العلاقة بين إدمان المخدرات والخيانة الزوجية
المخدرات تعد من آفات المجتمع وهي ليست بالشيء البسيط أبداً بل أن دخول الإنسان في هذا الطريق سيفتح له أبواباً لمشاكل غير متناهية بدءاً من الأمراض الجسدية والنفسية التي تسببها المخدرات بأنواعها وباختلاف كمياتها وانتهاءً بالتفكك الأسري والاجتماعي، ومن نتائجا مثلاً حالات عديدة من الخيانة الزوجية وسوف نتعرف في هذا المقال على علاقة الإدمان بحالات الخيانة.
زوجي خاين ومدمن! لا شك أن الخيانة الزوجية مسألة متعددة الأسباب والعوامل التي يمكن أن تؤدي لها، ولا يوجد سبب محدد مرتبط بهذا الفعل غير المقبول، ولكن هل يمكن للمخدرات أن تكون سبب في هذه الخيانة ولماذا؟ وهنا مجموعة نقاط نوضح من خلالها كيف تكون المخدرات سبباً في الخيانة الزوجية: [1]
- المخدرات تذهب العقل: المدمن إنسان غير واع لتصرفاته وغير مسؤول عنها، لأن المخدرات هي مادة تخدر العقل وتذهبه، حيث أنها تصل إلى الدماغ وتخدره وتحجب كل الآلام مهما كانت شديدة وتشعر السعادة المزيفة وتحت هذه التأثيرات يمكن أن يرتكب المدمن الخيانة ففي النهاية هو مغيب تماماً عما يفعله ولا يدرك نتائج هذه الأفعال.
- المخدرات ورفاق السوء: الانحراف بمختلف أشكاله يحتاج إلى بيئة مناسبة وهذا ما يوفره رفاق السوء، حيث أن التواجد ضمن مجموعة من الأشخاص المتعاطين يدفع الشخص إلى التعاطي والدخول في عالم المخدرات والانجراف نحو الرذيلة، ويمكن أن يكون من ضمن مجموعة الرفاق أشخاص مدمنين من الجنس الآخر ويحصل بينهم علاقات غير أخلاقية.
- الإدمان والكفاءة الجنسية: يعتقد المدمنين بأن المخدرات والمشروبات الكحولية تزيد من القدرة الجنسية وبالتالي تحقيق الرضى لذلك يتجه العديد من المدمنين إلى العلاقات غير المشروعة أثناء التعاطي وعند تعاطي جرعة مخدرات يفرز الجسم هرمونات تسبب فرط طاقة وزيادة الرغبة الجنسية وبالتالي سيندفع لخيانة زوجته تلبية لهذه الرغبات.
- اليأس من الشريك المدمن: الإدمان مشكلة كبيرة بحد ذاته وإذا استمرت ستؤثر سلباً على حياة الشخص، بل وليس على حياته فقط بل على حياة من حوله والمقربين إليه، ونخص بالذكر شريكه فمن الممكن أن يسبب له خبر تعاطي المخدرات صدمة كبيرة بداية وبعدها سيحاول التأقلم مع الوضع ومساعدة المدمن ولكن الاستمرار في هذه الحالة سيسبب اليأس وعدم الرغبة في الاستمرارية ومن ثم احتمالية التوجه إلى الخيانة الزوجية كنوع من تعويض النقص.
- المخدرات والوضع المادي: تعاطي المخدرات يدمر الوضع المادي للمدمن وأسرته، وبالتالي يمكن أن يحاول المدمن فعل أي شيء للحصول على مال هذه المخدرات من جهة مثل حالات الخيانة، وممكن من جهة أخرى أن يفعل الشريك أي شيء لتأمين المال لمتطلبات الحياة العديدة التي استغنى عن مسؤوليته تجاهها الشريك المدمن.
عندما يكون الزوج شخص مدمن فهي مسألة لها عواقب كارثية عديدة على الحياة الزوجية والعاطفية والعلاقة مع الزوجة، ومن الممكن أن يتجه الزوج المدمن للخيانة الزوجية بسبب مجموعة من الاعتبارات التي تكون بمثابة عوامل دافعة لهذه الخيانة، ومن هذه العوامل. [2]
- الزوج المدمن والمسؤولية: المخدرات بطبيعتها تذهب العقل والأخلاق لدى الشخص، وبالتالي يمكن أن تجعل الشخص المدمن يقوم بتصرفات غير مسؤولة دون اعتبار للأخلاق والتصرف الصائب، وانطلاقاً من هنا يصبح فعل غير أخلاقي مثل الخيانة أمر محتمل الحدوث.
