تقوية الروابط الأسرية والتخطيط للأسرة النموذجية

نصائح تقوية الروابط الأسرية، كيف نصل إلى الأسرة النموذجية؟ وما هي الجوانب التي يجب الاهتمام بها لتقوية الروابط الأسرية وتعزيز الاستقرار الأسري؟
تقوية الروابط الأسرية والتخطيط للأسرة النموذجية

تقوية الروابط الأسرية

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

هل تشعرون بأنكم نادراً ما تجدون وقتاً مخصصاً لعائلتكم وأطفالكم؟ للأسف إنه أمر شائع للغاية وخاصةً بين العائلات التي يعمل فيها الأب والأم طيلة النهار؛ لكن لا داع للقلق والتوتر أعزاءنا القراء، ففي بعض الأحيان يمكن للصورة الكبيرة ومشاغل الحياة أن تلهينا عن التفاصيل الصغيرة التي تعزز الروابط الأسرية وهذا الأمر بسيط حقاً، حيث يمكنكم أن تضعوا خطة بسيطة تتألف من بعض الأهداف لتحسين علاقتكم مع أفراد أسرتكم، واليوم سنساعدكم في وضع هذه الخطة خطوة بخطوة، فتابعوا معنا هذا المقال.

الصحة البدنية والوضع الاقتصادي
هنالك العديد من المجالات التي يمكنكم العمل عليها وتحسينها في حياتكم من أجل تحقيق الهدف الأساسي، وهو تعزيز الروابط الأسرية. ولعل أحد أهم هذه المجالات هو الجانب الصحي والمالي للأسرة، لذا سنتعرف معكم ضمن هذه الفقرة على أهمية تطوير وتعزيز الصحة البدنية والاقتصادية لأفراد الأسرة من أجل تحقيق الترابط والتوازن[1].

ضعوا أهدافاً صحيّة
هل تضطرين إلى إرسال أطفالك في بعض الأحيان إلى المدرسة دون إفطار؟ هل مر وقت طويل منذ أن لعبت مع طفلك كرة القدم آخر مرة؟ على الرغم من أن هذه الأمور تبدو سخيفة أو بسيطة للوهلة الأولى، إلا أنها تستطيع أن تقوم بتغيير كبير في حياتكم اليومية مع أطفالكم! إن الحفاظ على صحة العائلة ككل وصحة الأطفال بشكل خاص هي أحد الأهداف الأساسية التي تضعها أي عائلة ترغب في تقوية الروابط فيما بينها، لكن لماذا؟
عندما تضع أهدافاً صحيّة لك ولعائلتك، ستحرص على أن تكون هذه الأهداف جماعية كأن تخصص بعض الوقت لممارسة الرياضة المنزلية مع أطفالك، أو أن الخروج للمشي يومياً لبعض من الوقت مع جميع أفراد الأسرة، أو أن تأخذ أطفالك للعب كرة القدم في الحي أو في ملعب قريب، أو حتّى أن تحضّروا وجبة صحية في المنزل. قد تبدو هذه الأهداف بعيدة عن الصحة، إلا أنها تعزز من صحتكم وتقوي روابط أسرتكم في الوقت ذاته[2].

ضعوا أهدافاً اقتصادية
نعلم أنكم تتساءلون الآن عن العلاقة التي تربط الأمور المالية في المنزل بعلاقتكم مع أسرتكم! فكّروا في الأمر من زاوية أخرى، هل ستكونون قادرين على الاستمتاع بكل لحظة مع أسرتكم إن كان الوضع المالي في المنزل سيء؟ بالطبع لا، لأن هذا العامل ضروري وأساسي لتحديد قوة علاقتكم بالأسرة. 
إذاً ما الذي يجب علينا فعله؟ ننصحكم أعزاءنا القراء بداية بوضع خطة بسيطة لتنظيم نفقات الأسرة وبأن تضعوا أهدافاً مالية قصيرة وطويلة الأجل. نحن نعلم كم يبدو الأمر صعباً في البداية، إلا أن النتائج الرائعة التي ستحصلون عليها ستنسيكم كل هذا الوقت الذي ضاع في التخطيط والحسابات المالية. راقبوا نفقاتكم ودخلكم كي تصبحوا قادرين على التخطيط بشكل أفضل للقيام بنشاطات عائلية كالسفر أو شراء سيارة أو التسجيل في النوادي الرياضية، فهذه الأنشطة تتطلب بعض المال حتماً.

