أسباب السعال وعلاج الكحة الشديدة

ما هي أسباب السعال؟ وما أسباب السعال الجاف والكحة الشديدة؟ ما هي الأمراض المرافقة للسعلة؟ وما هو علاج السعال وطرق الوقاية منه؟
أسباب السعال وعلاج الكحة الشديدة

أسباب السعال وعلاج الكحة الشديدة

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعتبر السعال واحداً من أكثر الشكايات التي يراجع بها المرضى العيادات أو المشافي شيوعاً، وهو يعتبر عرضا يتظاهر به مرض ما وليس مرضا بحد ذاته؛ سنستعرض في هذا المقال أهم أسباب السعال وكيفية علاجه والوقاية منه.

ما هو السعال؟.. السعال هو منعكس يقوم به الجسم كرد فعل على وجود مادة مخرشة (مهيجة) في الطرق التنفسية العلوية أو السفلية[1] سواء كانت هذه المادة المخرشة جسماً أجنبياً أو مفرزات قصبية لزجة إثر وجود عدوى تنفسية.

ما هي أنواع السعال وما دلالة كل منها؟
يقسم السعال بشكل أساي الى نوعين يختلفان بالسبب والآلية المرضية والعلاج وسنقوم بتفصيلهما للتفريق بين أسباب كل واحد منهما[2]:

1- السعال الجاف:
يكون السعال جافاً عندما لا يترافق مع بلغم أو مخاط أو مفرزات وتعد المواد المخرشة (المهيجة للطرق التنفسية) بمختلف أنواعها احد أهم أسبابه بالإضافة إلى أسباب أخرى سنقوم بتفصيلها.

2- السعال المنتج:
وهو السعال المسبب بوجود مفرزات قصبية أو مخاط  لزج في الطرق التنفسية، ويكون هذا السعال كمحاولة لتنظيف الطرق التنفسية وإزالة هذه المواد منها.
 

animate

ما هي أسباب السعال ومحرضاته؟
كما ذكرنا سابقا فإن السعال هو عرض يتظاهر به مرض آخر، سنقوم الآن بتفصيل أسباب السعال حسب النوعين اللذين ذكرناهما[3]:

أسباب السعال الجاف
- التهاب البلعوم الفيروسي:

يعتبر أحد أكثر أسباب السعال الجاف شيوعاً، إذ يتظاهر بالإضافة إلى السعال بألم في البلعوم وجفاف في الحلق والفم والإحساس بوجود شوك في البلعوم بسبب الجفاف الذي يكون السبب الرئيسي للسعال، قد يترافق السعال في التهاب البلعوم الفيروسي بارتفاع في درجة الحرارة أحياناً.

- التحسس:
و هو من الأسباب المهمة للسعال الجاف ويحدث بعد التعرض إلى أحد المواد المحسسة حيث تسبب زيادة في افراز الهيستامين مسببة بالتالي تشنجاً قصبياً أو تشنجاً في الحنجرة وبالتالي يحدث سعال انعكاسي لدى المريض يكون جافاً وشديداً وتختلف هذه المواد المسببة للتحسس لكنها غالبا ما تكون روائح مخرشة مثل مواد التنظيفات أو غبار الطلع أو فراء الحيوانات.

- الربو:
يعتبر الربو من أهم الأمراض التنفسية، يتظاهر في شتى الأعمار وبشكايات مختلفة أهمها ضيق التنفس والإحساس بالحاجة للهواء والسعال الجاف الناتج عن التشنج القصبي الشديد خلال نوبة الربو الحادة.
لنوبة الربو عدة محرضات أهمها المحسسات التي تحدثنا عنها سابقاً وبعض الأدوية مثل حاصرات بيتا (وهي نوع من الأدوية يستخدم في علاج الضغط ونقص التروية القلبية) أو مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (مثل الفولتارين والبروفين) وأحياناً يكون السبب هو إيقاف علاج الربو بالبخاخات وإهماله  من قبل المريض.
تتظاهر نوبة الربو بالإضافة للسعال الشديد بتسرع التنفس والنبض وعدم القدرة على إتمام الكلام قد تترافق بألم صدري جداري.

- الأسباب الدوائية:
وهي من الأسباب النادرة للسعال الجاف لكنها موجودة ويجب ان تبقى دائماً ضمن خيارات التشخيص المطروحة.
أهم الادوية المسببة للسعال الجاف هي بعض الأدوية الخافضة للضغط (مثل مثبطات الانزيم القالب للانجيوتنسين ومنها دواء كابتوبريل ورامبريل) و يكون علاج هذه الحالة بإيقاف الدواء المسبب واستبداله بدواء آخر بعد استشارة الطبيب المختص.

