الكلام البذيء في العلاقة الجنسية بين الزوجين

ما هي الكلمات التي يقولها الزوجان في العلاقة الجنسية؟ كيف تتعزز علاقة المتزوجين الجسدية ما بين البذاءة والإثارة؟
الكلام البذيء في العلاقة الجنسية بين الزوجين
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

التوافق الجنسي أمر حتمي، لأنه يعني الوفاء الجنسي من قبل طرفي العلاقة، بالتالي يجلب السرور والسعادة للحياة الزوجية، كما أنه حالة فريدة من نوعها، تعني العديد من الفوائد الجسدية والعاطفية لكلا الطرفين، وذلك من خلال تكييف وضبط الممارسة؛ لبناء علاقتك الجنسية مع شريك حياتك، ومنها استخدام الكلمات الفاحشة والبذيئة وربما الشتائم والسباب، فماذا عنها؟

لماذا يستخدم الأزواج كلمات سيئة أثناء ممارسة الجنس؟
ببساطة لأن الكثير من الناس يجدونها مثيرة! من جهة أخرى يجدها البعض شيئاً غريباً، كما يشعرون ببعض الحرج في الحديث عن الكلمات السيئة خلال ممارسة العلاقة الحميمة، فمن يحبها قد يتأثر فيصل إلى النشوة الجنسية بطريقة أسرع وأفضل من العادي، كما أن هذا ينطبق على كلا الجنسين.
إن بعض الأزواج لديهم رموز وكلمات مشفرة؛ للدعوة إلى ممارسة العلاقة الحميمة؛ من مبدأ أن الزوجين اللذين يستخدمان الرموز السرية بينهما (لا سيما أمام أطفالهم)؛ لديهم رضا أكبر من الأزواج الذين لا يفعلون ذلك، ويؤكد الخبراء والاختصاصيون النفسيون، أن الألفاظ النابية أثناء هزة الجماع أمر طبيعي أيضاً، وتمثل استجابة عاطفية لا إرادية من قبل بعض الناس عندما يبلغون هزات الجماع، حيث قد يقول الناس أشياء لا يدركونها تماماً، أو يمكن أن تكون هذه هي العادة؛ عندما يكونون متحمسين! لكن لماذا (يسب) البعض ويقولون كلمات بذيئة؟ لا توجد إجابة واحدة محددة، لكن الخبراء يقولون إن هناك بعض الأسباب وراء ذلك [1]:

- الكثيرون يتعلمون الكلمات البذيئة: فالشتائم هي لغة العاطفة، ويقول أستاذ علم النفس في كلية ماساتشوستس للفنون بالولايات المتحدة الأميركة؛ تيموثي بي جاي (Timothy B. Jay): "يستخدم كثير من الناس الكلمات البذيئة؛ كوسيلة للتعبير عن ولعهم بشريك الحياة، أو إيصال عاطفتهم ومقدار محبتهم لشريكهم"، فوفق جاي: "على عكس التعبيرات الفطرية مثل النخر والبكاء والصراخ؛ فإن الشتائم هي شيء نتعلم القيام به أثناء تطورنا، وإذا كنت قد نشأت في منزل تم حظر الكلمات السيئة فيه؛ ربما لن تتعلم كيفية استخدامها للتعبير عن مشاعرك الانفعالية، سواء كانت جيدة أم سيئة".. وبدلاً من ذلك ، تستخدم كلمات تراقبها حتى لا تكون بذيئة، وعلى ذلك فإن هذه الكلمات هي ما تعلّمته عندما سمعتها في الشارع أو  من خلال الأفلام مثلاً، ويقول جاي: "ربما هي جزء من معجمك كشخص بالغ، ولذا رغم أنها كلمات سباب وشتم بذيء؛ فقد تستخدمها عندما تشعر ببلوغ النشوة الجنسية بشكل طبيعي مثل الأنين، لأنها في الواقع استجابة مشروطة" إذاً قدرتك على قول كلمات بذيئة ليست فطرية، بل عليك أن تتعلم كيف تقولها.

- تركيبة الإنسان تلعب دوراً في إطلاق الشتائم: من المهم الإشارة إلى أن "الجنس والشتائم مرتبطان بنفس الجزء من الدماغ البشري"، كما يقول متخصص علم الأعصاب والطب النفسي؛ دانييل ألميدا (Daniel Almeida)، ويضيف: "الشتائم هي شيء نتعلم القيام به، بمجرد أن يفهم البشر الكلمات البذيئة، فإن غريزة قولها.. تأتي من نفس المكان الذي نشعر به بالنشوة الجنسية"، حيث تشير الأبحاث إلى أن الشتم ربما موجود في بنى دماغية ليست كتلك التي نستخدمها في اللغة العادية، ويشرح ألميدا ذلك بالقول: "من المحتمل أن تكون الشتائم، في جزء أعمق من الدماغ، يعرف باسم الجهاز الحوفي"، وهو جزء من الدماغ يتحكم في غرائزنا وعواطفنا، وداخل الجهاز الحوفي توجد منطقة أصغر من الدماغ؛ تعرف باسم ما تحت المهاد، وعندما تصل الذروة الجنسية، فإن منطقة ما تحت المهاد تطلق الإندورفين (Endorphins) وهي مجموعة هرمونات لها مفعول مسكن للألم، فما تحت المهاد (مركز التحكم بالذروة) هو المكان الذي تأتي منه غريزة الشتم والسباب، بمعنى أنك عندما تصل إلى النشوة الجنسية، قد يكون لديك الرغبة في قول الكلمات البذيئة.