animate

التنظيم لتعزيز علاقتكم بالأطفال
هل تجدون صعوبة في تنظيم أمور حياتكم البسيطة؟ قد تنسون مساعدة أطفالكم في حل الوظائف المدرسية وقد تسهون عن موعد عمل مهم في يوم من الأيام، لكن ما السبب وراء كل ذلك؟ إنه الافتقار إلى الدقة والتنظيم! عندما تبدؤون بتنظيم حياتكم باستخدام المنطق ستلاحظون بأن هذه الأمور قد أصبحت من الماضي. تابعوا معنا هذه الفقرة لكي تعرفوا أكثر عن طبيعة هذه الأهداف[1].

ضعوا أهدافاً تنظيمية
هل تبحث عن مفاتيحك يومياً ولا تجدهم؟ هل أصبح جدولك الأسبوعي ممتلئ حتّى قبل أن يبدأ الأسبوع؟ هل تشعر بأن منزلك أصبح كتلة كبيرة من الفوضى ؟ إنها أدلة قوية على حاجتك لتنظيم حياتك! لا يمكنكم أعزاءنا القراء أن تعيشوا حياة سعيدة مع أطفالكم في ظل كل هذا الضغط والإجهاد الذي تمرون به، ولتخفيف هذا الضغط يتوجب عليكم وضع خطط تنظيمية لكل ما تفعلونه في حياتكم! 
إن رغبتم في ترتيب الخزائن واستبدال الثياب الشتوية بالصيفية قبل كل فصل، أو إن قررتم أخذ إجازة قصيرة للاستمتاع بالوقت مع عائلتكم، عليكم في كل الحالات أن تضعوا جدولاً تنظّمون فيه كل ما تخططون له! وعلى الرغم من أن هذا الأمر يمكن أن يستغرق بعضاً من الوقت، إلا أن نتائجه رائعة ومضمونة! حياة سعيدة مع عائلتكم بعيداً عن التوتر والقلق والضغوطات[3].

ضعوا أهدافاً منطقية
هل تظنّ أنه من الأفضل أن تقوم ابنتك بكل نشاطاتها مع أمها؟ هل تظنين بأنه من الصحيح أن يقوم ابنك بجميع أنشطته مع أبيه؟ نحن نعلم أن الوقت ضيق وأن العمل يأكل نصف حياتنا، إلا أن تقسيم المهام بهذه الطريقة هو خيار خاطئ حتماً! علينا أن نفكر بمنطقية أكثر، يجب على العائلة أن تمضي بعضاً من الوقت سوياً دون أن ينفرد الأب مع ابنه فقط أو الأم مع ابنتها وحسب.
يرتبط هذا الهدف بشكل مباشر بالهدف السابق، أي الهدف التنظيمي، لأنكم إن قمتم بتنظيم حياتكم بشكل جيد وفعّال ستتمكنون من حل هذه المشكلة حتماً، وستجدون وقتاً مشتركاً للعائلة بأكملها، كي تتشاركوا ببعض الأنشطة المسلية سوياً. يمكنكم أن تخصصوا 3 أو 4 ساعات أسبوعياً ضمن عطلة نهاية الأسبوع كي تجتمع العائلة مع بعضها وتقوموا بلعب بعض الألعاب العائلية المسلية.

كيف يمكننا تحقيق هذا التوازن لتعزيز روابط أسرية فعّالة؟
هل تلاحظون أن مستوى أطفالكم الدراسي يتراجع مع الوقت؟ أم أنكم تشعرون بأن أطفالكم منهكون من ضغوط الواجبات المدرسية وبحاجة إلى بعض الراحة؟ في كلتا الحالتين يمكننا القول بأنه لا يوجد توازن بين الجانب الأكاديمي والجانب الترفيهي في بيتك وبين أسرتك! لكن لا يوجد أي داع للقلق، يمكننا حل هذه المشكلة ببعض الخطوات البسيطة، تابعوا معنا هذه الفقرة لتعرفوا أكثر عن الموضوع[1].

