كيف أتخطى صدمة موت صديقتي المقربة في العمل

تخطي الصدمات  يحتاج إلى وقت وإلى صبر وشجاعة، فموت قريب وموت صديق او عزيز ليس بالامر السهل وخصوصًا إذا كان هذا الامر غير متوقع، مهما تكون الصدمات فالمراحل واحدة من المرور بدور الإنكار ثم الغضب والإحباط ويتليه الحزن، الإصرار على تجاوزها والنظر الى الأمور بشكل واقعي يؤدي للمرحلة الاخيرة وهي التقبل، كلما عملت على نفسك وعدم الاستسلام للحزن والعودة لحياتك الطبيعية والانشغال اليومي كلما كانت هذه الفترات أقصر، يجب أن تعلمي سرعة نسيان صديقتك ليس خيانة لها واستسلامك للحزن لن ينفع أحدا وإنما تجاوز الموضوع أفضل لك ولروحها الطيبة وهي ستفرح لك ان فعلت، في الأيام الاولى يحدث الخوف من الموت لأننا نتذكر الموت ولكن يجب إبعاد الفكرة عنا، مساعدة الطبيب النفسي بالجلسات والعلاج قد يحتاج لها البعض ان كان محبطا بشدة.

 رحمها الله ، أدت رسالتها بالحياة وعادت إلى خالقها . هي بأذن الله في حياة أفضل وأجمل هناك ألا تتمنين لها ذلك ؟ نحن دائماً نتصور مابعد الحياة شيء مخيف ومرعب ، أؤمن بأن هناك حياة أكثر جمالاً تستقر فيها أرواحنا . الموت يأتينا جميعا ولم يترك الرسل والملوك والسلاطين . صديقتك إنسان وهذا عمرها المكتوب. أنتِ في فترة حزن طبيعية يمر فيها أي إنسان ولكن حاولي أن تخرجي منها سريعاً بالإنشغال كثيراً أو كوني حول الطبيعة من بحر أو حدائق في هذه الفترة تأخذ منك الخوف والقلق وتمدك بالثقة والأمان .وأخيراً هي كانت ذكرى طيبة بحياتك لاتنسيها من الدعاء والصدقة.

اكثري من الدعاء لها بيقين  فهذا ينفعها كثيرا وتصدقي عنها ان استطعتواكثري من قراءة القرآن فهذا يهدئ نفسك ويخفف عنك  ما انت فيه

عزيزتى إن مشكلتك كبيره لأن احساس الفقد لإنسان عزيز عليك يكون صعب جدا ويكون له تأثير نفسى صعب جداً ولكن يجب أن تقتنعى أن هذا بأمر من الله سبحانه وتعالي ولا نستطيع أن نفعل فيه شئ غير الدعاء له وأن نحاول أن نتقبل الامر ويجب أن تعلمى أن الانسان يمر ببعض المشاعر ومنها أولاً الحزن الشديد ويصل فى بعض الاحيان الى الغضب وتوصل فى بعض الاحيان إلى  وجع فى المعده وضيق ف الصدر  صعوبه فى التنفس والالم فى الجسم كله  وتشعر بالوحده وبعد ذلك من الممكن أن تشعرى  بالاكتئاب وذلك الاكتئاب ينتهى بعد مرور فتره من الزمن على الوفاة فيا عزيزتى لا تقلقى فما تمرين به هو نتاج الظرف القاسي الذي تمري به فيا عزيزتى إن لم تستطيعى أن تتخطى هذا الالم حاولى أن تذهب إلي طبيب نفسى

ليس هناك أشد قسوة والماً على الشخص أكثر من أن يسمع خبرعن  وفاة صديق له خاصة ما إذا كان هذا الصديق اقرب الناس إليه واحب إليه ووفيا صادق الوعد لهذه الصداقه لاخر لحظه من حياته وقبل أن يأخذه الموت فعلى الرغم من أن الموت علينا حق إلا أنه الاقسى والاصعب والافجع على النفس ولكن هى تركت لك ذكريات جميله حاولى دائما أن تتذكريها وادعى لها ولا تجعلى الموت يسبب لك الاكتئاب  وتخسرى حياتك

اعلم أن وفاة صديق عزيز على صدمة كبيرة وحزن شديد ولكن اعلمى بأن الموت مكتوب علينا كلنا وكلنا سنتفارق وهذه هى نهايتنا فإذا كنت صدقا تحبينها فما تحتاجه منك هو أن تدعى لها كثيرا وتتصدقى عليها أن تيسر لك فهذا يسعدها فى قبرها وياتى لها انها منك هذه الدعوه فأنت لك حق فى الحزن ولكن لا تدعيه يؤثر عليك قربى من الله فهو رحيم بعباده وحاولى أن تخرجى نفسك من هذا الاكتئاب بالترفيه عن نفسك وانشغالها بما هو مفيد ونافع وحتى لا تسببى لاولادك عقده نفسيه بسبب حزنك فالاولاد يشعرون بتغير امهم قوى نفسك وعيشى يومك واجعلى فيه السعاده وسلمى امرك لله

