فوائد الساونا للجسم وتأثير الساونا على الصحة
الساونا هي غرفة يتم تسخينها بين درجة 60 إلى 80 درجة مئوية بهدف الاسترخاء في حرارة جافة ولها فوائد لصحة القلب والأوعية الدموية وفوائد صحية أخرى أيضًا. في هذه المقالة عن فوائد الساونا سنتحدث عن أهم الفوائد للساونا على الجسم والبشرة والرئتين والدماغ وفوائد للعضلات وللرياضيين.
البقاء في غرفة الساونا لمدة لا تزيد عن 20 دقيقة يعود بالفائدة الصحية على الجسم ووظائفه الحيوية، حيث أن تعريض الجسم لهذه الحرارة الجافة يحقق عدة فوائد من أهمها: [1,2,3]
- تحسين صحة القلب والأوعية الدموية: يرتبط انخفاض مستويات الإجهاد عند استخدام الساونا بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ففي إحدى الدراسات التي أجريت في فنلندا أشارت النتائج إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون الساونا قد يكون لديهم خطر أقل للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. وأشارت الدراسة إلى أن المشاركين الذين استخدموا الساونا من مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع كانوا أقل عرضةً بنسبة 22 في المئة لموت القلب المفاجئ من الأشخاص الذين استخدموها مرة واحدة فقط في الأسبوع. أما الأشخاص الذين استخدموا الساونا من أربع إلى سبع مرات في الأسبوع كانوا أقل عرضةً للإصابة بموت القلب المفاجئ بنسبة 63 في المئة وأقل عرضةً للموت بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 50 في المئة من الأشخاص الذين استخدموا الساونا مرة واحدة فقط في الأسبوع.
- الاسترخاء: عندما يرتفع معدل ضربات القلب وتتسع الأوعية الدموية يحدث زيادة في تدفق الدم إلى الجلد ما يؤدي إلى تحسين الدورة الدموية في الجسم. عند استخدام الساونا يصبح الجهاز العصبي الودي أكثر نشاطًا بهدف المحافظة على توازن درجة الحرارة في الجسم وهنا تبدأ الغدد الصماء بالاستجابة. كما تعمل الحرارة على إرخاء العضلات مثل عضلات الوجه والرقبة ما يحقق الاسترخاء والراحة العضلية والجسدية بصورة عامة.
- تخفيف الآلام: يشعر الأشخاص بعد خروجهم من غرفة الساونا بالحيوية لأن الأوعية الدموية تسترخي وتتسع في الساونا ما يزيد تدفق الدم ويحقق تخفيفاً في التوتر على المفاصل والعضلات. وتقلل من الآلام المتلازمة مع التهاب الفقار اللاصق والتصلب وغيرها من الآلام الجسدية. ويجد البعض فائدةً أكبر عند دمج العلاج مع جلسات الساونا المنتظمة لتحقيق فائدة أكبر في تخفيف الآلام والأوجاع التي تسببها عدة أمراض صحية.
- تقليل أعراض الأمراض الروماتيزمية: في دراسة نشرت في عام 2018 تبحث في العلاقة بين الأعراض السريرية لمرض الروماتيزم وتأثير الخضوع لجلسات منتظمة في غرفة الساونا، خرجت الدراسة بأن الساونا تفيد الأشخاص الذين يعانون من أمراض الروماتيزم كالألم العضلي الليفي والتهاب المفاصل الروماتيدي والتهاب الفقار اللاصق وغيرها من الأمراض الروماتيزمية. حيث أنها ساهمت في تقليل ظهور أعراض تلك الأمراض للأشخاص الذين واظبوا على الجلوس في غرفة الساونا بشكل دوري أسبوعياً.
- تقليل أعراض التوتر والضغط النفسي: البقاء في غرفة الساونا والتعرض لدرجة الحرارة المرتفعة والجافة والذي يسبب الاسترخاء وزيادة تدفق الدم للجسم يعود بالنفع والفائدة على التخلص من التوتر والضغط العصبي والنفسي الذي يعاني منه الشخص. لذا ينصح باستخدام الساونا بشكل منتظم للتخلص من الضغوطات النفسية التي يحملها الشخص نتيجة تراكمات الحياة ومسؤولياتها.
