لا أرى أبي وأمي قدوة

انا لا اتفق مع امي في اي شيء ، تقريبا نختلف في 90% من المواضيع بيننا ولكن هذا لا يقلل من احترامي لها ، وانها امرأة عظيمة ، لولولاها لما كنت أنا ولما فعلت شيء في حياتي ، هناك فارق بين الخلاف وبين ان ترى الشخص الثاني محترم يليق به التبجيل 

ليس شرطا ان يكون الاب او الام قدوة للابن او البنت ، الانسان يختار قدوته في الحياة في أي مجال كان ولا يشترط ان يكون ابيه او امه ، كل ما في الامر انه فقط لا يجب ان تقللي من احترامهم وان تتعاملي معهم بما يليق بمكانتهما العالية

حتى لو لم تري فيهما قدوة من الواجب احترامهما وحتى في خلال مناقشتهما لا يجب المناقشة بالصوت العالي المرتفع بل بصوت منخفض دون "أف" أو إهانة ، هناك اداب يجب الا

ليس معنى انك تخالفينهم الرأي انهم ليسوا قدوة ، من الممكن أن تكون المشكلة فيك ، اشعر انك في مرحلة المراهقة او بداية العشرينات من كلامك ، ليس شرط لكي يكون الانسان قدوة ان يوافقنا الرأي ، بل على الغكس من الممكن أن يعارضنا ويكون في ذلك الوقت المشكلة لدينا نحن

لا احد في هذه الدنيا يستطيع اختيار اهله او يحدد مسلك طريق لهم، كل انسان وله طباع خاصة به وممكن اطباعك تختلف عن اطباعهم وليس داعي انك لا تحبيهم ولا يحق الك ان تقولي انا مش شايفة انهم صح، ممكن هم على صح وانتي على الخطأ لكن انتي لم تدركي افعالهم

التفكير في حياتك ومستقبلك اهم من كل التفكير في هذا الموضوع، عليكي ان تركزي على حياتك الخاصة ولا يوجد انسان في الدنيا يكره الاهل ممكن هناك من ينفقد افعالهم لكن لا يصل الى الكراهية لهيك فكري بنفسك اهم

حاولي ان تركزي على حياتك ومستقبلك وعليكي تطبيق مقولة من اكبر منك بيوم اكبر منك بعام من حيث التفكير ومن حيث الخبرات في الحياة فلا يجوز لاحد ان ينتقد اهله ولو كان على خطأ ممكن يحاول التفاهم معهم وليس تصحيح افعالهم

يا عزيزي ان تفكيرك خاطئ ويجب ان تعلمي ان في مجتمعنا الشرقي لا يجوز للابن ان يتنقد والده وهذا الطبع يتسم في كل البيوت ويرى الأب انه هو الصح وكذلك الام ولا يجوز للابناء نصحهم، انا ضد هذه الظاهرة لان الديموقراطية يجب ان تكون لكن ليس دافع ان تكرهي كل افعالهم وعليكي ان تتأقلمي على كل شيء وتركزي على حياتك وعلى نفسك ومستقبلك .

لازال الوقت مبكراً حتى تحكمي على أهلك بهذه الطريقة ,, أنت الآن تشعري أن أهلك تفكيرهم لا يناسب الزمان الذي نعيشه .. حاولي أن توصلي لهم رأيك بالأسلوب الحسن و المعاملة الطيبة و لا تعانديهم و اكسبي ثقتهم و رضاهم أفضل لك من هذا العناد ..

نحن لا نختار أهلنا و لا العائلة التي نعيش فيها ,, المطلوب منك هب طاعتهم بما تستنطيعين لأن معانتدهم لا تكسبك أي شيء ,, أنت لديكي رغبة كبيرة في الاستقلال عنهم اذلك تغلقي أذانك عن كلامهم ,, لا بل افتحي مساحة جوار بينكم و بريهم و لا تؤذيهم بكلمة واحدة ,,

عليكي أن لا تتزمتي بأريك فأنت الآن لست بأعمارهم و لا بخبرتهم حتة لو كان كلامهم لا يوافق تفكيرك الذي لم يتعدى عمرك ,, عليكي أن تشرحي صدرك لكطلامهم و أن تفكري بعقلك بنا يتحدثوا حتى تحكمي عليه ,,