- أصدقاء الزوج المدمن: لا شك في أن العديد من أصدقاء الزوج المدمن سيكونون مثله يتعاطون المخدرات، بل من المحتمل أن يكونوا سبب إدمانه وذلك لأن النشوء في وسط كهذا سيجذبه نحو الانحراف، ومن الممكن أيضاً أن يخون زوجته بسبب الجو السائد في الأماكن التي يتعاطى فيها أحياناً وغياب وعيه.
- الحالة النفسية للزوج المدمن: في البداية يسبب تعاطي المخدرات حالة من الخدر واللا وعي فيشعر المتعاطي بالنشوة والسعادة وسيعتقد بأن حالته تتحسن، لذلك إذا كان الرجل ذو حالة نفسية متعبة يتجه نحو المخدرات لتحسين مزاجه ولكن يجب الإضاءة إلى أن هذه الرفاهية سرعان ما تتحول إلى حالة من الانفعالات العصبية المضطربة وعدم الاستقرار النفسي، هذا وبالإضافة لحالات الاكتئاب وتقلبات المزاج التي يتعرض لها المدمن قد يجعل علاقته بزوجته سيئة وغير مرضية ما يدفعه لخيانة زوجته والبحث عن امرأة مثله والارتباط بها.
- الوضع المادي للزوج المدمن: يسعى المدمن للحصول على جرعة مخدرات ولو كلفه هذا مبالغ طائلة جداً، فلذلك عندما يكون الوضع المادي للرجل جيد قد يسعى لصرف ماله على المخدرات وعلى النساء بلا وعي أو إدراك.
- أخلاق الزوج وتربيته: على الرغم من وجود بعض العوامل والظروف التي قد تدفع إلى الخيانة الزوجية أو الإدمان أو غيرها من الانحرافات السلوكية؛ لكن الأصل في هذا الانحراف يتعلق بالمنظومة الأخلاقية التي ينتمي إليها الزوج، ومدى قدرته مواجهة رغباته ونزواته استجابة للمبادئ الأخلاقية والدينة والاجتماعية العامة.
- تقصير الزوجة: يسعى الإنسان للزواج للحصول على حياة زوجية مستقرة من النواحي النفسية والاجتماعية والجنسية، وعند تقصير الزوجة بهذه النواحي وخاصة الجنسية فالمدمن يعتبر أقل قدرةً على ضبط شهواته وعواطفه ما يجعل احتمال خيانته لزوجته أكبر.
ولو أن احتمالية إدمان الزوجة تبقى أقل من احتمالية إدمان الزوج، ولكنها موجودة في بعض الحالات ولا يمكن انكارها، وقد تتضافر عدة أسباب مع حالة إدمان الزوجة تودي بها إلى الخيانة الزوجية، وهنا بعض هذه الأسباب:
- الحالة العاطفية للزوجة المدمنة: الأنثى كائن حساس ومليء بالمشاعر تحتاج دوماً إلى من يحنو عليها ويمدها بالمشاعر فإذا شعرت بالنقص ممكن أن تعوض مشاعرها بشيء آخر كالمخدرات أو الخيانة، ويمكن أن تدخل في علاقة مع مدمن ليجرها إلى هذا الوضع لتصبح زوجة خائنة ومدمنة.
- علاقة الزوجين مع بعضهما: من الممكن أن تؤدي النزاعات والخلافات الدائمة بين الطرفين إلى الخيانة، فشعور الأنثى بعدم الراحة مع زوجها والعيش ضمن جو مشحون وسلبي يمكن أن يدفعها للتخفيف عن نفسها بطريقة ما، وهي تحتاج إلى ما ينسيها هذه المشاكل فتتجه نحو المخدرات ظناً منها أنه الحل الوحيد ومن ثم لن تستطيع السيطرة على نفسها ومن الممكن أن تدخل في علاقات غير مشروعة لتعبئة الفراغ العاطفي الذي خلفته مشاكلها الزوجية.
