بحث حول المحافظة على البيئة

تعرّف إلى دور الأفراد والمؤسسات ودور الدولة في الحفاظ على البيئة وأهم وسائل حماية البيئة
بحث حول المحافظة على البيئة
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعتبر الإنسان هو المسبب الأول لتلوث البيئة وتدهور النظام البيئي، وعلى مر العقود الماضية صدرت الكثير من التحذيرات من المؤسسات العلمية والبحثية حول العالم عن مخاطر الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية الناتجة عن انبعاثات الغازات الدفيئة، ومع لمس هذه الآثار على أرض الواقع أصبحت التوعية بالمحافظة على البيئة ضرورة قصوى.

يشير مصطلح الحفاظ على البيئة إلى الإجراءات التي يتم اتخاذها لحماية كوكبنا والحفاظ على موارده الطبيعية من التلوث، ومفهوم الحفاظ على البيئة يقوم على عكس آثار التزايد السكاني والتطور الصناعي المدمرة للبيئة، والعمل على الحد من تدهور النظام البيئي لتجنب الآثار الكارثية التي قد تصل إلى فناء الأنواع وانقطاع الصادر الحيوية.

والمحافظة على البيئة تعني الممارسات التي نقوم بها كبشر بهدف إنقاذ البيئة من تدمير النظام البيئي بسبب التلوث والأنشطة البشرية، ويكون ذلك إما على المستوى الفردي من خلال الإجراءات التي يتخذها كل فرد لوحده بهدف حماية البيئة أو على المستوى الحكومي أو الدولي.

كما يدل مصطلح الحفاظ على البيئة على العناية بالموارد وحمايتها بحيث تستمر للأجيال القادمة، فالحفاظ على البيئة هو أمر حيوي لإنقاذ الحيوانات والأشجار لأننا جميعنا نعتمد عليها للبقاء على قيد الحياة، بحيث نضمن بقائنا.

من تعريفات المحافظة على البيئة أنها تعتبر ممارسة تهدف للحفاظ على العالم الطبيعي لمنعة من الانهيار نتيجة الأنشطة البشرية الضارة مثل إزالة الغابات الزراعية غير المستدامة وحرق الوقود الأحفوري، فتدمير أو فقدان أحد الأنظمة البيئية من شأنه أن يعطل الشبكة الغذائية بأكملها وبالتالي التأثير سلباً على الإنسان وغيره من الكائنات الحية.[1]

