مخاطر تلوث المياه وطرق فحص المياه الملوثة بالمنزل

أسباب تلوث المياه، مخاطر المياه الملوثة على صحة الإنسان وخطورة تلوث المياه على البيئة، طرق فحص المياه الملوثة، وطريقة فحص تلوث المياه في المنزل
مخاطر تلوث المياه وطرق فحص المياه الملوثة بالمنزل

مخاطر تلوث المياه وطرق فحص المياه الملوثة بالمنزل

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

المياه هي أساس الحياة فكل شيء مرتبط بالماء ويحتاج إليه، وبالنسبة للإنسان فالماء ضروري للشرب والطهي والصناعة والزراعة والبناء والتنظيف والتعقيم، ويدخل الماء في كحاجة أساسية في جميع تفاصيل حياتنا، ولهذا يجب أن تكون المياه التي نستخدمها نقية ويجب أن نتأكد من نظافتها، فتلوث مصادر المياه التي نعتمد عليها يعود بأثره على مجمل حاجاتنا.

تتعرض مصادر الماء على اختلاف أنواعها من بحار ومحيطات ومياه جوفية لعدد كبير من العوامل التي تسبب تلوثها، ويكون غالباً إهمال الإنسان في التعامل معها هو المسؤول عن ذلك، فيحدث التلوث نتيجة لعدة أسباب: [1]

  • النفايات الصناعية: تقوم العديد من المصانع بالتخلص من نفاياتها في بعض من مصادر المياه السطحية كالأنهار، التي بدورها تصب في البحار وتسبب تلوثها، وتكون المخلفات الناتجة عن عمل تلك المصانع مواد كيميائية ومعدنية سامة تسبب ضرر كبير للبيئة والكائنات الحية.
  • مياه الصرف الصحي: حيث يكثر في الفترة الأخيرة إلقاء نفايات الصرف الصحي في مياه البحار الأمر الذي يُحدث تلوث كبير فيها ويحمل العديد من المخاطر سواء على الكائنات الحية البحرية أو حتى على صحة الإنسان، ذلك لأن مياه الصرف الصحي تحوي على أنواع بكتيريا تسبب أمراض خطرة جداً مثل الملاريا.
  • التسرب النفطي: وهو حدوث تسرب لأحد المشتقات النفطية إلى البحار بشكل غير متعمد من ناقلاته، أو من مخازنه في الموانئ أو الحقول الشاطئية، ويتسبب ذلك بحدوث كوارث بيئية تقضي على حياة الكثير من الكائنات.
  • الأسمدة والمبيدات الحشرية: على الرغم من فائدتها في حماية المحاصيل وزيادة إنتاجيتها، إلا أنها تحمل مخاطر كثيرة للبيئة وتسبب تلوث المياه، حيث تختلط تلك المواد مع مياه الأمطار التي تدفق إلى الأنهار والبحيرات وتلوثها.
  • الحرارة: تؤثر درجة الحرارة على المياه بآلية تدعى التلوث الحراري، فيها تنخفض مستويات الأكسجين الموجود في الماء عند حدوث ارتفاع كبير في درجة حرارته، مما يحدث ضرر على حياة الكائنات الحية المائية.
  • أنشطة التعدين: أحد أهم مصادر تلوث الماء، والتعدين هو عملية تكسير الصخور للحصول على بعض أنواع المعادن والفحم، وينتج من عمليات التعدين كميات كبيرة من المواد الملوثة للماء كالنفايات المعدنية والكبريتيدات.
  • إلقاء النفايات في البحر: إن اتخاذ البحار أماكن لرمي النفايات يجعل منه بيئة ملوثة تسبب أضراراً كثيرة لمختلف الكائنات الحية، حيث تحتاج بعض النفايات التي يتم تجميعها في البحر كالبلاستيك والزجاج والمواد المطاطية مدة تحلل تمتد من أسبوعين وقد تصل حتى 200 سنة.
animate

تحيط أهمية الماء بالإنسان بكل جوانب حياته سواء بالغذاء أو الصناعة أو التنظيف وغيرها، لذا فإن أي تلوث حتى لو كان بسيطاً سوف يَمُس حياته بطريقة ما وربما يسبب له أخطار كثيرة وأمراض منها: [2،3]