- الابتعاد عن الروادع الأخلاقية: في مجتمعاتنا تعتبر الروادع الأخلاقية والدينية التي تمنع المرأة من الاتجاه نحو الإدمان والخيانة كثير وهي في الحقيقة تمارس نوع من الضبط الاجتماعي بهذا الشأن، ولكن ابتعاد المرأة عن هذه الروادع يجعله أكثر عرضة للانجرار وراء عواطفها أو رغباتها، وهنا قد تقودها الخيانة للإدمان أو الإدمان للخيانة.
- البيئة التربوية للزوجة: الطريقة التي تربت فيها المرأة والأسرة والمجتمع التي استقت أخلاقياتها وعاداتها منها لها تأثير كبير على تصرفاتها وشخصيتها في المستقبل، وبالتالي عندما تتربى في أجواء مشحونة بالانحراف مثل حالات الإدمان والخيانة والعلاقات غير الشرعية تصبح أكثر عرضة للمرور بهذه التجارب.
- الفراغ ووسائل التواصل الاجتماعي: حالة الفراغ في الوقت أو العاطفة التي تعاني منها الكثير من السيدات بالإضافة لحالة اللاوعي الناتجة عن تعاطي أحد أنواع العقاقير المخدرة أضعف أمام المغريات العاطفية والمغامرات غير المحسوبة، ووجود وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة وما فيها من مغريات من هذا النوع مع وقت فراغها الكبير قد يجعلها تقع في شرك بعض ضعاف النفوس ما قد يدخلها في حالات الخيانة الزوجية.
كيف يجب التعامل مع الشريك المدمن؟ هو السؤال الأهم في موضوع مقالنا، وفي الحقيقة لا يوجد وصفة سحرية يمكنها علاج الإدمان أو الخيانة وإنما المسألة تحتاج للتعقل والصبر والبحث عن الحلول التي تناسب الحالات الفردية، ونذكر هنا بعض الخطوات الضرورية التي من شأنها علاج المشكلة إذا كان يوجد أمل للعلاج: [3]
- التوجه لعلاج الإدمان: عند معرفة أن شريكك مدمن ستكون الصدمة كبيرة لذلك ننصح بالتروي والبحث عن علاج للإدمان أو التوجه للمراكز المتخصصة بعلاج الإدمان ويجب الصبر أثناء هذه الخطوة لأن أعراض الانسحاب متعبة فهي تتجلى بألم الرأس والانفعال والصراخ لذلك كن بجانب شريكك في هذه المرحلة وتابع علاج إدمانه.
- البحث عن أسباب الخيانة وعلاجها: للخيانة سبب باطن فربما تقصير الشريك أو هروب من العلاقة لسبب ما، أو ربما بسبب عدم الارتياح وغياب الثقة، لذلك يجب البحث جيداً في علاقتك وحاول ترميمها ومحي الأسباب التي أودت بالطرفين إلى هذا الوضع.
- إعطاء فرصة للشريك: لا تنس أن هذا المدمن هو شريكك ونصفك الآخر وهو خيارك في هذه الدنيا وقد يكون أباً أو أماً لأطفالك لذلك لا تتردد في إعطاءه فرصة، ولكن هذه الفرصة في حال وجود الأمل وعند فقدان الأمل فتتحول العلاقة إلى علاقة سامة تؤذي الطرفين والأسرة ومن الأفضل انهائها.
- الحفاظ على سمعة الشريك: إن هذه المشكلة يجب أن تبقى في نطاق سرية حياتك الزوجية، فبعد مدة يمكن أن يتعافى شريكك وتصبح هذه القصة من الماضي، وعندها ستكون أعلمت الناس بجانب سلبي من شريكك ولوثت سمعته بلا فائدة.
- محاولة إيجاد حل مشترك بالحوار: في أغلب المشاكل يكون الحوار حل مفيد ولكن أعط شريكك الوقت اللازم للتحدث فقد يكون خجلاً من فعلته وقد يكون مشوش وبعدها توصلوا إلى حلول ترضي الطرفين.
- الانفصال في حال لا يوجد أمل: في حال لم تنجح معه أي محاولة من محاولاتك فيعتقد أن الانفصال هو الحل المناسب لأنك قد أديت واجباتك في هذه الحالة وساعدته كثيراً للتخلص من هذه المشكلة ولكنه يرفض فلا تدمر باقي حياتك في هذه الجو المليء بالمشاكل.
