زواج الرجل من امرأة تصغره بالعمر

الزواج حدث عادي في حياة الرجل... وللمرأة أهم محطات حياتها، ما هي أسباب الرجل للزواج من سيدة تصغره في السن؟
زواج الرجل من امرأة تصغره بالعمر

زواج الرجل من امرأة تصغره بالعمر

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

سنناقش في هذا المقال الأسباب التي تدفع الرجل إلى الزواج، ومن هو راضٍ أكثر في هذه المؤسسة المرأة أم الرجل؟ ثم نتحدث عن الأسباب التي تدفع الرجل للزواج بامرأة أصغر عمراً منه (من وجهة نظر علمية)، وتلك الأسباب التي تدفع المرأة أيضاً، للارتباط بشريك حياة يكبرها بسنوات.

ما هي الأسباب التي تجعل الرجال يتزوجون؟
على مرّ الزمن قيل للرجل أنه يجب أن يتزوج، بذلك يزود المرأة بالمعنى، كما يمنحها دورها كامرأة متزوجة وأم، لكن لماذا يتزوج الرجال الآن؟.. تقول أستاذة اللغة الإنكليزية والنظريات النسوية في جامعة كونيكيت الأمريكية الدكتورة جينا باريكا (Gina Barreca): "المثير للدهشة أن العديد من الأسباب القديمة لا تزال سارية، لكن أحد الأشياء المثيرة للاهتمام حول هذا الأساس المنطقي، هو أن العديد من المخاوف التي يشعر بها الصبي في المدرسة الثانوية، قد يشعر بها الرجل البالغ من العمر أربعين عاماً"!
ويُنظر إلى النساء بصورة نمطية على أنهن اللائي يرغبن في الزواج، وهم الذين يجرون الرجل للتغيير، هذه الصورة تتحلل يوماً بعد يوم، فالعديد من النساء لا يرغبن في الزواج ولا يرين قيمة ذلك لأنفسهن، لأن الكثير من العازبات والناجحات والجميلات؛ لا يرغبن الزواج لأنهن قد يخسرن الكثير، ومع الزواج عليهن التضحية بالكثير!

من يستفيد من الزواج أكثر؛ المرأة أم الرجل؟
أظهرت الأبحاث أن "فوائد الزواج" كالزيادات في الصحة والثروة والسعادة.. الخ، تكون في صالح الرجال، فالرجال المتزوجين أفضل حالاً من الرجال العازبين، من ناحية أخرى النساء المتزوجات، لسن أفضل حالاً من النساء العازبات.
درس عالم الاجتماع مايكل جي روزنفيلد (Michael Rosenfeld) أكثر من ألفي بالغ من المتزوجين، منذ عام 2009 إلى أوائل عام 2015، وكشفت النتائج أن ما يقرب من ثلثي النساء (بنسبة 69 ٪) يتجهن للطلاق، حيث أبلغت المتزوجات في عينة هذه الدراسة؛ عن مستويات أدنى من الرضا، عزى روزنفيلد ذلك في ورقته؛ إلى أن الزواج ما زال يحمل بصمة (إخضاع الإناث)، كما أن معايير الثقافة المجتمعية تضع توقعات مرتفعة للمرأة من الزواج، بينما الرجال لا تشملهم هكذا توقعات، ففي واقع الزواج؛ الرجل هو المستفيد، مما قد يؤدي إلى زيادة الرضا لدى الرجال وانخفاضه لدى النساء.

هكذا.. ترسم الدراسات المتراكمة (صورة للزواج) على أنه تجارة معقدة قد تلعب فيها النساء في أكثر الأحيان دوراً متناقضاً، وتعملن بجهد أكبر للحصول على حصة أصغر من فوائد هذه المؤسسة في النهاية! وهو ما قد يفسر السبب في عدم رضا المرأة خلال الزواج بعكس الرجل، وبينما قد تكون المرأة أكثر حرصاً على الزواج من رغبة الرجل به؛ فغالباً ما تكون أيضاً حريصة على الخروج من العلاقة (الطلاق) أكثر من الرجل، الذي قد يقرر البقاء في العلاقة رغم عدم الرضا؛ ليحافظ على بعض المكاسب أو الشروط، مثل الاتصال والتواجد مع أطفاله.. وفق دراسة تمت عام 2007.

في المحصلة.. يطارد شبح إخضاع النساء؛ مؤسسة الزواج حتى اليوم، وهذه المؤسسة غير متكافئة لأن المرأة أكثر عرضة للتضحية بأهدافها وأوقات فراغها وفرصها المهنية في سبيل إنجاح الزواج، لذا من المرجح أن تعيش النساء حياة مرضية أكثر من الرجال من دون زواج، ووفقاً لدراسة أخرى في عام 2007 أيضاً، فإن "النساء أقل سعادة من الرجال في العلاقة الزوجية"، كما تعبر الباحثة الرئيسية في هذه الدراسة ليزا وييد (Lisa Wade).
 

