العلاقة الزوجية في وجود طفل رضيع "نصائح وتحذيرات"

دخول الرضيع إلى حياة الزوجين يفرض الكثير من التغيرات والتأثيرات على مختلف جوانب حياتهما اليومية، وخصوصاً العلاقة الزوجية في الأسابيع الأولى بعد الولادة حيث يكون من الصعب ترك الرضيع في غرفة مستقلة، وفي هذا المقال نصائح وتحذيرات حول ممارسة العلاقة الحميمة بوجود طفل رضيع
لا يوجد نصوص صريحة تحرّم ممارسة الجماع والعلاقة الزوجية بوجود الرضيع في نفس الغرفة، ولكن الحياء والستر مبادئ أساسية في الإسلام، والعلاقة الزوجية علاقة خاصة يجب التعامل معها بحذر للحفاظ على خصوصيتها، ولذلك من المحظور ممارسة هذه العلاقة بأي شكل أو مكان من شأنه أن يكشف الستر على أيّ كان.
وقد ورد في الأثر عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما لم يكن يجامع زوجه إلّا وقد أخرج الرضيع إلى غرفةٍ أخرى، وهذا أولى وأحسن، لكن بعض علماء الدين والفقهاء ذهبوا إلى جواز ممارسة العلاقة الزوجية بوجود الطفل الرضيع في نفس المكان وفق شروطٍ صارمة.
أول هذه التوصيات أو الشروط أن يكون في ذلك ضرورة، أي ألّا يكون هناك مكانٌ آخر لوضع الطفل الرضيع فيه، قم أن يكون عمر الرضيع صغيراً لا يدرك معه ما يجري حوله، وألا يكون الوالدان في مرمى نظر الرضيع بل أن يحتجبا عنه، والأفضل أن يستغلوا وقت نوم الرضيع مع مراعاة عدم إصدار الأصوات أو الضجيج.
ليس من الجيد ممارسة العلاقة الزوجية بوجود الطفل الرضيع في نفس المكان، حتى من وجهة نظر على النفس الحديث فإن الرضيع يكون قادراً على تخزين الذكريات التي تعرضها عليه الحواس وإن لم يعِ بها تماماً لكنه سيتأثر بها، لكن في حال الاضطرار كعدم وجود مكان آخر أو ضرورة إبقاء الرضيع تحت الملاحظة، فيجب مراعاة الشروط التالية قبل ممارسة العلاقة الزوجية بوجود الرضيع:
- أن يكون عمر الطفل الرضيع أقل من 6 أشهر والأفضل أقل من 3 شهور، فإذا كان الطفل بعمر أكبر من ذلك قد يلاحظ العلاقة الزوجية بين الأبوين ويخزنها في ذاكرته، كما أنه يكون أكثر قدرة على الحركة لتجاوز حواجز الرؤية.
- أن يكون الطفل في سرير منفصل وبعيد عن الوالدين قدر الممكن ويساعد في حج الرؤية عن الطفل، وذلك لكي يأخذا راحتهما في العلاقة من ناحية، وعدم إيذاء الطفل أثناء التحرك بالسرير من ناحية أخرى.
- على الوالدين الاتفاق على بعض الشروط عند ممارسة العلاقة الزوجية بوجود طفل رضيع، مثل تأجيل العلاقة الجنسية حتى يكون الطفل نائم، والحفاظ على الهدوء قدر الممكن، والاتفاق أيضاً أنهما قد يضطرا للتوقف عن العلاقة إذا استيقظ الطفل أو بكى.
- من الأفضل أن يحرص الوالدين على إطفاء الضوء خلال ممارسة العلاقة الجنسية عندما يكون الطفل نائم معهما في نفس الغرفة، وذلك حتى إذا استيقظ فجأة يشعر الزوجين بذلك قبل أن يراهما الطفل.
- يشترط أن يحافظ الزوجان على الهدوء أثناء ممارسة العلاقة الزوجية إذا كان طفلهما الرضيع ينام معهما بنفس الغرفة، من ناحية حتى لا يستيقظ إذا كان نائم، ومن ناحية أخرى حتى لا يخاف من أصوات العلاقة.
- نوم الطفل في غرفة منفصلة: في حال وجود إمكانية لنوم الطفل بغرفة منفصلة على الأقل أثناء حصول علاقة جنسية بين الأبوين فيفضل ذلك، مع أخذ الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة الرضيع أثناء وجوده في غرفة مستقلة لوحده.
- وضع أجهزة مراقبة الطفل في غرفته: يوجد أجهزة مخصصة لمراقبة الطفل أثناء انشغال الوالدين مثل سماعات لا سلكية يوضع الميكروفون بجانب الطفل النائم تنقل صوت الطفل إلى غرفة الوالدين أو كاميرات المراقبة المخصصة للعرف.
- ترتيب روتين نوم الطفل والأم: رغم صعوبة السيطرة على وقت نوم الطفل الرضيع قبل عمر سنة، لكن يمكن للأم التحكم بشكل نسبي بأوقات نومها ونوم الطفل الرضيع بحيث تجد متسع من الوقت للعلاقة الزوجية تكون هي مستعدة فيه وطفلها نائم.