animate
  • الدولة والمؤسسات الحكومية: إن الدولة بكافة مؤسساتها مسؤولة عن الحفاظ على البيئة وحمايتها من خلال اتباع إجراءات صارمة للحد من التلوث البيئي، وسن القوانين التي تمنع تدهور النظام البيئي، ومعاقبة المخالفين بعقوبات رادعة تضمن خضوع الأفراد والمؤسسات التجارية والصناعية لهذه القوانين.
  • الناشطين في المجتمع المدني: إن النشطاء في مجال حماية البيئة هم بمثابة عامل ضغط على الحكومات والدول لإجبارها على اتخاذ إجراءات تساهم في المحافظة على البيئة وحمايتها، كما لهم دور في نشر الوعي بأهمية حماية البيئة ومحاربة التلوث البيئي.
  • المنظمات المحلية والدولية الخاصة بحماية البيئة: إن المنظمات التي تتبنى القضايا المتعلقة بالبيئة خاصة التغير المناخي والاحتباس الحراري لها دور في المحافظة على البيئة، من خلال القيام بدعم الدول لحماية البيئة وعقد الاتفاقيات والمعاهدات اللازمة لذلك، ووضع الاستراتيجيات لمنع هدر الموارد الطبيعية، من الأمثلة على المنظمات الدولية البيئية أصدقاء الأرض ومنظمة السلام الأخضر.
  • الشركات والمؤسسات: للشركات والمؤسسات دور مهم في الحفاظ على البيئة من خلال وضع سياسات واقعية تساعد في حمايتها من خلال بناء مصانعها ومعاملها التابعة لها في مناطق بعيدة عن التجمعات السكانية ووضع برامج لإدارة تصريف مخلفاتها ونفاياتها والاعتماد على مصادر طاقة صديقة للبيئة.
  • الأفراد: إن المبادرات البسيطة التي قد يقوم بها الفرد تجاه البيئة من خلال أنشطته اليومية يمكن أن تؤثر على البيئة حتى ولو كان هذا التأثير بسيطاً، فإذا اتخذ كل فرد مثل هذه المبادرات فيمكن إحداث أثر كبير وإيجابي فيها، مثل إعادة التدوير من المصدر، والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في البيوت، والتخلص من النفايات الإلكترونية والكيميائية المنزلية بطريقة آمنة.[2]
  • المحافظة على صحة الإنسان: الحفاظ على البيئة ينعكس على صحة الإنسان بشكل كبير، فالحفاظ على نظافة الهواء يقلل من حالات إصابة الفرد بالمشاكل التنفسية، والحفاظ على نظافة الماء يقلل من بعض الأمراض خاصة الكوليرا والتهابات الكبد، وحماية التربة يقي من الإصابة ببعض أنواع السرطانات الناتجة عن تناول الأطعمة المزروعة بالسماد الكيميائي أو في تربة ملوثة.
  • الحد من تغيرات المناخ: تعتبر التغيرات الجذرية في المناخ نتيجة مباشرة للاحتباس الحراري الناتج عن تراكم الانبعاثات والغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، والحفاظ على البيئة سيساهم يشكل كبير بالحد من التغيرات المناخية التي تؤثر على النظام البيئي وتسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض وما يترتب عليه من ارتفاع منسوب البحار والمحيطات وتغير حرارة المياه وحرائق الغابات والوفيات المباشرة من الاحترار.
  • الحفاظ على الموارد: إن المحافظة على البيئة تساعد في الحفاظ على الموارد الطبيعية للكوكب بحيث تكفي السكان لسنوات طويلة وخاصة الموارد المائية والنفطية، ويعطي فرصة للنظام البيئة للتأقلم مع التغيرات.
  • الحفاظ على التنوع البيولوجي: يقصد بالتنوع البيولوجي الحفاظ على الغطاء النباتي والتنوع الحيواني الموجود من أجل الحفاظ على التوازن البيئي المحيط بالإنسان مما ينعكس على حياته بشكل إيجابي.
  • تحسين جودة الحياة: تساعد حماية البيئة والمحافظة عليها في تحسين جودة حياة الإنسان من حيث شعوره بالاسترخاء والراحة والتقليل من التوتر والأمراض والعيش في بيئة وطبيعة نظيفة وتناول الأطعمة بأصناف متنوعة وبمذاق طبيعي وخالية من المواد الكيميائية واستنشاق هواء نظيف ومنعش.
  • حماية الحيوانات المهددة بالانقراض: إن الحفاظ على البيئة يساعد في حماية مواطن بعض الحيوانات أو النباتات النادرة والمهددة بالانقراض بالتالي حماية التنوع البيولوجي الطبيعي والتوازن البيئي.
  • المحافظة على النظام البيئي: إن العبث في النظام البيئي مثل الصيد الجائر والرعي الجائر وزيادة التلوث البيئي يمكن أن يتسبب في الكثير من النتائج غير المحمودة مثل انقراض بعض أنواع الحيوانات أو انتشار الأوبئة كذلك الاحتباس الحراري.
  • جذب السياح: المحافظة على البيئة يساعد على زيادة المردود المادي للدولة من خلال تعزيز قطاع السياحة حيث ينجذب السياح للمناطق التي تحتوي طبيعة ساحرة ونظيفة.