الأسرة هي محور الحياة والهدف الذي يسعى إليه الإنسان فعلاقة الزواج علاقة سامية يجب الترفع بها لأنه من خلالها يحصل الإنسان على البنون الذين هم زينة الحياة، ولكن بعض الاشياء تجلب المشاكل إلى هذا النظام ومن هذه المشاكل المخدرات والخيانة، وهنا سنطرح آثارها على الأسرة[4]:
- الحالة النفسية: التعاطي يخلق جو مشحون في المنزل بشكل عام ولكن عند معرفة أحد الوالدين بالخيانة إضافة إلى التعاطي ذلك سيجعل من المنزل بركاناً يحرق الأطفال، وسيضيع الطفل بين التضارب الحاصل بين الوالدين وهذا من أسوء آثار الإدمان على نفسية الأطفال.
- ضائقة مادية: المخدرات ستسبب نقص في المال وهذا سيجعل الوضع المعيشي أسوء فضلاً عن تقاعس الطرف المدمن والخائن عن العمل وعن باقي المسؤوليات.
- المزيد من التعاطي: ممكن أن ينحرف أحد الأطفال في طريق التعاطي وينجرف وراء أحد الأبوين ويبدأ في التعاطي للوصول إلى الإدمان ويعيش بقية حياته في هذه المشاكل وفي محاولته للتخلص منها.
- التفكك الأسري: عندما تجتمع الخيانة مع التعاطي لدى أحد أبوي الأسرة غالباً ما قد يؤدي هذا للانفصال أو عدم الانتباه لشؤون الأسرة والمنزل والأولاد وهذه الحالة غالباً ما سوف تقود للتفكك الأسري.
- الطلاق: عند معرفة أحد الوالدين بخيانة وإدمان الطرف الآخر فقد يتولد رد فعل كبير ينتهي بالطلاق والتفكك الأسري ودمار العائلة وتشتت الأطفال.
من المشاركات على موقع حلوها لأحد المتابعات التي تعرض قصتها بأنها سيدة في الثلاثين من عمرها وكانت تعيش حياة زوجية جيدة حتى اكتشفت أن زوجها يتعاطى المخدرات بأنواع عديدة.
عانت كثيراً بسبب هذه الصدمة ومن زوجها الذي أصبحت تصرفاته غريبة وشخص غير مسؤول وأنها بعد فترة من اكتشافها إدمان زوجها بدأت تلاحظ أنه يقوم بتصرفات الخيانة مثل إخفاء الهاتف وأشياء أخرى مع أنها لم تكن مقصرة في واجباتها الزوجية ما جعلها تشك به وبعد عدة محاولات استطاعت التأكد أنه يتواصل مع فتيات ويتحدث معهن ويطلب أشياء غير أخلاقية وحين واجهته بالأمر تجاوب بالانفعال والصراخ والإنكار.
وبعدها تصالحا وحاولت نسيان الأمر ولكن عادت بعد فترة هذه التصرفات من زوجها وعاد شكها من جديد، ولكن أصبحت خيانته أكثر عمقاً لدرجة أنها تأكدت من وجود علاقة جنسية بينه وبين أحد الفتيات، ولكنه أنكر ذلك وتهرب.
وهي تقول أنها تعيش مع زوجها وجع الإدمان والخيانة معاً وأنها تريد الحفاظ على حياتها وأسرتها وابنتها وزوجها ولا تعرف كيف تتصرف وطلبت النصيحة من خبراء موقع حلوها.
وكانت الإجابة من الخبيرة النفسية في موقع حلوها سراء الأنصاري التي نصحتها بأن عليها في البداية التوجه لعلاج إدمان زوجها واقناعه بذلك، ويجب أن تجد مصح مختص في علاج الإدمان مع التركيز على العلاج الروحي والديني والنفسي.
نسحتها بالبحث عن أسباب إدمان زوجها وعلاج هذه الأسباب، قالت لها وأن علاج الإدمان هو الخطوة الأولى في علاج مشاكلها الزوجية حتى تستقر حياتها.
لمراجعة الاستشارة الكاملة مع أراء الخبراء وتفاعل مجتمع حلوها انقر على الرابط، كما يمكنكم في أي وقت طلب الاستشارة من الخبراء المختصين في موقع حلّوها من خلال النقر على هذا الرابط.