أضرار ومخاطر التلوث البيئي

تعرّف إلى أضرار تلوث البيئة على صحة الإنسان والكائنات الحية والنباتات وأكبر مخاطر التلوث البيئي بأنواعه
أضرار ومخاطر التلوث البيئي
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

للتلوث البيئي الكثير من المخاطر التي قد تؤثر على حياة الكائنات الحية جميعاً على كوكب الأرض إضافةً إلى الضرر التي تعود به على الكوكب نفسه، فمن الضروري معرفة هذه الأضرار بشكل واضح لمعرفة مدى أهمية البحث في تلوث البيئة وكيفية إدارته والسيطرة عليه، فما هي الأضرار والمخاطر التي نتعرض لها نتيجة تلوث البيئة.

  1. حسب منظمة البنك الدولي يعتبر التلوث السبب الرئيسي الأول لحالات الوفاة المبكرة حول العالم، حيث يتسبب تلوث البيئة بموت 11 مليون إنسان كل عام، وهو أحد أهم عوامل أعباء المرض التي تتحملها الدول.
  2. يموت أكثر من 3 ملايين طفل أعمارهم أقل من 5 سنوات كل عام بسبب العوامل البيئية والتلوث.
  3. يكلف تلوث الهواء العالم حوالي 8.1 ترليون دولار أمريكي تعادل 6.1% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتعتبر الدول الفقيرة الأكثر تضرراً من ناحية الوفيات الناتجة عن التلوث والفاتورة التي تدفعها من دخلها القومي.
  4. الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ملوّثة معرضون أكثر للإصابة بسرطان الرئة بنسبة 20% مقارنة بمن يعيشون في مناطق أقل تلوّثاً.
  5. أكثر من ميلون طائر بحري و100 ألف حيوان من الثدييات البحرية تموت كل عام بسبب التلوث.
  6. ارتفعت درجة حرارة كوكب الأرض بمقدار 1.1 درجة مئوية مقارنة بما كانت عليه قبل عصر الصناعة، ويعتبر الاحتباس الحراري من أخطر نتائج التلوث البيئي على الكوكب.
  7. عام 2020 حصلت واحدة من أسوأ الكوارث البيئية بخسارة 1.7 مليون هكتار من غابات الأمازون في البرازيل، وارتفع معدل إزالة الغابات المطيرة في البرازيل في العام نفسه إلى 1499 هكتار شهرياً.
animate

يعتبر التلوث البيئية من أكبر التحديات الصحية التي تواجه الإنسان المعاصر، حيث يطال التلوث حاجات الإنسان الحيوية الأساسية من التنفس والطعام والشراب من خلال تلوث الهواء والماء والتربة، وأهم مخاطر وأضرار التلوث البيئي على الإنسان:

  1. أضرار تلوث الهواء على صحة الإنسان:

    تلوث الهواء يسبب وفاة ما يقارب 7 ملايين شخص كل عام حسب احصائيات منظمة الصحة العالمية، ومن الأضرار التي يسببها تلوث الهواء:
    • تهيج في الأغشية المخاطية: يوثر تلوث الهواء بشكل رئيسي على الجهاز التنفسي بشكل سلبي جداً، ففي حال التعرض للتلوث البيئي الناتج عن انبعاث المواد الضارة في الهواء على المدى القصير يتسبب في تهيج العين والأنف والحنجرة.
    • تفاقم أمراض الرئتين: يسبب التعرض للمواد المسببة لتلوث البيئة في الهواء إلى زيادة العرضة لأمراض الرئتين والصدر مثل الربو خاصةً بالنسبة للأشخاص الذين لديهم سوابق مرضية في الطفولة.
    • الإصابة بسرطان الرئة: قد تزيد العرضة بالإصابة بسرطان الرئة نتيجة تلوث الهواء بالمواد الكيميائية الخطرة والتعرض لها بشكل كبير، لهذا السبب يفضل بناء المصانع في أماكن بعيدة عن أماكن السكن.
    • زيادة الضغط على القلب والرئتين: يحوي الهواء الملوث على الكبريت وثنائي أكسيد الكربون الذي يرتبط بالكريات الحمراء ويقلل من الأوكسجين في الهواء والدم ما يزيد الجهد على القلب والرئتين لتوزيع الأوكسجين بشكل كافي لجميع أنحاء الجسم.
    • تفاقم أمراض القلب والأوعية الدموية: يؤدي التعرض الطويل الأمد لتلوث الهواء الحامل لأوكسيد النتروجين إلى شيخوخة الأوعية الدموية، كما يساهم الأوزون في ترسب الكالسيوم في الشريان التاجي في القلب.
    • تناقص متوسط العمر الافتراضي: وهذا بسبب ما تؤثر عليه الانبعاثات الملوثة للهواء من تلف في الجهاز المناعي والتناسلي وخلايا الجهاز التنفسي في حال التعرض للغازات الخطرة.
  2. أضرار تلوث المياه على صحة الإنسان:

    أكثر ما يسببه تلوث المياه من ضرر على صحة الإنسان هي أمراض الجهاز الهضمي الناتجة عن التسمم بالملوثات البيئية والعدوى ببعض الجراثيم والاصابات الفطرية والفيروسية، ومن الطرق التي يؤثر فيها تلوث المياه على صحة الإنسان بشكل مباشر:
    • تناول الجسيمات البلاستكية الدقيقة: فهذه الجسيمات الناتجة من تلوث البيئة البحرية والنهرية تنتقل للإنسان من خلال شرب المياه أو تناول المأكولات البحرية، وأثبتت الدراسات أن التلوث بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد يسبب خلل في الجذور الحرة ومضادات الأكسدة في جسم الإنسان وبالتالي زيادة العرضة لحالات الالتهاب في الجلد والإصابة بأنواع من السرطان.
    • مياه الصرف الصحي غير المعالجة: قد تصل مياه الصرف الصحي إلى الإنسان واستخدامها بشكل يومي في الشرب والطهي وغيرها من النشاطات اليومية وهي حاوية على البكتريا المسببة الكوليرا والتهاب الكبد بأنواعه وأمراض أخرى، ويشكل تلوث ماء الشرب بماء الصرف الصحي أكبر تحديات التلوث في الدول الفقيرة خصوصاً.
    • المياه الحاوية على نفايات عضوية: تأتي غالباً من المياه الملوثة بمخلفات المصانع ومن المواد الزراعية التي تحتوي عل مبيدات حشرية وأسمدة كيميائية التي تسبب حالات من الطفح الجلدي وتساقط الشعر وتسبب مشاكل في جهاز المناعة والجهاز العصبي، كما تزيد من احتمال الإصابة بالسرطان.
  3. أضرار تلوث التربة على صحة الإنسان:

    • يؤثر تلوث التربة على التركيب الجيني: قد تسبب الملوثات العضوية وغير العضوية في التربة سلسلة من التفاعلات التي تنتقل من جيل إلى جيل وتسبب تغيراً في انتقال الأمراض الوراثية.
    • تلف الأعضاء: ويكون بسبب المعادن الثقيلة التي تلوث التربة وتنتقل منها للمحاصيل الزراعية التي يتناولها الأشخاص بشكل يومي بتراكيز عالية، ما قد يسبب تلف خلايا الكلى والكبد نتيجة التعرض الزائد للزئبق.
    • التراكم البيولوجي: وهو يصيب الإنسان عند تناول لحوم المواشي والنباتات التي تأذت من تلوث التربة ما يؤدي إلى تراكم السموم في الجسم بشكل يضر بصحة الإنسان بشكل عام.
    • السرطانات: فالكثير من الملوثات التي تتعرض لها التربة تزيد من احتمال الإصابة بالسرطان بسبب مركبات محددة مثل ثنائي الفينيل المتعدد الكلور.
  4. أضرار التلوث الإشعاعي على صحة الإنسان:

    • الأضرار الناتجة عند التعرض للملوثات الإشعاعية الحادة: مثل متلازمة الإشعاع الحاد وهو مرض خطير ينتج عن التعرض إلى تراكيز عالية من هذه الملوثات الإشعاعية التي يمتصها الجسم، ومن أعراضها الغثيان والقيئ والصداع والإسهال، وقد تبدأ منذ الساعات الأولى للتعرض للإشعاع وتصل إلى أيام، والإصابة بالإشعاع الجلدي الذي يترافق مع حكة وتنميل واحمرار في الجلد قد تصل الأعراض إلى احتراق الجلد الناتج شدة تأثير الملوثات المشعة.
    • الأضرار الناتجة عن التعرض للملوثات المشعة على المدى الطويل: وأهمها السرطانات، فالأشخاص الذين يتعرضون للمواد المشعة أكثر عرضة للإصابة بالسرطان، كما يؤثر التلوث الإشعاعي على الصحة العقلية والاضطرابات العاطفية.
    • الأضرار الجينية: تؤثر المواد المشعة عل الحمض النووي الذي يستمر في الانتقال من جيل إلى جيل مسبباً ظهور طفرات وأمراض خطيرة.
  5. أثار التلوث الضوضائي على الإنسان:

    تسبب الضوضاء المستمرة في ضعف السمع عند الأشخاص كما تسبب صداع وشعور بالاضطراب وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشعور بالتوتر، ويزداد هذا التأثير على الأطفال بشكل أكبر ويمتد إلى بقية الشرائح العمرية.
  1. التسبب بتسمم بعض الحيوانات: تعتبر الملوثات البيئية العضوية وغير العضوية المنبعثة في الهواء من المواد شديدة السمية على الحيوانات البرية وتسبب انخفاض عددها وتهديدها بالانقراض، كما يؤثر تلوث الهواء على الجهاز التنفسي عند الحيوانات نتيجة انبعاث الغازات السامة في الهواء كما تؤثر على الجهاز المناعي لديها، كما يؤثر التلوث البيئي على وظائف الأعضاء عند الحيوانات كالقلب والرئتين وغيرها من الأنسجة في أجسامها.
  2. تلوث المصادر الغذائية للحيوانات: يعتبر تلوث المصادر الغذائية، للحيوانات من المسارات المهمة لتأثير التلوث البيئي عليها، فمثلاً من جهة تتأثر النباتات بالتلوث البيئي وينتقل هذا التأثير بشكل مطرد على الحيوانات التي تتغذى عليها حيث تمتص النباتات الملوثات البيئية من خلال التربة والهواء وتنقلها إلى الحيوانات التي تتغذى عليها مسببة تراكم السموم بالنسج الداخلية لأجسام الحيوانات مخلفة تلفها.
    ومن جهة أخرى تتأثر الطيور بشكل كبير بالملوثات البيئية عندما تتغذى على بعض الكائنات الحية المعرضة لحالات التلوث مثل بعض الكائنات المائية التي تتعرض للمخلفات الصناعية أو تسريبات كيمائية، وبالتالي عندما تتغذي الطيور على هذه الكائنات فتنتقل إليها هذه السموم الكيمائية ما يسبب لها مشاكل في الجهاز التناسلي وتشوهات أخرى.
  3. تأثير الملوثات البيئية على الحياة المائية: للملوثات البيئية التي تؤثر على المياه أضرار منوعة على الحياة المائية والكائنات الحية فيها، ومن هذه الآثار مثلاً أن المركبات الكيميائية الناتجة عن المخلفات الصناعية تضر بالحيوانات المائية والبرمائية، فالضفادع مثلا التي تملك بشرة حساسة وظيفتها امتصاص الأوكسجين ما قد يسبب بوفاتها أو حدوث تشوهات كبيرة في أجسادها وأجنتها.
  4. تأثيرات التلوث الإشعاعي على الحيوانات: تزداد عرضة الحيوانات للإصابة بالأورام نتيجة التعرض للتلوث البيئي الإشعاعي في الهواء والماء والتربة بسبب تأثير هذه المواد على الجذور الحرة ومضادات الأكسدة والحمض النووي في جسم الحيوانات.
  5. التلوث الضوضائي والحيوانات: تؤثر الضوضاء على سلوك الحيوانات وتجعلها أكثر اضطراباً وتخفف من قدرتها ع التزاوج والعثور على الطعام ما يؤثر على قدرتها على البقاء على قيد الحياة.

للنباتات أهمية في الحفاظ على توازن النظام البيئي والتخفيف من تلوث البيئة لكونها تعمل على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وطرح الاوكسجين في الهواء، وكذلك إزالة الملوثات البيئية من خلال التراكم البيولوجي ودمجه بأنسجتها ما يجعل النظام البيئي أكثر نظافة وأماناً، ولكن هذا لا يعني أن تلوث البيئة لا يؤثر على النباتات، ومن التأثيرات التي يسببها التلوث البيئي علة النباتات:

  1. تأثير تلوث الهواء على النباتات:

    • تأثير مباشر: يؤثر تلوث الهواء على النباتات عن طريق ترسب السموم المنبعثة فيه من المصانع والسيارات مباشرة من الهواء على الأوراق والتأثير على عمليات الاستقلاب وامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون الذي تحتاجه للبقاء على قيد الحياة والنمو.
    • تأثير غير مباشر: وهو عن طريق التربة، حيث تتوضّع بعض ملوثات الهواء مثل المعادن الثقيلة الناتجة عن المصانع في التربة وتغير من كيمياء التربة ودرجة حموضتها، ما يجعل النباتات تواجه مشاكل في الحصول على العناصر المغذية بشكل كافي من الجذور التي تحتاجها للإثمار.
  2. تأثير تلوث المياه على النباتات:

    • الماء الملوث بتراكيز عالية من النيتروجين والفوسفور: بعض الأحيان يصبح هناك فائض من العناصر الغذائية في الماء الملوث ما يساعد في زيادة وسرعة نمو النباتات بأوراق وغصون ضعيفة، لأن الجذور في هذا الحال تكون غير مكتملة فلا تحصل على المغذيات الكافية للنضج والإنتاج، ما يجعل النبات عرضة للأمراض وعدم تحمل تقلبات الطقس الخفيفة.
    • الماء الملوث الذي يجعل التربة حامضية أو قلوية: إن هذه التغيرات الكيميائية في التربة تقلل من توفر العناصر الغذائية للنباتات حيث تتحول الأوراق إلى اللون الأصفر وتساقطها.
  3. تأثير تلوث التربة على النبات

    • تلوث التربة بالرصاص: يؤدي تلوث التربة بتراكيز عالية من الرصاص إلى انخفاض توافر المعادن اللازمة لنمو النباتات بشكل سليم، كما يعيق من عملية التركيب الضوئي ما يؤثر سلباً على صحة النباتات ويؤدي إلى موتها.
    • تلوث التربة بالمبيدات الحشرية: وهي من المواد السامة التي يمتصها النبات من التربة والتي تسبب حرق الأوراق وتسمم النباتات وموتها.
    • تلوث التربة بالانسكابات النفطية: يشكل ترسب المواد النفطية للتربة سميةً لمعظم أنواع النباتات إضافةً إلى أنه يسد مسامات التربة ما يقلل من تهوية جذور النباتات ويعيق وصول الأوكسجين إليها.
  1. الضباب الدخاني: وهو يتشكل نتيجة تراكم الغبار والجزيئات والغازات الناتجة عن مخلفات المصانع والسيارات وغيرها في الهواء الطلق، التي تتفاعل مع ضوء الشمس عل شكل غاز يحمله الهواء يسبب أضرار على الإنسان من تحسس في العيون والحلق وكذلك الأمر على الحيوانات البرية والطيور.
  2. الاحتباس الحراري: من أكثر الآثار التي يشهدها العالم اليوم نتيجة التلوث البيئي هو ظاهرة الاحتباس الحراري وهو ارتفاع درجة حرارة الأرض في جميع أنحاء العالم الذي يزداد يوماً بعد يوم مع تطور الممارسات البشرية.
  3. الأمطار الحامضية: تنتج الأمراض الحامضية عن انطلاق الغازات الضارة في الهواء مثل أكاسيد النيتروجين والكبريت نتيجة تلوث البيئة الناتج عن حرق الوقود في المصانع والسيارات التي تتحد مع قطرات مياه الأمطار وتتساقط على الأرض على شكل مطر حامضي الذي له أضرار على الكائنات الحية كافة.
  4. فرط المغذيات: وهي تنتج إما من إضافة مغذيات صنعية من قبل الإنسان أو من الزيادة الطبيعية في حجم المغذيات، وبكلا الحالتين تؤدي إلى فرط وجود النيتروجين والفوسفور التي تم العثور عليها في المجمعات المائية وتتحول إلى طحالب تؤثر سلباً على الكائنات البحرية والنباتات.
  5. نضوب طبقة الأوزون: وهو من المشاكل الخطيرة التي قد تنتج عن تلوث البيئة بسبب ازدياد انطلاق المواد الكربونية في الغلاف الجوي ما يجعل طبقة الأوزون تصبح رقيقة مسببةً وصول أشعة الشمس الفوق بنفسجية إلى سطح الأرض وهي ضارة بالإنسان وباقي الكائنات الحية إلى حد كبير.

المراجع