الطلاق بسبب الخيانة الزوجية والانفصال عن الزوج الخائن

الطلاق بسبب خيانة الزوج، حكم طلب الطلاق بسبب الخيانة الزوجية، هل خيانة الزوج مبرر للطلاق؟ استمرار الزواج بعد الخيانة والتعافي من خيانة الزوج والطلاق
الطلاق بسبب الخيانة الزوجية والانفصال عن الزوج الخائن
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الحياة الزوجية مليئة بالتحديات فقد يواجه الزواج الكثير من الأمور والمشاكل التي تنعكس بطريقة سلبية على هذا الزواج، ولكن أصعب التحديات التي قد تواجه الزواج والتي قد تؤدي لإنهائه هو الخيانة الزوجية، فالمشاكل الزوجية البسيطة كالخلافات على أشياء روتينية يمكن حلها، لكن موضوع الخيانة الزوجية من المواضيع الحساسة للغاية والتي قد تصل للطلاق فضلاً عن حدوث حالات كثيرة لجرائم شرف وفضائح ومشاكل أخرى.

الكثير دعاوي الطلاق في معظم البلدان سببها الخيانة، غالباً ما تؤثر نزوات الزوج وعلاقاته الغرامية وخيانته على المرأة فتلجأ للطلاق، فإذا تمكنت المرأة من إثبات أن زوجها قد خانها سيكون لديها فرصة أكبر للحصول شروط الطلاق التي تطلبها، مثل جزء أكبر من الأصول الزوجية أو حتى الحضانة الوحيدة لأطفالها، وهذا أكثر ما تسعى إليه المرأة الضمان بأن زوجها لن يأخذ منها أطفالها.
منذ وقت ليس ببعيد كان مطلوب في المحكمة أن تقوم المرأة التي تتقدم بطلب الطلاق إثبات وجود مبرر لذلك، كالخيانة الزوجية أو العنف المنزلي، الآن أصبحت تعتبر "الخلافات وعدم الاتفاق" سبب مقبول لطلب الطلاق، أي مجرد إذا كنت غير راضية عن زواجك، فهذا سبب كافٍ للطلاق في معظم الدول، لست بحاجة لإثبات خيانة زوجك لإنهاء الزواج.
لم يكن الطلاق مشرع لأي سبب كان في المجتمعات الغربية، هذا الأمر هو الذي شجع على الخيانة الزوجية لأنه لم يكن هناك سبيل لإنهاء الزواج السيء، ومع مرور الوقت حددت المحاكم الغربية أسباب منطقية لطلب الطلاق مثل الخيانة الزوجية أو التعرض للعنف المنزلي، لكن الآن حتى في المجتمعات الغربية مجرد عدم الاتفاق بين الزوجين يمكنهما الطلاق وتخيير الأطفال مع من أبويهم يريدون البقاء، لكن يجب أن يكون هذا الطلاق شريطة التوافق بين الطرفين.
كما يجب أن تعرف المرأة بأن المحكمة لا تعاقب الزوج على الخيانة، فمهمة المحكمة فقط البت بالطلاق وإعطائهاالحقوق الكاملة في النفقة وحضانة الأطفال، يحدث بعض الاستثناءات في موضوع حضانة الأطفال وهذا الاستثناء عندما تؤثر علاقة الوالدين بشكل مباشر على الأطفال، في حين أن الخلاف الذي أدى للطلاق يؤثر بالتأكيد على أطفالك، فهذا يعتبر ضرر غير مباشر من أضرار الطلاق، لذلك يجب أخذ المرأة بعين الاعتبار ما قد يخلّف هذا الطلاق عليها وعلى أطفالها.[1]

animate

يحق للمرأة التي قام زوجها بخيانتها "علاقة جنسية محرمة" أن تطلب منه الطلاق أو الخلع، وذلك صيانةً لشرفها وكرامتها ودينها ونفسها، فضلاً عن ذلك أن هذا النوع من العلاقات يجلب أمراض خطيرة "كالعوز المناعي المكتسب "الإيدز" أي الأمراض التي تنتقل عن طريق العلاقة الجنسية.
وذلك في قوله تعالى في سورة البقرة آية 229:"فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ"، فالزوج الزاني لا يقيم حدود الله لذلك لا حرج على المرأة في طلب الطلاق من منه بسبب خيانته لها، مع ذلك يشجع الإسلام محاولة هداية الرجل الخائن وإصلاحه لما في ذلك منفعة للزوجين والأطفال.
كما إن الخيانة من الأمور التي حرمها الله في الشريعة الإسلامية ما يبرر للمرأة اللجوء للخلع من الرجل الخائن، وإن لم تكن الخيانة المقصودة في الآيات الكريمة هي الخيانة الزوجية بذاتها، وإنما مفهوم خيانة العهد والميثاق والأمانة الذي ينطبق على تعاقد الزوجين والوفاء بينهما.
فقد ورد في قوله تعالى من سورة الأنفال آية 58: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ" كما ورد في قوله تعالى من سورة الحج آية 38: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ"، وورد أيضاً في سورة النساء آية 107: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا"، وقوله في سورة يوسف آية 52: "وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ".

