دراسة تخصص علم النفس الجنائي ومجالات عمله

ما هو تخصص علم النفس الجنائي؟ أهمية دراسة علم النفس الجنائي وموضوعاته، متطلبات دراسة تخصص علم النفس الجنائي، مجالات عمل خريج علم النفس الجنائي
دراسة تخصص علم النفس الجنائي ومجالات عمله
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعنى علم النفس بدراسة حالات متنوعة ومختلفة لسلوك الانسان وفهم دوافعه وأفكاره ومسببات قيامه بالسلوكيات والتصرفات المختلفة والشاذة، وفي هذه المقالة عن دراسة تخصص علم النفس الجنائي سنتناول هذا الجانب من جوانب علم النفس حيث سنقوم بتوضيح مفهوم علم النفس الجنائي وأهميته، إضافة للحديث عن متطلبات دراسة هذا التخصص والمواضيع التي يعنى بها إضافة لمجالات العمل لمن يتخرج وينهي دراسة تخصص علم النفس الجنائي!

يسمى علم النفس الجنائي أيضاً بعلم نفس الجريمة وهو العلم القائم على دراسة آراء وأفكار ونوايا وأفعال وردود أفعال المجرمين وجميع الذين يشاركون في السلوك الإجرامي للبالغين والأحداث أيضاً. ويرتبط علم النفس الجنائي بمجال الأنثروبولوجيا الإجرامية. حيث يخوض علم
النفس الجنائي بدراسة ما يجعل شخصاً ما يرتكب جريمة وما هي ردود الفعل بعد الجريمة.

animate
  • دراسة الحالة النفسية للمجرم: يتم استدعاء مختصي علم النفس الجنائيين كشهود في قضايا المحكمة لمساعدة هيئة المحلفين على فهم عقل المجرم لأن علم النفس الجنائي يقوم على دراسة جوانب السلوك الإجرامي والذي يقصد به أي نوع من السلوك المعادي للمجتمع والذي يعاقب عليه القانون. [1]
  • دراسة الحالة العقلية وآثاراها للمجرم: في علم النفس الجنائي يقوم المتخصص بدراسة الحالة العقلية والجسدية والبحث في أنماط السلوك للأفراد الذين يقومون بجرائم ويتم دراسة خطر إعادة الجريمة في حالة عودة المجرم للانخراط في مجتمعه ومدى إقباله على تكرار أفعاله الاجرامية.
  • تقدير أهلية المجرم للمحاكمة: إن مسألة الأهلية للمحاكمة هي مسألة الحالة الذهنية الحالية للجاني يُقيِّم هذا قدرة الجاني على فهم التهم الموجهة إليه والنتائج المحتملة لإدانته أو تبرئته من هذه التهم وقدرته على مساعدة محاميه في دفاعه عنه. ففي حال تم الإعلان عن الجنون وعدم أهلية المجرم عقلياً فإن الجاني يحال إلى هيئة أو مؤسسة صحية مثل مستشفى الأمراض العقلية حيث يمكن أن يبقى فيه لفترة أطول بكثير مما كان سيقضي في السجن.
  • تحديد مدى خطورة المجرم على المجتمع: علماء النفس القانونيون وعلماء النفس الجنائيين هم من يتخذون القرارات بشأن الجناة. يرون ما إذا كان هؤلاء الجناة يشكلون تهديدًا للمجتمع.
  • دراسة الدوافع النفسية للأفعال الجرمية: كل جريمة ترتبط بدافع نفسي لدى المجرم، ومعرفة هذه الدوافع وعلاجها من شأنه التقليل من الجرائم أو ضمان عدم عودة المجرم لارتكاب هذه الأفعال بعد قضاء عقوبته القانونية.