- اختيار سرير مناسب للطفل الرضيع: إذا كان الطفل الرضيع ينام مع الولدين في نفس الغرفة يمكن الاعتماد على اختيار سرير مناسب بحواف مرتفعة ويمكن حجب الرؤية من جوانب السرير دون تغطيتها أو التأثير على التهوية ما يمنح الوالدين الخصوصية، لكن هذا فعّال إذا كان عمر الرضيع أقل من 3 أشهر.
- طلب المساعدة من الآخرين: إذا كان ذلك ممكناً يمكن إيداع الرضيع لدى الأم أو الأخوات لبضع ساعات يقضيها الزوجان معاً، وليس بالضرورة إطلاع الآخرين على السبب، لكن ذلك يضمن علاقة زوجية مريحة وأمان للرضيع في نفس الوقت.
- بكاء الطفل أثناء قيام الزوجين بالعلاقة وهذا يسبب مقاطعتهما وتعكير مزاجهما وعدم قدرتهما على استعادة مشاعرهما بعد أن تبرد، وربما لا يمكنهما العودة لاستئناف العلاقة من جديد.
- احتفاظ الطفل بالذكريات إذا أخطأ الزوجان بتقدير وعي الطفل المتناسب مع عمره أو أهملا الاحتياطات التي تقلل شعور الطفل بوجود نشاط غير اعتيادي مثل ممارسة العلاقة في مكان يستطيع رؤيتها منه، وهذه الذكريات تؤثر على نفسية الطفل في المستقبل.
- تشتت الوالدين والتوتر أثناء العلاقة، حيث يبقى ذهن الأم منشغل بطفلها وتنظر إليه كلما تحرك أو صدر عنه صوتاً، وبالتالي يتشتت انباههما عن العلاقة ما يقلل الشغف والحماس والدافعية.
- تعرض الطفل للخطر إذا كان ينام مع والديه في نفس الفراش أثناء ممارسة العلاقة الزوجية، وذلك خلال تقلبهما وحركتهما أثناء العلاقة الزوجية، ولذلك لا يجب أبدأ ممارسة العلاقة والطفل في نفس السرير.
- تكون العلاقة الزوجية مقيّدة لاضطرار الوالدين الحفاظ على الهدوء والظلام، حيث لا يكون متاحاً للزوجين فعل كل ما يحبان أو يرغبان به من وضعيات جنسية وغير ذلك.
- زيادة الضغوط على الأم حيث تكون منشغلة دائماً ولا يمكنها التحكم بوقتها، ويمكن أن تستيقظ مرات عديدة دون رغبة منها أو شعورها بالحصول على قسط كافي من الوقت، وهذا يجعلها غير جاهزة في أي وقت للعلاقة الزوجية، ويمكن أن تشعر بالتعب وقلة الرغبة إذا أحرجها زوجها في طلب العلاقة.
متى يدرك الطفل الرضيع العلاقة الزوجية؟
لا يدرك الطفل الرضيع العلاقة الزوجية طوال فترة الرضاعة، ويمكن أن يبدأ بفهم هذه العلاقة بعمر بين 4 و5 سنوات، لكن مع ذلك إذا رأى الرضيع العلاقة الزوجية في عمر مبكر وسمع أصواتها دون أن يدرك ما الذي يجري، فهذا لا يعني أن لن يتأثر بها ولن يتم تخزين هذه البيانات في ذاكرته وتؤثر في المستقبل على شخصيته وسلوكه ومشاعره!
هل يشعر الرضيع بالعلاقة الحميمة؟
إذا كان الطفل ينام مع والديه بنفس السرير يمكن أن يشعر بحركة الزوجين أثناء قيامهما بالعلاقة الزوجية، وربما يستيقظ بسبب ذلك، بالإضافة إلى أن الطفل قد يسمع أصوات الوالدين إذا كان ينام في سرير منفرد، ولكن لا يفهم ما يحدث مجرد حركة وأصوات غير مفهومة، ولذلك يجب أن يتأكد الوالدين من فصل الطفل في سرير لوحده وحجب الرؤيا عنه بإعتام الغرفة أو وضعه خلف ستار، والحفاظ على الهدوء أثناء الجماع.
متى يمكن النوم مع زوجي بعد الولادة؟
تختلف حالات العودة للعلاقة الزوجية بعد الولادة حسب كل حالة ولادة، بشكل عام وفي الحالات الطبيعية يفضل الانتظار من أربعة إلى ستة أسابيع حتى يعود جسم المرأة لطبيعته، وحتى تنتهي فترة النفاس، وكي يكون الزوجان على استعداد نفسي وجسدي وعاطفي للعلاقة، وفي حالات أخرى قد يتطلب الأمر فترة أطول للاستشفاء.
هل يجوز إرضاع الطفل أثناء العلاقة الزوجية؟
لا يمكن ولا يجب إرضاع الطفل أثناء العلاقة الزوجية، يمكن للأم أن ترتدي ملابس خفيفة وتذهب لإرضاع الطفل حتى ينام ثم تعود إلى العلاقة مع الزوج، لكن لا يمكن ولا يجب بأي حال من الأحوال إرضاع الطفل أثناء ممارسة العلاقة، لما في ذلك من مخالفة لأدنى شروط خصوصية العلاقة، ومخاطر على الطفل مثل الاختناق أو الشعور بالخوف والتوتر.