تحقيق التوازن الأكاديمي
لا يمكننا أن نصل إلى التوافق والارتباط العائلي القوي إن كان بعض أفراد العائلة يعانون من المشاكل الأكاديمية، لأن هذا الأمر سيؤثر سلباً على الطاقة الإيجابية في المنزل بكل تأكيد. إذاً ما الذي يمكننا أن نفعله؟ ننصح الأهالي الكرام بوضع أهداف أكاديمية لمساعدة طفلهم على تحسين درجاته وزيادة ثقته بنفسه، وذلك عن طريق زرع حب التعلم فيه بدلاً من اتباع أساليب العقاب الشديدة. 
حاولوا أن تتواصلوا مع مدرسي أطفالكم في المدرسة دائماً كي تعرفوا مواطن قوتهم وضعفهم، حيث أنه لا يمكنكم أن تعملوا مع أطفالكم في خطة محكمة دون أن تعرفوا التفاصيل الضرورية عن حالتهم الأكاديمية في المدرسة. تبيّن الدراسات أعزاءنا القراء أن الحالة التي يعيشها الأطفال في المنزل تؤثر بشكل كبير على وضعهم الأكاديمي، لذا يتوجب عليكم خلق جو من الرعاية والدفء لأطفالكم كي يتمكنوا من تحقيق أهدافهم[4].

العمل على الرفاهية
إن كنت تظن بأن طفلك ليس بحاجة إلى بعض الساعات من اللعب أسبوعياً كي يحقق طموحاتك الأكاديمية بشكل فعّال فأنت حتماً مخطئ! من المهم جداً في سياقنا هذا أن تأخذ العائلة بأكملها عطلة لبضعة أيام، بعيداً عن التوتر والقلق والضغوطات المهنية والأكاديمية، فهذا الأمر في غاية الأهمية لتحقيق الترابط الأسري القوي.
ننصحكم أعزاءنا القراء بأن تضعوا خطة محكمة لإمكانياتكم المالية والأماكن التي ترغبون بالذهاب إليها مع عائلتكم لقضاء بضعة أيام سوياً، حيث سيساعدكم هذا الأمر في الوصول إلى حل مثالي يرضي الجميع بسهولة. خططوا لرحلتكم السنوية في وقت مبكر وأخبروا أطفالك بالوجهة التي ستذهبون إليها كي يتشجعوا أكثر لإنجاز مهامهم الأكاديمية قبل بداية العطلة.

كيف يؤثر الوقت الذي تمضيه مع عائلتك على ترابطك القوي معهم؟
إن كنت تعتقد بأن قضاءك لبعض من الوقت مع عائلتك في عطلة نهاية الأسبوع أو في الإجازة السنوية كفيل في تعزيز ترابط الأسرة فأنت مخطئ! يتوجب على أي عائلة أن تمضي وقتاً أطول مع بعضها، إلا أن هذا الأمر يصبح صعباً عندما يكون الأبوين مشغولين في حياتهما المهنية بشكل دائم. لذا سنقدم لكم حلّاً مثالياً لقضاء الوقت مع عائلتكم وتعزيز التناغم بينها بسهولة كبيرة، تابعوه معنا[5].

عقد الاجتماعات العائلية
ما الذي نعنيه بالاجتماعات العائلية وما هي آلية عقد هذه الاجتماعات؟ من المهم جداً عزيزي القارئ أن يشارك أطفالك في عملية صنع القرار داخل المنزل، مهما كانت هذه القرارات بسيطة ومهما كان أطفالك صغاراً. لكن كيف يمكننا تحقيق ذلك؟ ننصحكم أعزاءنا القراء بأن تخصصوا ساعة واحدة أسبوعياً لعقد اجتماع عائلي، تتناقش فيه الأسرة في جميع المشاكل التي حصلت معها خلال الأسبوع، كما يمكنكم أن تتحدّثوا عن بعض الخطط العائلية المستقبلية[6].

التعاون في إنجاز المهام المنزلية
لا يمكننا أن نحقق الترابط العائلي الحقيقي في الأنشطة المسلية والإجازات الترفيهية وحسب، بل يجب أن تشترك العائلة مع بعضها البعض في السراء والضراء! اجعلوا تنظيف المنزل وجلي الأطباق والتسوق اليومي وترتيب الملابس مهاماً مخصصة للعائلة بأكملها، فلا يجب أن تقتصر مهام كهذه على الأم فقط أو على الأبوين وحسب! 
إن إنجاز المهام المنزلية من قبل العائلة بأكملها قادر على تحسين العلاقة التي تربط أفراط هذه العائلة مع بعضهم البعض، كما أنه يعزز الشعور بالعمل الجماعي عند الأطفال. ننصحكم أعزاءنا القراء بوضع جدول أسبوعي لتوزيع المهام على أفراد العائلة أثناء الاجتماعات العائلية الأسبوعية، ولا تنسوا مكافأة أطفالكم بين الحين والآخر على تعاونهم.

