمة الذاتية أو الحب، فيحاولون تعويض هذا الفراغ عبر الحصول على انتباه مستمر من النساء، وتعدد العلاقات بالنسبة له هنا ليس بدافع الحب، بل كوسيلة لتأكيد الذات وإثبات الجاذبية.
- أنماط التعلق غير الآمن: وفقاً لنظرية التعلق، هناك أنماط غير آمنة من التعلق تنشأ منذ الطفولة، مثل التعلق القلق وهو الشخص يتشبث بالعلاقات لكنه يخاف من الهجر، التعلق المتجنب الذي يتفادى القرب العاطفي ويتجنب الالتزام، الرجال الذين ينتمون إلى هذه الأنماط قد يستخدمون التعدد العاطفي كآلية للهروب من العلاقة الحقيقية أو السيطرة عليها.
- السمات الشخصية المضطربة: بعض الرجال يعانون من سمات نرجسية تجعلهم يسعون دوماً إلى الإعجاب والانبهار من الطرف الآخر، ويشعرون بالرضا الذاتي كلما جذبوا امرأة جديدة، هؤلاء لا يبحثون عن علاقة، بل عن تغذية الأنا.
- الاعتياد على الإثارة العاطفية (إدمان الحب أو الجنس): يدخل البعض في دائرة تشبه الإدمان، بحيث يرتبط لديهم الشعور بالمتعة أو الإثارة العاطفية ببدايات العلاقات فقط، وما إن تهدأ العلاقة أو تصبح مستقرة، يشعرون بالملل ويفتشون عن مغامرة جديدة.
- تجارب الطفولة والعلاقات الأولى: مثل تربية غير مستقرة، أو غياب الأب، أو علاقة صعبة مع الأم، أو التعرض للخذلان أو الرفض العاطفي في سن مبكرة، كل هذه الأشياء قد تؤثر على الطريقة التي يرى بها الرجل العلاقات لاحقاً، فأحياناً يكون زير النساء شخص مجروح عاطفياً ويعاقب الآخرين أو نفسه دون وعي.
- تعزيز المجتمع الذكوري لسلوك التعدد: في بعض البيئات الثقافية، يتم تصوير الرجل الذي يلاحق النساء على أنه قوي، ناجح أو جذاب، هذا التعزيز الاجتماعي يجعل بعض الرجال يربطون قيمة رجولتهم بقدرتهم على التعدد، دون إدراك العواقب النفسية لذلك.
- الخوف من الالتزام والمسؤولية: البعض يخاف من الدخول في علاقة جدية تتحمل التزامات نفسية وعاطفية، مثل الاستقرار، والدعم، والتفاهم المتبادل، فيلجأ إلى العلاقات السطحية المؤقتة لأنها تمنحه الحرية دون عبء.
- التلاعب العاطفي وضعف الضمير الأخلاقي: بعض الأشخاص يتقنون التلاعب العاطفي ويجدون في ذلك متعة أو وسيلة للسيطرة، هذا السلوك قد يرتبط بسمات مضادة للمجتمع أو افتقار للتعاطف.
- تآكل الثقة بالنفس بسبب تكرار الخيبات، والمقارنات، وعدم الإحساس بالأمان العاطفي، ما قد يؤدي إلى شعور المرأة بأنها غير كافية أو غير جذابة، ما يضعف تقديرها لذاتها.
- اضطراب الثقة في الآخرين بسبب تجربة الخداع أو التلاعب المتكرر قد تترك المرأة في حالة شك دائم، ما يجعل المرأة تجد صعوبة في الثقة بأي شريك مستقبلي.
- التعلق غير الآمن والإدمان العاطفي، فقد تطور المرأة نمط من التعلق القلق أو المرضي أو الإدمان العاطفي، حيث تتشبث بالعلاقة رغم أذى الشريك خوفاً من الهجر أو الفقد.
- العيش في علاقة غير مستقرة ومليئة بالغموض والخيانة يرفع مستويات التوتر والقلق، وقد يؤدي إلى أعراض اكتئابية مثل فقدان الاهتمام بالحياة أو العزلة الاجتماعية.