- الحرقة المعدية:
قد يعتبر القلس المعدي المريئي من الأسباب الغريبة وغير المتوقعة للسعال الجاف ولكنه أحد أهم الأسباب.. إذ يكون لدينا مشكلة في بوابة المعدة أو نتيجة فتق في الحجاب الحاجز يؤدي إلى عودة الأطعمة المهضومة ذات الوسط الحامضي نتيجة مفرزات المعدة الى المري.. وعند استلقاء المريض -خاصة إذا استلقى بعد الطعام مباشرة- قد يعود قسم من تلك الأطعمة إلى البلعوم وتسبب تهيجاً في الحنجرة مما يسبب سعالاً جافاً يكون ليلياً غالباً.
من الأعراض الأخرى التي ترجح ان الحرقة المعدية هي السبب خلف السعال الجاف: رائحة الفم الكريهة.، تسوس الأسنان، القلاع الناكس.
ويكون الحل بعلاج السبب عن طريق الأدوية التي تستخدم لعلاج الحرقة المعدية مثل مضادات الحموضة ومثبطات مضخة البروتون (PPIs).

أسباب السعال المنتج
- ذات الرئة:

و هي التهاب جرثومي في الرئة يحدث بعد التعرض لبعض الجراثيم التي تستقر في الرئة أو القصبات.
نتيجة لذلك تحدث ردة فعل رئوية أو قصبية تؤدي إلى إفرازات قصبية في محاولة لإخراج السموم الجرثومية خارج الجسم، وتساعد الأهداب الموجودة في القصبات على اخراج تلك المفرزات مما يؤدي في النهاية إلى سعال منتج لقشع او مخاط لزج.
يختلف لون هذه المفرزات حسب نوع الجرثومة المسببة وحسب حالتها حيث يشير مثلاً لون القشع الأخضر الى وجود جراثيم حية فعالة أما القشع الأصفر فغالباً ما يشير إلى جراثيم ميتة أو في حالة مضعفة بينما يشير اللون البني والأسود الى وجود جراثيم أخرى نادرة.
يترافق السعال المنتج في ذات الرئة مع ارتفاع في درجة الحرارة وتعب ووهن عام بالإضافة الى إحساس ضيق في التنفس والحاجة للأكسجين.
يكون علاج هذه الحالة بالأدوية المضادة للالتهاب والمضادات الحيوية وقد تصل  بعض الحالات إلى درجة خطرة تتطلب المراقبة في المشفى والعلاج بالأدوية الوريدية.

- التهاب القصبات الجرثومي:
وهي حالة مشابهة للحالة السابقة التي تحدثنا عنها لكنها تختلف بمكان توضع الجراثيم حيث انها تستقر هنا في القصبات التنفسية مسببة سعالاً منتجا لقشع غزير والعلاج مشابه للحالة السابقة بالمضادات الحيوية.

- السل:
وهو يعتبر من التهابات الرئة الشديدة الناجمة عن نوع محدد من الجراثيم (المتفطرة السلية) وهي من الجراثيم الخطيرة وصعبة العلاج بالمضادات الحيوية الاعتيادية إنما تحتاج إلى العلاج بأدوية محددة لفترة طويلة قد تصل الى ستة أشهر.
يتظاهر السل بسعال شديد يكون جافاً في البداية ثم يتحول إلى سعال منتج لقشع سميك وفي بعض الأحيان يصبح القشع مدمى وممتزجاً بخيوط دموية ناتجة عن تخرب اقسام من الرئة والأوعية الدموية المحيطة بها.
بالإضافة إلى السعال يكون لدى المريض سوء حالة عامة شديد وارتفاع في درجة الحرارة مع ضيق شديد في التنفس.

- ابتلاع جسم اجنبي:
تحدث هذه الحالة غالباً عند الأطفال أو عند  الكبار عن طريق الخطأ.
وعند دخول هذا الجسم الغريب الى المجاري التنفسية تحدث ردة فعل شديدة و ازدياد في كمية الإفرازات في محاولة لإخراج هذا الجسم ولفظه خارجاً.
قد تترافق بعض الحالات بخروج قشع مدمى في حال سبب الجسم الأجنبي تخريش  وإصابة الأوعية الدموية الموجودة في الطرق التنفسية.

