أسباب وإجراءات عملية استئصال الرحم وما بعد العملية

ما هي إجراءات عملية استئصال الرحم وما أنواعها؟ تعرفي أكثر إلى أسباب ودواعي استئصال الرحم وأنواع الاستئصال الكلي والجزئي، ما يجب فعله بعد استئصال الرحم
أسباب وإجراءات عملية استئصال الرحم وما بعد العملية

أسباب وإجراءات عملية استئصال الرحم وما بعد العملية

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الرحم هو عضو رئيسي من أعضاء الجهاز التناسلي الأنثوي، وهو العضو الذي يحمل بجوفه الأجنة ويؤمن غذائها حتى إتمام نضوجها، وهو المسؤول عن التغيرات الجنسية الأنثوية التي تحصل في مختلف مراحل عمر السيدة، ولكن قد يحصل خلل ما يضطر الأطباء من أجل السيطرة على هذا الخلل أن يقوموا باستئصال الرحم، وسوف نوضح من خلال هذا المقال كل ما يتعلق بعملية استئصال الرحم.

عملية استئصال الرحم Hysterectomy هي عمل جراحية يتم فيها استئصال الرحم بشكل كامل أو جزئي لوجود ورم خبيث أو لأسباب ودواعي قصوى، وقد يضطر الطبيب إلى استئصال المبيضين وقناة فالوب أيضاً حسب حالة المريضة، وبعد عملية استئصال الرحم سوف تتوقف الدورة الشهرية ولن تكون السيدة قادرة على الحمل من جديد. [1،3]
الرحم هو أحد أجزاء الجهاز التناسلي لدى المرأة وهو المكان الذي تتموضع فيها البويضة الملقحة ويحتضن الجنين، والمبيضين ينتجان الهرمونات الأنثوية كالأستروجين والهرمونات الأخرى، بالإضافة إلى قناة فالوب وهي عبارة عن الأقنية التي تنقل البويضة من المبيض إلى الرحم، ولأسباب طبية معينة قد تحتاج المريضة إلى عملية استئصال الرحم التي يتم تحديد نوعها بعد الكشف والتشخيص الدقيق.

animate

يوجد عدة أسباب طبية تجعل الطبيب يقرر إزالة الرحم، منها ما هو إسعافي، ومنها ما يحصل بعد الفحص السريري ورسم خطة العلاج، ومن هذه الأسباب نذكر: [1،2،3]

  • نزيف مهبلي لا يمكن السيطرة عليه: قد يصل النزيف المهبلي المفاجئ لدرجة يضطر فيها الطبيب بشكل إسعافي لاستئصال الرحم، قبل أن تدخل المريضة بصدمة نقص الدم، وهذا يكون الخيار الوحيد لإنقاذ حياتها.
  • الأورام خبيثة: عندما يكون هنالك ورم داخل الرحم، أو عنق الرحم، أو المبيض، ولا يستجيب للعلاج قد يضطر الطبيب لاستئصال الرحم، وجميع الأعضاء الأخرى التي يمتد إليها الورم.
  • الأورام الليفية: الأورام الليفية هي أورام حميدة تنمو داخل الجدران العضلية للرحم، أو داخل تجويف الرحم، وهنا يشير الطبيب إلى أهمية إزالة الرحم كاملاً منعاً من تحول الورم الحميد لورم خبيث، قد يمتد لمناطق أخرى من الجسم.
  • التهاب الحوض: هو عدوى خطيرة تصيب الجهاز التناسلي تكون حادة أو مزمنة ويعتبر من الأمراض التي تنتقل عن طريق الجنس، ويحتاج الطبيب فيها لإزالة الرحم لمنع تطور الالتهاب وامتداده لباقي أعضاء الجسم.
  • تدلي الرحم: من الحالات أيضاً التي يقوم الطبيب فيها بإزالة الرحم بعمل جراحي هو سقوط للرحم عبر عنق الرحم إلى الخارج.
  • الانتباذ البطاني الرحمي: أحد الأسباب التي تدفع الطبيب لاستئصال الرحم الانتباذ البطاني الرحمي، وهو اضطراب تنمو فيه البطانة الداخلية للرحم خارج تجويف الرحم، مما يسبب الألم والنزيف.
  • العضال الغدي: أحد الأسباب أيضاً لاستئصال الرحم هو العضال الغدي، وفي هذه الحالة تنمو البطانة الداخلية للرحم في عضلات الرحم، بشكل غير قابل للسيطرة.