animate

السبب لزواج الرجل من امرأة تصغره سناً
تصف مستشارة الزواج والعلاقات الدكتورة النفسية راشيل لي جلاس (Rachel Lee Glass) حديث بعض الأزواج في جلساتها فتقول: "في الجلسة الخاصة للزوج الأكبر سناً، يشرح لي عادة أن كل شيء كان مثالياً، وأنه كان يفعل كل شيء لسعادة زوجته، ولم يتغير عليها... لكنه لا يفهم سبب عدم رضاها عنه فهو يعشقها، ثم يقول إن هذا أسوأ شيء يمكن أن يقوله شخص يأتي إلى مستشار للأزواج، أريد فقط أن يعود كل شيء بالطريقة التي كان عليها في البداية"، وتتابع جلاس: "ثم أقابل الزوجة الشابة، التي تقول لقد توصلت الآن إلى إدراك مخيب للآمال (أنه لم يكن سوبرمان) كان مجرد رجل كبير في السن، عندما تكونين شابة يجب أن يكون أي شخص أكبر سناً قادر على إقناعك، لأنه عادة أكثر مسؤولية وثقة ودراية"، ثم هناك الجنس.. تقول جلاس: "عادة ما تتمتع النساء بالدافع الجنسي الأقوى في أواخر الثلاثينيات وحتى الأربعينيات من العمر، لكن عادة ما يواجه الرجل انخفاضاً مطرداً في رغبته الجنسية مع تقدمه بالعمر، مما لا يساعد هذه العلاقة على الإطلاق".
لذا فإن الصورة النمطية حول زواج الرجل بامرأة تصغره عمراً بأنه المثالي؛ كانت خاطئة في أذهاننا، على الرغم من أن كل من المرأة الشابة والرجل الأكبر سناً كانت لديهما نوايا حسنة للارتباط؛ فإنهم دائماً ما يصلون إلى هذه المرحلة الحرجة في الحياة الواقعية، ومن النادر أن يترك الرجل المسن امرأة شابة ارتبط بها، في أغلب الأحيان هي التي تتركه للزواج من رجل أصغر عمراً! تقول جلاس: "أنا دائما أنصح الناس بالزواج بين عمر 25 إلى 35 عاماً، وعلى الرغم من أن الشريك الأكبر سناً يعلّم المرأة أشياء جديدة، فلا يوجد بديل عن شريك الحياة من نفس العمر".
أما من تزوج ودخل هذه العلاقة ولا يريد أن تنهار؛ يجب أن يذهب إلى مستشاري الزواج، كما يجب أن يتعلم السماح للشريك بالتغيير، لأنهما بحاجة إلى تقدير واحترام وقبول بعضهما البعض، وجميع العلاقات تواجه تحديات وفق جلاس: "لكن هذا هو التحدي الأكبر؛ لرجل تزوج امرأة أصغر سناً".

لكن هناك العديد من الأسباب؛ لتفضيل الرجل زواجاً مع امرأة تصغره في العمر وهي:
- كلما كانت الزوجة أصغر، كلما كانت سهلة الانقياد وخاضعة أيضاً
، فمن المهم للغاية بالنسبة للمرأة أن "تتكيف" مع بيئة جديدة، والأصغر سناً تفهم المجموعة الجديدة من أفراد الأسرة والقواعد الجديدة وما إلى ذلك.
- العمل بالمقولة القديمة "الفتيات أنضج من الفتيان".
- المرأة الأصغر قادرة على الاهتمام بصحة الرجل أكثر، كما يجب عليها الاهتمام برفاهية كل فرد من أفراد الأسرة.
- ما تريده النساء هو الثروة، أو هذا ما يعتقد معظم الرجال، أو أن المرأة تحب الرجل الأكبر سناً لأنه مستقر، ويكسب مبلغا كبيراً من المال.
 

الزواج من امرأة أصغر سناً بهدف الإنجاب
معظم الرجال يتزوجون النساء الأصغر سناً، نظراً للقدرة الإنجابية لدى السيدات الأصغر عمراً، كذلك تفضيل النساء للرجال الأكبر سناً، بسبب ثروتهم ومكانتهم الاجتماعية واستقرارهم لتربية الأطفال، إلا أن علاقة اللياقة البدنية والقدرة على الإنجاب؛ بفجوة العمر بين الزوجين لا تزال غامضة، وفق دراسة سويدية لبحث الفروق العمرية بين الشركاء وعدد الأولاد، حيث وجد الباحثون أن أقصى ذرية تحققت لدى الرجل هي عندما كانت شريكته تصغره بــ6 سنوات، بينما المرأة حققت أقصى ذرية عندما يكبرها زوجها بـ4 سنوات، مما يعني أن فوائد اللياقة البدنية تعود على كل من الرجال والنساء ضمن هذه ا لفجوة العمرية، أي بين 4-6 سنوات، وهذا ما وجدته دراسة أخرى (قديمة منذ عام 1998)؛ ففي إنجلترا مثلاً، كان للزوج الذي يكبر زوجته بعامين إلى ثلاثة أعوام؛ ذرية أكبر، في المقابل دراسة أخرى وجدت أنه في المناطق الريفية في بنغلاديش، كانت ذرية الزوج الأكبر بعدة سنوات من زوجته؛ أقل وانخفض معدل الخصوبة لديه".
 

