أهم ما يحتاجه الرجل والأمور التي تميّز حاجات الرجال

ما الذي يحتاجه الرجل حقاً؟ هل هناك ما هو أهم من الجنس عند الرجال؟ وما هي الأمور التي تميز الرجال والأمور التي تخيفهم؟ وكيف تفهم المرأة حاجات الرجل؟
أهم ما يحتاجه الرجل والأمور التي تميّز حاجات الرجال

أهم ما يحتاجه الرجل والأمور التي تميّز حاجات الرجال

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

كم مرة سمعنا هذه العبارة "كل الرجال يريدون الجنس".. هذا غير صحيح، رغم أن الجنس يمكن أن يكون رائعاً للرجل وفي أي عمر كان؛ إلا أن هناك شيء أكثر أهمية من الجنس يحتاجه الرجال ويقدّرونه، لكنه شيء يصعب على أغلب الرجال الاعتراف به، كما أن النساء يجدن صعوبة في تحقيقه، لذا كن مستعداً.. سنتحدث عن (السرّ) إذا صحّ التعبير من خلال هذا المقال.

ما الذي يخشاه الرجال؟
سيساعد معرفة ما يريده الرجال أكثر من الجنس؛ على فهم سبب هوس الكثيرين بالجنس، والقلق بشأن هذا الهوس وصعوبة الحصول عليه من ثم الحفاظ عليه، وما سنكشفه يستند إلى حقائق وقد ثبت أنه دقيق من الناحية العلمية، ونعرف أنه يمكننا بناء التشويق والإجابة في نهاية المقال الذي ستقرأه الآن، لكن نظن أنك تود سماعه على الفور.. إن الشيء الأكثر أهمية حقيقة للرجال، هو أنهم يشعرون بالرعب من عدم الاحترام! وبسبب ذلك يخشون الظهور بمظهر الضعيف والمحتاج للآخرين، لا سيما المرأة وخاصة شريكة حياته وزوجته، (سنتحدث في نهاية هذا المقال عن صعوبة تحقيق رغبة الرجل بأن يكون محترماً حتى في أضعف حالاته).
يقول الطبيب النفسي جيمس جيليجان (James Gilligan): "لم أجد حتى الآن أي سلوك عنيف لدى الرجل، لم يستفزه الشعور بالخزي والإهانة وعدم الاحترام والسخرية"، وبطبيعة الحال.. يفشل الرجال والنساء على حد سواء؛ في التقيد بالتوقعات القائمة على الوضع (كونهم رجال ونساء)، وذلك عندما يقومون بتقييم بعضهم البعض تلقائياً وبفضل صور نمطية تحطم الرغبة بالعيش السلس والتمتع بالتالي بسعادة، باتت حلماً ومسعى للكثيرين منّا.
 

animate

الرجل والمرأة مختلفان.. وهذا لا يعني أنهما غير متساويان كبشر
لماذا يبدو الرجال حساسين لعدم احترامهم؟ للإجابة على السؤال، لا بد من فهم نتائج بحث الدكتور روي بوميستر (Roy Baumeiste)  وجد الإجابة على سؤال بسيط وعميق: ما هي النسبة المئوية من أسلافنا النساء؟ وليست نسبة الـ 50٪. صحيحة، ورغم أن كل واحد منا كان لديه أم وأب، لكن بعض الأمهات والآباء أنجبوا أطفالاً أكثر من غيرهم، وكم أنجبت أسلافهن أيضاً؟ وفقاً لبوميستر، فإن الجواب هو ما يقرب من نسبة 66 إلى 80 ٪ من أسلافنا كانوا من النساء، ونسبة 20 إلى 33 ٪ فقط كانوا من الرجال! قد لا تصدق ذلك الآن؟ فلماذا ينبغي أن تصدق ما يقوله بوميستر؟!

لذا نتذكر فيما يلي بعض الحقائق المهمة عن الرجال والنساء والجنس والحب والسلطة أيضاً:

  • الحيوانات المنوية تتنافس للحصول على البويضة الثمينة: يمكن للذكور البالغين الأصحاء إطلاق ما بين 40 مليون و1.2 مليار خلية منوية في عملية قذف واحدة، نظراً لأن حيواناً منوياً محظوظاً واحداً؛ سينجح في طريقه إلى تلك البيضة، بالتالي هناك قدر كبير من المنافسة.
  • يرتبط تعريف الذكور والإناث بحجم خلايا الجنس: فالإناث تصنع خلايا جنسية كبيرة، بينما الذكور يصنعون خلايا جنسية صغيرة، وعلى الرغم من أن البويضة الأنثوية البشرية مجهرية؛ إلا أنها كبيرة بما يكفي لإيواء 250000 حيوان منوي!
  • في عالم الحيوانات يتنافس الذكور للوصول إلى أنثى: بينما يفشل الكثير من ذكور البشر في الزواج، لذلك فالمنافسة شرسة.
  • لا يزال الرجال والنساء أيضاً مدفوعين بدرجة كبيرة من خلال النجاح الجنسي: فمن منظور تطوري؛ يُقاس النجاح بعدد الأطفال.
  • جميع الرجال يخشون أن لا تختارهم امرأة: على الرغم من أننا نعيش في وقت يمكن أن يجد فيه معظم الرجال امرأة تريد أن تتزوج، إلا أن الرجل ما زال يخشى أن يكون من الخاسرين، حتى الرجال مكتملي الذكورة؛ قلقون من أن بعض الذكور الآخرين سيحلون مكانهم، وينالون شرف إعجاب المرأة بهم.
  • الاحترام هو ما يسمح للرجل بالتقدم في عالم الرجال، وأن يتم اختياره من قبِل امرأة: طوال تاريخ البشرية.. نشأ الذكور في صحبة الذكور الآخرين ويحتاجون إلى احترامهم ودعمهم، ويجد الرجال الناجحون مكانهم في مجتمع الرجال، بالتالي اختارت النساء هؤلاء الرجال، الذين يحبهم الرجال الآخرون ويحترمونهم.

ما الذي يمكن أن يتعلمه الرجال والنساء من هذه الحقائق؟ 

  • "كونك رجل يجعلك هذا أكثر عرضة للفشل": كما يقول مدير البرنامج الصحي (MenAlive) والأخصائي النفسي؛ جاد ديموند (Jed Diamond)، محاولة التظاهر بأنك قوي هي وصفة للفشل، بالتالي قبول حقيقة كونك ضعيف قد يجعلك أقوى.
  • على الرغم من أن النساء يقلن أنهن يرغبن في أن يكون الرجال حقيقيين (نبلاء وجنتلمان إلا أنهن غالباً ما ينجذبن جنسياً إلى الذكور المتسلطين، ربما الأشرار أو ذوي المال والسلطة: لكن إذا رغبت النساء في عيش الجنس والحب الحقيقي، فيجب أن يكونوا أكثر قبولاً للرجل الطيب (الحقيقي والصادق الذي يعترف بضعفه)، والذي قد لا يتمتع بهذا النوع من الدهاء (وهو ما يميز الذكور المتسلطين تماماً).
  • الاحترام من الرجال الآخرين (بما في ذلك الآباء وكبار السن من الرجال الآخرين)؛ يساعد الرجل على الشعور بالرضا عن نفسه ويجعله جذاباً لشريكة محتملة: كونك جزء من مجموعة الرجال يساعدك هذا على إيجاد مكانك في مجتمع الرجال، وأنت في مجموعة من الرجال منذ 40 عاماً مثلاً، وهي واحدة من الأشياء التي قلبت حياتك؛ عندما التقيت بزوجتك وأحببتها.
  • يحتاج الرجل لتعلم بعض القواعد التي تجعله من أفضل الرجال.

الشيء الذي يريده الرجال ويجدونه صعب المنال والتحقق
يقول جاد ديموند (Jed Diamond): "ماذا يريد الرجال أكثر من الجنس؟ لقد سمعنا جميعاً أن النساء بحاجة إلى الشعور بأنهن محبوبات لممارسة الجنس، لكن الرجال بحاجة إلى ممارسة الجنس كي يشعورا بالحب"، دعنا ننظر بشكل أعمق إلى ما يحصل عليه الرجال بالضبط عندما يمارسون الجنس؛ بالتأكيد هناك متعة جسدية، لكن هناك حاجة أعمق ترضي الرجل من خلال الجنس، وهي "الحاجة إلى ميناء آمن"، كما يقول ديموند.
إن عالم الرجال هو عالم المنافسة، وعلى المستوى الأساسي في الطبيعة؛ يتنافس الذكور مع الذكور الآخرين للوصول إلى الإناث، وهذا ما يدفع الإناث لقرار أي الذكور سوف يقبلن، بالتأكيد في الأزمنة الحديثة، باتت هذه الأدوار أقل صلابة مما كانت عليه قبل فجر التاريخ بالنسبة للبشر، لكن بالنسبة للجزء الأكبر من الرجال اليوم، فإنهم يفعلون ما بوسعهم على أمل أن يتم اختيارهم بشكل موفق من قبل المرأة التي يريدها كل رجل، بالتالي فالحصول على جسدها يعطيه شعوراً بالسلام والأمان، الذي يتجاوز مجرد متعة جنسية بسيطة ومؤقتة، وهذا ما يجب أن تدركه كل امرأة.