  • التقليل من الكوارث الطبيعية: غالباً ما يكون للإنسان يد في حدوث الكوارث الطبيعية من خلال تخريبه في النظام البيئي فمثلاً قطع الأشجار الجائر والموجودة على السفوح الجبلية ستؤدي إلى حدوث انهيار لهذه السفوح ويمكن أن تدمر مناطق سكنية كاملة لذلك فالحفاظ على البيئة يقلل من هذه الكوارث.[3]
  • تسارع التغيّر المناخي: يتسبب التلوث البيئي وعدم السعي للحد منه إلى حدوث تغيرات مناخية والتي نشهدها في الوقت الحالي، وسيزداد الأمر سوءً في حال عدم بذل الجهود الجدية لعلاج المشكلة، حيث ستزداد درجات الحرارة بشكل كبير على مدار السنة بالتالي ستتلف المزروعات التي تحتاج لمناخ بارد حتى تنمو، بالإضافة إلى ذوبان الثلوج في القطب الشمالي والذي يزيد من خطر غرق دول أو قارات بأكملها نتيجة ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات ويحدد حياة الأنواع والكائنات البحرية.
  • تهديد حياة الإنسان: إن حدوث تلوث في المياه والتربة والهواء نتيجة عدم المحافظة على البيئة سيتسبب مع الوقت في تهديد حياة الإنسان نتيجة انتشار الأمراض والأوبة والمجاعات والحروب ونضب الموارد والمصادر غير المتجددة للطاقة.
  • المجاعات: استنزاف الموارد الطبيعة وتسمم التربة وتصحرها وعدم صلاحيتها للزراعة ستسبب مع الوقت في حدوث مجاعات في العالم ستكون الدول الفقيرة أكبر المتضررين منها.
  • ازدياد الحروب: إن عدم المحافظة على البيئة في دولة ما سيؤثر على قدرة أفرادها على إيجاد الطعام والمياه والأراضي الخصبة وهذا يسبب خلافات كثير على مصادر الثروة والغذاء وذلك يعتبر سبب أساسي وتاريخي لنشوب الحروب منذ القدم.
  • اتساع ثقب الأوزون: يتسبب التلوث البيئي في حدوث مشاكل جسيمة للغلاف الجوي فهي تزيد من اتساع ثقب الأوزون بالتالي مرور كمية أكبر من الأشعة فوق البنفسجية إلى الأرض والتي تؤثر على الإنسان فتزيد من خطر إصابته بالسرطانات، بالإضافة إلى إحداث ضرر بالنباتات الأمر الذي يهدد بدوره الأمن الغذائي في العالم.
  • فقدان التربة لخصوبتها: إن اهمال حماية البيئة واستخدام المواد الكيميائية فيها بشكل كبير وغير مدروس يؤثر على خصوبة التربة ويؤثر في مكوناتها مما يجعلها مع الوقت غير صالحة للزرعة وبالتالي حدوث التصحر.
  • فقدان المياه الصالحة للشرب: إن تسمم المياه وتلوثها وزيادة حموضتها أو ما يسمى بتحمض المحيطات الناتج عن ذوبان ثنائي أكسيد الكربون فيها مكوناً حمض الكربونيك سيتبب في عدم وجود مياه صالحة للشرب.
  • إصابة الإنسان بأمراض خطيرة: إن تناول الأطعمة الملوثة والماء الملوث والتعرض للإشعاعات والانبعاثات الكيميائية تسبب في العديد من الأمراض الخطيرة مثل السرطانات والكوليرا وأمراض الكبد.[4]
  • استبدال السماد الكيميائي بالطبيعي: إن استخدام الأسمدة الكيميائية يؤذي التربة ويقلل من المواد العضوية فيها مما يجعلها مع الوقت غير صالحة للزراعة ويفضّل استبدالها بالأسمدة الطبيعية.
  • فرز النفايات: يمكن أن يساهم الفرد في الحفاظ على البيئة من خلال القيام بفرز النفايات المنزلية حيث يتم تخصيص حاوية للنفايات التي يمكن إعادة تدويرها مثل الزجاج والبلاستيك وحاوية للمواد العضوية مثل بقايا الطعام والتي يمكن الاستفادة منها كسماد طبيعي للتربة.
  • التقليل من استخدام البلاستيك: يشكل البلاستيك أزمة حقيقية للبيئة فهذه المادة تحتاج لآلاف السنين حتى تتحلل وعندما يبدأ البلاستيك بالتحلل فإنه يتحول إلى قطع صغير ودقيقة يمكن أن تسمم الكائنات الحية خاصة البحرية منها، لذلك ينصح بالتقليل من شراء العبوات البلاستيكية واستبدالها بالزجاجية أو العمل على إعادة تدوير البلاستيك الموجود.
  • تجنب قطف الأزهار والنباتات: يساهم الفرد بحماية البيئة من خلال تجنب قطف الأزهار والنباتات وتوعية الأطفال لأهمية هذه النقطة وخاصة في الحدائق العامة والطرقات.
  • الاهتمام بنظافة البيئة: المحافظة على البيئة يبدأ من خلال تجنب رمي الأوساخ والقمامة في الشوارع والحدائق بالإضافة إلى التوعية المبكرة للأطفال من قبل الأهل والمدراس حول أهمية الحفاظ على نظافة البيئة.