كيف يمكنك تعزيز الروابط الأسرية من خلال دعمك لطفلك ولهواياته؟
هل تعلم بأن الجانب العاطفي والنفسي لطفلك له تأثير كبير على علاقته بالأسرة بأكملها؟ إن كنتم تبحثون عن التكامل الأسري وتعزيز الروابط بشكل فعّال بين أفراد العائلة، لا يمكنكم أن تهملوا هذا الجانب من حياة أطفالكم! تابعوا معنا هذه الفقرة كي تعرفوا أكثر بهذا الخصوص[6].

ادعم أطفالك أكثر
لا يمكن أن يشعر طفلك برابط قوي مع عائلته إن لم تؤمّن له جواً من الدعم النفسي والعاطفي الفعّال، لكن إن قمت بذلك فسنعدك بأن هذا الترابط القوي سيستمر مع طفلك مدى الحياة! شجع طفلك على تقديم الدعم لعائلته عن طريق تقديمك أنت للدعم له ولكافة أفراد الأسرة، فالطفل يقلّد أهله في كل شيء
علّم طفلك أن يشارك مع العائلة أخباره الجيدة والسيئة، وقدّم له الدعم والتعاطف في كلتا الحالتين، فهدفنا هنا أن يفرح كل فرد من أفراد العائلة إن قام أحدهم بتحقيق نجاح ما، وأن يتعاونوا معاً في حال لم تسير الأمور على ما يرام مع أحد الأفراد. 

شارك طفلك اهتماماته وهواياته
إن أحد أهم الصفات التي تتمتع بها العائلات القوية هي دعم الأهل لاهتمامات وهوايات أطفالهم. إن كان طفلك يهتم بكرة القدم أو بقراءة الكتب أو حتّى بالألعاب الالكترونية عليك أن تظهر له بعض الدعم والاهتمام! قم بمرافقة طفلك لبعض ألعاب كرة القدم المحلية أو شاركه حضور المباريات الدولية الهامة إن كان من محبي كرة القدم، وقم بشراء بعض الكتب التي يحبها له إن كان من محبي القراءة. الأمر حقاً في غاية البساطة، لا يتوجب عليك أن تتفق مع جميع اهتماماته، بل عليك فقط أن تدعمها.

في النهاية، تحدّثنا في مقالنا هذا عن أهم الأهداف والخطوات التي ننصحكم بالقيام بها كي تحققوا ترابطاً أسرياً قوياً مع عائلتكم. لا تنسوا أن تشاركونا آرائكم في قسم التعليقات.

  1. مقال، "10 أهداف عليك وضعها لعائلتك"، المنشور في موقع verywellfamily.com، تمت المراجعة في 19/8/2019.
  2. دراسة Jayne A.Fulkerson وMaryStory وباحثون آخرون (2006)، "تكرار وجبة العشاء مع الأسرة وتنمية المراهقين: العلاقات والأصول التنموية والسلوكيات الخطيرة جداً"، المنشورة في موقع sciencedirect.com، تمت المراجعة في 19/8/2019.
  3. دراسة Susan P.Cadzow وKenneth L.Armstrong سنة (1999)، "الآباء المتوترون والأطفال الرضع: إعادة تقييم لعوامل خطر الإساءة البدنية"، المنشورة في موقع sciencedirect.com، تمت المراجعة في 19/8/2019.
  4. دراسة Golda S. Ginsburg وPhyllis Bronstein سنة (1993)، "العوامل العائلية المتعلقة بالتوجه التحفيزي الداخلي والخارجي للأطفال والأداء الأكاديمي"، المنشورة في موقع onlinelibrary.wiley.com، تمت المراجعة في 19/8/2019.
  5. مقال، "كيف تقوي الروابط الأسرية؟"، المنشور في موقع verywellfamily.com، تمت المراجعة في 19/8/2019.
  6. دراسة Timothy G. Habbershon وJoseph H. Astrachan سنة (1997)، "ملاحظة بحثية: التصورات حقيقة: كيف تؤدي الاجتماعات العائلية إلى العمل الجماعي"، المنشورة في موقع journals.sagepub.com، تمت المراجعة في 19/8/2019.