أضرار استخدام الهواتف المحمولة في المدارس

استخدام الطلاب للهواتف المحمولة في المدارس خطر يهدد المجتمع، فما أضرار استخدام الطلاب للهاتف المحمول في المدرسة، وكيف أقنع طفلي بترك الهاتف المحمول في البيت؟
أضرار استخدام الهواتف المحمولة في المدارس
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

 انتشرت مؤخراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو صوّرها طلاب داخل مدارسهم، سواء لأنفسهم أو لمدرسيهم، وآخر تلك المقاطع ارتكاب طالب فعل مخالف للآداب مع زميله، وتصويره عبر الهاتف المحمول، مما أدى في النهاية لفصله من المدرسة.

وطالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بضرورة منع استخدام الطلاب للهواتف الذكية في المدرسة، مشددين على ضرورة إصدار قانون صارم، وتعزيز الرقابة داخل المدهتارس حتى لو وصل الأمر للتفتيش الذاتي اليومي،  للتأكد من حماية الأطفال من تلك الظاهرة، والتي من شأنها التأثير على التحصيل الدراسي لديهم من ناحية، وعدم التحكم في المواد التي يعرضونها من ناحية أخرى.

الأمر ليس مستحدثاً، ففي فرنسا، قرر الرئيس إيمانويل ماكرون منع الهواتف المحمولة في المدارس الابتدائية والمتوسطة، وترك الحرية لطلاب المدارس الثانوية، وشمل القرار 12 مليون تلميذ فرنسي، ولم يقتصر القانون الجديد على الهواتف المحمولة فقط، بل شمل أي جهاز موصول بالانترنت من هواتف وأجهزة لوحية وساعات وغيره.
وانحاز معظم الآباء والخبراء التربويين للقانون الجديد، معتبرين أن حظر الهواتف المحمولة من شأنه زيادة تحصيل الطلاب الدراسي.
 

animate

بالطبع تلك الهواتف لها العديد من الإيجابيات، فهي تمد الطلاب بالمعرفة والمعلومات، وتتيح لهم التواصل المستمر مع ذويهم، ولكن وجودها معهم داخل المدرسة له أضرار كثيرة أبرزها:
1- مخاطر صحية  
اهتمت دراسات عديدة بتناول تأثير الهاتف المحمول على صحة الأطفال، حتى قامت الجمعية الطبية الأمريكية بنشر دراسة في جامعة الصين الطبية، منشورة في 2014، عن تداعيات الهاتف المحمول على نشاط الدماغ، وأكدت أن تعرض الطفل للهاتف المحمول بشكل مستمر، يمكن أن يساعد على نمو بعض الأورام الخبيثة في الدماغ والأذنين، بالإضافة إلى إمكانية إصابة الطفل بالسرطان، حيث أكدت الدراسة ذاتها أن الأطفال يستوعبون الإشعاع الخارج من الهاتف المحمول بشكل أكبر من البالغين بنسبة تزيد عن 60%، فتسمح لهم بشرتهم وأنسجتهم وعظامهم بامتصاص الإشعاع مرتين مقارنة بالبالغين.

2- اضطرابات النوم
استخدام الطفل للهاتف المحمول مدة طويلة يؤثر على اضطرابات النوم، وأكدت دراسة ألمانية أجريت على عينة عشوائية من 3000 طفل حول العالم معتادين على استخدام الهاتف المحمول لأكثر من 7 ساعات يومياً، أن نصفهم يعانون من الأرق واضطرابات النوم.

3- ضعف التحصيل الدراسي
الاستخدام المستمر للهاتف المحمول يدفع الأطفال لإدمانه، حيث يستخدمونه خلال الحصص الدراسية، سواء في الألعاب الإلكترونية، أو المحادثات النصية، وكذلك خلال فترات الراحة، مما يشكل عامل إلهاء رئيسي، ليصبح تحصيلهم الدراسي ضعيف.
وأكدت الدراسة السابقة التي أجرتها جامعة الصين الطبية، أن إجراء الطفل لمكالمة هاتفية تصل لدقيقتين، يسبب تغيير نشاط دماغ الطفل لمدة قد تصل إلى ساعة، حيث تنتقل الموجات الكهرومغناطيسية من الهاتف الخلوي إلى عمق دماغ الطفل، وليس فقط حول الأذن، ويؤدي نشاط الدماغ المضطرب إلى إضعاف قدرة الطفل على التعلم، ويؤثر على قدرتهم على التحصيل في الفصل الدراسي. 

