الحياة لا تتوقف بانفصال الوالدين اصنع مستقبلك

الحياة لا تتوقف بانفصال والديك اصنع مستقبلك الألام النفسية أشد خطرا من الألام العضوية والأكيد ان الالم النفسي قد يسبب كثيرا من الأمراض العضوية، كنت طفلة حينما انفصل والدي عن والدتي لا اتذكر حينما كنا جميعا نعيش في بيت واحد ولا اتذكر الاسباب التي استدعت امي للإنفصال عن والدي، ولكن حكت لي جدتي أن ابي وامي كانو يعيشون حياة هادئة شبه مستقرة حتي قامت الشركة التي يعمل بها والدي بتصفيه عملها في البلد، وبذلك أصبح والدي عاطلا عن العمل، ودخل في حالة أكتئاب شديدة ومن ثم بدء يهمل في مسئولية المنزل ويوم تلو الأخر أصبح والدي مدمنا الأمر الذي لم تستحمله وتطيقه والدتي وطلبت الطلاق منه وانا وقتها عمري كان لا يتعدى السنتين، وانتقلت والدتي للعيش في بيت أهلها، حمّلاها وحدها اختيار الزواج من ابي وكذلك قرار الطلاق، لا أتذكر أن والدي زارني خلال فترة الطفولة مطلقاً، فأنا لا أتذكر ملامحه وهو شاب، كما ان والدتي رفضت جميع محاولات جدتي للعودة من جديد ورفضت أن تجعله يراني، نظرا للحالة المرضية التي مر بها والدي فقد اصبح مدمناً، خرجت والدتي للعمل لكي تستطيع ان توفر لي ولها احتياجات الحياة الطبيعية وتستطيع ان توفر لي مصاريف المدرسة والمأكل والملبس، ولكن بدء اهتمامها بي يقل يوما يلو الأخر ورعايته لي اصبحت معدومة، ولكن كل هذا وانا اراها ولو في فترات متقطعة كل يومين مثلا او اخر اليوم في ساعة متأخرة من الليل، وعندما اتميت العشر أعوام كان القرار الفاصل الصادم بالنسبة لي، فلقد قررت أمي الزواج من رجل مسن ولن تصطحبني معها وتحدثت معي وكأني رجلا ليس طفلا ينبغي ان اعتني بنفسي وانه من المقرر ان ابق مع جدتي في بيتها، كان كل مبررها ان هذا الرجل يملك ثروة كبيرة وسينفق عليها وعلي ولن نعاني من اي مشاكل مادية وينبغي ان اتحمل كما تحملت هي، لم افهم ما يحدث، وبدأت اكره حياتي، حتي والدي حاولت التواصل معه ولكني فشلت، كنت اري اصدقائي في المدرسة مع اهلهم وانا وحيد، حاولت جدتي تعويضي عن شعور الفقد ولكنها كانت كبيرة في السن ولا تقوى على تحملي، كانت امي تزورنا كل اسبوع حتي مرت عامان على زواجها وبدأت زيارتها تصبح معدومه بالنسبة لنا، بدأت اهمل في مذاكرتي، واشعر باعياء مستمر وانا لا اعلم سبب وبدأت اعاني من اضطرابات جلدية في عدة مناطق مختلفة في جسمي ولكن لا احد لاحظ لفترة كبيرة حتي تمكن الاعياء مني بالكامل، اصطحبتني جدتي لدكتور أمراض جلدية ولكنه الدواء الذي كتبه لي لم يجدي، بدء الدكتور يلاحظ ان ما اعانية هو سببه نفسي وليس عضوي، وطلب من جدتي ان تذهب بي لدكتور نفسي يستطيع ان يخرجني من هذه الحالة النفسية، قامت جدتي بإحضار والدتي، لتخبرها بما حدث وان اهمالها لي كان السبب وراء رسوبي في المدرسة والحالة النفسية التي وصلت لها، كانت مبررات امي ان زوجها يرفض ان تصطحبني معه ولن تستطع ان تقيم معي، ولكن هذه المرة لم اترجها او استعطفها ولكني شعرت انني لا اريد رؤيتها ثانية وبالفعل قلت لها ذلك، سنوات وجدتي تذهب بي لدكتور نفسي، وجدت فيه الصاحب والصديق الذي افتقدته طوال عمري، هو وحدة استطاع ان يجعلني افكر في نفسي واري مستقبلي الذي يمكن ان اصنعه بنفسي، فاذا كان الحاضر والماضي سيئان لاسباب لا دخل لي فيها، فينبغي الا اضيع المستقبل الذي يمكن ان اختارة انا، بالفعل بدأت اركز في دراستي، لم يعد يهمني كيف ستتصرف والدتي، حتي لم اعد انتظر قدومها، وهنا بدأت افكر في انا ينبغي بجانب دراستي ان يكون لي مصدر دخل يكفيني عن الاحتياج لاي شخص، والعمل ليس عيباً، كنت وقتها في الثانوية وعدني الدكتور انه بعد انتهاء السنة الدراسية وبعد ان احصل على شهادتي بمجموع كبير سيوفر لي فرصة عمل في اجازة الصيف، كان هذا اكبر تشجيع لي كنت اذاكر ليلا ونهارا، ولحسن الحظ وتوفيق الله فلقد حصلت على مجموع كبير وبالفعل كانت المفاجآة ان الدكتور سمح لي بالعمل معه في العيادة في الاستقبال ووفر لي دخل بالنسبة لي عظيم، كان الله اراد ان يعوضني، وجعل هذا الدكتور سببا في ذلك، فرفقا ببعضنا البعض فربما كلمة ومساعده تعيد لشخص حياته وتحول مسارها وربما العكس،