بعد أن تم التعرف على الأسباب المتعددة لاستئصال الرحم، سوف نوضح هنا الأنواع المختلفة لعملية استئصال الرحم التي يختارها الطبيب للحفاظ على حياة المريضة: [1،2،3]صورة أنواع استئصال الرحم

  • استئصال الرحم الكلي: الاستئصال الكامل يشمل إزالة الرحم مع عنق الرحم بشكل كامل.
  • استئصال الرحم الجزئي: يسمى أيضاً (فوق عنق الرحم) في هذه الحالة يتم استئصال الرحم بشكل كامل، وترك عنق الرحم، بعد التأكد من سلامته، ومع ذلك تحتاج السيدة لفحص روتيني لعنق الرحم للتأكد من عدم وجود انقسام عشوائي للخلايا أو أورام. 
  • استئصال الرحم الجذري: هو إجراء تجريف شامل يتضمن إزالة الرحم وقناتي فالوب بالإضافة إلى المبيضين، والجزء العلوي من المهبل، وقد يحتاج الطبيب لإزالة أربطة الحوض المحيطة، والغدد اللمفاوية المرتبطة بها، وفي حال تم إزالة كلا المبيضين تحتاج السيدة لعلاج هرموني للحفاظ على التوازن الهرموني في الجسم.

هنالك ثلاث طرق جراحية رئيسية يمكن من خلالها استئصال الرحم من قبل الطبيب المختص مثل: [1،2،3]

  • استئصال الرحم عن طريق البطن: هو إجراء جراحي يشبه عملية الولادة القيصرية، حيث يقوم الطبيب بإجراء شق كامل، عمودي أو أفقي، في منطقة أسفل البطن قرب العانة، ويقوم بإزالة الرحم من خلالها، وهذه الطريقة قد تترك ورائها ندوب.
  • استئصال الرحم المهبلي: في هذه الطريقة يتم إزالة الرحم عن طريق إجراء شق صغير في الجزء العلوي من المهبل والدخول عبره للوصول إلى الرحم واستئصاله بشكل كامل، دون جروح خارجية فيعتبر هذا الإجراء من الإجراءات التي لا تترك ندبة بعد العملية، وتستخدم هذه الطريقة عادةً في حالات تدلي الرحم.
  • استئصال الرحم بالمنظار: يتم هذا الإجراء بشكل تنظيري عن طريق استخدام أنبوب طويل ورفيع، مرفق بإضاءة وكاميرا صغيرة عالية الدقة، في مقدمة هذا الأنبوب، يتم إحداث ثلاث أو أربع شقوق بسيطة في البطن، والدخول عبرها بالأنبوب نحو الرحم، وعند الوصول للرحم يقوم الطبيب بتقطيع الرحم لقطع صغيرة يمكن سحبها كاملة عن طريق المهبل، دون الاضطرار لفتح البطن بشكل كبير.

بعد انتهاء عملية استئصال الرحم تستعيد المريضة حياتها الطبيعية بشكل تدريجي، ويجب الالتزام بالإرشادات الطبية لتسريع الشفاء، فيحصل بعد العمل الجراحي ما يلي: [4]

