الصداقة بين الكنة والحماية "كيف تصبح الكنة والحماة صديقتان؟"

كيف تتعامل الكنة مع حماتها؟ أسباب مشاكل الحماية والكنة وحلول لتعايش سعيد بين الكنة والحماة، كيف أجعل حماتي تحبني؟ كيف يمكنكِ كسب صداقة كنتك أو حماتك؟
الصداقة بين الكنة والحماية "كيف تصبح الكنة والحماة صديقتان؟"

الصداقة بين الكنة والحماية "كيف تصبح الكنة والحماة صديقتان؟"

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

من أكثر الجدليات في الحياة الاجتماعية؛ خلافات وصراع ومشكلات (الكنة والحماة)، على الرغم من قدرة هاتين السيدتين على العيش في وئام، إلا أن الشائع هو علاقة متوترة بينهما، حتى أنك كثيراً ما يمكن أن تتخيل الموضوع كحرب باردة، تبعث جواً مشحوناً متوتراً كلما اجتمعتا معاً؛ دون أو تنشب معارك فعلية! دعنا نناقش الأسباب والحلول الممكنة لمشكلات الكنة والحماية، وكيف يمكن أن تكوني صديقة لكنتك، أو كيف تكون حماتك بمقام والدة ثانية لك.

منبع وأسباب خلافات وصراع الكنة والحماة
لطالما سمعت النساء المحيطات بي يتحدثن إلى أي فتاة يتقدم رجل لخطبتها، أن تنتبه لطريقته في التعامل مع والدته، لم أكن أفكر كثيراً بهذا التفصيل، لكن لفتني بمناسبة الحديث عن الكنة والحماية؛ موضوع دراسة [1] حول تطور سلوك الطفل الخارجي! ما يهمنا من هذه الدراسة أن الأولاد (الصبيان) يحتاجون أمهاتهم، لأنه ومن خلال الرابطة مع الأم؛ يتعلم الصبي الدروس التي سيحتاجها كرجل بالغ فيما بعد، حيث يتعلم حقيقة الحب من خلال نظرتها وحنانها وكيفية اعتنائها به، بعبارة أخرى المرأة (الأم) هي من تصنع رجلاً، والأدق الرجل اللطيف، ولا بد أنكن جميعاً سيداتي توافقن معي على ذلك؟!

الصبي ينمو ويكبر ويستقل عن والدته ويصبح رجلاً لكن هذه الرابطة السرية تبقى، حتى أنها غير قابلة للانقطاع، لكنه يستقل عن أمه ويكون الرجل الذي ربّته ليعيش حياته ويكوّن أسرته، وهنا قد نكون اقتربنا من لمس طرف الخيط لمنبع مشكلات الحماية مع كنتها، ربما تمثل هذه المرأة (الشابة) التي تأخذ الابن من الأم (أو تخطفه كما تتخيل الأم ذلك، فهو ليس قانون كوني ثابت)، لكن هذا الانفصال ضروري أيتها الأم وأنتِ تعلمين ذلك جيداً! وفي لحظة تعرّف ابنك على شريكة حياته، قد تبدأ لديكِ كأم للعريس؛ مشاعر الرفض لها.

هنا يأتي دور الكنة كمنبع للمشكلات مع حماتها، ففي بعض الأحيان تشعر الزوجة بأن والدة زوجها تمارس الكثير من التأثير على ابنها، حتى أنها يمكن أن تشعر بنوع غريب من الغيرة أو الإحساس بالخيانة! لأنها تريد قلب زوجها ومحبته كاملة لها فقط! فتبدأ مشكلة أكبر إذا كان الابن لا يزال مرتبطاً بأمه!
 

animate

لنكن صريحين.. قد لا تعرف الكنة أو الحماة منبع وسبب المشكلة الحقيقي بينهما، لكن الصراع يحصل منذ يوم الزفاف!... وهذه بعض أنماط السلوك والتصرفات غير المرغوبة من قبل الحماية، والتي يمكن أن تسبب مشكلات وصراع لا نهاية له مع الكنة [2]:
1- تطالب الحماية ابنها بأن تكون أولوية في حياته قبل زوجته، رغم علمها بأنه مجرد تزوج تصبح كنتها هي الأولوية، وعليها الاستعداد لهذا الأمر المحتوم.

2- أن تدعم الحماية حجج ابنها في خلافاته مع زوجته.

3- أن تتدخل الحماة بترتيب بيت ابنها وإعادة توزيع ديكور اختارته كنتها.

4- تدخل الحماية في طريقة لباس كنتها.

5- دخول الحماية إلى غرفة نوم الكنة دون طرق الباب أو الاستئذان.

6- تقديم مشورة غير مرغوب بها.

7- توقع الحماية أن يتدخل ابنها لصالحها في خلاف ينشب بينها وبين زوجته!

8- تصرف الحماية بسلبية، فتلعب دور الضحية لتستدر عطف ابنها.
 