4- الغش باستخدام الهاتف المحمول
الهواتف المحمولة لا تجعل الطفل يتشتت عن التحصيل الدراسي فقط، بل يمتد الأمر إلى عدة ممارسات خاطئة يتبعها الأطفال خاصة في الاختبارات الدراسية، ليضحي وسيلة مثالية للغش بالنسبة لهم،  حيث يمكنهم تخزين الصور التي تشتمل على المنهج الدراسي، أو المعلومات عن المنهج، أو حتى تبادل الإجابات مع الطلاب أثناء الامتحانات عن طريق الرسائل النصية، أو تسريب الامتحانات والإجابات عبر الإنترنت.

5- سلوكيات سيئة بسبب الهاتف المحمول
استخدام الطفل للهاتف المحمول بدون رقابة يجعله يقوم بتصرفات غير لائقة، والتي تتمثل في الرسائل النصية والصور غير اللائقة، وقد يصل الأمر إلى الأفلام الإباحية التي تجعلهم يدمنون عليها لفترة طويلة، بالإضافة إلى التنمر الإلكتروني على زملائهم والذي يكون عادة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقد يرسلون رسائل قاسية أو معادية لزملائهم، أو ينشرون الشائعات أو يوزعون أرقاماً لزملائهم وصوراً محرجة.
وكشفت دراسة عام 2009 في أستراليا أن واحد من بين كل 10 أطفال يتعرضون للتنمر الإلكتروني من زملائهم بالمدرسة، وأوضحت الدراسة أن الرقم قد يكون أكبر من ذلك، لأن بعض الأطفال لا يخبرون أهلهم بالأمر.

6- الاكتئاب
يجعل الاستخدام المستمر للهاتف المحمول الطلاب أكثر عرضة للاكتئاب والتوتر، في حالة انتظار الرد من أصدقائهم على رسائلهم النصية على الانترنت، فيصبح معظم الأطفال مزاجيين.

هناك العديد من الإجراءات الاحترازية التي يمكن تطبيقها من قبل الآباء والأمهات، لتقليل هذه الأضرار الناتجة عن استخدام الأطفال للهواتف عموماً، واستخدامها في المدرسة خاصة، وإليك أبرزها:
1- لا يجب أن تعطي الهواتف المحمولة لطفلك قبل سن الـ13 لأكثر من ساعة يومياً، لأن الأطفال الأكثر عرضة للإشعاعات، وكلما تعرض لها في مراحل عمرية مبكرة، يصبح أكثر عرضة للإصابة بالأورام.

2- حافظ على النقاش المثمر مع طفلك، تحدث معه كل يوم عن المدرسة وما يحدث فيها، وكن مستمعاً جيداً، وتعامل مع مشاعرهم بجدية، فقد يخبرك عن تنمر إلكتروني تعرض له، أو أمور غير منضبطة تحدث مع زملائه.

3- لا تجعل طفلك يأخذ هاتفه معه إلى المدرسة، ولكن هناك حالات طوارئ من الممكن احتياج الهاتف فيها لذا يجب توفير أرقام مكتوبة لهم يستخدمونها في حالات الطوارئ.

4- تأكد أن طفلك لا يعطي رقمه لأي صديق يتعرف عليه، حتى لا يكون ضحية محتملة للسرقة أو التحرش أو التنمر.

5- تأكد أن طفلك لا يتعرض لمحتوى غير ملائم، عبر التطبيقات التي تمنع المحتويات الجنسية أو العنف أو المحتوى المخصص للبالغين.

6- في المناطق التي تكون فيها الإشارة ضعيفة، لا تجعل طفلك يستخدم الهاتف المحمول لأن في هذه الحالات تقوم الهواتف بمضاعفة إشعاعها للحصول على إشارة أو شبكة جيدة، وهذا الأمر ضار للغاية على صحة الطفل، وفقاً للأبحاث.

7- حافظ على هاتفك المحمول وحاسوبك الشخصي معك بأمان وبعيداً عن أطفالك في الليل،  فقد يحاول الأطفال بهدوء الحصول عليه واستخدامه دون معرفتك.

8- اجعل طفلك يستخدم الهاتف بقواعد معينة يجب أن تحددها له أولاً، وألا يزيد تعرضه للهاتف المحمول أكثر من ساعة يومياً.

9-شجع أطفالك على ممارسة الرياضة بدلاً من الانشغال في الهواتف المحمولة ووجودهم على مواقع التواصل الاجتماعي طوال اليوم.

مقالات ذات علاقة:
خطورة لعبة فورت نايت على الأطفال والمراهقين
التراجع الدراسي وطريقة التعامل مع الطفل الضعيف
السلوك العدواني والغضب عند المراهقين
مخاطر قضاء الأطفال أوقاتهم أمام الشاشات الإلكترونية