إذاً من جهة أباح الله للمرأة التي تتعرض للخيانة من قبل زوجها طلبالطلاق كونه لا يقيم حدود الله فيها، والمخاطر الصحية التي يمكن أن يجلبها لها، كما كره الله تعالى العبدَ الخائن بشكل صريح بعدة آيات قرآنية.

في الحقيقة الخيانة الزوجية يمكن أن تدمر الزواج من دون شك وهي سبب وجيه ومبرر للطلاق لما فيها من إيذاء في نفس المرأة، فقد تسبب الخيانة للمرأة فقدان الاحترام وتقدير الذات، وصعوبة في السيطرة على العواطف، وفضول لمعرفة تفاصيل العلاقة، وفقدان الثقة بالآخرين، الشك والقلق والاكتئاب وقد يرافقه أعراض جسدية، أنت لا تحتاجين بالضبط إلى شريكك للبقاء على قيد الحياة، لكنك قد تشعرين بعدم القدرة على ترك زوجك لعدد من الأسباب أهمها الأطفال ونقص الخيارات وعدم وجود دخل خاص بك، أحياناً تكون العلاقات بهدف الحاجة للانتماء والتواصل الاجتماعي أو القدرة على الحياة بكرامة، قومي بترك الخيانة على حدة واسألي نفسك كيف سيكون المستقبل إذا طلبتي الطلاق، بدلاً من استمرارك في التحدث عن الغش والخيانة قومي بتجاهل القرائن أو التغاضي عنها لحماية علاقتك وحماية صحتك العاطفية.

تكون الخيانة مبرراً للطلاق بحجم الأذى الذي تسببه للشخ،  فموضوع الخيانة من المواضيع الحساسة جداً التي قد تضر لحد كبير، حيث أن بعض حالات الخيانة التي تعد أكثر تأثيراً على قرار الطلاق:

  • خيانة الزوج المتكررة: فقد تكون ليست المرة الأولى التي خان فيها زوجك، وربما يكون سبب خيانة زوجك المتكررة معرفته بطبيعتك المتسامحة، في مثل هذه الحالة يعتبر الانفصال مبرر فلا رجاء من التسامح.
  • خيانة الزوج لزوجته بسبب مرض أو اضطراب: حيث لا يستطيع زوجك التحكم بمشاعره وسلوكه، وهنا يجب علاج المشكلة أولاً سواء كانت نفسية أو جسدية أو اجتماعية ثم انتظار النتائج وعلى ضوئها يكون القرار.
  • خيانة الزوج بسبب إهمال الزوجة: ممكن لإهمال المرأة لزوجها وعدم قيامها بواجباتها كزوجة التسبب في التفاته لامرأة أخرى تحمل الصفات المرغوبة لديه، وهنا بدلاً من طلب الطلاق يجب أن تسعى المرأة لإصلاح علاقتها مع زوجها وتفادي الصفات الموجودة بها والتي سببت خيانة زوجها.
  • الخيانة لأسباب عاطفية: ممكن أن يكون سبب خيانة الرجل هو تورطه في علاقة حب ويريد الزواج بامرأة أخرى ولا تسمح ديانته بالزواج المتعدد فلجأ للخيانة، وممكن أن تكون ديانة الرجل تسمح له بتعدد الزواج فأراد أن يتزوج بامرأة أخرى فعدت زوجته هذا الموضوع خيانة فأرادت الطلاق، وهنا يوجد فرق في الحالات الفردية لإقرار إذا كان هذا النوع من الخيانة مبرر للطلاق أم لا.

استمرار الزواج بعد خيانة الزوج لزوجته
الأذى الذي تعاني منه المرأة بسبب خيانة الزوج قد يحدث فارقاً كبيراً في حياتها، حيث يصبح منالصعب عليهامسامحة الزوج، وخاصة إذا استمرت الخيانة الزوجية لفترة زمنية كبيرة، لكن ما يجب على المرأة فعله هو أن تتحلى بالصبر وتعوّد نفسها على المسامحة، حيث يجب أن تجد حلاً بينها وبين زوجها، إليك بعض النصائح التي قد تساعدك على استمرار زواجك: [4]