للساونا فوائد على بشرة الإنسان وجلده نذكر منها ما يلي: [4]
- الساونا تجدد البشرة: الكولاجين هو البروتين الذي يمنح أنسجة وأعضاء الجسم القوة والمرونة. تعمل الحرارة في الساونا على تحسين إنتاج الكولاجين بالتالي تقوية وتجديد البشرة. كما تساعد الحرارة أيضًا على التخلص من خلايا الجلد الميتة ما يعزز نمو الخلايا الجديدة والصحية.
- التعرق وتطهير الجسم: التعرض للحرارة الموجودة داخل غرفة الساونا يسبب التعرق الشديد الذي له تأثير تطهير على المسام والغدد ويعتقد بأنه يقوم يطرد السموم والشوائب رغم عدم ثبوت هذا الادعاء علمياً إلا أنه معتقد سائد حول الساونا وتأثيرها في طرد السموم. لكن النتيجة هي الحصول على بشرة أكثر صحة وأقل عرضة لحب الشباب والرؤوس السوداء والبثور.
- الحصول على بشرة متوهجة: تؤدي درجة الحرارة إلى زيادة كبيرة في تدفق الدم وتنشيط الدورة الدموية. وهذا يمنح البشرة مظهرًا صحيًا ومنعشًا.
- المحافظة على رطوبة البشرة: تحفز الحرارة والتعرق الناجم عن الساونا الغدد الدهنية في الجلد وتقوم هذا الغدد على الحفاظ على ترطيب البشرة وتزييتها.
- تقشير البشرة: يعمل التعرق والحرارة على تنعيم البشرة الجافة ويساعد في إزالة طبقات الجلد الميتة. وعند القيام بفرك البشرة بشكل جيد بعد الساونا يتم الحصول على بشرة صحية ونضرة أكثر. ويعمل الجو داخل غرفة الساونا على تقشير البشرة بشكل صحي وطبيعي له أثر واضح على نضارة البشرة وصحة الجلد.
تفيد الساونا الجهاز التنفسي والرئتين عبر تقليل أعراض الربو! فالربو هو حالة صحية مزمنة تلهب وتضيق الشعب الهوائية بشكل متقطع في الرئتين مما يجعل التنفس صعبًا. قد يعاني الأشخاص المصابون بالربو من صفير أقل إذا كانوا يستخدمون الساونا بانتظام. كما تساعد الساونا على فتح المسالك الهوائية وتخفيف البلغم وتقليل التوتر.
وهنالك عدة أبحاث تقوم لإثبات علاقة الساونا ببعض البكتيريا والفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، حيث تمت ملاحظة الأثر الإيجابي للساونا في علاج نوبات الرشح والانفلونزا وغيرها من الفيروسات التي تسبب التهابات في القصبات الهوائية والتهابات في الحلق والرئتين ولكن حتى الآن لم يتم إثبات هذه الفرضية بشكل قاطع.
تعد الساونا أحد وسائل الترفيه والعلاج معاً، والرياضيون يحتاجون الساونا لما تقدمه لهم من فوائد كثيرة منها: [5]
- الساونا تساعد على الاستشفاء العضلي: زيادة تدفق الدم وحجم البلازما للعضلات والقلب نتيجة للجلوس في غرفة الساونا لمدة نصف ساعة تقريباً مما يعزز القدرة على التحمل إلى جانب زيادة كتلة العضلات.
- تحسين الأداء الرياضي: ان فوائد زيادة القدرة على التحمل واضحة لأن مستوى التحمل الخاص بالشخص يعمل كمقياس دقيق للعديد من جوانب الصحة العامة، بما في ذلك القلب. التكيف المستمر مع الحرارة يزيد قدرة التحمل لأنه يدفع الجسم للمحافظة على اتزان الحرارة الداخلية للجسم ما يحدث تحسناً واضحاً في الأداء الرياضي للشخص.