  • حمى التيفوئيد: وهو مرض تسببه بكتيريا تدعى السالمونيا التيفية، تنتقل إلى بعض الأشخاص عن طريق استخدام مياه ملوثة ببراز شخص آخر مصاب به، وتكون تلك المياه ملوثة بنفايات الصرف الصحي ومستخدمة مباشرة من قبل الإنسان أو منتقلة له بطريقة أخرى غير مباشرة كاستخدام نباتات تمت سقايتها بتلك المياه الملوثة، من أعراضه الغثيان والصداع وفقدان الشهية والشعور بألم في المعدة والأمعاء.
  • الإسهال: من أكثر الأعراض شيوعاً لاستخدام مياه ملوثة غير نظيفة، يكون سببه عدد كبير من الفيروسات والبكتيريا والطفيليات التي تحملها المياه الملوثة، تؤثر تلك الفيروسات والكائنات الأخرى على الأمعاء وتسبب تشكل براز مائي رخو والإصابة بالتهاب وتشنجات في المعدة، وعند إصابة الأطفال والرضع به يمكن أن يسبب لهم الوفاة نتيجة التجفاف الشديد.
  •  مرض الملاريا: الملاريا مرض معدي تسببه طفيليات تنتقل من خلال نوع معين من البعوض، فعندما تلدغ بعوضة شخصاً مصاباً بالملاريا فإنها تحمل العدوى لتنقلها لشخص آخر تقوم بلدغه، وإن المياه الملوثة تزيد من تكاثر ذلك النوع من البعوض مما يؤدي لتوسع انتشار مرض الملاريا بشكل كبير بسبب تلوث المياه، وهو مرض خطير من أعراضه الصداع وارتفاع درجة الحرارة وفي الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي للإصابة بفقر الدم وحتى الموت.
  • مرض الزحار: وهو مرض يتمثل بالإصابة بإسهال شديد مع خروج دم ومفرزات مخاطية، يترافق أيضاً مع حمى وغثيان وتشنجات في منطقة البطن، وتعد المياه الملوثة من أكثر الطرق التي ينتقل بها، غالباً تكون مدة الإصابة به أربعة أيام.
  • داء البلهارسيات: يتسبب بهذا المرض نوع من الديدان الطفيلية التي تدعى بلهارسيا والتي تعيش في المياه الملوثة، تنتقل إلى الإنسان عند حدوث أي تلامس مع تلك المياه، يظهر عند الشخص بعد تعرضه للإصابة طفح جلدي وحكة، وإذا لم تتم المباشرة فوراً بالعلاج فسوف تظهر أعراض أخرى أكثر خطورة، يكون منها حدوث آلام في العضلات والمعدة، كحة وسعال، وخروج دم مع البراز والبول، ويوجد احتمال للتعرض لنوبات صرع وحتى للشلل.
  • شلل الأطفال: سببه فيروس خطير يؤثر على خلايا الجهاز العصبي، يصاب به الأطفال دون سن الخامسة بشكل خاص ويصيب الكبار أيضاً ولكن بنسبة أقل، وهو مرض شديد العدوة ينتقل بشكل كبير عن طريق المياه الملوثة من فضلات شخص مصاب، تسبب المراحل المتقدمة من الإصابة بشلل الأطفال إعاقات جسدية وعقلية دائمة ويمكن أن تصل إلى الموت.
  • التسمم بالزرنيخ: الذي يمكن أن يتواجد في المياه الملوثة المعرضة لإلقاء مخلفات المصانع، وإن استخدام وشرب هذه المياه لمدة متواصلة من الزمن يؤدي للإصابة بتسمم الزرنيخ المتمثلة بظهور تغير في لون الجلد وآفات جلدية يمكن أن تتطور إلى سرطانات، بالإضافة لاحتمالية حدوث مشاكل في كل من الرئة والكلية والمثانة.

تلوث المياه يشكل خطراً شاملاً ينعكس على كل مكونات الحياة، فليس الإنسان المتضرر الوحيد من ذلك التلوث، وإنما البيئة أيضاً تعاني من أخطار متعددة نتيجة تلوث المياه:

  • قتل العديد من الكائنات البحرية النباتية والحيوانية نتيجة لاستنزاف الأوكسجين من ماء البحر، أو نتيجة التسمم بأنواع المعادن والنفط المتسرب إليها.
  • تسمم كائنات بحرية وبرية عن طريق السلسلة الغذائية، حيث تتغذى الأسماك الكبيرة على الأسماك الأصغر المتسممة من أحد ملوثات المياه، ثم ينتقل التسمم لعدة كائنات أخرى بحسب السلسلة الغذائية، كالطيور أو حتى إلى الإنسان أحياناً.
  • استنفاذ مصادر المياه النقية، فكلما ازداد تلوث مصادر المياه كلما قلت إمكانية الحصول على ماء صالح للاستهلاك.
  • اختلال التوازن البيئي نتيجة فقدان أنواع معينة من الكائنات التي كانت تلعب دوراً هاماً في السلاسل الغذائية.