  • كوني واعية ومتفهمة: اعتبري أن ما حدث مجرد نزوة واطلبي منه أن يعدك بأن لا يقوم بهذا الفعل ثانية كوني متقبلة للمغفرة، وحاولي تجديد حياتك مع زوجك وبناءها من جديد إذا لم يكن لأجلك فلأجل أطفالك.
  • التمتع بعقل الحكيم: فكري ماذا سيحدث إن لم تغفري لزوجك كيف ستغدو حياتك أنت وأطفالك إن كان الطلاق في صالحك وصالح الأطفال ولا يود أمل من تحسن أخلاق زوجك فلا تتأخري في طلبه، ولكن بحال كانت نزوة عابرة سوف تتأكدي أن القرار الواعي فعلاً هو أن تغفري لزوجك.
  • اتبعي سياسة الأرض الخالية: يمكنك مغادرة المنزل والبقاء لفترة في مكان هادئ بعيد عن كل الضغوطات أو العمل إذا كنت غير عاملة فالعمل ينسيك وسوف يريح نفسك عن الخوض في تلك الأفكار المتعلقة بتفاصيل الخيانة، فهذا يساعدك في اتخاذ القرار الصائب غير المتسرع.
  • لا تقومي بتذكير الرجل بخيانته: إذا استمرت المرأة في تذكير زوجها خيانته، فهذا الموضوع لن يجعله ينسى ما فعل وربما سيقوم بفعلها مرة أخرى بسبب تذكيرك الدائم له بخيانته، لا تستخدمي التذكير بالخيانة كذخيرة في الجدل.
  • لا تجادلي كثيراً في موضوع الخيانة: ربما لو بحثتِ بسبب خيانة زوجك تجدي أنه قد يعود لإهمالك أو عدم اهتمامك به وهنا إذا قررت العفو والاستمرار يجب إصلاح هذا الخلل.
  • عدم السعي للانتقام أو القصاص من الزوج: إن محاولتك لإشعار الزوج بالذنب بشكل دائم، لكي تنتقمي منه لكرامتك التي هدرت بسبب خيانته ليس سلوكاً واعياً، وبدلاً من ذلك عليك تذكيره بشكل دائم أن هذه المسامحة ليست دائمة وأنك لن تتغاضى عن السلوك المؤذي.
  • أصبري على نفسك: قد تمري بالفترة بالأولى عقب اكتشاف الخيانة بشعور أنك لن تستطيعي المسامحة، لذا يجب عليك تمرين نفسك على هذا ومعرفة أنه يستغرق وقت طويل لا تحاولي التعجيل بالعملية.

يمر التعافي من صدمة الخيانة الزوجية والطلاق بعدة مراحل لكن هذه المراحل تزداد أو تنقص حسب استجابة المرأة للصدمة، قد لا يكون الطريق للتعافي من الصدمة هو نفسه بجميع الحالات، ولكن هذه الاستراتيجيات يمكن أن تساعدك في اتخاذ الخطوات الأولى لكي تتعافي من هذه الصدمة: [3]

  • قومي بمواجهة الخيانة: أولاً يجب أن تتصالحيمع نفسك بما يخص موضوع الخيانة، حيث تمتد آثار الخيانة على حياتك كلها سواء في العمل أو في المنزل وحتى على أطفالك، لا تحاولي قمع مشاعرك عبري عنها لا تدعي التفكير يقتلك حدثيه بصراحة عن السبب الذي سمح له بالخيانة، لا تدخلي في صدمة قد تضر بحالتك النفسية والجسدية والتي قد تنعكس على أطفالك أيضاً، تأكدي مهما كان قرارك سوف يكون هو القرار الصائب، ربما إذا قمتِ بالتكلم مع زوجك عن الأسباب الذي دفعته للخيانة يساعدك في عملية الشفاء والنسيان وتدارك هذا الموضوع.
  • تدربي على قبول المشاعر الصعبة: قد تخلّف لك الخيانة مشاعر مؤلمة مثل الخجل والإهانة وفقدان جزء كبير من الكرامة وربما يسبب لك صدمة نفسية أو المرض الشديد الناشئ عن الحزن والاكتئاب، كما يمكن أن تولد لك الخيانة حالة من الأنكار وعدم تصديق ما حدث، حاولي تجاهل هذه المشاعر بأخذ قسطاً من الراحة وعدم التفكير بشيء سوى راحتك وسلامك الداخلي.
  • حاولي الحصول على الدعم من أشخاص مقربين: غالباً ما تحتاج المرأة المتعرضة للخيانة لدعم عاطفي، خاصة في الأوقات العصيبة سوف تحتاجين للناس المقربين لك "أهل، أصدقاء، أقارب أو حتى لأطفالك"، حاولي قضاء وقت كبير معهم أطلبي مشورتهم حاولي ابعاد تفكيرك عن الموضوع الرئيسي لكي لا تتدهور حالتك النفسية والجسدية بشكل أكبر.
  • اتبعي نظام جديد مضاد للاكتئاب: سوف تشعرين بالملل من كل ما كنتي تفعلينه أنت وزوجك معاً حتى من ابسط روتين تناول فنجان القهوة الصباحي أو الفطور، استبدلي عاداتك كلها فبدلاً من الجلوس والنحيب لمدة ساعات على ما حصل لك قومي بقراءة كتاب أو الخروج للتنزه بالهواء الطلق، وبدلاً من شرب القهوة اشربي الشاي الأخضر أو البابونج وبدلاً من تناول الطعام الدسم تناولي وجبة خفيفة تعطي جسمك الطاقة وتمنحك الراحة البدنية والنفسية، كما يمكنك مشاهدة نوع أفلام غير مألوف لك لعله يشتت انتباهك عن الموضوع الذي قد سبب لك هذه الصدمة.

المراجع