هناك أسباب علمية لارتباط نساء برجال يكبرونهن عمراً
تم تقديم صورة الرجال الأكبر سناً من يتزوجون سيدات شابات؛ بصورة مبالغ بها وشيطانية من خلال بعض الروايات والأفلام السينمائية، بالطبع هذا إذا كنا نتحدث عن فجوة عمرية كبيرة بين الزوجين، وارتباط امرأة برجل في عمر والدها، فمثلاً.. شهدت العلامات التجارية الفاخرة ازدهار مبيعاتها؛ بفضل ترويج صورة النساء الأصغر سناً، الذين يكلفون الرجال الأكبر سناً بشراء حقائبهم اليدوية! لكن لماذا تنجذب النساء الأصغر سناً إلى الرجال الأكبر؟ 
يمثل الرجل الأكبر سناً صفات ذات قيمة اجتماعية تؤدي إلى رغبة المرأة الأصغر عمراً للارتباط به، فمع تقدم العمر؛ يكتسب معظم الرجال قوة أكبر في حياتهم المهنية، بالتالي يتمتعون بمزيد من الثروة والأمان، سواء كان ذلك المنزل، أو المزيد من الكماليات، كما "يعتقد الرجال الأكبر سناً أنهم سيحصلون على المزيد من القوة والمكانة، مع زوجاتهم الأصغر عمراً"، وفقاً لدراسة بحثت تعلق النساء الأصغر بشركاء أكبر عمراً.
استخدم الباحثون في هذه الدراسة نظرية التعلق، التي تعكس علاقات الأشخاص البالغين وكيف تمت رعايتهم في الطفولة، فالنساء اللائي يحتجن إلى أمان شخصية الأب (وفق هذه النظرية)؛ تلقين معاملة سيئة من قبل آبائهن، فيتضح ذلك في البحث عن الأمان لدى زوج أكبر سناً، عند التفكير بالارتباط.
لكننا نعلم أن تحقيق العلاقة الزوجية يعتمد على مجموعة من العوامل، ووفقاً لهذه الدراسة؛ لا تكفي الفجوة العمرية وحدها للتنبؤ بـ(من سيكون أسعد ومع من)، قد يكون ذلك الرجل الأكبر سناً (أو المرأة) مجرد شخص مناسب لشريكته، وهم مثل الأزواج الآخرين الذين يتحدون الصور النمطية.
 

الزواج بين رجال أكبر عمراً من زوجات شابات جداً.. أمر شائع
ربما لنظريات التعلق بالأب؛ بعض المصداقية في ارتباط الشابات برجال أكبر عمراً، تقول اختصاصية علم النفس الاجتماعي الدكتورة مادلين فوجير (Madeleine Fugere): "يعتقد غالبية الباحثين أن تفضيل الرجل الأكبر سناً يمكن ربطه بآبائنا، ومن المرجح إحصائياً أن تتزوج النساء من الرجال الذين يشبهون آباءهم في لون الشعر ولون العينين، وربما تتزوج النساء اللائي كان آبائهم أكبر سناً من أمهاتهم؛ الرجال الأكبر سناً أيضاً".
وفي حين أنه من المخيف التفكير في اختيار شركائنا استناداً إلى والدينا؛ فإن فوجير تؤكد على أن هذا الاختيار يحدث في لا وعينا، على الرغم أن كلا الجنسين يفعل ذلك، يبدو وفقاً لفوجير أنه أكثر "فائدة للنساء الأصغر سناً".
ومن المثير للاهتمام أيضاً؛ وفقاً لدراسة أجراها علماء نفس في إسكتلندا عام 2010؛ وجدت أنه "على الرغم من انجذاب النساء الأصغر سناً والأكثر استقلالاً من الناحية المالية إلى الرجال الأكبر سناً، لا يزال يتعين على الرجال أن يكونوا وسيمين وجذابين، بغض النظر عن مقدار ما لديهم من أموال"!
لكن الشائع أن كبار السن من الرجال يجسدون الرجولة! كأننا نقول هنا أن الرجل ما هو إلا الشاب الذي تراه المرأة! وهذا بسبب النزعة الذكورية التي تربت وفقها النساء، لذلك طالما تعتقد المرأة أن قيمتها تقل مع تقدمها في العمر؛ فهي تنجذب إلى الرجل الأكبر سناً، الذي سيرى أنها أصغر سناً دائماً، بالتالي أكثر جاذبية!

خلاصة القول.. يعتمد تحقيق توازن وصحة العلاقة الزوجية؛ على عدد من العوامل الفريدة التي لا يمكن للعلم في بعض الأحيان تفسيرها، ربما يكون هناك سبب وراثي ونفسي وراء انجذابكِ إلى رجل يكبرك عمراً، أو ربما يكون هذا هو شريك حياتك وفارس أحلامك الموعود.. (فتبّاً للعلم).. لا تتردي وتزوجيه، شاركونا آرائكم من خلال التعليقات.