الحماية في علاقة صداقة ومحبة مع الكنة.. أمر ليس مستحيل؛ كيف تتعاملين مع زوجة الابن لتكوني جماية عظيمة؟
القاعدة الأساسية لتكوني حماة جيدة هي التوقف عن انتقاد الكنة، ويجب عليكِ كحماية أن تتجنبي خضوع ابنك لامتحان الاختيار بينكِ وبين زوجته، وفي غياب الحاجة الحقيقية كي تساعدي ابنك وكنتك؛ عليك الالتفات إلى حياتك وترك الزوجين الشابين يؤسسان حياتهما على طريقتهما، فلا تتدخلي أو تقدمي النصح والمشورة دون أن يطلبا ذلك، كما أن هناك تفاصيل عليكِ أن تنتبهي إليها [3] [4]:

1- يجب أن تعلمي أن الكنة تعيش في بداية مرحلة الزواج، حالة من عدم الاستقرار وربما الشك وعدم اليقين بالأمان، ريثما تنطلق في حياتها الجديدة مع زوجها، وأهم نقطة هي الاحترام وأخذ مسافة عن حياة الثنائي.

2- التعامل مع الكنة كواحدة من بناتك وأنها لم تعد غريبة بعد زواجها من ابنك، ولا تتعاملي مع الكنة كضيفة في منزلكِ، حاذري هذا السلوك.

3- فكري قبل أن تتصرفي، وتذكري حياتك عندما كنتِ عروساً شابة.

4- تذكري عيد ميلاد الكنة واحتفلي مع بإنجازاتها الشخصية.

5- لا تتحدثي بشكل سلبي عن الكنة أمام الآخرين، وكوني أكبر داعم ومشجع لها في حضورها وغيابها.

6- لا تقفي إلى جانب ابنكِ في خلافاته مع زوجته.

7- كوني متاحة متى احتاجت إليك الكنة، لكن حافظي على الحدود ولا تتدخلي في شؤون منزل ابنك.

8- اقضي وقتاً خاصاً مع كنتكِ في التسوق والزيارات وتجمعات النساء من الصديقات والقريبات... وغيرها من النشاطات المنزلية التي تستمع كنتكِ بممارستها معك، فلا تفرضي عليها إعداد المحاشي أو الكبّة في يوم عيد زواجها مثلاً!

9- إذا أعطاكِ ابنك وزوجته مفتاحاً لمنزلهما؛ فلا تستخدميه إلا عند مطالبتك بذلك أو في حالات الطوارئ أو سفر الزوجين.

10- لا تزوري ابنك وكنتك دون الاتصال أولاً.

11- لا تفترضي أنك مدعوة دوماً وفي كل رحلات وإجازات عائلة ابنك، كما لا تتوقعي دعوتك إلى كل حفلة ومناسبة اجتماعية يقيمانها في منزلهما.

12- عندما تكون الكنة حاملاً؛ لا تتدخلي إلا إذا طلبت منك ذلك، سواء في الإعداد لقدوم الطفل أو الولادة في المستشفى، فبمجرد أن تصبحي جدة؛ ستحدد علاقتك مع كنتكِ مدى ارتباطك وقربك من الأحفاد، لذا كوني حريصة وحذرة في بناء علاقة ودية مع زوجة ابنك.
 

عبارات يجب ألا تقولها الكنة للحماية 
هناك عبارات وكلمات لا يمكنك أن تقوليها لحماتك، فمهما كانت درجة انزعاجك من تدخل حماتك في شؤونك؛ لن يكون تدخلها مزعجاً بقدر قولك لبعض العبارات المزعجة وغير المحسوب لها في وجهها، فتخيلي الموقف على والدتك! هناك أشياء لا يجب أن تقوليها لحماتك مثل [5]:

- تفضلي البيت بيتك وقتما تشائين: هذه العبارة هي وعد لا يمكنكِ تحقيقه، جميعنا نعلم ذلك، فلو قلتِ لحماتك البيت بيتك، ثم بدأ تدخل حماتك في تفاصيل حياتك، سيكون من الصعب عليك التراجع، وستبدأ المشكلات بينك وبين زوجك، لذا كوني واضحة ومحددة وصريحة منذ البداية، واحتفظي بالحدود المناسبة لحياتك مع زوجك وعائلتك سواء مع أهلك أو أهل زوجك.

- أنا لم أطلب رأيك: لا يمكنك أن تكوني مزعجة بكلامك لحماتك.. إلى هذا الحدّ! قد تقولين هذه العبارة لوالدتك أحياناً! وقد تتقبل منك هذه الفظاظة لأنها معتادة على طبعك وطريقتك في التعبير عن غضبك، لكن لا يمكنك أن تقولي ذلك لحماتك، بل ناقشي زوجك فيما يزعجك في تدخلات أمه بتفاصيل حياتكما، لأنه قادر على انتقاد أمه؛ بأن هناك بعض الأمور التي تستطيعون حلّها بنفسكما دون تدخلها، وأنكما ستطلبان نصيحتها ومشورتها في بعض الأمور، لكن ليس في كل تفاصيل حياتكما.