  • ترشيد استهلاك المياه: يمكن للفرد الحفاظ على البيئة من خلال ترشيد استهلاكه للمياه على المستوى الفردي من خلال اتباع بعض الخطوات البسيطة التي من شأنها توفير المياه مثل القيام بالفحص الدوري لصنابير المياه في المنزل للتأكد من عدم تسريبها والتقليل من هدر المياه وعدم ري المزروعات بمياه الشرب.
  • إعادة التدوير: إن إعادة التدوير تعتبر طريقة لتحويل العناصر القديمة إلى أشياء مفيدة مما يقلل من حجم النفايات والحفاظ على الموارد الطبيعية، ولا تقتصر إعادة التدوير على النفايات بل يمكن أن تشمل الأطعمة لمنع هدرها أو من خلال تحويلها إلى سماد عضوي للنباتات.
  • التقليل من حجم النفايات: يجب على كل فرد المساهمة في تقليل حجم النفايات من خلال تقليل استخدام الأشياء التي تستعمل لمرة واحدة، وشراء الأشياء التي يمكن تكرار استعمالها، مثال على ذلك استبدال عبوات المياه البلاستيكية بالزجاجية واستعمال أكياس قماش بدلاً من النايلون.
  • استخدام وسائل التنقل الصديقة للبيئة: يمكن للفرد تجنب استعمال سيارته في حال كانت المسافة قريبة وأن يقوم بدلاً من ذلك بالمشي أو ركوب الدراجة الهوائية للتقليل من الغازات الكربونية الضارة المنبعثة من السيارات، كذلك مشاركة الفرد لسيارته مع اشخاص أخرين.
  • استخدام أنظمة الطاقة المتجددة: إن استعمال المصادر المتجددة للطاقة مثل الرياح والماء والشمس لتوليد الكهرباء في التقليل من استخدام الوقود والمصادر الأحفورية غير المتجددة بالتالي التقليل من الانبعاثات التي تعد أحد أسباب الاحتباس الحراري، وتوفير الطاقة غير المتجددة لحالات الضرورة.[5]
  • استصلاح الأراضي القاحلة: يجب على الدولة العمل على إعادة استصلاح الأراضي والمناطق القاحلة من خلال تشجيرها وجعلها صالحة للزراعة منعاً من انتشار الصحراء وانجراف التربة.
  • منع قطع الأشجار والغابات: يجب على الدولة منع قطع الأشجار وإتلاف الغابات فهي مصدر رئيسي للهواء النقي وتساعد في التقليل من الغازات المسببة للاحتباس الحراري الذي يؤدي إلى ازدياد حرارة الأرض بشكل أسرع كما أنها تحافظ على خصوبة التربة، وإصدار قوانين تحد من هذه العملية والتي غالباً ما تكون لتحقيق مكاسب فردية تجارية.
  • نشر الوعي حول أهمية الحفاظ على البيئة: يجب على الدولة المساهمة في نشر الوعي حول مخاطر التلوث البيئي وتأثيره على صحة الإنسان والكوكب وكيفية المحافظة على البيئة وأهمية حمايتها من خلال المحاضرات التوعوية والندوات في الجامعات والمدارس.
  • مراقبة المصانع والمعامل: فرض الرقابة على المعامل والمصانع ومدى التزامها بالمعايير والشروط التي تفرضها الدولة من أجل حماية البيئة من التلوث، خاصة فيما يخص التخلص من نفاياتها ومخلفاتها العادية منها والكيميائية يعتبر أحد الواجبات المهمة الملقاة عليها للمحافظة على البيئة.
  • توفير محميات للحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض: من المهم قيام الدولة بعمل محميات طبيعية للنباتات والحيوانات المهددة بالانقراض وذلك بأن توفر لهم موطن آمن بعيداً عن الصيد العشوائي للحيوانات وتوفير البيئة والطقس المناسب لنمو هذه النباتات حفاظاً على التوازن البيئي.
  • توفير السماد الطبيعي للمزارعين: يجب على الحكومات توفير السماد الطبيعي للمزارعين والتشجيع على استعماله بدلاً من الأسمدة الكيميائية التي تلوث البيئة.
  • تنسيق الجهود الدولية لحماية البيئة: يجب على الدول أن تنسق فيما بينها لعلاج المشكلات البيئية ومشاركة هذه الحلول والتقنيات الحديثة، خاصة فيما يخص التخلص من النفايات والتقليل من مشكلة الاحتباس الحراري.
  • تجنب رمي المخلفات في المياه: كثير من الدول تعمل على التخلص من النفايات من خلال رميها في البحار مما يشكل تهديداً للموارد والثروة المائية لذلك على الدول انتهاج استراتيجيات آمنة على البيئة للتخلص من النفايات من خلال إعادة تدويرها ومعالجتها والاستفادة منها.
  • الإدارة السليمة للنفايات: إن إدارة النفايات التي لا يمكن أن تتحلل وإدارة النفايات السامة والخطرة التي تنتج عن المصانع والمعامل من خلال دفنها أو معالجتها أو حرقها وفقاً لإجراءات ومعايير تقلل نسبة التلوث في الهواء والتربة والماء.
  • إصدار قوانين خاصة بالبيئة: يجب على الدول في سبيل المحافظة على البيئة إصدار قوانين تنظم الصيد والزراعة وكيفية التخلص من نفايات المصانع كذلك إصدار القوانين الرادعة التي تمنع الرعي الجائر والصيد الجائر.

المراجع