تختلف الطرق المتبعة في فحص وتحليل الماء بحسب الطريقة التي سيستخدم بها، فتختلف طرق فحص مياه الشرب مثلاً عن طرق فحص مياه الري، ولكن يمكن بشكل عام تصنيف تلك الطرق إلى عدة فروع أساسية: [4]

  1. اختبارات البكتيريا والجراثيم: مجموعة من الاختبارات التي تهدف لمعرفة أعداد وأنواع البكتيريا الموجود في الماء، وبحسب النتائج يتم تحديد فيما إذا كان الماء مناسب للاستعمال أم لا، وإذا تبين وجود واحدة من أنواع البكتيريا المسببة للأمراض، مثل بكتيريا الإشريكية القولونية التي تعيش في أمعاء الثديات، يكون عندئذ الماء المفحوص ملوثاً غير صالحاً للاستعمال البشري، وهناك أنواع كثيرة لهذه الاختبارات بحيث تغطي جميع أنواع البكتيريا التي يمكن أن تتواجد في المياه الملوثة، وتخصص هذه الاختبارات في غالب الأحيان بفحص مياه الشرب لأنها مكلفة ولا تجرى إلا عند الضرورة.
  2. اختبارات وجود المعادن: تتواجد نسبة من المعادن في الماء الذي نستخدمه في المنازل بشكل غير مؤذي، ويكون له فوائد وآثار إيجابية على الصحة أحياناً، أما في حال زيادة نسبة إحدى أنواع تلك المعادن بشكل كبير كالكالسيوم أو الحديد، الزنك، النحاس، المنغنيز أو المغنيزيوم أو غيرها، يؤدي لضرر كبير على الصحة ويؤثر حتى على جوانب أخرى في الحياة المنزلية، فيسبب مثلاً انسداد أنابيب المياه في المنزل وتراكم رواسب المعدن في الغسالة وترك أثار بقع على الملابس، ويمكن أن يعيق أنشطة التنظيف المنزلي بسبب ظهور روائح كريهة في البيت، وبغرض تجنب التعرض لهذه الحوادث يتم إخضاع عينات من الماء الذي يضخ إلى المنازل لمجموعة اختبارات بهدف تحديد نسبة المعادن الموجودة فيها ومعرفة فيما إذا كانت تلك النسب مرتفعة.
  3. الاختبارات الكيمائية: تجرى مجموعة من الاختبارات لمعرفة نوع وتركيز المواد الكيمائية الموجودة في الماء عند الشك بحدوث تسرب كيميائي، كتسرب الأسمدة أو المبيدات الحشرية إلى المياه الجوفية أو تسرب النفط إلى البحار.
  4. اختبارات أخرى: كاختبارات فحص العناصر الكيمائية المشعة الملوثة للماء مثل الرادون والراديوم، أو فحوصات وجود المعادن الثقيلة في الماء كالزرنيخ والرصاص والزئبق، التي تكون خطرة جداً على صحة الإنسان.

توجد بعض الطرق التي يمكن أن تساعد باختبار جودة الماء في المنزل وخصوصاً مياه الشرب، وعلى الرغم من أن هذه الطرق لا تعد دقيقة بشكل كبير، إلا أنها تكون دليل أولي يمكن الاستفادة منه في الوصول لنتيجة في حال الشك بوجود تلوث ما في مياه المنزل: [5،6]

  • معاينة لون الماء: من خلال وضع الماء في كوب شفاف ومراقبة لونه الذي يمكن أن يدلنا على وجود صدأ في الأنابيب إذا ظهر بلون بني.
  • شم رائحة للماء: إن ملاحظة انبعاث رائحة من الماء تشبه رائحة البيض تكون ناتجة عن انطلاق غاز كبريتيد الهيدروجين مما يدل على تواجد بكتيريا في هذا الماء.
  • تذوق الماء: يمكن أن يظهر للماء طعم معدني عند تذوقه ويكون ذلك غالباً نتيجة الصدأ في الأنابيب، ويمكن أيضاً أن تظهر له نكهة مزعجة ناتجة عن ازدياد نسبة مواد التبييض والكلور المستخدمة لتطهير الماء، وإذا ظهر طعم للماء كره جداً عند تذوقه يجب بزقه بشكل فوري.
  • استخدام أدوات قياس جودة الماء: وهي مجموعة من الأدوات التي يمكن استخدامها منزلياً لاختبار الماء، ولها عدة أنواع بحيث يوفر كل نوع إمكانية إجراء اختبار معين، فمثلاً تقيس أشرطة الاختبار تركيز مادة كيميائية معينة في عينة من الماء وتستعمل لمرة واحدة، وتوجد أيضاً مجموعة الأقراص اللونية التي تستخدم من خلال تدوير القرص حتى يتطابق أحد ألوانه من لون العينة المفحوصة ومن ثم قراءة التراكيز للمادة الكيميائية الناتجة من على القرص، كما توجد أيضاً مجموعة من الأدوات الرقمية المحمولة التي تقيس جودة الماء من عدة نواحي وهي الأكثر دقة من بين تلك الطرق وأيضاً الأكثر تكلفة.

المراجع