- لماذا لم تقومي بتعليم ابنكِ!: ما الذي تتخيلين أن تقوله حماتكِ لو اتصلتِ بها لتقولي لها: لماذا لم تعلمي ابنك كيفية ترتيب أغراضه الشخصية!؟ ستدافع عنه بكل تأكيد، لن تأتي ضد ابنها من أجلك! وخصوصاً لو كانت لهجة حديثك معها مشوبة ببعض الغضب، وفي النهاية أنت وزوجك مسئولان عن حل مشاكلكما الشخصية، فأنت لن تطلبي من حماتك ألا تتدخل في شؤنكما، ثم تسألينها أو تلومينها على كيفية تربية ابنها الذي أصبح زوجك الآن!

- اشعر براحة أكبر مع عائلتي: لكن عائلة زوجك هي أيضاً عائلتك، وعندما قررتِ الزواج فأنتِ مدركة تماماً لهذه الحقيقة، لا يمكنك فصل حياتك وعائلتك بين أهلك وأهل زوجك، فالمصاهرة صيغة عريقة للعلاقات البشرية، ويمكنك إيجاد حلول مشتركة مع زوجك لكيفية قضاء الوقت مع عائلة كل منكما، خلال المناسبات والأوقات الملائمة لكل الأطراف، حتى لو كنتِ تشعرين بالراحة أكثر مع أهلك فإن لعائلة زوجك حق عليكِ أيضاً.

- أريد أن أرث منكِ..: تخيلي أن تتحدثي في رغبتك بميراث حماتك أمامها وبشكل مباشر، على الرغم أنه ليس من حقك أن تقولي شيئاً حول ميراث حماتك حتى أمام زوجك، لأن ذلك يعطي معنى لئيم حول رغبتك الدفينة بوفاتها! 
هناك الكثير من العبارات الغريبة التي قد تقولها الكنة لحماتها مثل: "تحدثي مع بناتك من أجلي حول.. كذا"، ولن تقف حماتك معك ضد بناتها! أو أن تقولي لها: "لا تخططي لرؤية الأطفال كل الوقت.. "، يا له من كلام قاسٍ فأنت ربما تريدين وضع الحدود وتنظيم وقتك وحياتك ونشاطات عائلتك، لكن لا يمكنك أن تكوني فجة لهذا الحد، نعم عليك أن تكوني واضحة منذ البداية مع زوجك أولاً حول ما تحبين وما تكرهين وكيف يمكنكما تنظيم حياتكما معاً، وهو سيجد طريقة للتفاهم مع والدته حول حدودكما.

قبل ختام مقالنا نتذكر ما قالته الأخصائية النفسية ميساء النحلاوي في رد على شكوى مريرة من إحدى صديقات الموقع؛ تتحدث فيها بإسهاب حول غربة الكنة مهما كانت إنسانة جيدة؛ بين أفرد عائلة الزوج، بسبب الحماية (وهو أمر لا يمكن تعميمه بالطبع)، تقول خبيرة حلوها: "علاقة الحماة بالكنة حساسة، لكن الكنة الذكية هي التي تجد طريقاً إلى قلب حماتها من خلال:
- معرفة ما الذي تحبه.
- اسأليها عن طفولة زوجك.
- لا تشتكي من تصرفاتها لزوجك.
- لا تجيبيها أبداً مهما استفزتك بكلامها وتصرفاتها.
- اصبري من أجل زوجك وكي لا تتأثر علاقتكما بأي مشاكل مفتعلة.
كما عليك أن تكوني ذكية في تعاملك مع جميع أفراد عائلة زوجك، ثم انتقلي مع زوجك للعيش في شقه مستقلة عندما تستقر أوضاعكما المادية، مع المحافظة على العلاقات الطيبة مع أهله قدر الإمكان
".

في النهاية.. يجب أن تقبل الأمهات أن أبنائهن الآن رجال بالغون وأزواج، وهذا يعني أن الأم يجب أن تخضع إلى حد ما، لسلطته في منزله ولا تسعى أبداً للتأثير على خيارات أسرته، والأهم من ذلك ألا تتذرع الحماية بكنّتها كسبب لشن حرب تحاول من خلالها استعادة رابط لم ينقطع أصلاً بينها وبين ابنها، فلو اختارت الأم أن تكون صديقة لهذا الرجل المستقل الذي هو ابنها؛ ستظل مكانتها أساسية لدى هذه العائلة الجديدة، ما رأيك؟ شاركنا من خلال التعليقات.
 

[1] دراسة Pasco Fearon وآخرين "تطور سلوك الطفل الخارجي 2010" منشورة على موقع onlinelibrary.wiley.com، تمت المراجعة في 07/01/2020
[2] مقال Kristen Mae "السلوكيات الشريرة للحماية" منشور على موقع scarymommy.com، تمت المراجعة في 07/01/2020
[3] مقال Susan Adcox "كيف تكونين حماة جيدة" منشور على موقع verywellfamily.com، تمت المراجعة في 07/01/2020
[4] مقال Michelle Cox "كوني الحماية التي تحلم بها" منشور على موقع focusonthefamily.ca، تمت المراجعة في 07/01/2019
[5] مقال Rachel Rabkin Peachman "أشياء لا تقلها لحماتك أبداً" منشور على موقع womansday.com، تمت المراجعة في 23/12/2019