دراسة تخصص علم النفس الجنائي مهم جداً وهنا نذكر أبرز فوائد دراسة هذا التخصص في النقاط التالية: [2]

  • تقييم الحالة العقلية والنفسية للجاني: بغية تقديم تحليل نفسي للمحكمة يساعد القاضي في اتخاذ القرار الصائب والسليم في الجريمة التي ارتكبها الجاني والقدرة على تقييم الأدلة التجريبية واستخلاص استنتاجات ذات مغزى حول الحالة العقلية والعاطفية للمجرم.
  • دراسة التفاصيل الشخصية المتعلقة بالجاني: مثل الجنس والعمر والخلفية الاجتماعية والنفسية والخصائص الجسدية والتعليمية والاقتصادية والمرجعية الخاصة بالجاني.
  • تفسير القضايا الجنائية في كل جريمة وحالة بشكل منفصل: والقدرة على العمل مع المجرمين بطريقة هادئة ورحيمة وغير قضائية.
  • فهم نظام العدالة الجنائية ومبادئ علم النفس: وفهم العملية القانونية والحجة القانونية السليمة والمقنعة، وإيجاد القواسم المشتركة بين علم النفس وعلم القانون لتطوير آليات القانون وطرق تطبيقه.
  • تقديم الاستشارات النفسية: والقدرة على العمل مع ضباط القانون والمحامين والمجرمين وأعصاء المحكمة بغية الوصول إلى الحكم الأكثر عدالة.

يمكن دراسة تخصص علم النفس الجنائي في مراحل أكاديمية متعددة مثل: [3]

  1. درجة البكالوريوس: تعتبر من المتطلبات الاجبارية في كل تخصصات قسم علم النفس الدقيقة كما أنه يدخل في المواد التي تدرس في كلية الحقوق والقانون ومن المواد المهمة لدى قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي.
  2. ماجستير علم النفس الجنائي: الدرجة التي تلي البكالوريوس في تخصص علم النفس، الطالب في هذه المرحلة يقدم رسالة وأطروحة تتعلق بإحدى القضايا والمواضيع المرتبطة بالجريمة وعلم النفس الجنائي والقانون ما يثري المكتبة الأكاديمية والبحوث العلمية وينعكس على التطبيق العملي لطالب الماجستير في تخصص علم النفس الجنائي.
  3. دراسة الدكتوراه: شهادة أكاديمية مطلوبة ومهمة وتتيح الفرصة أمام من يحصل عليها بأن يصبح مدرساً ومحاضراً جامعياً قادراً على تدريس المواد الخاصة بعلم النفس الجنائي أو حتى العمل في الجهات الأمنية المتخصصة بالتحقيق والجنايات.
  4. الخبرة العملية: للحصول على درجة علمية وشهادة جامعية في مجال علم النفس الجنائي يتوجب على الطالب التدرب في الميدان لاكتساب خبرة عملية ودمجها بالمعرفة الأكاديمية التي يكونها خلال مرحلة دراسته لهذا التخصص.
  5. الحصول على الترخيص: للحصول على ترخيص في علم النفس الجنائي قد يتطلب الأمر شهادة مزاولة مهنة إضافة لشهادة ماجستير أو دكتوراه حسب كل دولة والقوانين الخاصة بها إلا أنه يجب إكمال الدراسة لما بعد البكالوريوس. 

وفي علم النفس الجنائي يتم التركيز على مواضيع مرتبطة بين علم النفس والقانون والجريمة والسلوكيات الشاذة والميول الغريبة نحو الاجرام وفهم الشخصية وتحليلها ومعرفة مدى الادراك والوعي لدى المجرم.

يدرس المتخصصون الذين يعملون في علم النفس الجنائي العوامل النفسية المرتبطة بالدوافع الإجرامية لذا يقوم المختص بعلم النفس الجنائي بمقابلة المجرم لفهم سبب ارتكاب للجريمة. ويقوم علم النفس الجنائي بدراسة عدد من المجالات من أبرزها: [4]

  • شخصية المجرم والمحقق للوصول لتشخيص طبي وعلمي دقيق وسليم يساعد القاضي على اتخاذ الحكم الصحيح والمحقق على فهم شخصية المجرم واستجوابه ومعرفة الحقيقة منه.
  • دوافع الجريمة ومسبباتها المجتمعية والنفسية والاقتصادية والدوافع الأخرى التي دفعت المجرم لارتكاب جريمته.
  • تأهيل سلوك المجرم لمعرفة مدى إمكانية انخراطه وإصلاحه لسهولة اندماجه في المجتمع بعد انقضاء الحكم القضائي بحقه لضمان عدم تكراره للسلوك الاجرامي مرة ثانية وحماية المجتمع والأفراد.
  • الإدمان على العقاقير والمخدرات والمنشطات والمهبطات والمثبطات وارتباطها بالجريمة.
  • الإدمان على الكحول والمسكرات وارتباطها بالجريمة.
  • الجرائم الالكترونية ودوافعها ومسبباتها وحالات التعامل معها.