بحلول الوقت الذي أصبح فيه الرجل بالغاً، كان قد تعرض بالفعل للضربات في عالم المنافسة والرفض، فيشتاق إلى هذا الميناء الآمن، حيث لا يتعين عليه أن يتظاهر بأنه شيء أقل من المُتوقع وأنه قد لا يتم اختياره، بالتالي يشتاق الرجل لامرأة ترى حقيقة ما هو عليه وتريده وترغب فيه في كل الأحوال، بحيث يمكنها أن تلمسه ليس جسدياً فقط، بل أن تلمس قلبه وروحه، وكما يقول ديموند: "أحد الأشياء التي يرغبها أي رجل؛ هي وضع رأسه على حضن زوجته لتداعب شعره، وهذا ميناء سلام رائع، فهو ليس بحاجة إلى ممارسة الجنس من أجل تلبية هذه الرغبة الإنسانية، التي تؤثر فيه بعمق، حيث يكون غير مضطر ليثبت قدراته على الأداء أو إثبات نفسه لزوجته، وهو فقط يجب أن يكون على استعداد ليكون ضعيفاً خلال هذه اللحظة"، للأسف.. غالباً ما يكون من الصعب على المرأة؛ ممارسة هذا النوع من العلاقة الحميمة، وهناك ثلاثة أسباب رئيسية، غالباً ما تكون في لاوعي المرأة:

  • النساء لديهن كيفية مزاجية مختلفة عن الرجال: إذا لم يكن الرجل يريد ممارسة الجنس، فإن المرأة تقلق من أنها قد لا تكون جذابة له بدرجة كافية!
  • رجل يريد أمّ: مثل هذا الشيء الحميمي (لحظة ضعف الرجل وحاجته لميناء آمن لدى زوجته)، والذي يرغبه الرجل بشدة لدى المرأة؛ يثير مشاعر لدى المرأة بأنها تتعامل مع صبي صغير وليس رجل، وقد تقول مثلاً: "لقد أصبح لدي ثلاثة أطفال في المنزل" (طفليها وزوجها)، فالمرأة تريد رجلاً، لكنها تقلق من أن يكون لها ولد صغير آخر!
  • تخاف النساء من الرجال الذين يضعفون أمامها أو يشعرون بالضعف: رغم أن المرأة تعرف أن أكثر الرجال عنفاً هم الرجال الذين يشعرون بالضعف والعجز فعلياً ودائماً، ربما لأنها مرت في كثير من الأحيان بتجارب مع رجال سمحوا لأنفسهم، بأن يكونوا لطيفين وضعفاء فقط لجعلها تهدأ خلال ثورات غضبها، بالتالي تخشى من الإيقاع بها في هذا الفخ مجدداً!
  • يستغرق الرجال وقتاً طويلاً ونضجاً كافياً، كي يعترفوا أنهم بحاجة إلى ميناء آمن، حيث يمكن أن تتولى المرأة رعايتهم واحتضانهم، كما يحتاج الأمر إلى الكثير من الشجاعة لإخبار المرأة، أنكَ.. نعم ترغب في ممارسة العلاقة الحميمة معها وتحب ذلك، لكن الأمر الأكثر أهمية من الجنس، هو حاجتك إلى الأمن والحب والاهتمام، هذا ما يتطلب مستوى من الحكمة؛ لأن تعرف أن السماح لنفسك بأن تكون ضعيفاً مثل الطفل؛ قد يكون أخطر ما يمكن أن يفعله الرجل الحقيقي!
  • بالنسبة للمرأة.. يجب عليها أن تتخطى شرطها الخاص للتكيف في العلاقة الزوجية، وأن تكون منفتحة لرجل يجعل نفسه ضعيفاً ومحتاجاً لها بطرق جديدة ومختلفة عما زرعته في رأسها التربية والعادات البالية، حيث يجب أن يكون لديها قدر كبير من حب الذات والثقة بالنفس؛ لتقبل أن تكون ملاذا آمناً لزوجها، كما يجب أن تتمتع بالقوة لحماية نفسها، عندما يتحول ضعفه هذا.. إلى القلق أو الغضب أو الاكتئاب، بطبيعة الحال.. ليس من السهل على الرجال والنساء أيضاً، تحمل هذه الأنواع من المخاطر، لكن المكافأة هي فترة حياة يتعمق فيها الحب والألفة في ظل علاقة زوجية صحيّة إلى أبعد الحدود.

أخيراً.. الاحترام هو المفتاح، وتقبّل الآخر هو الباب، والصراحة والصدق في التواصل بينكما؛ ساحة شاسعة لممارسة عيش هذه الحياة المشتركة، نتطلع إلى سماع تعليقاتكم والاستفادة من خبراتكم، من خلال التعليق على هذا المقال.