هذه الاسئلة هي السبب في خوفك من الموت لو حاولتي أن تجيبي عن هذه الاسئلة بالطريقة الصحيحة و التي من المفروض أن تقربك من الله سترتاحي ,, لا أرى أن من الطبيعي أن تبقي في هذا الخوف ,, الموت أمر محتم و هو سيمر على الجميع و لمن السيء في المضوع أن نعتقد أن الموت خسارة أبداً ,, انا لله و انا اليه راجعون تمعنيها جيدا

من أسباب الاصابة بوسواس الموت موت أحد مقرب منك و بشكل مفاجئ و من الممكن أن ينتهي الخوف منه في أقرب وقت من المهم جداً أن تعودي الى حياتك الطبيعية و ان تحاولي أن تجدي أنشطة جديدة في حياتك من أجل أن تنسي و تتأقلمي على هذه الحياة ,, بالاضافة الى أن عليك أن تجعلي الأمر أسهل عليكي من خلال الدعاء لصديقتك كلما ذكرتيها و أن تتصدقي عنها من اجل أن تجدي من يفعلها لك

لن ينفعك التفكير في الموت ، الموت لا يعني العذاب على الدوام ,, الله أرحم الراحمين الله أرحم بها مني و منك ,, عليك أن تعلمي أن الشخص في القبر في عالم أنت لا تستطيعي أن تتنبئي عنه أي شيء ,, المهم أنعليك أن تعتبري أن موتها عبرة لك و لكل من هم حولك أن تستعيد من اجل هذه الحظة فكفى بالموت واعظاً

اتفهم المك عزيزتي ، انا فارقتني صديقتي بالحياة و ليس بالموت و دخلت المستشفى بسبب فراقها ، 

يجب أن تعلمي أن الموت علينا حق و كل ما عليكي فعله هو الدعاء فى ذكرى وفاة الصديق بالمغفرة و الرحمة و الجنة ، وانصحك أن لا تتركي الشيطان يتمكن من عقلك و يوسوس لك بأفكارك مرعبة ، و يجب أن تعلمي أن ليس شرط انكم كنت مقربون من بعضكم أن تلحقي بها ، قومي بإزالة هذه الفكرة من عقلك ، الآباء يتوفوا و يكون ابنائهم مرتبطين بهم كثيراً لكن لا يلحقوا بهم ويكون الله كاتب لهم العمر المديد .

كيف اتخطى صدمة موت صديقتي المقربة ؟ أقول لك بعدم الاستسلام للحزن و الاكتئاب و العزلة و ارضي بقضاء الله و قدره ، وانصحك أن تشغلي وقتك و لا تتركي نفسك لوقت الفراغ لأن وقت الفراغ يكون مناسب جداً لوسواس الشيطان و بث الرعب فى نفوس المؤمنين ، أخرجي و قومي بزيارة أهلك و اخرجي مع ابنتك للنزهة و اذهبي لممارسة الرياضة ، و مع الوقت ستجدي انك استطعتي تخطي الصدمة و التأقلم على فراقها .

طالما انك تقولي انك تعاني من وسواس قهري خاص بالموت منذ صغرك إذاً يجب عليكي التوقف عن الكلام عن موت الصديق لكي لا تزيدي من وسواسك و خوفك و تصابي بإضطراب هلع ، حاولي التوقف عن التحدث او التفكير فى هذا الأمر ، و سارعي بالذهاب إلى الطبيب النفسي ليساعدك على العلاج و وصف لك بعض المهدئات قبل أن تدمري حياتك و حياة إبنتك .

لا تخافي عليها هى بالتأكيد فى مكان اجمل وأحسن ملايين المرات من هذه الدنيا ، ولا تخافي عليها فى القبر من المؤكد أن الله يؤنس وحشتها ، الله حنون و أحن علينا من والدينا مستحيل يتركها ، اطمئني و لا تجعلي الخوف هو التعبير عن وفاة الصديق ، بل اجعلي ثقتك بالله هى الأكبر ، و تحدثي أنك واثقة من أن الله انعم عليها بالمغفرة و خير الجزاء .

بالطبع وفاة الصديق و فراق الاحبه شيء قاسي و مؤلم ، لكن يجب أن تقتنعي أن هذه سنة الحياة و لا أحد يدوم ولا دائم إلا وجه الله ، أنصحك أن تحاولي الخروج من حالة الحزن التي سيطرت عليكي و أثرت على ابنتك أيضاً ، و بدلاً من الاكتئاب و التفكير فى كيف كان حالها وقت الموت ، اخرجي لها الصدقات و داومي على قراءة لها ما تيسر من القرآن الكريم لينير لها قبرها .