- تخفيف آلام العضلات بعد التمرين الرياضي: بعد التعرض لإصابة عضلية أثناء التمرين والشعور بعدم الراحة تبدأ العضلات بالضعف وهنا يأتي دور الساونا في تبطيء عملية تدهور العضلات من خلال العلاج الحراري للجسم الذي يقوي ويعيد نمو العضلات ما يقلل احتمال الإصابة بضمور العضلات.
- ارتفاع معدل العرق كوظيفة لزيادة التحكم في التنظيم الحراري: ويعتبر العرق أحد الطرق التي يتخلص فيها الجسم من السوائل والسموم الموجودة فيه.
- زيادة كفاءة نقل الأكسجين إلى العضلات: الساونا تؤثر بشكل إيجابي على الجهاز التنفسي وتدفق الأكسجين إلى الجسم وللعضلات بشكل خاص لدى الرياضيين ما يسرع الاستشفاء العضلي ويساهم في زيادة معدلات نمو العضلات في الجسم.
- زيادة تدفق الدم إلى العضلات الهيكلية والأنسجة الضامة الأخرى: حيث أن الجلوس في الساونا يزيد من بروتينات الصدمة الحرارية التي تعمل على زيادة نمو العضلات.
تدرس بعض الأبحاث علاقة الساونا وتأثيرها على الدماغ، حيث أن الساونا تعمل بالأشعة تحت الحمراء بناءً على الأدلة التي تم إنتاجها بالفعل تعمل على تعزيز أداء الدماغ القوي ونمو خلايا الدماغ الجديدة كما أن الأشعة تحت الحمراء تساعد في إصلاح الخلايا العصبية. [6]
جلسات الساونا تشكل عاملاً مؤثراً في التغذية العصبية المشتقة من الدماغ. من المعروف أن الإجهاد الحراري المقترن بالتمرين يزيد من إنتاج هذه التغذية العصبية أكثر من التمرين وحده. كما أنه يلعب دورًا في زيادة نمو خلايا الدماغ الجديدة ويساعد خلايا الدماغ الموجودة على البقاء.
تقوم الساونا بزيادة المرونة العصبية وهو أمر مفيد لتعلم المهام الجديدة وتحسين الذاكرة طويلة المدى. لذا يعتقد أن للساونا تأثيراً يعمل على تحسين التمارين من صحة الدماغ والحمية من الأمراض التنكسية العصبية.
تؤدي الساونا إلى تحسين إنتاج الهرمونات مثل norepinephrine والبرولاكتين وكذلك المساعدة في نمو المايلين وإصلاح الأعصاب. حيث يزداد هرمون Norepinephrine بمقدار 2-4 مرات أثناء التواجد في الساونا والذي بدوره يحسن التركيز والانتباه، ومن خلال الضغط الحراري يمكن تخزينه لاستخدامه لاحقًا أيضًا.
وهرمون البرولاكتين الذي يعزز نمو المايلين يقوم بعزل الألياف العصبية ويزيد من سرعة النبضات العصبية ما يساعد الدماغ على العمل بشكل أسرع. كما يعتبر عنصرًا مهمًا في إصلاح تلف الخلايا العصبية. ويرتبط كل من النوربينفرين والبرولاكتين بالأداء العقلي المتزايد.
تتأثر الحالات المرتبطة بالتوتر -مثل القلق- بالساونا لأنها تقضي على مسببات التوتر في الجسم وتقللها. كما أنن زيادة إفراز النوربينيفرين تمنع حدوث الاكتئاب، ويساعد العلاج الحراري بالأشعة تحت الحمراء أيضًا في زيادة السيروتونين والأوكسيتوسين والدوبامين أيضًا وهي الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالسعادة كما يتم تقليل الجلوكوكورتيكويد والأدرينالين المعروفين بهرمونات الإجهاد بشكل كبير أيضًا.