- الكلمات البذيئة تضاعف المشاعر: مثل النشوة الجنسية تماماً، حيث يمكن أن يجعل إطلاق الشتائم والكلمات البذيئة؛ شعورك جيداً أيضاً، وتقول مؤلفة كتاب (الشتائم جيدة لك) [2]، الدكتورة إيما بيرن (Emma Byrne): "السباب يعزز مشاعرنا، مهما كان نوعها"، لأن الشتائم هي عبارة عن "تكثيف عاطفي"؛ يستخدمه الإنسان في المواقف السلبية والإيجابية، بما في ذلك الجنس، وتقول بيرن: "تزيد الشتائم معدل ضربات القلب ودورات الأدرينالين في نظامك العصبي، لذا.. إذا كنت تشعر بالقلق والسعادة؛ على حد سواء، فإن الكلمات البذيئة والشتائم ستضاعف هذه المشاعر"، بالنتيجة.. قول الكلمات البذيئة أثناء ممارسة الجنس أمرٌ طبيعي جداً، وإذا كنت من الأشخاص الذين يحبونه "فيجب عليك الصراخ بأعلى صوتك".

animate

كيف تقول كلاماً بذيئاً في غرفة النوم؟
قلنا أن الكلمات البذيئة والشتائم؛ نادرة الاستخدام وممنوعة في قاموس الشخص الذي نشأ في بيئة محافظة، رغم إمكانية تعلمها عندما يصبح بالغاً، نظراً لأهميتها كما تابعنا أعلاه! ونقوم هنا بتسليط الضوء على شيء يستحق النقاش، خاصة إذا كان الزوجان يشعران بالغضب حيال شيء ما؛ صحيح أو خطأ في فراش الزوجية، والقصد هل من المناسب الشتم وقول الكلمات البذيئة؛ بصوت عالٍ حول هذه الأشياء، بدلاً من السماح للصمت والظلام بإذكاء الغموض والخلاف الزوجي؟!
وفقط للتوضيح، أنا لا أتحدث عن استخدام لغة سيئة؛ بنيّة توبيخ الشريكين لبعضهما، أو عندما يريد أحد الزوجين القول بأنه غير مرتاح في العلاقة، بل الحديث هنا؛ عندما يجد الزوجان استخدام اللغة المبتذلة مثيرة، وتزيد من شدة اللقاء الجنسي، لكن بمراعاة بعض التفاصيل المتعلقة بالكلمات البذيئة بين الزوجين كما يلي:
- مراعاة روح وسياق هذه المحادثات: عندما يتم استخدام كلمة بذيئة؛ حتى ما يعتبره معظم الناس بشكل عام كلمة "فاحشة"، في سياق العلاقة الجنسية العاطفية بين الزوج والزوجة، وضمن قدسية وخصوصية حبهما، فإن البعض يقول بأن هذا لا يضرّ لأي شخص أو أي شيء، خارج هذه العلاقة، لكن يجب مراعاة المناسبة التي تُقال بها هذه الكلمات، ووجود الأطفال أو حتى الأصدقاء البالغين، فلا يمكنكما قول الكلام البذيء في حضرة كبار السن أو الأطفال!

- إذا كنت أنت وزوجتك تعانيان مع المسألة المتعلقة ببعض الكلمات الفاحشة أثناء ممارسة الجنس؛ فلا بد من استشارة متخصصة، أو التحدث بكل صراحة حول هذا الموضوع، فقد لا تحب الزوجة قول مثل الكلمات أو العكس، أي أن الزوج يجدها غريبة وقبيحة، عندما تخرج من فم زوجته، مما يؤثر بشكل سلبي على علاقتكما الزوجية بالعموم.

- لا تلم نفسك إذا استخدمت كلمات بذيئة أثناء ممارسة الجنس ووجدتها مثيرة: فمن الجيد البحث عن أشياء جديدة؛ تضفي الإشراق على علاقتك الجنسية، لكن ليس من المفيد إطلاقاً أن تتعثر وتبدأ بإلقاء اللوم على نفسك.

- إذا كنت ترغب في التوقف عن استخدام كلمات فاحشة معينة: فابحث عن التعبيرات والكلمات البديلة، التي يمكن أن تثير نفس القدر من الإثارة، حيث قد يكون من المثير؛ أن تخبر زوجتك عما تريد فعله أثناء الجماع، بكلمات وصفية بعيداً عن الكلمات البذيئة.

- إذا لم تعتد على التحدث أو إصدار أي صوت عند بلوغ النشوة وأثناء ممارسة الجنس: فقد يبدو أن الوصف أكثر حرجاً لكما، أو يشتت انتباهكما خاصة في البداية، كما أن الصمت التام أثناء ممارسة الجنس أمر محبط، لكنه ضروري في بعض الأحيان وفي ظروف معينة، حتى لا تتعرض خصوصيتكما للمخاطر، أو في حال كانت غرفة نوم الأطفال قريبة جداً من غرفتكما.

في النهاية.. قد يكون موضوع الكلام البذيء بين الزوجين؛ من أسباب عدم التوافق الجنسي مع عدد من الأشياء الأخرى، مثل التفضيلات الجنسية المختلفة، أو الإحراج البدني، كذلك مستويات الرغبة الجنسية المختلفة، والإيقاع المختلف بين الزوجين، فما رأيك؟ شاركنا من خلال التعليق على هذا المقال.

المراجع