  • الاستيقاظ في غرفة الإنعاش: بعد العمل الجراحي لا يمكن مغادرة المستشفى مباشرة، حيث تستيقظ المريضة في غرفة الإنعاش لمراقبة العلامات الحيوية، ومدى نجاح العملية، ويتم إعطاء جميع الأدوية ومسكنات الألم عن طريق القثطرة الوريدية.
  • في اليوم التالي للعملية: يجب البقاء في المستشفى لعدة أيام وفي اليوم التالي يتم تشجيع المريضة على المشي ولو لمسافة قليلة، من أجل منع حدوث تجلطات خاصة في الساقين.
  • عند وجود الغرز: في حال وجود الغرز تتم إزالتها من قبل الطبيب غالباً بعد 6 إلى 7 أيام من العملية الجراحية.
  • مغادرة المستشفى: يتم مغادرة المستشفى بعد يوم إلى أربع أيام وهذا يختلف تبعاً للطريقة الجراحية التي تم اتباعها، ففي حال كانت الجراحة عن طريق المهبل أو بالمنظار تستغرق أربع أيام بشكل تقريبي، أما إذا كانت الجراحة عن طريق البطن، فقد تستغرق أسبوعاً كاملاً.
  • العودة لممارسة الحياة الطبيعية: يمنع العودة للحياة الطبيعية إلا بعد 6 إلى 8 أسابيع على الأقل من العملية، خلال هذه الفترة قد تلاحظ السيدة بعض الإفرازات المهبلية والنزف، وهذا يعتبر أمر طبيعي، ولكن وفي حال زاد عن الحدود الطبيعية يجب إخبار الطبيب المعالج.
  • العلاج الهرموني: نظراً لاستئصال الأعضاء التي تتحكم بإفراز الهرمونات الأنثوية سوف تظهر على السيدة أعراض سن اليأس بشكل مبكر، مثل الهبات الساخنة، والقلق، والتغيرات المزاجية، وجفاف المهبل، والاكتئاب، وهنا قد يصف الطبيب الهرمونات البديلة كحبوب من أجل السيطرة على الخلل الهرموني الحاصل، ويمكن للسيدة استخدام الأستروجين المهبلي للتخلص من جفاف المهبل، خاصة بعد العودة لممارسة العلاقة الزوجية، وفي حالات خاصة قد يصف الطبيب مضادات اكتئاب.
  • اتباع إرشادات الطبيب: من المهم من أجل تسريع الشفاء أن يتم الالتزام بالإرشادات الطبية مثل شرب كميات كافية من السوائل وتناول الخضروات الطازجة، وتجنب الوقوف لفترات طويلة، بالإضافة إلى تجنب رفع الأشياء الثقيلة، والالتزام بتناول الأدوية بشكل كامل.

يوجد بعض الاستفسارات الخاصة بعملية استئصال الرحم تم جمع المعلومات الكافية حولها مثل: [5]

  • كم تستغرق عملية استئصال الرحم؟ يختلف الوقت الذي تستغرقه عمليه الاستئصال الجراحي حسب نوع الجراحة التي يقرر الطبيب اجراءها، ولكن غالباً ما تتراوح الفترة داخل غرفة العمليات بين الساعة إلى الساعتين إلا إذا حصلت بعض المضاعفات الخارجية.
  • هل عملية استئصال الرحم خطيرة؟ بشكل عام لا تعتبر عملية استئصال الرحم من العمليات الخطيرة، لذلك في حال وجود الأسباب الكافية لإزالة الرحم لا يجب التردد إطلاقاً من أجل منع خطورة تطور الحالة فيما بعد، فقد ذكرنا أن هنالك حالات يضطر فيها الطبيب بشكل إسعافي لإزالة الرحم للسيطرة على النزيف، حيث لا تعد العملية خطيرة إلا في حال إهمال الأعراض وتطور المرض.
  • ما نسبة نجاح عملية استئصال الرحم؟ يعود تحديد نسبة نجاح العملية للجراح فالأمر يختلف بين كل حالة وأخرى، وتبعاً للمضاعفات التي تحصل خلال العملية أيضاً، ولكن ضمن الحالات الطبيعية تعد العملية آمنة ونسبة نجاحها مرتفعة.
  • ما تكلفة عملية استئصال الرحم؟ تختلف تكلفة عملية استئصال الرحم أيضاً تبعاً لنوع الجراحة المستخدمة والمستشفى التي تقام فيها العملية، بالإضافة إلى أن الطبيب الجراح يلعب دور باختلاف التكلفة، لذلك لا يمكن حصر تكلفة العملية برقم معين.
  • عملية استئصال الرحم والجماع: بعد عملية استئصال الرحم ينصح بشكل عام بعدم ممارسة الجنس حتى تعافي الجروح بشكل كامل، والتي تستغرق عادة 4 إلى 6 أسابيع على الأقل، وقد تعاني السيدة من الجفاف المهبلي خاصة إذا تمت إزالة المبايض مع الرحم، دون أخذ دواء هرموني يساعد في توازن الهرمونات في الجسم، وقد تفقد السيدة في المرحلة الأولى بعد العملية رغبتها الجنسية ولكن تعود هذه الرغبة بشكل تدريجي بمجرد التعافي.

المراجع