يقوم عمل متخصص علم النفس الجنائي على فحص مسارح الجريمة والنظر في صور مسرح الجريمة والعمل مع ضباط إنفاذ القانون وتقديم المشورة للمحامين والإدلاء بشهادته في المحكمة. وبشكل أكثر تحديداً قد تشمل الواجبات اليومية ما يلي: [5]

  1. الإرشاد النفسي: تحتاج المؤسسات تنفيذ العقوبات القانونية والجنائية مثل السجون ومؤسسات الأحداث لوجود خبير نفسي يتعامل مع نزلاء هذه السجون بهدف فهم دوافعهم النفسية وغير النفسية لارتكاب الجرائم على اختلاف أنواعها من جهة، بالإضافة لقدرة هذا الخبيرة على التأثير في تعديل سلوكهم الإجرامي وأفكارهم التي تؤدي لهذا النوع من السلوك.
  2. استشاري نفسي للمؤسسات القانونية: قد تستعين المحاكم على اختلاف أشكالها واختصاصاتها بمختص علم النفس الجنائي بغية تقدير حالك المجرم النفسية والعقلية بشكل عام وساعة ارتكابه الجريمة بشكل لخص لتكوين فهم أعمق شخصية هذا المجرم وصحة النفسية والعقلية ومدى أهليته للمحاكمة أو الدفاع عن نفسه.
  3. العمل في المصحات العقلية والنفسية: كثيراً ما قد يعاني مرتكبي الجرائم من اضطرابات عقلية أو نفسية تسبب سلوكهم الإجرائي وهؤلاء يوضعون في مصحات عقلية ونفسية بدلاً من المؤسسات العقابية ويصنفون ضمن فئة (خطير على المجتمع) وتحتاج هذه المؤسسات لمختص علم النفس الجنائي في التعامل مع هذه الحالات.
  4. العمل في مؤسسات علاج الإدمان: الإدمان على المخدرات بحد ذاته يعتبر جريمة وهو قد يكون عامل هام من عوامل جرائم أخرى، ولهذا تحتاج مؤسسات علاج الإدمان لمختص علم النفس الجنائي في التأثير على سلوك المدمنين وفهم وافعهم للإدمان أولاً وارتكاب جرائم ثانياً.
  5. قراءة وتقديم المشورة فيما يتعلق بالوثائق القانونية.
  6. إجراء مقابلات مع أشخاص آخرين متورطين في الجريمة أو يعرفون المشتبه به.
  7. تقييم خطورة ارتكاب المجرم للجريمة مرة أخرى.
  8. إدارة الاختبارات النفسية وتحليلها.

يلعب علم النفس الجنائي دوراً أساسياً في التحقيقات الجنائية، ليس فقط خلال التحقيق مع المتهم أو بعد القبض على المذنب، وإنما يلعب دوراً في تقديم معلومات مهمة وقيّمة للمحققين تساعدهم في حصر دائرة المشتبه بهم، حيث يقوم المحقق المتخصص بعلم النفس الجنائي بتحديد السمات العامة للمشتبه بها من خلال الأدلة والقرائن المتاحة، وفي الجرائم المتسلسلة يستطيع علم النفس الجنائي تحديد صفات المجرم المجهول العرقية والجسدية وحالته النفسية ودوافعه، وتكون قريبة جداً من الحقيقة.
وقد ساهم علم النفس الجنائي في حلّ مجموعة كبيرة من القضايا الشهيرة في نهايات القرن الماضي قادته إلى دائرة الضوء والاهتمام، منها مثلاً قضية سفاح جرين ريفر قاتل النساء، حيث وضع خبراء علم النفس الجنائي مجموعة من الصفات والسمات الجسدية والمعلومات بناءً على معطيات مسرح الجرائم، وعندما تم القبض على الفاعل واعترافه بارتكاب الجرائم؛ تطابقت معظم توقعات علم النفس الجنائي مع شكله ودوافعه وتاريخه وشخصيته.

المراجع