- أورام الرئة والقصبات:
تعد أورام الرئة من الأسباب الهامة للسعال المنتج، غالباً ما يكون القشع مدمى نتيجة تنخر الورم وتخريبه للأوعية الدموية المجاورة.
تترافق الامراض الورمية بضعف في مناعة الجسم مما يؤهب للإصابة بالجراثيم المختلفة و بالتالي حدوث التهابات رئة شديدة تكون بحد ذاتها سبباً لسعال منتج لقشع شديد.
من الأعراض الأخرى نذكر نقص الشهية ونقص الوزن الشديد وارتفاع الحرارة والتعرق الليلي الغزير بالإضافة إلى سوء الحالة العامة.

هناك الكثير من الوسائل التي تساعدنا على كشف  المرض الكامن خلف السعال سنذكر منها[4]:
- صورة الصدر الشعاعية البسيطة:
تعتبر من الوسائل التشخيصية الهامة حيث تظهر لنا الكثير من الإصابات والأمراض الرئوية بسرعة كبيرة حيث يمكن أن نشاهد فيها بعض الكثافات على الرئتين و التي قد تشير الى التهاب في الرئة (ذات رئة) أو وجود كثافات ورمية  او إلى وجود خراجات أو كيسات رئوية أو كثافات قد تكون ورمية بالإضافة إلى إمكانية وجود سوائل في الرئتين وكل هذه الأمراض قد تكون سبباً للسعال المنتج أو الجاف.

- فحص البلعوم:
حيث يمكننا عن طريقه رؤية البلعوم والحنجرة واللوز وتقييم فيما اذا كان هنالك التهاب أو احتقان في البلعوم قد يشير الى التهاب فيروسي أو إلى وجود قيح على اللوزتين تشير الى التهاب لوز جرثومي قد يكون سبباً للسعال بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة.

- اختبار وظائف الرئة:
وهو من الفحوص التي يقوم بها الطبيب المختص لتقييم قدرة الرئتين ودرجة الأذية فيهما وتشخيص بعض الأمراض المسببة للسعال مثل الربو والداء الرئوي الانسدادي المزمن  (COPD) وبعض اّفات الرئة الأخرى.
 

يكون علاج السعال بعلاج المرض المسبب له  حيث يمكننا استخدام مهدئات ومثبطات السعال فقط في السعال الجاف أما في السعال المنتج للقشع فمن الخاطئ استخدام مثبطات السعال لأنه وكما ذكرنا يكون هدف هذا السعال إخراج هذه المواد الضارة خارج الطرق التنفسية وبالتالي إيقاف السعال سيكون ضاراً إذ سيبقي هذه المفرزات في الداخل، ويكون الحل في هذه الحالات باستخدام الأدوية الحالّة القشع و البلغم لتسهيل إخراج هذه المفرزات.
كما يكون علاج التهابات الرئة الجرثومية بالمضادات الحيوية بعد استشارة الطبيب لوصف الأدوية المناسبة.
وفي الحالة التي يكون فيها الربو هو السبب خلف السعال فيكون العلاج باستخدام البخاخات التي يقوم بوصفها الطبيب المختص و الالتزام بها.

 

تعتمد الوقاية بشكل أساسي على تجنب العدوى الفيروسية والجرثومية والابتعاد عن الأشخاص المصابين بهذه الأمراض وعدم استخدام أدواتهم.
يجب علينا بالإضافة إلى ذلك تجنب أسباب تخريش الحنجرة والطرق التنفسية مثل استنشاق المنظفات والتدخين.
وبهذا نرى أن السعال يعتبر من أشيع الشكايات التي تواجهنا في حياتنا اليومية والتي يمكن أن تحمل خلفها الكثير من الأسباب غير المتوقعة، غالباً ما يكون علاج هذه الحالات سهلاً بعد معرفة السبب الكامن خلف السعال والتي ذكرنا معظمها في هذا المقال.
 

[1] مقال الدكتور Nancy Choi "كل شيء عن السعال وأسبابه" منشور في medicalnewstoday.com، تمت مراجعته في 5/7/2019.
[2] مقال R. Morgan Griffin "ثمانية أسباب لعدم تحسن السعال" منشور في webmd.com، تمت مراجعته في 5/7/2019.
[3] مقال Kati Blake والدكتور Daniel Murrell "ما هي أسباب السعال" منشور في healthline.com، تمت مراجعته في 5/7/2019.
[4] Dennis L. Kasper, Anthony S. Fauci, وآخرين، دليل هاريسون للطب HARRISON'S MANUAL OF MEDICINE.