- تشويه مفهوم الحب والعلاقة الصحية المرتبط بتكرار التعرض لسلوكيات غير ناضجة أو مؤذية تجعل المرأة تخلط بين الحب الحقيقي والتلاعب العاطفي، وتفقد القدرة على التمييز بين العلاقة الآمنة والمؤذية.
- استنزاف الطاقة النفسية والعاطفية بمحاولة إصلاح العلاقة، أو مراقبة سلوك الرجل النسونجي، أو مواجهة الغيرة المستمرة، كل ذلك يؤدي إلى إنهاك نفسي وعاطفي مزمن.
- في العلاقة مع رجل نسونجي تميل المرأة أحياناً إلى تقديم تنازلات مؤذية فقط للحفاظ عليه، ما يضعف قدرتها على قول لا أو الدفاع عن نفسها.
- راقبي السلوك لا الأقوال، حددي مصداقيته من خلال أفعاله وليس وعوده أو كلماته المعسولة.
- اضبطي الحدود منذ البداية، كوني واضحة بشأن ما هو مقبول وما ليس كذلك في العلاقة.
- لا تبرري التلاعب الذي قد يمارسه الرجل النسونجي، ولا تفسّري سلوكه المؤذي كضعف أو حاجة للحب، بل كخيار واعٍ منه.
- احمي احترامك لذاتك، ولا تسمحي لسلوكه أن يؤثر على ثقتك بنفسك أو قيمتك الشخصية.
- تجنبي الانخراط العاطفي المبكر، وامنحي العلاقة وقت كافي قبل التورط عاطفياً.
- اطلبي الوضوح في النوايا، واسألي بشكل مباشر عن نواياه والتزامه العاطفي.
- احذري من العزل الاجتماعي، لا تسمحي له بعزلك عن محيطك أو التحكم في علاقاتك.
- لا تحاولي تغيير الرجل النسونجي ولا تراهنِي على قدرتك على إصلاحه، التغيير قرار شخصي داخلي.
- استشيري مختص عند الحاجة، إذا وجدت صعوبة في التقييم أو الانفصال، استشيري مختص نفسي.
- كوني مستعدة للانسحاب من العلاقة مع الرجل النسونجي إذا تكرر النمط السلوكي، فالانسحاب هو الخيار الأكثر صحة وأمان.
- ما هو الحل مع الرجل النسونجي؟
الحل يبدأ بـالوعي بطبيعة سلوكه وتحديد الحدود النفسية والعاطفية بوضوح، في حال استمرار النمط المؤذي وعدم وجود التزام حقيقي بالتغيير، فإن الانسحاب الواعي يكون الخيار الأكثر صحة، الدعم النفسي والاستشارة المتخصصة ضروريان عند وجود تردد أو تعلق مرضي. - هل الرجل النسونجي يتغير؟
نعم لكن فقط إذا توفرت لديه الإرادة الذاتية للتغيير، ووعيٌ بسلوكه وتأثيره على الآخرين، والتغيير يتطلب عمل عميق على مستوى النضج النفسي، وتعديل نمط التعلق، ووعي بالدوافع الداخلية، لا يمكن لأي شخص آخر أن يغيّره، لذا يجب أن لا تحاول المرأة تغييره وإلا سوف تغرق نفسها معه دون أن تدرك. - هل يقع زير النساء في الحب؟
يمكن أن يقع في الحب لكن غالباً ما يكون ذلك حب مشروط أو غير مستقر بسبب نمط التعلق المضطرب، أو الخوف من الالتزام، أو الاعتياد على التنقل العاطفي، فعلاقاته العاطفية تميل إلى السطحية أو التناقض، ما لم يمر بتحوّل نفسي واضح. - ما هو علاج الرجل النسونجي؟
العلاج يشمل العلاج النفسي الفردي لمعالجة جذور السلوك مثل التعلق غير الآمن، والنرجسية، أو الإدمان العاطفي، كما يُفيد العلاج السلوكي المعرفي في تعديل الأنماط الفكرية والسلوكية المرتبطة بالعلاقات، والنجاح يتطلب رغبة داخلية صادقة واستمرارية في العملية العلاجية.